قديم 09-23-2012, 05:16 AM
المشاركة 651
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كثرة الهموم
إن كثرة الهموم والغموم تنشأ من تعدد مطالب العبد في الحياة الدنيا
فكلما ( يـئس ) من تحقيق مأرب من مآربه ( انتابه ) همّ الفشل
فإذا تعددت موارد الفشل تعددت موجبات الهموم
وتبعاً لذلك تتكاثف الهموم على القلب بما تسلبه السلامة والاستقامة
فلو نفى العبد عن قلبه الطموحات الزائفة وتضيّقت عنده دائرة المحبوبات واقتصرت همّته على ما يحسن الطمع فيه والطموح إليه
( قلّت ) عنده فرص الفشل وبالتالي نضبت روافد الهموم إلى قلبه
ومن هنا يعيش الأولياء حالة من ( النشاط ) والانبساط
الذي يفقده - حتى المترفون - من أهل الدنيا
وذلك لانصرافهم عما لا ينال وتوجّههم إلى ما يمكن أن ينال في كل آن
وهو النظر إلى وجهه الكريم سبحانهُ وتعالى .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
23 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-23-2012, 05:22 AM
المشاركة 652
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السعة المذهلة للوجود

ورد في الحديث :
{ ما السموات السبع والأرض عند الكرسي إلا كحلقة خاتم في فلاة وما الكرسي عند العرش إلا كحلقة في الفلاة }
إن استشعار هذه الحالة - وخاصة - عند مواجهة الحق في الصلوات والدعوات
يجعل العبد يعيش حالة ( التذلّل ) والانبهار أمام هذه القدرة التي لا تتناهى والسلطان الذي لا يدرك كنهه
فمن موجبات ( تعميق ) محبة المحبوب هو الالتفات التفصيلي لما عند المحبوب من صفات وقدرة ولما يتمتع به من جمال وجلال والأمر عند عشاق الهوى كذلك
إذ أنهم يختارون من يجتمع فيهم الجمال والاقتدار
فالأول عنصر ( اجتذاب ) يوجب دوام محبة المحبوب
والثاني عنصر ( ارتياح ) يوجب قضاء مآرب الحبيب .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
23 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-23-2012, 05:26 AM
المشاركة 653
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حقيقة الاسترجاع
إن حقيقة آية الاسترجاع :
{ إنا لله وإنا إليه راجعون }
لو تعقلها العبد بكل وجوده لأزال عنه الهمّ الذي ينتابه عند المصيبة
والسر في ذلك أن الآية تذكّره بمملوكية ( ذاتـه ) للحق فضلا عن ( عوارض ) وجوده
وهذا الإحساس بدوره مانع من تحسّر العبد على تصرف المالك في ملكه - وإن كان بخلاف ميل ذلك العبد -
إذ أنه أجنبي عن الملك قياسا إلى مالكه الحقيقي كما تذكره ( بحتميّة ) الرجوع إليه المستلزم ( للتعويض ) عما سلب منه وهو مقتضى كرمه وفضله
وإن ذكرنا آنفا أن سلب الملك من شؤون المالك لا دخل لأحدٍ فيه كما يقال في الدعاء :
{ لاتضادّ في حكمك ولا تنازع في ملكك }
كل هذه الآثار مترتبة على وجدان هذه المعاني لا التلفظ بها مجردة عما ذكر


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
23 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-24-2012, 05:13 AM
المشاركة 654
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
روح الدعاء
أن حقيقة الأدعية المأثورة تتحقق بالالتفات الشعوري إلى مضامينها إذ أن الدعاء حالة من حالات القلب
ومع عدم تحرك القلب نحو المدعو وهو ( الـحق ) والمدعو به وهي( الحاجة ) لا يتحقق معنىً للدعاء
وبذلك يرتفع الاستغراب من عدم استجابة كثير من الأدعية رغم الوعد الأكيد بالاستجابة
وذلك لعدم تحقق الموضوع وهو ( الدعاء ) بالمعني الحقيقي الذي تترتب عليه الآثار

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حميد
عاشق العراق
24 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-24-2012, 05:20 AM
المشاركة 655
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الملَكَة أشرف من العمل


إن رتبة ملكة التقوى أشرف من رتبة العمل الصالح لجهات :
منها أن صاحب الملكة متصف بتلك الملكة وإن( انقطع ) عن العمل
فالكريم كريم وإن لم يكن متلبساً بالإكرام الفعلي
ومنها أن العمل الصالح قد تشوبه( شوائب ) العمل من الرياء وغيره
والحال أن الملكة حالة راسخة في الباطن
فلا مجال لإبدائها بنفسها في الظاهر لجلب رضا المخلوقين وإن بدت آثارها في الخارج
ومنها أن العمل الصالح قد ( يفارق ) العبد ولا يعود إليه لوجود ما يزاحم تحققه ولكن الملكة صفة لازمة للنفس
ومنها أن الملكة قائمة بالروح ( الباقية ) بعد الموت أيضا
والعمل الصالح قائم بالبدن ولهذا ينقطع بانقطاع الحياة
ومنها أن العمل من ( آثار ) الملكة التي منها يترشح العمل المنسجم مع تلك الملكة
ورتبة ما هو كالسبب أشرف من رتبة ما هو كالمسبَّب .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حميد
عاشق العراق
24 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-24-2012, 05:24 AM
المشاركة 656
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحسنة في الدنيا والآخرة

إن من يهوى الدنيا يطلبها بكل متعها من دون ( تقييدها ) بكونها حسنا عند الحق المتعال
وذلك لأن كل ما فيها - مما يطابق الهوى - مطلوب لديه وهذا بخلاف المؤمن الذي لا يريد من الدنيا والآخرة إلا ما كان ( حسناً ) عند مولاه
ولهذا يوكل أمر آخرته ودنياه إليه سبحانه لأنه الأدرى بالحسن الذي يلائمه بالخصوص
قالَ تعالى :
{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة }
لنفوزَ برضوان الله والجنة في الآخرة والسعة في الرزق وحسن الخلق في الدنيا

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
24 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-25-2012, 11:07 PM
المشاركة 657
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مجمل شهوات الدنيا

إن شهوات الدنيا قد أجملها الحكيم المتعال في النساء والبنين والأموال بأقسامها من المنقول وغيرهِ
ويجمع ذلك كله :
الاستمتاع ( بالاعتبارات ) كوجاهة البنين والعشيرة ( والواقعيات ) كالاستمتاع بالنساء والأموال وهذا مما يعين العاقل على مواجهة الشهوات بما يناسبها
لأنها بتنوعها تندرج تحت قائمة واحدة وتصطبغ بصبغة واحدة وهي ملاءمتها لمقتضى الميل البشري ( السفلي )
.فلو تصّرف العبد في طبيعة ميله وجعلها تتوجه إلى قائمة أخرى من مقتضيات الميل البشري ( العلوي )
لزال البريق الكاذب للقائمة الأولى لتحل محلها قائمة أخرى من الشهوات العالية
وقد قال الحق المتعال عن هؤلاء :
{ والذين آمنوا أشد حبا لله } .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
25 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-25-2012, 11:19 PM
المشاركة 658
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إجتثاث الرذيلة الباطنية
أسند الحق الشح في آية :
{ ومن يوق شح نفسه }
إلى النفس
إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن
والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال -
منشأه حالة في الباطن ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني ) يظلّ ُ الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا
وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق
وهكذا الأمر في باقي موارد الرذائل كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق
فاللبيب هو الذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس بدلا من ( تشذيب ) سيقانها المتفرعة على الجوارح .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد

عاشق العراق
25 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-26-2012, 12:15 AM
المشاركة 659
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التركيز في غير الصلاة
يتذرع الكثيرون الذين لا يملكون القدرة على التركيز - في الصلاة والدعاء - بذرائع واهية من عدم القدرة على مثل ذلك بما يوهم سقوط التكليف بالصلاة الخاشعة
والحال أن هؤلاء أنفسهم يملكون أعلى صور التركيز في مجال عملهم بل في مجال العلوم التي تتطلب منهم التركيز الذهني المتواصل
والسر في ذلك واضح وهو رغبتهم ( الأكيدة ) في مثل هذا التركيز فيما يحبون طمعا لما وراءه من المنافع
ولو تحققت فيهم مثل هذه ( الرغبة ) في التركيز - عند الصلاة والدعاء - طلبا لعظيم المنافع فيهما ( لأمكنهم ) مثل هذا التركيز أيضا بل أشد من ذلك
وتتجلّى ضرورة مثل هذا التركيز من كان قلبه متعلقاً في صلاته بشيء دون الله
فهو قريب من ذلك الشيء بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
25 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-26-2012, 11:58 PM
المشاركة 660
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السياحة اللاهادفة
إن على المؤمن أن يحترز عن السياحة ( اللاهادفة ) التي لا يتأتّى فيها قصد ( القربة ) إلى الحق
فإن جميع حركات العبد وسكناته ينبغي أن تكون مقرونة ( بالنـّية) التي تربطه بالعلة الغائية في أصل وجوده
وإلا فإن مجرد التنقل من بلد إلى بلد لا قيمة له في حد نفسه سوى ما يستوجبه شيئا من الاسترخاء والارتياح
الذي يزول مع العودة إلى البيئة التي كان فيها العبد ليعاني فيها - مرة أخرى - مشاكله التي غفل عنها في سفره
وهذا خلافا للسياحة التي ترتبط بهدف مقدس :
كمواطن الطاعة والارتباط بالحق أو بأوليائه
أو كالمواطن التي تعينه على استرجاع النشاط لمواصلة سبيل العبودية بجد واجتهاد
فإن أثرها متسمٌ بالبقاء والخلود
لأنه مصداق لما عند الله تعالى

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
26 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 02:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.