قديم 09-18-2012, 11:28 PM
المشاركة 641
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إجتثاث الرذيلة الباطنية
أسند الحق الشح في آية :
{ ومن يوق شح نفسه }
إلى النفس
إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن
والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال -
منشأه حالة في الباطن ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني )
يظلّ ُ الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا
وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق
وهكذا الأمر في باقي موارد الرذائل
كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق
فاللبيب هو الذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس
بدلا من (تشذيب ) سيقانها المتفرعة على الجوارح .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حميد
عاشق العراق
18 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-18-2012, 11:38 PM
المشاركة 642
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التركيز في غير الصلاة
يتذرع الكثيرون الذين لا يملكون القدرة على التركيز - في الصلاة والدعاء -
بذرائع واهية من عدم القدرة على مثل ذلك
بما يوهم سقوط التكليف بالصلاة الخاشعة
والحال أن هؤلاء أنفسهم يملكون أعلى صور التركيز في مجال عملهم
بل في مجال العلوم التي تتطلب منهم التركيز الذهني المتواصل
والسر في ذلك واضح وهو رغبتهم ( الأكيدة ) في مثل هذا التركيز فيما يحبون
طمعا لما وراءه من المنافع
ولو تحققت فيهم مثل هذه ( الرغبة ) في التركيز - عند الصلاة والدعاء -
طلبا لعظيم المنافع فيهما ( لأمكنهم ) مثل هذا التركيز أيضا بل أشد من ذلك
وتتجلّى ضرورة مثل هذا التركيز
من كان قلبه متعلقاً في صلاته بشيء دون الله
فهو قريب من ذلك الشيء
بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حميد
عاشق العراق
18 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-19-2012, 04:53 PM
المشاركة 643
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الصبغة الواحدة
إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته متصف بلون واحد وصبغة ثابتة وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا
والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه فهو الوحيد الذي وهبه الحق تعالى منحة العبادة ( الاختيارية )
وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا
لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى سبحانه حبا وبغضا
ولذلك يباهي الحق المتعال - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به -
بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق

19 - 9 - 2012


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-20-2012, 09:55 PM
المشاركة 644
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

السياحة اللاهادفة
إن على المؤمن أن يحترز عن السياحة ( اللاهادفة ) التي لا يتأتّى فيها قصد ( القربة ) إلى الحق
فإن جميع حركات العبد وسكناته ينبغي أن تكون مقرونة ( بالنـّية)التي تربطه بالعلة الغائية في أصل وجوده
وإلا فإن مجرد التنقل من بلد إلى بلد لا قيمة له في حد نفسه
سوى ما يستوجبه شيئا من الاسترخاء والارتياح
الذي يزول مع العودة إلى البيئة التي كان فيها العبد
ليعاني فيها - مرة أخرى - مشاكله التي غفل عنها في سفره
وهذا خلافا للسياحة التي ترتبط بهدف مقدس :
كمواطن الطاعة والارتباط بالحق أو بأوليائه
أو كالمواطن التي تعينه على استرجاع النشاط لمواصلة سبيل العبودية بجد واجتهاد
فإن أثرها متسمٌ بالبقاء والخلود لأنه مصداق لما عند الله تعالى
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق

20 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-21-2012, 03:08 PM
المشاركة 645
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القعود على الصراط المستقيم
ينحصر طلب الداعي في سورة الفاتحة - بعد مقدمات الحمد والثناء - في ( الاستقامة ) على الصراط
كما انحصر تهديد الشيطان من قبلُ ( بالقعود ) على الصراط المستقيم نفسه
ومن مجموع الأمرين يُعلم أن معركة الحق والباطل إنما هي في هذا الموضع
والناس صرعى على طرفيها وقد قلّ الثابتون على ذلك الصراط المستقيم
ومن هنا تأكدت الحاجة للدعاء بالاستقامة في كل فريضة ونافلة وليُعلم ان الذي خرج عن ذلك الصراط :
إما بسبب ( عناده ) وإصراره في الخروج عن الصراط باختياره وهو المغضوب عليه وإما بسبب ( عماه ) عن السبيل وهو الضال .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق

21 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-21-2012, 03:13 PM
المشاركة 646
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحق أولى بحسنات العبد
إن الله تعالى أولى بحسنات العبد من نفسه
لأن كل الآثار الصادرة من العبد إنما هو من بركات ( وجود ) العبد نفسه
والحال أن وجوده إنما هو ( فيض ) من الحق المتعال حدوثا وبقاء
أضف إلى أن ( مادة ) الحسنة التي يستعملها العبد في تحقيق الحسنات
ينتسب إلى الحق نفسه بنسبة الإيجاد والخلق
فيتجلى لنا - بالنظر المنصف - أن دور العبد في تحقيق الحسنة
دور باهتٌ قياسا إلى دور الحق في ذلك
فلـيُقس دور مؤتي الزكاة من الزرع إلى دور محيي الأرض بعد موتها
وما تمر فيها من المراحل المذهلة التي مكّنت المعطي من زكاته
والتي هي أشبه بالأعجاز لولا اعتيادنا لها بتكررها
ومن هنا أسند الحق الزرع إلى نفسه رغم أن الحرث من العبد
فقال :
{ أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق

21 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-21-2012, 03:17 PM
المشاركة 647
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القدرة المستمدة من الحق
إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه

وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكه
وإلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده
كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية -
شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه
ولهذا يقول علي ( عليه السلام ) :
{ الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً }
هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد لجعله يعيش حالة من الاستعلاء
بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض
- فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به -
لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع
أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق

21 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-22-2012, 05:20 AM
المشاركة 648
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عظمة الخالق في النفس
قد ورد في وصف المتقين أنه قد :
{ عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم }
فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه
كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟!
فإن صغر ما سوى الحق عنده يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه
كما لا يأسى على فوات شئ منه كما لا ( يستهويه ) شئ من لذائذها
ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره
كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك
وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه فإنه ( يكبر ) كل شئ في عينه
فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه
والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له
وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم
وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عين العبد
تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه
وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
22 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-22-2012, 08:43 PM
المشاركة 649
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الاشتغال بالفسيح
************************************************** ****
إن مواجهة القلب مواجهة متفاعلة مع أمور الدنيا -
وخاصة المقلق منها - مما ( تضيّق ) القلب
إذ أن القلب يبقى منشرحا
إذا اشتغل ( بالفسيح ) من الأمور التي تتصل بالمبدأ والمعاد
والقلب الذي يشتغل بالسفاسف من الأمور ، يتسانخ مع ما يشتغل به
فيضيق تبعا لضيق ما اشتغل به
والحل - لمن لابد له من التعامل مع الدنيا -
أن يرسل إليها ( حواسه ) وفكره القريب إلى حواسه
وأما ( القلب ) والفكر القريب إلى قلبه
فيبقى في عالمه العلوي الذي لا يدنّـسه شيء
فمَثَل القلب كمَثَل السلطان الذي يبعث أحد رعاياه لفك الخصومات وغيرها
ولا يباشرها بنفسه لئلا تزول هيبة سلطانه .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
22 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-23-2012, 01:14 AM
المشاركة 650
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صنوف الكمال
يمكن القول أن جميع صنوف الكمال مجتمعة في قوله تعالى :
{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }
فإن فيه كمال ( معرفة الرب )
لأنه لولا هذه المعرفة لما عرف مقام الرب
وبالتالي لم يتحقق منه الخوف من صاحب ذلك المقام .
وفيه كمال مرتبة ( القلب السليم ) لأن الخوف من مقام الرب لا ينقدح إلا من القلب السليم
الذي خلي من الشوائب بما يؤهله لنيل تلك المرتبة من الخوف
وفيه كمال مرتبة ( العمل الصالح ) الذي يلازم نهي النفس عن الهوى
إذ أن الذي يصد عن العمل الصالح
هو الميل إلى الهوى الذي لا يدع مجالا لتوجه القلب إلى العمل الصالح .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
22 - 9 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 09:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.