قديم 04-13-2012, 09:01 PM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جواب الروائي محمد جبريل صاحب رواية رباعية بحري حول كتابة النص الابداعي :

* تقول في حواراتك إنك تُفضِّل أن يكتب العمل الفني نفسه .. كيف يحدث ذلك معك، أو في تجربتك الأدبية على وجه خاص؟

-تعوّدت أن أستدعي الإلهام، ولا أجلس في انتظاره. أثق أن العمر أقصر من أن نُقدِّم فيه كل ما نريد. لا أُحب جلسات القهاوي، ولا الثرثرات العقيمة، أشغل معظم وقتي بالقراءة، وأحاول الكتابة ولو بضعة أسطر كل يوم. كما أني أُفضِّل أن أبدأ العمل الفني ولست أملك سوى البداية، أو الفكرة الهلامية، ثم أترك العمل الإبداعي يكتب نفسه ـ سواء أكان قصة قصيرة أم رواية ـ. لا أخطط مسبقا لعدد الصفحات، وإنما أبدأ الكتابة وفي ذهني فكرة ما قد تكون ضبابية، ثم تبدأ الشخصيات والأحداث في التخلُّق على النحو الذي يفرضه العمل نفسه.
بدأت في كتابة روايتي "من أوراق أبي الطيب المتنبي" وفي تصوُّري أنها قصة قصيرة، لكنها طالت ـ لا أدري كيف ـ فأصبحت رواية. وقصتي القصيرة "نبوءة عراف مجنون" بدأت في كتابتها كاستقالة من العمل الذي كنت أشغله خارج مصر، فتحولت إلى قصة قصيرة. وبعد أن كنت قد أنهيت عملي اليومي في جريدة "الوطن" العُمانية التي كنت أُشرف عليها جرى القلم على الورق بخطوط وتكوينات، ثم بدأت في الكتابة ـ كانت الساعة قد جاوزت الثالثة صباحا ـ دون تفكير مُسْبَق ، أثمر قصتي "اعترافات النفس المُتداعية".


- في الواقع العمل الابداعي لا يكتب نفسه انما الذي يكتبه هو العقل الباطن، فعلى من يريد ان يكتب روايات رائعة ان يثق بقدرات العقل الباطن ويجعل نصوصه تولد بتداعي حر فالنتيجة دائما رائعة خاصة اذا ما تمت تغذية العقل بالمعرفة.

قديم 04-13-2012, 10:13 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وهذه ظروف نشأة العبقري محمد جبريل صاحب واحدة من اروع 105 روايات عربية وهي " رباعية بحري"

علي الرغم من نشأة الكاتب محمد جبريل يتيم الام - لقد ماتت والدته وهو دون العاشرة من عمره - الا انه يتحدث عن اثرها البالغ في تكوينه الابداعي قائلا: وعدت القارئ في سيرتي الذاتية »حكايات عن جزيرة فاروس« بأن يقتصر ما اذكره من الاعوام القليلة التي أمضتها امي في حياتنا علي بعض الصور او الومضات السريعة، رحلت امي قبل ان أبلغ العاشرة فتصورت ان ما اذكره لن يجاوز تلك الفترة الباكرة من حياتي فضلاً عن غياب الوعي بصورة كاملة او جزئية في الاعوام الاولي منها، لكن الذكريات التي كانت مطمورة مالبثت ان استردتها الكتابة وهو ما سجلته في »مد الموج« و»الحياة ثانية« و»اغنيات« في العديد من اعمالي الروائية والقصصية.
ولعل رصيد امي هو اول ما اذكره من أيامها بيننا، أشرت اليه في العديد من لوحات السيرة الذاتية، والقصص القصيرة وفي فصول سيرتي الذاتية، قالت الجدة في شقة الطابق الرابع انها كانت تجلس بجوار امي تعودها لما انتفضت امي - فجأة - واشارت الي مالم تتبينه العجوز وهتفت: ابعدوه من هنا! ثم سكت صوتها وجسدها امرني ابي بالنزول الي الطبيب الارمني في الطابق الاول، صعد الطبيب السلم بخطوات متباطئة وكان يقف في كل طابق، امام النافذة المطلة علي الشارع الخلفي، ربما ليأخذ انفاسه وكنت ادعوه - بيني وبين نفسي - الي الاسراع في الصعود كي ينقذ امي، أطال الطبيب تأمل الجسد الساكن، كانت العينان جاحظتين، والبطن منتفخا بصورة ملحوظة والجسد بكامله متصلبا، كأنه وضع في قالب، مال الرجل علي صدر امي وباعد بأصبعيه بين الجفنين، وضغط بقبضة يده علي البطن المنتفخة ثم هز رأسه في اسي: ماتت!

- ظروف النشأة هذه و وصف الروائي العبقري محمد جبريل لالية ولادة النص الابداعي وكيف انه يولد نفسه تظهر اثر كيمياء الدماغ وطاقة البوزيترون التي تتشكل في الدماغ على اثر اليتم والظروف الصادمة لتفتح بقوة ابواب مخازن المعرفة المخزنة في اعماق العقل الباطن وتدفعه ليعمل فتتولد الاعمال الابداعية المهولة والعبقرية.

وبالنتيجة كلما كانت الظروف الصادمة صعبة وقاسية كلما كان منسوب الطاقة المتولدة في الذهن اعلى وذلك ما يفتح اعماق العقل الباطن فتتولد النصوص بتلقائية مذهلة وكأنها تتولد من تلقاء نفسها او من جني يسكن في اعماق العقل...لكن الحقيقة غير ذلك فالسر يكمن في عقل يعمل بطاقة البوزيترون على اثر مرور المبدع في ظروف صادمة.

ومثل هذا الشخص المبدع هو الذي يكون قادر على الاستشراف وتوليد نصوص كودية تحمل على معاني مستقبلية.

وفي ذلك ما يشير ايضا الى ان لحظة الوجد هي لحظة يعمل فيها العقل الباطن بصورة مهولة حينما يرتفع منسوب الطاقة البوزيترونية في الدماغ بشكل هائل. عندها يأتي النص من عالم اللامادة ذلك العالم الذي يبدو انه لا يخضع لسنن وقوانين عالم المادة من حيث الزمان والمكان، ولهذا السبب يكون الكاتب قادر على تضمين نصه احداث مستقبيلة، لان المستقبل لا وجود له بالنسبة للعقل الباطن وكل الازمان الماضية والقادمة هي الان بالنسبة له.


وقد ترد هذه المعرفه بصورة غير واعيه بل الاغلب ذلك ما يحصل ويتطلب الامر اجيال قادمة لتعرف عمق وابعاد ما كتبه المبدع العبقري الذي تأتي نصوصه من اعماق العقل الباطن.

ولن استغرب ان تكون كتابات محمد جبريل غنية بالمعلومات الاستشرافية واللغة الكودية التي تحمل على معاني مستقبلية يعجز عن فهم مقاصدها حتى محمد جبريل نفسه، ولكن الاجيال القادمة سوف تضع اصابعها على تلك المعاني العبقرية الفذة.


واتصور بأن نصوصه "نبوءة عراف مجنون" و "اعترافات النفس المُتداعية" تشتمل حتما على الكثير من المعاني الاستشرافية واللغة الكودية. وسوف احاول الحصول على هذه النصوص وتحليلها هنا لالقاء مزيد من الضوء على ما نقصده بقدرة العقل الباطن على توليد نصوص بلغة كودية تحمل على معاني مستقبلية.


ولكل ذلك اقول بأن الانسان الذي يرغب في توليد نصوص عبقرية فذة تشتمل على لغة استشرافية وكودية تحمل على معاني مستقبلية عليه ان يتدرب على جعل العقل البطن هو الذي يتولى توليد النصوص واول خطوة لتحقيق ذلك هي ثقة المبدع بعقله الباطن.


معا لتوليد نصوص عبقرية.... شكرا ايها الاستاذ العبقري محمد جبريل على هذه الاضاءة التي وضحت لنا آلية عمل العقل الباطن.

قديم 04-15-2012, 03:08 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "ألا تمر علينا لحظات أوحتى أوقات طويلة نتعجب فيها من أين جاءت نصوصنا الإبداعية؟
تقولين "لا تمر تلك الأفكار بل هي مقيمة لدينا".
- إذا أليس في ذلك ما يشير إلى أن الذي يتولى العملية الإبداعية هو شيء مهول القدرة ألا وهو العقل الباطن؟ خاصة أننا بتنا نعرف بوجوده، كما لم يعد الطرح بأن جني يسكن في العقل الباطن مقنعا.

قديم 04-15-2012, 03:09 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "إذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقلالباطن...هل يمكن للعقل الواعي إصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟" تقولين " بأغلب الأحيان لا يمكن فالعقل الباطن مجهول الهويةمجهول العطاء مجهول الأحكام أما الواعي المحدود بوعيه فالأحكام التي يصدرها تكونبمجملها تعسفية" .


- اتفق معك في هذا الطرح.. ولذلك نقول أن المبدع لا يمكن ولا يستطيع أن يصدر حكما موضوعيا على جودة نصه الإبداعي خاصة فور ولادته. وقد يتصور المبدع انه لا قيمة حقيقية للنص المتولد ويصدر عليه حكما تعسفيا بالإعدام ويكون في الواقع قد اعدم نصا عبقريا.
من الضروري أن يتروى المبدع في إصدار حكم على نصه المتولد. عليه أن يثق بأن العقل الباطن قادر على توليد نصوص فذة ، عبقرية، وأحيانا تلد هذه النصوص بلغة كودية لا يفهم معانيها حتى كاتب النص في زمن ولادة النص.
علينا أن نكون حريصين على عدم إصدار أحكام تعسفية ليس فقط بسبب الحالة النفسية التي هي اقرب إلى الشعور بالفراغ emptiness ولكن لان العقل الواعي الذي نستند إليه في إصدار الحكم اقل شأن من مصدر التوليد واعجز من أن يصدر مثل ذلك الحكم.
ولا شك أن تاريخ الأدب ( وهنا ربما يستطيع الأستاذ عبد الله باسودان أن يدلي بشهادته) يؤكد على صحة ما نقوله. ففي مناسبات كثيرة كانت بعض الأعمال المبدعة ترفض حتى من قبل الناشر ولكنها حينما تصدر في وقت لاحق يظهر أنها عبقرية وان قرار الناشر كان مجحفا وخاطئا وليس على مستوى النص.

قديم 04-15-2012, 03:11 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل يدفعنا مخاضولادة المنتج الإبداعي المرهق إلى إصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على إعدامه علىاعتبار انه ليس له قيمة أو شأن؟تقولين " من واقع تجربتيالشخصيةوجدت الإعدام أسهل الطرق لراحة البال".

- ربما أن في إعدام النص شعور بالراحة فلا احد يحب أن يتصور بأنه ولّد نصا مشوها أو بشعا. لكن في إعدام النصوص المتسرع جريمة لا تغتفر. علينا دائما أن نحيد مشاعرنا عند ولادة النصوص وان نتركها جانبا لفترة زمنية قبل أن نصدر حكما عليها. وربما الأفضل هو أن نسأل شخص آخر عن رأيه وفي مثل هذه الحالة لا بد أن نحسن اختيار الشخص. فهناك أناس يشاهدون الجزء الفارغ من الكأس دائما ولا يشاهدون النص المليان. فلا بد أن تتوفر في الناقد القدرة والعمق والوعي والمرونة وربما أن المرونة أهمها. والسبب أن المبدع قد يأتي بجديد غير مسبوق من حيث الشكل والمضمون وان كان الناقد شخصا ضيق الأفق ينظر إلى النصوص من منظار محدود واطر سائد ومألوفة قد يسفه النص ويحط من قدره لأنه لا يرتقي لذائقته هو والعيب هنا في ذائقته وليس في النص.

قديم 04-15-2012, 04:59 PM
المشاركة 16
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
يسعدني بل ويشرفني المشاركة هنا في هذا الموضوع القيم بجوهره وأبعاده ..





متى يدفع المبدع بانتاجه الابدعي الى المطبعة؟

- هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟

قبل أن نقول نعم أو لا فيجب الإعتراف أنك صنفت الكاتب بلفظة مبدع , والإبداع ليس وليد لحظات راهنة أو محدودة , بل هي لشخص تمرس في الكتابة , و أما من أطلق عليه لفظة مبدع , فإنتاجه الأدبي هو من قيمه ,
أما إذا قسنا كل نص على حدا , فنستطيع القول أن الكاتب باستطاعته الحكم على عمله بعد مرور وقت وزمن على إنهاء العمل ومع ذلك فيلزمه هنا تقدير الحالة النفسية التي مر بها , والخروج عنها فيما بعد .. فقد يبالغ الكاتب في نص معين بمشاعرمبالغ فيها مما يفقد النص منطقية الأحداث ومدى تناسبها مع الحالة الشعورية ..

- هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟

قلما يحدث ذلك .. وذلك لاختلاف كيفية تناول النصوص من قبل القارئ وكذلك اختلاف طريقة عرض كل كاتب عن آخر ..


- هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟

الإثنان معاً ولكن أحدهما يغلب على الآخر .. وكلما اتصف الكاتب بالنضج كلما وازن بين الإثنين واستطاع الإستفادة من مخزونه الباطني ..

- الا تمر علينا لاحظات او حتى اوقات طويلة نتعجب فيها من اين جاءت نصوصنا الابداعية؟

بالتأكيد ولكنها ما تشبه الطفرة .. وهي قليلة , وما يوشيها صدق المشاعر .. وهذا يحدده كاتب النص أكثر من غيره

- اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟

نرجع للنضج مرة ثانية , ولكن التساؤل الأهم في هذه الحالة .. كيف نحدد مستوى النضج لدينا , ومع ذلك بعد مدة من الزمن نجد النصوص الفذة لدينا بحاجة إلى التجديد



- هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الابداعي المرهق الى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على اعدامه على اعتبار انه ليس له قيمة او شأن؟

في بعض الأحيان نعم , لأن من أهم خصائص النصوص قبولها لدى شريحة واسعة .. ومن الصعب أن تجور الأكثرية على نص بعينه


- هل يحق للناشر ان يصدر حكما برفض المنتج الابداعي لانه لا يرتقي الى مستوى ذوقه الفردي او مصلحته التجارية؟

يحق له الرفض إذا قسنا الأمر من ناحية تجارية , ولكن من الناحية الإنسانية الأمر بحاجة إلى المجازفة , لأن الخسارة محتملة والعراقيل كثيرة

- الم يعرف التاريخ كم هائل من الاعمال الابداعية المهولة التي كانت قد لاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين انها كانت سابقة لاوانها وانها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصروا العمل الابداعي وتطلب فهم محتواه زمن طويل؟

هذه المعضلة نجدها في العديد من المجالات والكتابة أحدها , ولكنه في نهاية المطاف تطور زمني لابد أن يمر بجميع مراحله


- هل صحيح ان الفنان الحقيقي لا يرضى ابدا عن عمله الابداعي؟

لا غير صحيح .. قد لا يرضى عن بعضها .. ولكن لا بد من وجود الرضا والقبول والدافعية للإستمرار

اذا...
- متى يدفع الفنان او المبدع عمله الابداعي الى المطبعة؟

عندما يشعر بأنه سيقدم للعالم عملاً يستحق منهم أن يقتطعوا من أوقاتهم من أجل الإطلاع عليه والإستمتاع به .. مسألة التنقيح للنصوص التي تم نشرها متاحة , وعلى ذلك وجب اختيار التوقيت والدقة والإنجاز والدافعية للنشر ..

بمعنى ،،
- هل يمكن توليد نص كامل ام على المبدع الاكتفاء بالنص على ما هو عليه، وقت ولادته، وعلى اعتبار انه لا يمكن توليد نص كامل؟

ايها الكرام يا سكان منابر ...من فضلكم تعالوا نتحاور ..

اهلا وسهلا بكم.




أخي الفاضل صابر أيوب أتمنى أن أكون ساهمت بشيء هنا .. وتقبل مروري

قديم 04-16-2012, 04:07 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل يحق للناشر أن يصدر حكما برفض المنتج الإبداعي لأنه لا يرتقي إلىمستوى ذوقه الفردي أو مصلحته التجارية؟
تقولين "يحق / إن ضمت ورشته التقيمية أساتذة ومثقفون يمثلون كل الاتجاهات والتيارات وهذا ( مستحيل ) أوقد يندر وجوده بالبلاد العربيةولا يحق / إن قبل المبدعنفسه بخضوع إبداعه لذائقة ومزاجية فرد واحد.

- الخطورة في هذا الموضوع هو في فشل الفرد أو حتى أفراد الورشة التقيميه في رؤية البعد الإبداعي في النص وذلك لان عقل أو عقول هؤلاء الأفراد قد تكون اقل مستوى من عقل المبدع، والمقصود بالمستوى هو منسوب الطاقة التي يعمل بها العقل. فالمبدع اليتم يكون منسوب الطاقة في دماغه هائل مثل صديقنا محمد جبريل الذي ذكرناه فيما سبق، وحينما يكون منسوب الطاقة عالي إلى ذلك الحد يصبح لدى القدرة على توليد نصوص فذة وربما كودية تحمل على معاني مستقبلية. لكن الناشر أو لجنته التقيمية قد ينظرون إلي النص على انه مجرد هذيان تافه أو محض جنون أو ربما ينظرون له على انه خروج عن المألوف غير مقبول. والأخطر هو افتراضهم أن مثل ذلك النص قد لا يلقى القبول لدى الجمهور فيكون النشر عملية خاسرة تجاريا.

لذلك ولان مخرجات العقول قد تكون عبقرية فذة وسابقة لزمنها لا يحق للناشر إصدار حكم على النص ويجب أن لا تكون عملية النشر مرتبطة بمبدأ الربح والخسارة التجاري، فلا بد أن يتشكل مجلس إبداعي عام في المنطقة الجغرافية ويكون هذا المجلس هو المسئول عن عمليات النشر للنصوص الإبداعية وان لا يتم رفض أي نص إبداعي على أساس الجودة. لقد ثبت ذلك تاريخيا بأن بعض النصوص التي كانت ترفض ولمرات ومرات تحقق نجاح منقطع النظير عندما ترى النور أخيرا.

قديم 04-17-2012, 08:59 AM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "الم يعرف التاريخ كم هائل من الأعمال الإبداعية المهولة التي كانت قدلاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين أنها كانت سابقة لأوانهاوأنها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصرو العمل الإبداعي وتطلب فهم محتواهزمن طويل؟"
تقولين "بأول ظهور لهم : الأنبياء قوبلت دعوتهم بالرفض. العلماء حورب علمهموهجروا وغيرهم الكثير من العباقرة والعظماء فالأمر إعتيدعليه بالفطرة البشرية."

- رغم أننا حينما نقرأ عن جاليليو مثلا نستغرب كيف يمكن للكنيسة في زمنه أن تتخذ موقف رافض من إبداعاته على الرغم من علميته، لكن البشرية تدور في حلقة مفرغة بالنسبة لهذا الموضوع، وكل يوم تشنق البشرية جاليليو جديد لأنه تجرأ وخرج عن السائد والمألوف ولو كان كلامه عليما أحيانا.

ذلك لان العقل الجماعي للناس رجعي، وظالم، ونمطي، يميل إلى التمسك بما هو قائم وسائد ومألوف.

ويتطلب الأمر دائما يتيم عبقري وثوري يعمل دماغه بطاقة البوزيترون، ويتمكن من توليد مخرجات إبداعية مذهله أو تقديم فكر وانجازات فذة حتى يتمكن من تحقيق اختراق جديد يضاف إلى التراكم المعرفي والحضاري الإنساني.

وحتى مثل هذا الشخص صاحب العقلية الفذة لا يلقى الترحيب دائما ويظل قطاع كبير من المجتمع يقاوم ويحارب أي إضافة يقدمها بحجج عديدة كلها رجعية. وفي الغالب يحارب هذا الشخص في محاولة لمنع طروحاته الثورية وقد يقتل كما حصل مع كثيرين جدا، لكن أثره يتحقق ويترك بصمته ويصبح جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية التقدمية.

ونجد أن العقل الجماعي للبشرية قد يتخذ موقف مشابه من إبداعات بعض الأفذاذ التي تعمل عقولهم بطاقة البوزيترون لأنها تأتي بشيء جديد يقع خارج اطر السائد والمألوف. ولو أخذنا مثلا روايات جميس جويس والتي استخدم فيها أسلوب التداعي الحر لوجدنا أن المجتمع وخاصة قطاع النقاد والناشرين قد رفض هذا الأسلوب وربما تمت مهاجمته بشراسة في حينه ، لكنه مع الزمن تم الأعراف به كواحد من أساليب الحكي والسرد الجميل وأصبح كثيرون يقلدونه.

قديم 04-22-2012, 02:49 PM
المشاركة 19
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل صحيح انالفنان الحقيقي لا يرضى أبدا عن عمله الإبداعي؟
تقولين "أعتقد لدرجة الإيمان بذلك كثيراً.".

- اتفق معك فيما ذهبت به هنا، وهذا ما يقوله المثل. ويبدو أن العملية الإبداعية بحد ذاتها تؤدي إلى نوع من النضوج. فهي تجربة تؤدي في نهايتها إلى شعور الفنان أو المبدع بأنه كان بإمكانية تقديم عمل أفضل مما قدم نظرا لمروره في التجربة ونضوجه، ولهذا السبب يظل دائما يشعر بعدم الرضى عن عمله الإبداعي.
-والمشكلة أن هذا الشعور كثيرا ما يدفع الفنان أو المبدع لان يتصرف بتهور ضد عمله الإبداعي فيحكم عليه بالإعدام، علما بأن ذلك العمل قد يكون masterpiece ، تحفة فنية أو عمل إبداعي بارع ومن الطراز الأول.
- وان لم يدرك الفنان أو المبدع بأن إحساسه بعدم الرضا أمر طبيعي ينتج على اثر ولادة النص فقد يقدم على إعدامه ولو انه أعاد تقيم ما أبدعه بعد مدة لربما غير رأيه..لكن يا خسارة يكون قد فات الأوان.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: متى يدفع المبدع بانتاجه الابداعي الى المطبعة؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الالتفاف الابداعي حول علامة رابعة لتجنب العقاب ماذا يقول لنا ؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 3 01-08-2014 09:13 AM
الشاعر الاردني محمد مقدادي: مشروعي الابداعي غير مكتمل لأن الحياة ظل لا يقيم طويلا ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 12-16-2013 08:57 PM
أمير عربي يدفع 500 ألف دولار ليقضي 15 دقيقة مع ممثلة! علي بن حسن الزهراني منبر مختارات من الشتات. 0 09-12-2013 09:30 PM
الشاعر المبدع حسن الراعي أهلا بك تركي عبد الغني المقهى 9 07-20-2011 06:32 AM

الساعة الآن 12:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.