احصائيات

الردود
5

المشاهدات
803
 
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي


محمد فتحي المقداد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
650

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7788
09-24-2022, 01:57 AM
المشاركة 1
09-24-2022, 01:57 AM
المشاركة 1
افتراضي إضاءة على مجموعة (عندما تصبح الوحدة وطنا).بقلم. محمد فتحي المقداد
إضاءة على المجموعة القصصية
(عندما تصبح الوحدة وطنًا) للكاتبة "د. ريمة الخاني". سوريا

بقلم- محمد فتحي المقداد


مقدمة:
الكتابة في الفنّ القصصيّ تحتاج لقدرات يتمتّع بها من يتصدّر الكتابة في هذا اللون الأدبي، الصعب قليلًا. وبرأيي أنّ الصُّعوبة نابعة من إشكاليّة إدارة الفكرة؛ لإخراجها من طابع الحكاية البسيطة المباشرة، المُتناقلة على الألسنة بشكل مُجرّد بعيدٍ عن الخيال الأدبيّ، والصور الفنية، وملاحظة الترابط الزمني، والحيّز المكاني.
النصّ القصصيّ حكاية لوحة اجتماعية على الأغلب، وربّما سياسيّة، التقطها الكاتب، واشتغل على إعادة انتاجها وفق معايير وقواعد القصة القصيرة، وتبقى مساحة الاختلاف بين كاتب وآخر، فيما يتفاضلون به، وهي ما يمكن الإشارة من خلالها للثقافة المختلفة بين كل منهم، وغنى مخزونه من الخبرات الذاتية والمكتسبة والمتراكمة.
على ضوء ما تقدّم وباختصار، يمكن وصف تجربة "د. ريمة الخاني" القصصية في مجموعتها التي حملت عنوان "عندما تصبح الوحدة وطنًا": بأنها تجربة ناضجة بما يلبي شروط القص، ونهم القارئ للنهل مما يقرأ للاستفادة، وهذا لا يتأتى إلا بوعي الكاتب بطبيعة ما يكتب، وبما يحمل من فكر ذي أهداف رساليَّة إيجابيَّة، بما تحمل من دلالات، ومعانٍ، وإشارات واضحة أو مضمرة، لما فيه الخير الاجتماعي عمومًا.
كما أنّ "د. ريمة الخاني" حاذقة بإشاراتها من خلال نصوصها، إلى الزوايا المعتمة في المجتمع؛ فحاولت تسليط الضوء عليها، ومناقشتها بعقلانيَّة المُعلِّم والمُربِّي الحريص على صحَّة وعافية المجتمع، في وقت أصبح تعهير القِيَم والأعراف الاجتماعيَّة والدينيَّة والتربويَّة موضة، يلهث خلفها التافهون الباحثون عن الشُّهرة فقط.



إشكاليّة العنوان:
حملت المجموعة عنوانًا لها: "عندما تصبح الوحدة وطنًا"، أربع كلمات شكلت تعبيرا مفيدًا، ابتدأت بظرف زمني بصيغة الشرط (عندما): هذه الكلمة تضع القارئ أمام تنبيه تحذيري؛ فعندما يحدث كذا؛ سيحدث الذي أفظع منه، وهو مل يتعلق بمقدمات الحدث ونتائجه.
بالانتقال إلى الكلمة الثانية: (تصبح) تتضح فكرة رسالة التحذير في الكلمة السابقة، تمهيدًا للفت الانتباه لشيء كبير وعظيم، يجب الانتباه له وأخذ الموضوع بعين الجديّة والاهتمام، التواني والتهاون حتى ولو كان بالإغماضة عنه طرفة عين، وذلك لخطورته.
و(الوحدة) مؤكد أنها ليست في وارد معنى الوحدة العربية أبدًا، ولا الوحدة والاجتماع ونبذ الخلاف، وإنما الدلالة السياقيّة من الكلمتين السابقتين، إنَّما هو بمعنى العُزلة والتوحُّد، في ظل ظروف سيِّئة على جميع الأصعدة، ومُتغيِّرات كونيَّة مُتسارعة يصعب اللَّحاق بها أو متابعتها.
الكلمة الرابعة (وطنًا) وإن تربعت في آخر التعبير، إلا أنها بقيت هي الكلمة المفتاحية لما سبق، وفسّرت الغموض والحيرة المتولدة من قراءة العنوان، في ظل مخرجات الحرب القذرة، والتفسّخ الاجتماعي والقَيمي غير المسبوق، وبذلك فللكلمة منحى تأويليًا في اتجاه العزلة واعتزال الناس مع هكذا ظروف، للمحافظة الى ما تبقى من ذات، أو أنها من حالات التوحد والانكفاء على النفس نتيجة الجحود والنكران من القريب والبعيد. وعنوان المجموعة الرَّئيس هو عنوان لأحد النصوص الداخلية، ولقوة النص الدلالية فقد كان الواجهة الأساسيّة. بعد الإطلالة التأصيلية التي توافر عليها التعبير الأدبيّ، الحادّ الواخز لضمير ونفس المُتلقِّي. فعندما تصبح الوحدة وطنًا، بحدوث الفتنة واعتزالها، والصَّبر على البلوى هو الأصوب والأسلم.
يسهل علينا وصف العنوان بأنه المنزلة الأولى للمجموعة القصصيَّة، والعتبة الأولى الصالحة للولوج إلى نصوص المجموعة بيسر وسهولة، وللتدليل المنطقي لفهم طبيعة ورسالة النصوص، ولعلي لن أكون مُجانبا للصواب، إذا فهمت ذلك قبل قراءة جميع نصوص المجموعة.

وصف الكتاب:
والمجموعة "عندما تصبح الوحدة وطنًا" ذات الطابع الاجتماعي، والسُّلوكيَّات البشريَة بين مِطرقَتيْ الواقع والتربية في زمن الحرب. لوحظ أنَّ نصوص المجموعة كُتبت ما بين أعوام (2013-2020)، أيّ أن انتاجها جاء في زمن الحرب في البلد عمومًا. ومعلوم بما لا يدع مجالًّا للشكِّ، بأن الفقر والخوف وعدم الأمان والاطمئنان سمة من سمات أدب الحرب.
في زمن الحروب تنقلب الحياة، ولن تكون الحياة طبيعية بكلِّ الأحوال، وسيموت الحب في القلوب، وتتحجر الدُّموع في العيون، فالجزئيَّات الكثيرة تحتاج للدموع، وينابيع الدموع تجفُّ. الفقر والحرب حلالتان متلازمتان لا تفترقان أبدًا. الفقر ثيمة يمكن تتبُّعها بين طيَّات النُّصوص بوضوح تام.
الخوف مانع من التصريح المُباح، ومع ذلك كان التلميح هو الأبرز في الإشارة لما حلَّ بالبلاد، من قتل ودمار، والموت المجانيّ. والفرار في دروب اللجوء والهجرة سعيًا لبلاد فيها الأمان والطمأنينة، ولقمة هانئة. مع كلِّ ذلك يبقى الوطن المُتخم بالمشاكل والحروب والدمار والفقر والخوف، هو الذي يعيش في دواخل المهاجرين مُرتحلًا معهم أينما حلُّوا في أيٍّ من بقاع الدنيا.
التساؤلات الكثيرة المُثارة تتنازع العواطف والعقل، لخلق حالة صراع متأجج.. لماذا، ولماذا؟، وتبقى الأسئلة مُشرعة بانفتاحها في ساحات حياتنا عمومًا، مطروحة بقوَّة، لنفاجأ بأنّ جميعها يبقى وسيبقى بلا إجابات حقيقيَّة، ومن الذي يستطيع أن يجيب بصدق وتجرُّد وصراحة..!!؟.

خاتمة:
احتوت المجموعة على اثنين وعشرين نصًّا قصصيًا جاءت كفصل أوَّل، وفي فصل ثانٍ مُعرَّف بأنَه: (فصل بالروايات الصغيرة) احتوى أيضًا على نصَّيْن روائيَّيْن قصيريْن. وبذلك جمعت "د. ريمة الخاني" في هذه المجموعة بين فنيْن أدبيّيْن، سطَّرت من خلالها خلاصة رؤيتها الفكريَّة والأدبيَّة، ذات البُعد الإصلاحيِّ، في مقاومة الآثار السيِّئة للحرب الطويلة التي تجاوزت العِقد من حياة السُّوريِّين. بها أوقدت شمعة في ظروف العتمة القاتلة، وبذلك لكي تُحيي قِيَم وآداب المجتمع السُّوري، ووضعت لبنة صالحة ستبقى آثارها لقادم الأجيال. وصرخة مُدوِّية في ضمير المستقبل الحيِّ اليقظ.

عمَّان – الأردنَ
ــــا23\ 9\ 2022






قديم 09-24-2022, 10:08 PM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: إضاءة على مجموعة (عندما تصبح الوحدة وطنا).بقلم. محمد فتحي المقداد
وما انفكت هذه القراءاتُ النقدية القيّمة؛ تُلقي الضوءَ على مآلاتِ الشام بعد الانقضاضِ على ثورة الغُرباء فيها
وتدمير الوطن الذي كان إحدى جنّاتِ الكوكب وتهجير أهلِه أو مَن تبقّى منهم على قيد الحياة؛ بعد استدعاء ومُشاركةِ كل طامعٍ في خيراتِ البلاد وموقعها، إلى حربٍ ضروسٍ بكل الأسلحة الفتاكة والمُحرّمة، مع تجريبِ الجديدِ منها ...
شكرًا لك أديبنا الناقد وقد شوَّقتنا إلى قراءة ما أبدعته لنا د. ريمة الخاني
بل وكل ما أبدعه أدباء الشام الذين عاشوا هذه الأحداث

حيَّاكما الله

قديم 09-24-2022, 10:17 PM
المشاركة 3
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: إضاءة على مجموعة (عندما تصبح الوحدة وطنا).بقلم. محمد فتحي المقداد
وعلى استحياءٍ أعود لأقول:
إن لم تكن المجموعةُ قد طُبِعتْ ورقيًّا؛ أستحسنْ أن يكون العنوان:

عندما تُصبحُ (العُزلةُ) وطنًا

حتى لا يتبادر إلى ذهن القارئ -وقد حدث معي- أن القصد هو وحدةُ الصّفِّ التي معها تكون القوة

لعلي لم أخطئ النصيحة في حضرةِ عملاقين من عمالقة النقد والأدب

قبائل تحايا وقوافل ياسَمين

قديم 09-25-2022, 01:52 PM
المشاركة 4
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إضاءة على مجموعة (عندما تصبح الوحدة وطنا).بقلم. محمد فتحي المقداد
وما انفكت هذه القراءاتُ النقدية القيّمة؛ تُلقي الضوءَ على مآلاتِ الشام بعد الانقضاضِ على ثورة الغُرباء فيها
وتدمير الوطن الذي كان إحدى جنّاتِ الكوكب وتهجير أهلِه أو مَن تبقّى منهم على قيد الحياة؛ بعد استدعاء ومُشاركةِ كل طامعٍ في خيراتِ البلاد وموقعها، إلى حربٍ ضروسٍ بكل الأسلحة الفتاكة والمُحرّمة، مع تجريبِ الجديدِ منها ...
شكرًا لك أديبنا الناقد وقد شوَّقتنا إلى قراءة ما أبدعته لنا د. ريمة الخاني
بل وكل ما أبدعه أدباء الشام الذين عاشوا هذه الأحداث

حيَّاكما الله

أستاذة ثريا
أسعد الله أوقاتك بكل خير
الكتابة في زمن الحرب
تأتي استجابة لدواعي الألم والخوف
مبللة بالدموع والدماء..
المجموعة تستحق التوقف والمككوث
في رحابها.. لاستدراك طبييعة المشاعر
والأحاسيس والانتقلات العاطفية والنفسية
وملاحظة واقع الفقر المدهش..
تحياتي وتقديرينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 09-25-2022, 01:59 PM
المشاركة 5
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إضاءة على مجموعة (عندما تصبح الوحدة وطنا).بقلم. محمد فتحي المقداد
وعلى استحياءٍ أعود لأقول:
إن لم تكن المجموعةُ قد طُبِعتْ ورقيًّا؛ أستحسنْ أن يكون العنوان:

عندما تُصبحُ (العُزلةُ) وطنًا

حتى لا يتبادر إلى ذهن القارئ -وقد حدث معي- أن القصد هو وحدةُ الصّفِّ التي معها تكون القوة

لعلي لم أخطئ النصيحة في حضرةِ عملاقين من عمالقة النقد والأدب

قبائل تحايا وقوافل ياسَمين
أستاذة ثريا
أسعدك الله
في الحقيقة هناك فكرة الانزياح في العنوان المدهشة
والكلمة (الوحدة ) لها دلالاتها العديدة قامويا, ولكن هنا
في الإضاءة هناك إشارة مثلا إلى كلملة الوحدة (لاتعني
الوحدة العربية). والوحدة لها مدلول العزلة في بعض طرقها
ومهم اختيار العنوان تبقى فكرة الكاتب, وهي الأعمق والأقوى
من كل اقتراحاتنا. لأن ذلك له مدلوله الخاص في ذهنه، بطريقة
قريبة إلى قلبه للتعبير عما يجول في خاطره..
تحياتي وتقديرينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 12-18-2023, 08:04 AM
المشاركة 6
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إضاءة على مجموعة (عندما تصبح الوحدة وطنا).بقلم. محمد فتحي المقداد
أشكر لك أستاذنا القدير محمد فتحي المقداد موضوعك المهم المفيد، ومنابر علوم اللعة ترحب بك وبقلمك الجميل.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: إضاءة على مجموعة (عندما تصبح الوحدة وطنا).بقلم. محمد فتحي المقداد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إضاءة على رواية (صداع في رأس الزمن). بقلم. محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 8 12-18-2023 08:02 AM
إضاءة على ديوان "وللعشق شأنك" بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 08-28-2022 11:40 PM
إضاءة رواية (ميرامار -نجيب محفوظ) بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 08-26-2022 02:03 AM
دموع (ق.ق.ج) بقلم- محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 0 06-19-2011 02:37 PM
اصرار ( ق.ق.ج) بقلم - محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 4 06-19-2011 01:32 AM

الساعة الآن 06:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.