احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2196
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.41

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
06-04-2013, 09:09 AM
المشاركة 1
06-04-2013, 09:09 AM
المشاركة 1
افتراضي استيفان زفايج”1881-
استيفان زفايج”1881- 1942
بقلم : كاظم حسوني:

اشتهر استيفان زفايج”1881- 1942 “ كأبرز المبدعين، وعلم من اعلام الادب العالمي عبر نتاجه الروائي والقصصي خاصة في المدة الممتدة بين الحربين، حيث لاقت رواياته الانتشار الواسع مثل
”لعبة شطرنج“و
”اختلاط العواطف“ و
”رسالة الى امرأة مجهولة“و
”اربع وعشرون ساعة في حياة امرأة “ التي قال عنها غوركي انه لا يتذكر انه قد قرأ اشد عمقاً منها،

وسواها من الروايات والقصص التي حظيت بالنجاح واكسبته الشهرة، اضافة الى مسرحياته التي مثلت في سائر انحاء اوروبا،


فالروائي زفايج”يرى ان الادب ليس هو الحياة، بل لا يعدو كونه وسيلة للسمو بها، وسيلة لادراك مأساتها ومباهجها بصورة اكثر وضوحاً وتفهماً “

وتنوعت اهتماماته فقام بترجمة بودلير وفرلين، رامبو، ورمان رولان، فرهاين، من الذين احبهم فأغنى لغته الام”اي الالمانية“ بآثارهم الشعرية الرائعة.
ثم اتجه لاصدار سلسلة من الكتابات التاريخية لفوشيه ، ماري انطوانيت، ماجلان، الا انه فوق ذلك كله كان قد تفرد بدراساته لحياة عدد من العظماء الاعلام، بناة الفكر والادب والفلسفة مثل نيتشه، هولدرن، دوستويفسكي، بلزاك، ديكنز، تولستوي، ستندال، كلايست، وغيرهم،
ولعل موهبته الاصلية كونه احد عمالقة الادب بما عرف من اسلوب اخاذ طبع دراساته وسيره وتراجمه بطابع مميز تجلى في تحليلاته العميقة يحدوه التوق والتعطش الى اكتشاف سر الرجال العظام، والى سبر اغوار افكارهم وعواطفهم، بغية الكشف وانارة ما غمض في ابداعاتهم الكبيرة،

ولقد جاءت دراساته عن عباقرة الادب كشكل من اشكال الفن، فاق فيها كل من كتب في التراجم والسير امثال هنري ترويا، وهنري مور والبارزين من الادباء والمفكرين، اذ عمد الى استقراء حياة العمالقة من بناة العالم من خلال اعمالهم الروائية والقصصية واشعارهم، فتميزت دراساته بالعمق والتحليل حدا ملفتاً مما يؤكد مدى اتساع ثقافه زفايج، ليضيف ابداعاً جديداً في حقل السيرة والترجمة، حتى لكأن حياته وفنه امتزجت امتزاجاً وثيقاً بحياة المبدعين امثال دوستويفسكي، وهولدرن، وسواهم، وكينونته اختلطت بكينونة عوالمهم بالغة الثراء، حيث راح يرسم ببراعة فائقة لوحات معبرة وكشوفات عميقة لجلاء المزيد من الحقائق المخبوءة والاسرار في حياة هذا الفنان او ذاك، امتزج فيها التحليل والحدس، والفن، في انطلاقة عقل حر ومخيلة روائي تلاحق الصور وتنقب في الملامح، وتستقصي الاحداث الحافلة بالاسرار وترصد فيض المشاعر والافكار مثلما تسجل الاعترافات والوقائع، وتتغلغل في الاعماق، انه يتجه في كل المسارات بفضول الفنان الذي لا يرتوي، اذ لم يكن يرى في الحياة اولئك العمالقة الذي يحبهم ويحلم بهم من الكتاب سوى حياته، او جوانب منها في الاقل، حيث يقول”ذلك اننا كلما ازددنا توغلاً في اعماقهم، ازداد شعورنا بعمق انفسنا ولا نكون قريبين اليهم الا عندما نصل الى جوهرنا الحقيقي، جوهر الانسانية، فمن كان يعرف كثيراً عن نفسه ذاتها فهو يعرف الكثير ايضاً عن ديستويفسكي، الذي كان المقياس الاخير لكل انسانية، على نحو لم يكن لغيره، فجاءت تلك السير والتراجم وقد امتزج فيها النثر والتاريخ والتحليل والكشف ممسكاً بأروع اللحظات والتجليات والحقائق بروح الفنان المفعم بالحماسة والاقدام لينتقل في اصقاع العالم الواسع من روسيا الثلجية الى الجانب الآخر في اقصى الغرب في المانيا وفرنسا وايطاليا وانكلترا، اي للنخبة من عباقرة الامم الاكثر ابداعاً ”كأنه رسول من العالم السفلي“ فحين يصف هولدرن نجده ينظر اليه من خلال صورته الوحيدة الباقية قائلاً ”فتى ناحل ارتد شعره الاشقر الى الوراء في موجة رخية واشرق جبينه النقي اشراق الصباح، وتمتاز بالنقاء ايضاً شفتاه، كما تمتاز وجنتاه برقة نسائية، اما عيناه فتشرقان تحت الحاجبين اللذين يمتازان باستدارة جميلة، بل كان محياه يشير الى خفر انثوي، وينطوي على موجة كبيرة عارمة من موجات الشعور الرقيق الخفي، وقد درس الفلسفة بنشاط مع هيجل، وشيلنج زميليه في الحجرة، وانه اجتاز الدراسة اللاهوتية العالية بنجاح، اذن فقد اصبح في وسعه ان يلقي المواعظ البروتستانية القاء حسناً، ويضيف”لم يؤمن شاعر الماني قط بالشعر واصله الالهي ما آمن به هولدرن، فالشعر يمثل عنده ما يمثله الانجيل، فهو يمثل فتح مغاليق الحقيقة الاخيرة وكشف السر الغارق، لكنه في دوستويفسكي يرى”ان من الصعب ان يتحدث المرء عن ديستويفسكي واهميته بالنسبة الى عالمنا الداخلي حديثا له قيمته، لأن اتساع مدى هذا الوحيد وجبروته يقتضيان مقياساً جديداً، انه كون له كواكبه الدوارة الخاصة به وموسيقاه التي تتردد في اجوائه، ويصاب العقل باليأس من استقصاء هذا العالم في يوم من الايام، فسحره بالغ الغرابة لدى المعرفة الاولى، وفكرته مفرطة في البعد اذ تغشاها السحائب في اللانهائي، ورسالته مغرقة في الغرابة، فدوستويفسكي لا يكون شيئا اذا لم يعانه المرء من الداخل. وهناك فحسب في الجانب الادنى في الجانب الخالد الذي لا يمكن تغييره من وجودنا من الجذور نستطيع ان نأمل الامساك بزمام دوستويفسكي، فما اشد ما تبدو هذه الارض الروسيةً غريبة امام النظرة الظاهرية، وما اقل ما يمت عالمها بصلة الى عالمنا!“
بمثل هذه التحليلات ومثل هذا العمق يتغلغل ستيفان زفايج الى العالم الداخلي المترع بالاسرار لدى دوستويفسكي، وما اكثر ما تحفل تحليلاته بتلك الحماسة، لادراك تلك الاعماق المفرطة في الغموض والتشابك، والتي تعكس الحلم والواقع، والظلال البعيدة التي تكون مصير دوستويفسكي او بلزاك او ديكنز. فحينما نقرأ لأي منهم نجد انفسنا نجوس عبر الفضيلة او قاع جحيم الرذائل، والعذاب الارضي.”او عذاب الله الذي هو اقسى انواع العذاب كما عبر دوستويفسكي “.
ثمة نفر من المعجبين جاءوا من بعيد جداً بالقطار، ثم استقلوا عربة حتى”ياسنايا بوليانا“ وهم ينتظرون الآن في قاعة الاستقبال قدوم المعلم العظيم تولستوي، ينتظرون في اجلال عظيم واحترام لا حدود له، كل منهم يتخيل في نفسه انه سيقابل بعد برهة وجيزة كائناً مهيباً عظيم الجلال، فيروح الفكر يتصور سلفاً رجلاً بهي الطلعة ذا لحية مسترسلة كلحية الاب الابدي، عالي القامة، فخور الملامح،عملاقاً، وفي قشعريرة الانتظار،واخيراً يفتح الباب، ماذا نرى؟ واذا رجل صغير قصير القامة يدلف الى القاعة في عجلة حتى تترنح لحيته، يدفدف بخطى قصيرة سريعة حتى ليكاد ان يخب خبباً، ثم يتوقف، وعلى شفتيه تسبح ابتسامة امام الزائرين، ويروح يتحدث، وهو يصافح كل من الموجودين،وفي قلوبهم دهشة وخوف، كيف! هذا الانسان الصغير الذي يتحرك في مرح عذب لطيف، هذا الاب الصغير أهو حقاً تولستوي، ان القشعريرة تلاشت وزالت، وهم ينظرون اليه بصمت رهيب، اما محنة تولستوي وتحوله الروحي، فيرسمه لنا استيفان زيفايج ببراعة اذ يقول”كان رجلاً يعيش”أي تولستوي“ في ارض عوص، وكان مستقيماً ورعاً يتجنب الفساد، وكانت مواشيه سبعة آلاف خروف، وثلاثة آلاف جمل، وخمسمائة حمار، واوتي كثيراً من الخدم، وكان اعظم سلطاناً في كل من سكن الشرق حيث كتب ذات مرة في رسالة”انا سعيد سعادة ليس بعدها زيادة لمستزيد“ وفجأة بين عشية وضحاها ما عاد لكل هذا معنى، ولا قيمة، فالعمل يثير اشمئزاز الرجل الملاك، والزوجة غريبة عليه، ولا يأبه للاطفال، وراح يتجول كالمريض لا يقر له قرار جيئة وذهاباً، وعلى هذا النحو المأساوي، ما من شيء الم به، او ان ما الم به في الحقيقة، وهو الامر الادهى، هو اللاشيء، فقد ابصر تولستوي اللاشيء وراء الاشياء، ثمة شيء ما يتمزق في روحه، وانفتح صدع نحو الداخل لا يمكن ادراكه، وراح يتدفق الظلام في حواسه وينطفئ لديه بريق الحياة ولونها، وان العالم ليحل به الصقيع. ففي السنة الرابعة والخمسين من حياته نظر تولستوي اول مرة في عين اخرى، ومنذ هذه الساعة وهو يحملق في هذا الثقب الاسود في ثبات نحو اللاشيء، ليهرب بعد اعوام وحيداً شريداً، ليموت في محطة نائية من البرد



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: استيفان زفايج”1881-
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
| رواية لاعب الشطرنج |° ستيفان زفايج °| زمزم منبر الآداب العالمية. 2 06-14-2021 09:00 PM

الساعة الآن 01:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.