قديم 10-19-2011, 11:11 AM
المشاركة 41
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إنى لا أُ ريد "هذا" الإسلام.. بل أريد "ذلك"

قالوا لى هل تريد أن يكون الأسلام مصدراً من مصادر التشريع، فقلت لهم نعم ولكنى أريد ذلك الأسلام الذى أعطى للأنسان حرية الفكر وإختيار العقيدة فقال :
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قرآن كريم (18- 29)
قلت لهم إنى أُريد إسلاماً لا يُكره أحد على أداء شعائره كما قال القرآن الكريم :
لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغي قرآن كريم (2- 256)
أُريد إسلاماً يُقِيّم الناس بالمحبة التى فى قلوبهم وليس ذلك الأسلام الذى يُقيمهم بما يلبسون فالله تعالى قال فى كتابه العزيز :
" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم قرآن كريم (26- 88).
نعم أُريد ذلك الأسلام الذى يحنوا على المسكين واليتيم والأسير أيّاً كان دينهُ أوعرقه أوعقيدته فقد قال تعالى :
ويطعمون الطعام على حبهِ مسكيناً ويتيماً وأسيراً " قران كريم( 76 – 8)
ولم يقل ويطعمون المسكين المسلم أواليتيم المسلم أوالأسير المسلم فقط.
نعم أُريد إسلاماً يُدافع أتباعه عن كنائس ومعابد غير المسلمين كما يدافعون عن المساجد فالله تعالى هوالقائل :
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيراً قرآن كريم (2- 251).
نعم أُريد إسلاماً يعلوا بالتواضع ويسموا بالرحمه والمغفره لا باللعنات والكبر فالله تعالى هوالقائل :
وقل ربى إغفر وإرحم وأنت خير الراحمين قرآن كريم (23 – 118).
نعم أُريد ذلك الأسلام الذى يتعبد أتباعه مع أهل الديانات الأخرى ويصلون معهم كما قال تعالى :
وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداه والعشى ولا تعدوا عيناك عنهم قرآن كريم (18 – 28)
فلم يقل القرآن وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربك بل قال ربهم
نعم أُريد ذلك الأسلام الذى يشهد أتباعه بالحق والصدق ولوحتى على أنفسهم كما قال ربى :
كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولوعلى أنفسكم أوالوالدين أوالأقربين قرآن كريم (5- 8).
نعم أريد ذلك الأسلام الذى تسموا فيه الروح فوق الأحرف والكلمات كما قال ربى :
وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان نوراً نهدى به من نشاء من عبادنا قرآن كريم (42 -52).
نعم أُريد ذلك الأسلام الذى يجعل أتباعه ربانيين كما قال ربى :
ولكن كونوا ربانيين قرآن كريم (3- 79)
أى أولئك الذين يرى الناس أعمالهم الحسنة فيقدسوا وجه خالقهم ومبدعهم.
نعم أُريد ذلك الأسلام الذى يجعلنا نُقدس الإبداع فالله تعالى هو :
" بديع السماوات والأرض " قرآن كريم (2 – 117)
ونحترم الفكر المخالف ونرى فيه جمالاً لأهميته فقد قال ربى :
ولوشاء ربك لجعل الناس أُمةً واحده ولايزالون مختلفين قرآن كريم (11 – 118).
نعم أُريد إسلاماً تزرف أعيُن أتباعه دمعاً حينما يسمعون آيات الله فى القرآن والأنجيل والتوراه وتقشعر جلود من آمن بهِ حينما يرون جمال الله فى الورود والفراشات وقواقع البحار
فالله تعالى كما قال فى حديثه القدسى :
" الله جميل يحب الجمال
نعم صدقونى إنى أُؤيد ذلك الأسلام الذى هجره ونسيه الكثيرون كما قال ربى فى يوم الدين :
وقال الرسول يا رب إن قومى إتخذوا هذا القرآن مهجورا " قرآن كريم (25 – 30).
فإن كانت تلك الصفات والتى تسمح بإحترام الفكر والتنوع والأختلاف وتقدس الجمال والأبداع هى مرجعية الأسلام فأهلا وسهلاً بها. وإن كان مفهوم المرجعية عند البعض هى إكراه الناس على شعائر الدين وقمع بناء كنائسهم ومعابدهم وإصدار الأحكام على البشر وينعتهم بالكفر والزندقه فلا أهلاً ولا سهلاً بتلك المرجعية .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
19
10
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-20-2011, 11:50 AM
المشاركة 42
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أجمل ما قرأته هذا الصباح
و راق لي :
أنـــا اسمـــي فلسطينــــــي...!!!
نقشت اسمي على كل المياديـــن
بخط بارز يسمو على كل العناويــن
حروف اسمي تلاحقني , تعايشني , تغذيني
تبث النار في روحي وتنبض في شرايينــي
جبال النهر تعرفني مغاورهــا وتدرينـــي
بذلت الطاقــة الكبرى وقلت لأمتي كوني
صلاح الدين في أعمـاق أعماقي ينادينـــي
وكل عروبتي للثــأر .. للتحرير تدعوني
وراياتي التي طويت على ربوات حطين
وصوت مؤذن الأقصى يهيب بنـــا أغيثونـــــي
وآلاف من الأسرى والآلاف المساجيــــن
تنادي الأمــة الكبرى وتهتف بالملاييــن
تقول لهم إلى القدس اليهــا قبلة الدين
إلى حرب تدك الظلم . تزهق روح صهيون
وترفع في سماء الكون أعلام فلسطيــن
وتهدر كلمـــاتي وتمضي
أنــا اسمي فلسطيني
أنا اسمي فلسطيني
أنـا اسمي فلسطيني
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
20
10
2011


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-20-2011, 02:37 PM
المشاركة 43
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قرأْتُ توّا ً
( قافية حزينة )
( كانت هنا ليلى !! )
اكتب بدمعك لا القلمْ...ودعِ القوافي للألم
اكتب وسطر في كتاب ( التيهِ ) ألوان الندمْ
سجل بأنّا في سجِل العز ضيعنا القلمْ
اكتب بأنّا في دروب الذل قد فقنا الأممْ
عن معشر باعوا العلا...من فعلهم ندم الندمْ
يا قاصد البيت الحرام...وسالكاً درب الحرمْ
( بغدادُ ) لن تصحو هنا... ( بغدادُ ) أيضاً لم تنمْ
فهنا مآذن عزنا...تشكو، وتلثمها الحممْ
قد قالها يوماً :( هنا...ليلى يعانقها السقمْ )
واليوم ( ليلات ) العراق...لهم سبايا كالخدمْ
( أواه ) تغتال الجوى...( أواه ) من دمعٍ ودمْ
إني أسطرها هنا... ( عذراً ) كإبراء الذممْ
إنا بُراء منكمُ...يا من لحقتم بالرممْ
إنا بُراء منكمُ...أنتم ومن ذاك الصنمْ
======
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
20
10
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-21-2011, 10:48 AM
المشاركة 44
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صفات الشخصية القوية

إن شخصيتك تحقق لك الكثير فالجاذبية والدينامكية بوسعهما أن يجعلا الآخرين يحبونك
فالناس لا تحب المترددين والفاشلين
ولكن ينجذبون نحو الذين يعرفون عنهم ماذا يريدون ويتوقعون الفوز ويمكنك مبدئيا أن تجعل شخصيتك جذابة عن طريق الأتي :
المصافحة :
صافح الأخريين بثبات وحزم غير مبالغ فيه وابتعدعن المصافحة بأيدٍ رخوة فهي سمة من سمات غير الواثقين وكذلك ابتعد عن المصافحة بأيد قوية جدا فقد تشعر الآخرين بأنك إما أن تكون شخصا ً متغطرساً متسلطاً أو انك تخدعهم بقوة شخصيتك
وتنقصك الثقة .
الثقة :
اجعل نبرة صوتك تعبر عن الثقة حتى تصل إلى الناس قبل أفكارك فنبرة صوتك لها اثر كبير على مشاعرالآخرين وعليه يحدد من يسمعك هل أنت تتحدث بصوت ينم عن الشجاعة أو اليأس والشجن ولابد أن يكون كلامك واضحا بعيدا عن التردد
كن ذا لباقة :
فإذا أردت حب الناس كن شغوفا بهم ولا تجعل لسانك يخونك قط فان القدرة على الكلام مع اللباقة تزيد من قوة تأثيرك على الناس
التحلي بالصبر :
اصبر على الآراء والأفكار التي تراها في قرارة نفسك غير متفقة معك فان من أسرار الشخصية الجذابة الإصغاء الواعي المشوب بالتقدير والعطف على آراء الآخرين حاول أن تحاور وتناقش بعقلانية وهدوء عندما يخالف رأيك احد ولكن احترم رأيه ولا تحاول قدرالإمكان أن تجرح شعوره
كن مرحاً متفائلاً :
أكثر الناس يحب المرح المنضبط والتفاؤل المشرق خاصة وقت الأزمات حيث أن الآخرين يشعرون بأنك الشخص المناسب وقت الشدائد فيعمدون إليك لتصبرهم وتوجههم
اهتم بمظهرك :
المظهر اللائق يكسبك احترام النفس واحترام الآخرين لك ويجعلك تشعر بالثقة والاطمئنان فالشخص الذي تشيع الفوضى في هندامه يشعر الآخرين بان الفوضى
تشيع في تفكيره
لقد راقَ لي
فهلْ يُعجبكم ؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
21
10
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-23-2011, 07:14 AM
المشاركة 45
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العذاب ليس له طبقة

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن المدينة الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط
و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.
و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.
و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.
و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.
و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.
و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.
إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.
و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.
و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.
و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات
و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.
و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.
و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.
أما وراء الكواليس.
أما على مسرح القلوب.

أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة.

و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.

أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.

فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
23

10
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-24-2011, 06:44 AM
المشاركة 46
حنان عرفه
الحـلــــــم

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
متصفح ولا أروع
تحياتي اليك يا ابن الفرات من بنت النيل

قديم 10-24-2011, 06:59 AM
المشاركة 47
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
متصفح ولا أروع
تحياتي اليك يا ابن الفرات من بنت النيل
الحمدُ لله ِ المعين
أولا ً و أخيرا ً
فبعونه ِ و فضله نتمكن من تقديم ما يُرضي و يُمتع و يُفيد
شكري و تقديري لك ِ أختي حنان عرفة
لمرورك ِ العطر يا ابنة النيل توأم دجلة و الفرات و شط العرب
تحيَّتي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عاشق العراق
24
10
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-26-2011, 08:23 AM
المشاركة 48
عثمان عبدالرحيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
روعة لك التحية

قديم 10-26-2011, 10:37 AM
المشاركة 49
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا ً لكَ عزيزي عثمان عبد الرحيم
أسعدني مروركَ
و لك َ منّي أطيب تحيّة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
26
10
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-28-2011, 02:37 PM
المشاركة 50
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من ذكريات الحج

علي الطنطاوي (ت 1420هـ - 1999 م)

نشر عام 1955


ألا ترون العروق الشعرية كيف تحمل الدم من أطراف الجسم ثم تصبه في الأوردة الكبار، حتى يدور دورته في القلب مجتمعاً، وفي الرئة منتشراً، فيصفو بعد العكر، وينقى من الوضر، ويعود في الشرايين دماً أحمر جديداً، بعد أن كان في الأوردة دماً أسود فاسداً؟ كذلك الحج.
يأتي المسلمون من آفاق الأرض الأربعة، أفراداً ثم ينتظمون جماعات، ثم يدورون حول الكعبة قلب الأرض المسلمة، ثم ينتشرون في عرفات رئة الجسم الإسلامي فتصفي نفوسهم من أكدار الشهوات، وتنقى أوضار الذنوب، ويعودون إلى بلادهم أطهاراً، قد استبدلوا بتلك النفوس نفوساً جديدة كأنها ما عرفت الإثم، ولا قاربت المعاصي.
لذلك كان الحج أكبر أُمْنِية يتمناها لنفسه المسلم، ويتمناها له إخوانه وأصدقاؤه، فهم إذا دعوا له دعوة صالحة دعوا له بالحج.
وإذا كان أقصى ما يتمناه من يُقدِّر العالِم، أو يُكْبِر الكاتب، أو يهوى الحبيب، أن يزور البيت الذي ولد فيه، والعشَّ الذي خرج منه، والمواطن التي شهدت طفولته وصباه، وكهولته وموته، ويطأ الأرض التي وطئ. وينشق الهواء الذي نشق، فكيف لا يتمنى المسلم أن يزور موطن الروح، ومهوى القلب؛ الأرض التي انبلج منها فجر الإسلام، وأشرقت منها شمسه، وعاش في ربوعها أعظم العظماء، وسيد الأنبياء، حبيب قلب كلِّ مسلم، ومن هو أعزُّ عليه وأحبُّ إليه مِن أُمِّه وأبيه وولده وأهله، ويدخل من باب السلام، ويبصر البيت الحرام، ويطوف بالكعبة والحطيم، ويرى زمزم والمقام.
هنالك الفرحة الكبرى، التي لا تعدلها أفراح الدنيا، وهنالك اللقاء لا لقاء الحبيب بعد طول الهجران، وهنالك الموكب النوراني الذي يمرُّ مِن حول الكعبة، موكب الطائفين، من كلِّ جنس ولون، من بِيض وسُمر، وسُود وشُقْر، وشيوخ وفتيان، ورجال ونسوان، من كلِّ قطر من أقطار الأرض، ينادون بكلِّ لسان، يدعون ربًّا واحدًا يسألونه، وهو الكريم لا يرد سائلًا، ولا يضجره سؤال.
إنكم لتعجبون إن رأيتم موكبًا يمشي ساعات لا يقف ولا ينقطع، أو أبصرتم جيشاً يلبث أيامًا، وهو يمر لا يتريث ولا ينفد، فاعجبوا، واعجبوا أشد العجب من موكب بدأ يمشي من خمسة آلاف سنة، من يوم بنى إبراهيم هذه البنية، ولا يزال يمشي إلى اليوم يطوف بهذه الغرفة القائمة في وادٍ غير ذي زرع من بطن مكة، المبنية بالحجارة السود، الخالية من الصقل والتهذيب والزخارف والنقوش، ومن نعم الله على الإسلام أنها بقيت كما هي، فلم تمتدَّ إليها اليد بمثل الفنِّ الذي أراقته العبقرية الإسلامية على الأُموي وقبة الصخرة والحمراء وتاج محل؛ لأن كلَّ بارع من الفن قد يوجد ما هو أبرع منه، أما الفطرة الساذجة التي شُيِّدت بها الكعبة فستظل أبداً نسيج وحدها، في العظمة والخلود.
هذا الموكب الذي بدأ يمشي من خمسة آلاف سنة، ولا يزال يمشي إلى اليوم، وسيقف كلُّ جيش في الدنيا مهما بلغ من القوة والعديد، وكلُّ موكب بشري مهما حوى من الفخامة والعظم، ويظلُّ هذا الموكب يمشي، يمشي ما بقي الزمان ماشياً على طريق الأبد، يمشي في وقدة الشمس المتلظية في آب، ويمشي في قرة الشتاء في كانون، ويمشي في رأد الضحى، ويمشي في هدأة السحر، يمشي في الليل وفي النهار، يمشي في هناءة السلم، وفي غمرة الحرب، يمشي رغم النكبات والمصاعب والأهوال.
لم توقف سيره جيوش الصليبيين لما رمتنا بها أوربة، فجاءت كالسيل المنهمر، ولكنه سيل من نار مدمرة، وهلاك مبيد، ولا القرامطة لما ثاروا ثورة البركان يرمي بالحمم، وعاثوا في الأرض فسادًا وتدميرًا، وأدخلوا الموت إلى الحرم الآمن، ولطخوا بدم الطائفين أرض المطاف، ولا المغول لما هبوا كما تهب الريح الصرصر العاتية، تدمر كلَّ شيء، لا وليس في الوجود قوة بشرية تستطيع أن تقف موكب الخلود الذي يطوف أبداً حول الكعبة البيت الحرام.
إنه ليس الخبر كالعيان، وأنا مهما أوتيت من البيان لا أستطيع أن أصف لكم ما يحسُّ به الحاج عندما يقف على باب الحرم، ويرى الكعبة لأول مرة، فقولوا: آمين! أسأل الله أن يكتب لمن يريد منكم ألا يموت حتى تكتحل عينه برؤية هذا المشهد، مشهد الكعبة، الكعبة التي تتوجهون إليها من الشام ومصر والمغرب والمشرق، وكلِّ بلد على ظهر الأرض تتخيلونها بقلوبكم من وراء الجبال والصحارى والآكام البعاد، وكلما اقتربتم منها مرحلة شعرتم بازدياد الشوق، وغلبة الجهد.

تحسون كأنكم تدنون من الحبيب ودونه الحجب والأستار، فلا تزال ترفع لكم حجابًا بعد حجاب وسترًا بعد ستر، حتى تروا طلعة الحبيب، وأين طلعته من طلعة الكعبة، قبلة الإسلام، ومهوى القلوب.
ها هي ذي الكعبة يا ناس، وهذا الحطيم وزمزم والمقام، لقد صحت الرؤى وتحققت الأحلام، وهؤلاء المسلمون صفوفًا حولها، وراءها صفوف، صفوف تمتدُّ إلى خارج الحرم إلى وراء الحجاز، إلى الدنيا كلِّها، فهذه مركز الدائرة وهذه سرة الأرض، وهنا يلتقي المكان كله، فالمشرق هنا والمغرب، والنائي من الأرض والداني، وهنا الشام ومصر والعراق والمغرب وفارس والمشرق والهند هنا، وجاوة والأرض المسلمة كلها، وقد جاء أبناؤها من كلِّ مكان، كما تصبُّ الجداول في النهر الأعظم تدور معه حتى تستقر معه في حضن البحر الرحيب، يطوفون بالكعبة ثم يمضون إلى حضن عرفات. فلا ترى إلا بحرًا يموج بالسفائن البيض، بالخيام التي تبسم طهرًا لعين الشمس.
قلت لكم إنه ليس الوصف كالعيان، ولا يستطيع قلم ولا لسان أن يصف لكم هاتيك العواطف السماوية، التي تملأ قلب المسلم إنه يطوف بالكعبة، فيخرج من حاضره، وينسى دنياه، ويرى أمامه هذا الموكب الطويل يمتدُّ خلال الزمان، فيبصر الخلفاء تمشي معه، والصالحين والعباد والأئمة، ويرى أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا، ويبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يمشي على أثره، يدور من حيث دار، ويضع شفتيه موضع شفتي محمد الحبيب على الحجر الأسود.
صدقوني إن كلَّ لذات الدنيا، بطعامها وشرابها ولباسها ومتع شهواتها ومناعم أموالها، لا تبلغ ذرة من اللذة الروحية التي يشعر بها الحاج وهو يلثم الحجر الأسود، الذي لثمه محمد، ومن قبله أبو الأنبياء إبراهيم، صلى الله عليهم جميعًا. فقولوا آمين، أسأل الله أن لا يحرمكم هذه النعمة.
وعرفات، إنها لن ترى عين البشر مشهدًا آخر مثله، هيهات ما في الدنيا ثان لهذا المشهد العظيم، ولقد يجتمع في المعارض والألعاب الأولمبية واحتفالات التتويج في بلاد الغرب حشود من الناس وحشود، ولكن شتان ما بين الفريقين، أولئك جاؤوا للمتعة والفرجة والتجارة، وحملوا معهم دنياهم، وقصدوا بلدًا زاخرًا بأسباب اللذة والتسلية، وهؤلاء خلَّوْا دنياهم وراء ظهورهم، ونزعوها عن أجسادهم ومن قلوبهم ...
مشهد لو كان يجوز أن يشهده غير مسلم لاقترحت أن تجعله هيئة الأمم المتحدة عيدها الأكبر، إذ هنا أُعلنت حقوق الإنسان، لا كما أُعلنت في الثورة الفرنسية، ولا كميثاق الأطلنطي الذي كُتب على الماء، أُعلنت قبل ذلك بأكثر من ألف سنة، وطبقت حقيقة، يوم قام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فأعلن الحرية والمساواة وحرمة الدماء والمساكن ووصى بالنساء، وقرَّر لهن من ذلك اليوم الاستقلال الشخصي والمالي، مع أنَّ أكثر قوانين الأرض المدنية لا تقرُّ للمتزوجة في أموالها هذا الحق، وكان هذا المشهد في كلِّ سنة دليلًا قائمًا يملأ عيون البشر وأسماعهم على أن ما قرَّره محمد قد طُبِّق أكمل التطبيق.
مشهد يهدم الفروق كلَّها، فروق الطبقات وفروق الألوان، وفروق الأجناس، الناس كلهم إخوة، لا ميزة لأحد على أحد إلا بالعمل الصالح، وإذا كان اللباس الرسمي في الحفلات والمواقف الرسمية ما تعرفون، فاللباس الرسمي هنا قطعتان من قماش فقط، لا خياطة ولا أناقة ولا زخرف، ولا يفترق في هذا المقام أكبر ملك عن أصغر شحاد.
إنه مشهد عجيب، إنه أُعجوبة الأعاجيب.
عشرات وعشرات من آلاف الخيام، تحتها أقوام من كلِّ بقعة في الأرض، لا يجمعهم لون ولا لسان ولا بلد، ولكنهم لا يقفون ساعة حتى يحسَّ كلٌّ أنه أخ للآخر، أعز عليه من أخيه لأمه وأبيه، إخوان وحَّدتهم العقيدة، ووحَّدتهم القبلة، وربما عادى الأخ أخاه حقيقة، إن لم يكن دينه من دينه، ومذهبه من مذهبه؛ لأن أُخوَّة الدين والمذهب أقوى من أُخوَّة النسب.
إنهم يضجُّون بكلِّ لغة، يهتفون جميعًا: لبيك اللهم لبيك، لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك، دعوتنا فجئنا من أقاصي الدنيا، لم تمنعنا الجبال ولا القفار ولا البحار، ولم يمسكنا حب الأهل والولد، دعوتنا إلى القرآن لا قراءة وترنيمًا وتغييبًا، بل عملًا وتطبيقًا، فقلنا: لبيك اللهم لبيك، دعوتنا إلى العزة والوحدة والصدق في القول والعمل، فقلنا: لبيك اللهم لبيك. دعوتنا إلى الجهاد؛ جهاد النفس وجهاد الكافرين، فقلنا: لبيك اللهم لبيك.
لبيك اللهم لبيك، لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك.
إن الحج هو الدورة التدريبية الكبرى، التي تقوي الأجسام والأرواح، التي تربي الأجساد والقلوب، التي تعدُّ للحقِّ جيشًا جنده متمرسون بالشدائد، حمَّالون للمصاعب، سامون بأرواحهم إلى حيث لا تستطيع أن تبلغ مداه روح.
إن الحجَّ عيش في تاريخ المجد، في سيرة الرسول، في سماء الإيمان، إنه النهر الذي يغسل أوضار الناس، إنه الرئة التي تصفي الدم، وترده أحمر نظيفًا مملوءًا بالصحة والحياة.
إنه المؤتمر الإسلامي الأكبر.
أسأل الله أن يكتبه لمن لم ينعم به منكم، وأن يجعل لي ولمن حج معادًا إليه.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
28
10
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.