احصائيات

الردود
7

المشاهدات
2422
 
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


إمتنان محمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
56

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2018

الاقامة

رقم العضوية
15674
05-28-2019, 08:23 PM
المشاركة 1
05-28-2019, 08:23 PM
المشاركة 1
افتراضي الجزء الثالث (متفكك)

الجزء الثالث
نقل

2003 : مستشفى الأمومه الأوكرانيه #6

.... محطه بى بى سى قد تكلمت مع أمهات من مدينه كاركيف الذين أقرو أنهم قامو بولاده أطفال طبيعيين, فقط ليأخذهم طاقم المشفى.فى عام 2003 ,اتفقت السلطات على نبش حوالى ثلاثون جثه من المقبره التى تستخدمها مشفى الأمومه رقم 6.
أحد الذين كانو فى الحمله سُمح له التواجد خلال التشريح لتجميع دليل مصور بالفيديو, أعطت تلك التصويرات لل بى بى سى و المجلس الأوروبى.

فى تقريرهم,وصف المجلس ثقافه عامه من نقل الأطفال المخطوفون بعد الولاده. و جدار من الصمت من طاقم المشفى للحفاظ على مصيرهم.تُظهر الصور أعضاء, من ضمنها أدمغه.. تم سلخها, و بعض الأجسام مفككه.أحد الأطباء الشرعيين البريطانين,اخصائى فى علم الأمراض يقول أنه قلق للغايه لرؤيته جثث مقطعه, بما أنه ليس إجراء قياسى بعد الوفاه. ربما يكون سببه حصاد الخلايا الجذعيه من نخاع العظام.

المستشفى رقم 6 تنكر كل الاتهامات.

قصه :ماثيو هيل, مراسل الصحه فى بى بى سى
BBC News at BBC.com
http://news.bbc.co.Uk/go/pr/fr/-/2/h...pe/6171083.stm
تم نشرها فى 12-12- 2006
09نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة50 GMT © BBC MMVI


21-ليف

“لا أحد سيخبرك ما بداخل قلبك,” يُخبر ليف.” عليك اكتشاف ذلك بنفسك.”
ليف و رفيقه فى السفر يمشيان بمحاذاه قضبان القطر, محاطين بحقل سميك مدغل.
“ امتلكت الشجاعه فى قلبك لتهرب من التفكيك, لا يستطيع أن يخبرك أحد أنه كان الشئ الخاطئ لفعله, حتى لو كان ضد القانون. القدير لن يضعه بقلبك لو لم يكن صحيحا, أتسمعنى يا فراى؟, لأن ما أقوله هنا حكمه. حكمه تأخذها معك للقبر, ثم تحفر لتستخرجها مجددا حين تريد بعض العزاء.. يعنى الراحه.”
“أعلم ماذا يعنى العزاء.”يقول ليف, منزعج من ذكر القدير.. الذى لم يصنع الكثير لليف مؤخرا, ماعدا تعقيد الأمور.

الفتى فى الخامسه عشر, و اسمه سايرس فينش, بالرغم من أنه لا يتنقل بهذا الاسم, “ لا يطلق على أحد اسم سايرس,” هكذا قال لليف قصيرا بعد أن تقابلا,” أدعى سايفى”.
و بما أن سايفى مولع بالأسماء المستعاره, يطلق على ليف لقب فراى اختصارا لليرقات الصغيره. بما أن لها نفس عدد أحرف اسم ليف *,يقول أنه مناسب.
ليف لا يريد تدمير فقاعته بالإشاره أن اسمه الكامل ليفى ..!

سايفى يستمتع بسماع نفسه يتحدث..” أنا أصنع طريقى فى الحياة,”يخبر ليف. “لذلك نحن نسير على القضبان بدلا عن بعض الطرق الريفيه القديمه.”
سايفى أُمبر*,” اعتادو أن يطلقو علينا سود, هل تصدق؟ ثم ظهر هذا الفنان, ذو أصل المختلط, قليل من هنا و قليل من هناك. أصبح مشهورا لرسمه أشخاص من أصل أفريقى فى أقصى الجنوب. اللون الذى استخدمه كان أغلبه الأُمبر. الناس أحبوا هذا كثيرا, لذا علق. أراهن أنك لم تعرف من أين أتت الكلمه, أليس كذلك يا فراى؟ تبع ذلك مباشره,بدأوا يطلقوا على الأُناس البيض سيينا* تيمنا باسم لون آخر.
كلمات أفضل ,فقط لم تمتلك أى حكم قيمه بالنسبه لهم .. بالطبع, ليس الوضع كأن العنصريه اختفت بالكامل, لكن كما يحب أن يقول أبواى, قشره الحضاره قد حظت بطبقه أخرى. أيعجبك ذلك يا فراى؟ قشره الحضاره؟”, يلوح بيده ببطئ فى الهواء بينما يقولها, كما لو أنه يتحسس السطح الراقى لطاوله.” والداى دائما يقولا أشياء كتلك.”

سايفى هارب, بالرغم من إنكاره للأمر,” أنا لست هارب, أنا متجه لمكان”, كما أخبر ليف فى بدايه لقائهما, مع أنه لا يقول لليف إلى أين سيذهب..! حينما سأله ليف, سايفى فقط حرك رأسه و قال:” المعلومات ستُقدم بصوره دوريه حين يجب معرفتها”.

حسنا, بإمكانه الاحتفاظ بسرة, لأن ليف لا يهتم إلى أين سيذهب. فالحقيقة البسيطة أن له وجهه يذهب نحوها تكفيه. فهذا أكثر مما يمتلكه ليف.
فالوجهه توحى بمستقبل. فلو كان هذا الفتى الأُمبر سيقرض ليف هذا القدر, فالأمر يستحق أن يسافر معه.

تقابلا فى أحد المولات. الجوع قد ساق ليف لهناك. اختبئ فى أماكن وحيده مظلمه لما يقرب اليومين بعد فقدانه لكونر و ريسا. بدون خبره فى أن يكون كفأر شوارع, أصبح جائعا. لكن أخيرا .. فالجوع يحول أيا كان إلى خبير فى البقاء.

المول كان قِبله لفأر شوارع حديث الولاده. قاعه الطعام كانت مليئه بالعديد من المبذرين بصوره مدهشه. الخدعه, كما اكتشف ليف كانت أن يجد ناس اشتروا طعام أكثر مما يستطيعو حمله !,و الانتظار حتى ينتهوا.

فى حوالى نصف المرات,فقط تركوا البقيه على الطاوله.تلك التى سعى ليف لها. لأنه ربما يكون جائعا ليأكل بواقى الطعام من على الطاوله, لكنه مازال يملك من الكبرياء ما يمنعه من العيث فى النفايات.!
بينما كان ليف يُنهى بعض بيتزا المشجعون, سمع صوتا فى أذنه ,:“ليس عليك أن تأكل بقايا الآخرون يا أحما!”.

تجمد ليف, متأكدا أنه حارس أمن على استعداد لجره بعيدا. لكنه لم يكن سوى ذاك الفتى الأُمبرالطويل, بابتسامه مضحكه, منقوعا فى أسلوب راقى كما لو أنه كولونيا.”دعنى أريك كيف يتم الأمر.”,ثم ذهب لفتاه جميله تعمل فى مكان للطعام الصينى يدعى ويكيد ووك,غازلها لبضع دقائق, ثم رحل بدون أى شئ. لا طعام, لا شراب, لا شئ...!

”أعتقد أننى سأكتفى بالبواقى,” قال له ليف.
“الصبر, يا صديقى. كما ترى, إننا نقترب من وقت الإغلاق. كل تلك الأماكن, تبعا للقانون عليهم التخلص من كل الطعام الذى صنعوه اليوم. ليس بإمكانهم الاحتفاظ به لاعاده استخدامه غدا. اذا, أين يذهب كل هذا الطعام فى اعتقادك؟
أنا سأخبرك أين سيذهب. إنه يذهب للمنزل مع آخر وردية . لكن الناس الذين يعملون فى أماكن كتلك لن يأكلوا تلك الأطعمه باعتبار أنهم سئموا منها حتى الموت ... أرأيت تلك الفتاه التى كنت أتحدث معها؟ أنا أعجبها. أخبرتها أننى أعمل لدى قمصان بونانزا, فى الطابق الأسفل, وأنه ربما بإمكانى إعطائها بعض الخصومات.”
“هل أنت تعمل هناك؟”
“لا !هل تستمع حتى لما أقوله !! لذا على أيه حال, تماما قبل الإغلاق سأذهب إلى ويكيد ووك مجددا ,أعطيها ابتسامه, و سأتصرف كما لو أنى متعجب و أقول لها ماذا ستفعلين بكل هذا الطعام الباقى؟ ,و سترد بفضول, فيماذا تفكر؟ ... و بعد خمس دقائق, سأرحل بجنه من الدجاج البرتقالى ,بما يكفى لإطعام جيش.”

و بالتأكيد, حدث تماما كما قال ,و ليف كان مذهولا ...
“ابق معى,” قال سايفى, رافعا قبضته فى الهواء,”و الرب شاهدى, أنت لن تجوع مجددا.”ثم أضاف ,:” هذه المقوله من (ذهب مع الريح)”
“أعلم”,قال ليف, لكنة فى الحقيقه ,لا يعلم..!

وافق ليف على الذهاب معه لأنه عرف أن كلاهما لديه حاجه عند الآخر.سايفى كان كواعظ بدون جماعه. لم يستطع التواجد دون جمهور,و ليف احتاج لشخص يملأ عقله بالأفكار, ليستبدل أفكار حياته التى اُخذت منه.

بعد مرور يوم, بلى حذاء ليف و تقرحت عضلاته.و ذكرى كونر و ريسا مازالت جرح جديد, يأبى الشفاء.
محتمل :أنه تم القبض عليهم ,محتمل :أنه تم تفكيكهم ...بسببه ,هل هذا يجعله شريك فى الجريمه؟؟ .. كيف ذلك ؟ فى حين أن المتفككون ليسوا حقا أموات! ,لا يدرى أى صوت يصدى فى عقله بعد الآن ... والده ؟ القس دان ؟ ..الأمر يجعله فقط غاضبا. فيُفضل سماع صوت سايفى خارج رأسه عن أيا من الأصوات بداخله.

الأرض من حولهم لم تتغير بصوره كبيره منذ مغادرتهم البلده. شجيرات على مد البصر و أشجار متبعثره. بعض النباتات خضراء بأكملها,البعض أصفر فى طريقه ليصبح بنى.الأعشاب تنمو بين قضيبى القطر,لكن ليس بطول عال.

“أى حشائش غبيه بما يكفى لتنمو طويله,لن يكون لديها أى فرصه للنجاه. سيتم نحرها بالقطار التالى القادم. نحر, هذا يعنى قطع رأسها”
“أعلم ماذا تعنى نحر,و بإمكانك التوقف عن التحدث هكذا,كل ذاك النفى المزدوج و ما شابه.”

يتوقف سايفى هنا تماما فى منتصف خطوط السكه الحديديه و يحدق بليف كما لو أنه يحاول صهره بعينيه.
“ألديك مشكله فى الطريقه التى أتكلم بها؟ ألديك مشكله مع اللكنه العاميه لأهالى الأُمبر القدامى؟”
“لدى حين تكون زائفه.”
“عماذا تتحدث, أحما*!”
“إنه جلى. أراهن أن الناس لم يقولوا قط أشياء كأحما, ماعدا فى البرامج التلفزيونيه الغبيه قبل الحرب و أشياء كتلك. أنت تُخطئ فى كلامك عن عمد.”
“خطأ؟ ماذا يجعلها خاطئه؟ إنها راقيه,تماما كتلك البرامج التلفزيونيه. وأنا لا أقدر لك قله احترامك للكنتى. لكنه تعنى..”
“أنا أعرف ماذا تعنى,” يقول ليف, بالرغم من أنه ليس متأكدا بالكامل.
”أنا ليس غبى!”

سايفى يرفع اصبع اتهام كمحامى.” أ هاا! لقد قلت ليس, الآن, من الذى يتحدث بصوره خاطئه؟”
“هذا لا يحسب !لقد قلتها لأنها كل ما أسمعه منك! فبعد فتره لا يمكننى سوى أن أبدو مثلك!”
حينها يبتسم سايفى :”أجل, أليست تلك الحقيقه.. أُمبر القدامى لكنتهم معديه. إنها سياديه.و تحدث الكلام لا يجعل الشخص غبى,سأُعلمك .. لقد حصلت على أعلى درجه فى القراءه و الكتابه على مستوى المدرسه يا فراى.لكن على أن أحترم أسلافى, و كل ما خاضوه لأكون هنا.بالتأكيد أستطيع التحدث مثلك,لكنى أختار ألا أفعل.هو كالفن..أتعرف؟ بيكاسو كان عليه أن يثبت للعالم أنه يستطيع أن يرسم بالطريقه الصحيحه,قبل أن يبدأ بوضع كلا العينان فى نفس الجهه من الوجه, و الأنوف تخرج من الركب و هكذا..
كما ترى, فأنت لو رسمت بصوره خاطئه لأن هذا أفضل ما يمكنك فعله,اذا أنت فقط أحمق.لكن افعل هذا لأنك تريده؟ حينها تصبح فنان.” و يبتسم لليف ,:” هذا هنا جزء من حكمه سايفى,يا فراى. يمكنك أخذها معك للقبر,و تحفر لإخراجها حين تحتاجها!”

يدور سايفى و يبصق علكه لترتطم بقضيب السكه الحديديه و تلتصق به,ثم يدفع بواحده أخرى لفمه.” على أيه حال, أبواى ليس لديهم مشكله مع ذلك, وهما بيض مثلك كنبات الزنبق.”
“هم؟” ساى قد قال مسبقا أبواى,لكن ليف افترض أنه مجرد مصطلح أُمبري قديم.
“نعم,” يقول سايفى, بهزه كتف غير مباليه.”لدى أبوان.ليس شئ مهم.”

ليف يحاول ما بوسعه لاستعاب هذا ... بالطبع, قد سمع عن أهالى ذكوريه.. أو عائلات ين*, كما يُطلق عليهم حاليا.لكن فى تركيبه حياته المنعزله,فأشياء كتلك دائما انتمت لعالم آخر.

سايفى على الجهه الأخرى, لا يلاحظ حتى دهشه ليف.و مازال فى موكب تبختره,:“صحيح,لدى معدل ذكاء 155.هل عرفت ذلك فراى؟ بالطبع لا,و كيف ستعلم؟” ,ثم يتردد قبل أن يقول..:”مع ذلك فقد قل بضع نقاط,بسبب الحادثه ,كنت على دراجتى و خبطنى أحمق حقير فى مرسيدس.” و يشير إلى ندبه على جانب رأسه.”يالها من فوضى.تناثرت.. أتعرف؟ كنت على وشك أن أقتل على الطريق.لقد حولت فصى الصدغى الأيمن إلى هلام.”

يقشعر بدنه بينما يفكر فى الأمر. ثم يهز كتفه غير مهتم.”لكن إصابات الدماغ لم تعد مشكله كما كانت.هم فقط يستبدلوا نسيج الدماغ و تصبح جيد كأنك جديد.حتى أن أبواى دفعا رشوه للجراح حتى أحصل على فص كامل من متفكك_دون إهانه_عوضا عن الحصول على العديد من أجزاء الدماغ,كما يفترض أن يحدث”

ليف يعلم بهذا الشأن.فاخته كارا لديها صرع,لذا استبدلو جزء صغير من دماغها بمئات الأجزاء الدماغيه الضئيله.لقد اهتمت بالمشكله,و لم تصبح أسوأ بسببها.مع أنه لم يخطر لليف قط من أين أتت تلك الأجزاء الصغيره لأنسجه الدماغ.
“أترى أجزاء الدماغ تعمل بطريقه لا بأس بها,لكنها لا تعمل بصوره عظيمه :”يفسر سايفى.”إنه كوضع ماده مالئه فوق حفره فى الجدار.لا يهم مدى كفائتك فى التغطيه على الحفره, هذا الجدار لن يصبح كما كان أبدا. لذا تأكد أبواى أن أحصل على الفص الصدغى بأكمله من متبرع واحد. لكن هذا الفتى لم يكن بالذكاء الذى أنا عليه.لم يكن ليس ذكيا ,لكنه لم يحصل على معدل ذكاء 155.آخر فحص للدماغ نتيجته كانت 130. هذا مازال فى أفضل نسبه,الخمسه بالمئه الاوائل من البشر.لازلت أُعتبر عبقريا,لكن ليس فقط بتضخيم حرف العين .ما هو معدل ذكائك؟” ,يسأل سايفى ليف.”هل أنت لمبه خافته أم تيار عالِ؟”

يتنهد ليف,”لا أعلم.والداى لم يؤمنا بفحوص الذكاء.إنه شئ دينى إلى حد ما, الجميع متساو فى أعين الرب و هكذا”.
“أووه,أنت تأتى من أحدى تلك العائلات.” ثم يتفحص ليف.”اذا,لو كانو هم عاليين و عظماء,لماذا قررو تفكيكك؟”

مع أن ليف لا يريد الخوض فى الأمر,يكتشف أن سايفى هو الصديق الوحيد لديه.فالأفضل أن يخبره بالحقيقه..”أنا عُشر.”
ينظر سايفى بأعين مفتوحه على وسعها.كما لو أخبره ليف أنه الرب نفسه,: “سحقا! إا أنت مقدس و هكذا؟”
“ليس بعد الآن.”
يومئ سايفى و يزم شفتيه,صامتا لوهله.
يسيرا بمحاذاه السكه... روابط السكه الحديديه تغيرت من خشبيه إلى معدنيه,و الحصى على جانبى المسار الآن يبدو أكثر تنمقا.

“لقد عبرنا للتو حدود الولايه,”يقول سايفى.
ليف كان سيسأله أى الولايات عبروا إليها,لكنه لا يريد أن يبدو غبيا.
__________________________________________________ _________________
Fry,lev :نفس عدد الحروف فى اللغه الانجليزية
أُمبر : صبغة طبيعية لونها بنى محمر
سيينا : لون مائل للبياض
عائلات ين :عائلات ذكورية.
أحما:أحمق


قديم 05-29-2019, 06:32 PM
المشاركة 2
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
رائع اختي امتنان

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 05-30-2019, 05:37 PM
المشاركة 3
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
قديم 05-30-2019, 06:08 PM
المشاركة 4
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
حيثما تندمج أو تنحرف مسارات السكه الحديدية,يوجد كشك من طابقين يقف هناك كمناره شارده ,منزل تحويلات.
يوجد العديد منهم على طول الخط,وتلك الأماكن هى التى يجد فيها ليف و سايفى الملجأ كل ليله.

“ألست خائفا أن يجدنا أحد من عمال السكه الحديد هنا؟” يسأل ليف بينما يقتربا من أحد تلك المنشآت البائسه.
“لااا,ليست مستخدمه بعد الآن,”يخبره سايفى.”النظام بأكمله آلى, كان هكذا منذ سنوات,لكنه مكلف للغاية أن يهدمو تلك الأكشاك...أعتقد أنهم فكروا فى النهاية ستتكفل الطبيعة بهدمهم مجانا.”

منازل التحويلات مغلقه بقفل.لكن القفل قوى فقط بقوه الباب الذى يؤمنه.و هذا الباب مُحدد فيه مسارات للنمل الأبيض.ركله واحده تكسر رباط القفل من الخشب ,و يطير الباب للداخل فى وابل من الأتربه و العناكب الميته.

فى الأعلى يوجد غرفه ثمانيه فى ثمانيه,نوافذ على الجوانب الأربعه.إنه شديد البروده.سايفى لديه معطف شتوى يبدو أنه غالى الثمن يبقيه دافئا فى الليل. ليف لديه فقط معطف منتفخ من الفايبر قد سرقه من على كرسى فى المول ذاك اليوم.
سايفى قد أدار أنفه لأعلى حين رأى ليف يأخذ المعطف,فقط قبل أن يغادرا المول.

“السرقه هى للبؤساء,”قد قالها ساي.”لو كنت راقى,فأنت لا تسرق ما تحتاجه,بل تجعل الآخرون يعطوه لك بإرادتهم الحره.. تماما كما فعلت فى ذاك المطعم الصينى.الأمر كله يتلخص فى كونك ذكى, و سلس ... سوف تتعلم.”

معطف ليف الذى سرقه أبيض,و هو يكرهه ... طوال حياته قد لبس الأبيض.
انعدام عذرى للون قد حدد كينونته,
لكن الآن لا يوجد أى راحه فى لبسه.

يأكلوا جيدا تلك الليله, فضلا لليف,الذى أخيرا حظى بعصف دماغى للبقاء. تضمنت الحيوانات الصغيره التى قُتلت بالقطارات الماره.
“أنا لن آكل أى قتيل للقضبان !” سايفى أصر حين اقترح ليف الأمر.
”تلك الأشياء قد تكون متعفنه هنا لأسابيع, على حد علمنا.”
“لا,”قال له ليف.”إليك ما سنفعله: نحن نمشى عده أميال على السكه,و نحدد كل كائن ميت بعصا. ثم,حين يأتى القطار الآخر,نعود أدبارنا.أى شئ غير مُعلم يكون طازج.”
تم الاتفاق عليه,لقد كانت واجهه الفكره مقززه إلى حد كبير ,لكنها لم تختلف حقا عن الصيد.لو كان سلاحك هو محرك ديزل.

يصنعوا نار صغيره بجانب منزل المحولات و يتعشوا على أرنب مشوى و أرماديلو*,طعمه ليس بالسوء الذى تخيله ليف,ففى النهايه, اللحم هو اللحم,و الشواء يصنع بالأرماديلو تماما ما يصنعه بشريحه اللحم البقرى !

“دهس سمورجاس*!!” هكذا يقرر سايفى أن يسمي تلك الطريقه فى الصيد بينما يأكلا ,:”هذا ما أُطلق عليه إبداع حل المشكله.ربما أنت عبقرى بعد كل شئ يا فراى.”

احساس جيد أن يحصل على استحسان ساى.
“يااه,هل اليوم الخميس؟”يقول ليف,مدركا فجأه ,:”أعتقد أنه عيد الشكر!”
“حسنا,فراى.. نحن على قيد الحياه.هذا كثير جدا لنكون شاكرين لأجله.”

***

فى تلك الليله,بالأعلى فى الغرفه الصغيره لمنزل المحولات,يسأل سايفى السؤال الكبير ..:”لماذا جعلك والداك عُشر يا فراى؟”
أحد الأشياء الجيده لصحبه سايفى هو أنه يتحدث عن نفسه كثيرا.مما يمنع ليف من التفكير فى حياته الخاصه.ماعدا,بالطبع, حين يسأل ساى.

ليف يجاوبه بالصمت, مدعيا أنه نائم. و إن كان يعرف أن هناك شئ واحد لا يطيقه سايفى,فهو الصمت, لذا يملأه بنفسه.
“هل أنت ستورك؟ هل هذا الأمر؟لم يريدوك فى المقام الأول,و لم يطيقا الانتظار حتى يتخلصا منك؟”

يُبقى ليف عيناه مغلقه و لا يتحرك.
“حسنا,أنا ستورك,”يقول ساي.”حصل على أبواى على عتبه الباب فى أولى أيام الصيف. ليس أمر جليل.. كانا مستعدان أن يُنشئا عائله فى كل الأحوال.فى الحقيقه,كانا مسروران للغايه حتى أنهم جعلوه رسميا و جعلا أنفسهم ممتزوجان.”

يفتح ليف عينه.فضوليا بما يكفى ليعترف أنه مازلا مستيقظ.”لكن... بعد حرب هيرتلاند,ألم يجعلوا زواج الرجال غير قانونيا ؟”
“هم لم يتزوجا.لقد أصبحا ممتزوجان.”
“ما الفرق؟”
سايفى ينظر إليه كأنه أحمق.”حرف الميم.على أيه حال,فى حال كنت تتسائل,فأنا لست كأبواى..فبوصلتى تشير للفتيات,إن كنت تعرف ما أقصد.”
“أجل.أجل,و خاصتى تفعل المثل أيضا.” ما لا يخبره لسايفى أن أقرب ما وصل إليه لموعد أو حتى تقبيل فتاه كان الرقص الهادئ فى حفله عشوره.

فكره الحفله تجلب له توتر حاد و مفاجئ,يجعله يريد الصراخ.لذا يعصر عيناه بقوه و يُلزم ذاك الشعور المتفجر على التراجع.

الآن,كل شئ من حياه ليف القديمه هو مثل هذا.. قنبله موقوته فى عقله. (انس تلك الحياه),يخبر نفسه , (أنت لست ذاك الفتى بعد الآن).
“كيف هم والداك؟” يسأله سايفى.
“أنا أكرههم,” يقول ليف,متفاجئ أنه قالها,
متفاجئ أنه يقصدها!
“هذا ليس ما سألته؟”.تلك المره ساي لن يأخذ الصمت كإجابه.لذا يخبره ليف بأفضل ما يستطيع.
“والداى,” يبدأ..”يفعلا كل شئ مفترض منهم ... يدفعا الضرائب ,يذهبا للكنيسه ,يصوتا كما يتوقع منهم أصدقائهم,و يفكرا كما يفترض بهم أن يفكروا,و يرسلانا إلى مدارس تُنشئنا لنفكر تماما مثلهم.”
“لا يبدو الأمر شديد الفظاعه بالنسبه لى.”
“لم يكن,”يقول ليف,بينما يتراكم انزعاجه.”لكنهم أحبا الرب أكثر من حبهم لى,و أنا أكرههم لهذا.لذا أعتقد أننى سأذهب للجحيم.”
“همم. دعنى أخبرك .. حين تذهب هناك.احفظ لى مكان ,موافق؟”
“لماذا؟ ما الذى يجعلك تعتقد أنك ذاهب هناك؟”
“لا أعتقد,لكن فقط فى حاله إن حدث..عليك أن تخطط لاحتمالاتك,صحيح؟”

***

بعد مرور يومان يجدا أنفسهم فى مدينه سكوتسبرج فى انديانا.حسنا,على الأقل يعرف ليف أخيرا فى أى ولايه هم فيها.يتسائل إن كانت هذه ربما تكون وجهه سايفى.لكن ساي لم يقل أى شئ لترجيح أى احتمال .. لقد تركا خطوط السكك الحديديه,و سايفى يخبر ليف أن عليهم الذهاب للجنوب فى طرق المدينه حتى يجدا سكه تذهب لذاك الاتجاه.

ساي لم يكن يتصرف كالمعتاد....بدأ الأمر فى الليله السابقه.
شئ فى صوته .. شئ فى عينيه أيضا. فى البدايه اعتقد ليف أن الأمر فى مخيلته,لكن الآن فى ضوء يوم الخريف الباهت,إنه واضح أن سايفى ليس نفسه.

إنه متأخر خلف ليف بدلا من قياده الطريق.خطوته ليست مألوفه,متثاقله بدلا من كونها متعجرفه.يصبح ليف متوترا بطريقه لم يكن عليها حتى منذ قبل أن يلتقى سايفى.
“هل ستخبرنى أبدا إلى أين سنذهب؟”يسأل ليف,معتقدا أنهم ربما قريبون,و ربما لهذا يتصرف ساي بغرابه.
يتردد سايفى, وازنا حكمه تفوهه بأى شئ. و أخيرا يقول,:”سنذهب لجوبلين. تلك فى جنوب غرب ميسسورى,لذا مازال لدينا طريق طويل لنقطعه.”

فى مؤخره عقله,يُدخل ليف أن سايفى قد أسقط تماما لكنته الأُمبريه فى التحدث. الآن,هو يبدو كأى فتى آخر قد يكون عرفه فى منزله.لكن مع ذلك يوجد الآن شئ مظلم و أجش فى صوته أيضا.متوعدا بغموض,كصوت المستذئب قبل أن يتحول.
“ماذا يوجد فى جوبلين؟” يسأل ليف.
“لا شئ لتقلق بشأنه.”
لكن ليف يبدأ بالقلق,لأنه حين يصل سايفى لوجهته,ليف سيكون وحيدا مجددا.
تلك الرحله كانت أسهل حين كان يجهل الوجهه !

بينما يمشيان,ليف يستطيع أن يرى أن عقل ساي فى مكان آخر.ربما فى جوبلين .. ماذا قد يكون هناك؟ ربما صديقه حميمه انتقلت هناك؟ ربما قد تتبع أمه التى ولدته.
ليف كون عشرات الأسباب ليحظى سايفى بتلك الرحله, و يوجد على الأرجع عشرات أكثر لم تخطر حتى بباله.

يوجد شارع رئيسى فى سكوتسبيرج يحاول أن يبدو أصيل,لكنه يبدو فقط متهالك. إنه أخر الصباح حين يتحركا داخل المدينه.المطاعم تستعد لحشود الغذاء.
“إذا,هل ستستخدم سحرك لتحظى لنا بوجبه مجانيه,أم هو دورى لأحاول؟” يسأل ليف بينما يلتفت لساي,لكنه ليس هناك.
مسحه خاطفه للمحلات خلفه و يرى ليف باب يتأرجع منغلقا.إنه متجر لعيد الميلاد ,نافذته مزينه بالزينه الخضراء و الحمراء,رنات* بلاستيكيه,و ثلج من القطن.

لا يستطيع ليف أن يتصور ذهاب ساي لهناك,لكن حين يختلس النظر من النافذه,ها هو,ينظر فى الأنحاء كزبون ...
بالطريقه الغريبه التى يتصرف بها سايفى,لا يملك ليف خيار سوى أن يدخل هو الآخر.

إنه دافى,و رائحته كخشب الصنوبر الصناعى.إنها نوع الرائحه التى يضعونها على معطرات الجو الكرتونيه.يوجد أشجار عيد الميلاد مشذبه بالكامل مصنوعه من الألومونيوم فى كل الأنحاء,عارضه كل أنواع زينه الأعياد.كل شجره بمفهوم مختلف.
فى مكان و زمان آخر,ليف كان سيحب التجول فى محل كهذا.
تنظر لهم سيده مبيعات بشك من خلف صندوق المحاسبه.

يمسك ليف بكتف ساي.”هيا,لنخرج من هنا.”لكن ساي يبعده عنه و يذهب نحو شجره مزينه بالكامل بالذهبى المتلألأ.يبدو مأخوذا بكل المصابيح و الخيوط المعدنيه اللامعه.
يوجد رعشه خفيفه تماما أسفل عينه اليسرى.
“ساي”,يهمس ليف.”هيا.. علينا أن نذهب لجوبلين,أتذكر؟جوبلين.”
لكن ساي لا يتحرك ...
تأتى البائعه.ترتدى ستره أعياد و ابتسامه أعياد,”هل بإمكانى مساعدتكم على إيجاد شيئا؟”
“لا.”يقول ليف.”نحن على وشك الرحيل.”
“كساره للبندق.”يقول ساي.”أبحث عن كساره للبندق لأجل والدتى.”
“أوه,هم على الحائط الخلفى.”و تلتفت المرأه لتنظر عبر المحل, و فى اللحظه التى تفعل ذلك,يمسك ساي بحليه رخيصه ذهبيه متدليه من الشجره المتلألأه و يضعها فى جيب معطفه.
ليف يقف هناك فقط...مصعوقا.!
ساي لا ينظر حتى لليف بينما يتبع المرأه حتى الجدار الخلفى,حيث يناقشا كسارات البندق.
يوجد الآن هلع يتشكل فى أعماق ليف ,محاربا ببطء طريقه للسطح.

ساي و المرأه يتحدثا لبضع دقائق,ثم يشكرها ساي و يعود لمدخل المتجر.
“على أن أحصل على المزيد من المال من المنزل.”يقول هذا بصوته الذى هو ليس بصوته.”أعتقد أن أمى ستأخد الزرقاء.”

(لا تملك أم),يريد أن يقولها ليف,لكن لا يفعل,لأن كل ما يهم الآن هو الخروج من المتجر.
“حسنا إذا,”تقول البائعه.”احظوا بيوم جيد!”
يرحل ساي و يتأكد ليف أن يكون ورائه مباشره,فقط فى حال انتابت ساي رغبه فجائه وهميه بالعوده للمتجر و أخذ شئ آخر.
حينها,فى اللحظه التى انغلق الباب ورائهم,سايفى يهرب.لا يجرى وحسب, بل ينقذف,كما لو كان يريد الخروج من جلده ... يفر مبتعدا عن الحى, ثم إلى الشارع.ثم يرجع مجددا.السيارات تعوى .. شاحنه تكاد تدهسه.ينطلق صوب اتجاهات عشوائيه كبالون يخسر الهواء,ثم يختفى فى زقاق فى آخر الطريق.

هذا ليس عن مصباح ذهبى لعيد الميلاد,لا يمكن أن يكون.إنه انهيار.انها نوبه, الطبيعه التى لا يستطيع ليف حتى أن يحزرها.
(على فقط أن أتركه يذهب),يُفكر ليف ,(اتركه يذهب,ثم اهرب فى الاتجاه المعاكس ,ولا تنظر للخلف ),ليف يستطيع النجاه بمفرده الآن.يمتلك ما يكفى من ذكاء الشارع.يمكنه النجاه دون سايفى ... لكن ,كان يوجد تلك النظره فى سايفى قبل أن يهرب , اليأس .. لقد كانت تماما كالنظره المعتليه وجه كونر فى اللحظه التى سحب بها ليف من سياره والده السيدان المريحه.
ليف قد أدار ظهره لكونر...
لن يدير ظهره لسايفى.

بخطوه و وتيره أكثر ثباتا من سايفى,يعبر ليف الطريق و يتجه نحو الزقاق.
“سايفى,”ينادى,بعلو يكفى ليسمعه لكن ليس بما يكفى ليجذب الانتباه.
”ساي!”.ينظر فى حاويات النفايات ومداخل الأبواب.”سايرس,أين أنت؟”.

يصل لنهايه الزقاق و ينظر يمينا و يسارا .. لا أثر له.ثم,حين كان على وشك أن يفقد الأمل, يسمع ,:”فراى؟”
يدير رأسه و يستمع مجددا.:“فراى.هنا.”
تلك المره يستطيع أن يعرف من أين يأتى.ملعب على يمينه.بلاستيك أخضر و أعمده معدنيه مطليه بالأزرق.لا يوجد أطفال يلعبون.الأثر الوحيد للحياه هو مقدمه حذاء سايفى يطل من خلف الزلاقه.

يعبر ليف السياج,و يطأ فى الرمل المحيط بالملعب,و يدور المكان حتى يظهر سايفى ... ليف يكاد يريد الابتعاد من هول ما يراه ...
ساي ملفوف على نفسه,ركبتيه ملاصقه لصدره,كطفل ..
الجزء الأيسر من وجهه يرتعش,و يده اليسرى ترتجف كالجيلاتين.يتجهم كما لو أنه متألم.
“ما الأمر؟ ما الذى حدث؟اخبرنى.ربما أستطيع أن أساعدك.”
“لاشئ.”يهسهس سايفى.”سأكون بخير.”
لكن لليف,فهو يبدو أنه يموت ... فى يده اليسرى المرتجفه يحمل سايفى الحليه التى سرقها ويقول :”أنا لم أسرق هذا.”
“ساي...”
“لقد قلت,أنا لم أسرق هذا!”يضرب جانب رأسه بكعب يده اليمنى.”لم يكن أنا!”
“حسنا.. أيا كان ما تقوله.” ليف ينظر حولهم ليتأكد أنهم غير مراقبين.

يهدأ ساي قليلا.”سايرس فينش لا يسرق.لم يفعل قط و لن يفعل أبدا.إنه ليس اسلوبى.”يقولها,حتى بينما ينظر للدليل هناك,تماما فى يده.
يرفع ساي قبضته اليمنى و يحطمها فى راحته اليسرى كاسرا المصباح.

الزجاج الذهبى يبرق على الأرض. و يبدأ الدم فى التدفق من راحته اليسرى و مفاصل يده اليمنى.
“ساي,يديك...”
“لا تقلق حيالها,”يقول.”أريدك أن تفعل شيئا لأجلى,فراى. افعلها قبل أن أغير رأيي.”
يومئ ليف.
“أترى معطفى هناك؟أريدك أن تبحث فى الجيوب.”
معطف ساي الثقيل على بعد عده ياردات ملقى على مقعد أرجوحه.يذهب ليف نحو الأرجوحه و يلتقط المعطف.يمد يده داخل الجيب الداخلى و يجد,دونا عن أى شئ, ولاعه سجائر ذهبيه.يخرجها.
“هل تلك هى يا ساي؟أتريد سيجاره؟”

لو السيجاره ستخرج سايفى من هذا,فليف سيكون أول من يشعلها له.يوجد أشياء غير قانونيه بصوره أكبر من السجائر على أيه حال.!
“تفقد الجيوب الأخرى.”
يبحث ليف فى الجيوب الأخرى عن علبه سجائر,لكن لا يوجد أى منها.
عوضا عنها,يجد كنز صغير.. أقراط مرصعه بالجواهر,ساعات,عقد ذهبى, اسواره ماسيه ... أشياء تلمع و تومض حتى فى ضوء النهار الخافت.
“ساي,ماذا فعلت...؟”
“لقد أخبرتك بالفعل,لم يكن أنا!الآن خذ كل تلك الأشياء و تخلص منها,تخلص منها و لا تجعلنى أرى أين وضعتها.” ثم يغطى عيناه كلعبه الغميضه.”اذهب.. قبل أن يُغير رأيي!”

يُخرج ليف كل شئ من الجيب و يحملها كالطفل فى يديه,و يجرى حتى نهايه الملعب.يحفر فى الرمل البارد و يلقى كل شئ,يضرب الرمل مجددا بقدمه حين ينتهى. و يساويه بجانب حذائه و يلقى بعض أوراق الشجر المتناثره فوقهم.

يعود لسايفى,الذى مازال يجلس هناك تماما كما تركه ليف,يديه على وجهه.
“لقد تم الأمر,”يقول ليف,”يمكنك أن تنظر الآن”.
حين يُبعد ساي يديه,يوجد دماء على أكمل وجهه من الجروح التى فى يديه.يحدق ساي بيديه,ثم ينظر لليف, بلا حول ولا قوه,مثل , مثل طفل تأذى للتو فى ملعب.

يتوقع ليف نصف توقع أن ساي سيبكى.

“انتظر هنا,”يقول ليف ,:”سأذهب لإحضار بعض الضمادات.”هو يعرف أن عليه سرقتهم.يتسائل ما قد يقول القس دان عن كل الأشياء التى قام بسرقتها مؤخرا.

“فراى,شكرا لك,”يقول ساي.”لقد فعلت جيدا,و أنا لست سوف أنسى,”
اللكنه القديمه عادت فى صوته ,الرعشه توقفت.
“هذا مؤكد,”يقول ليف بابتسامه مواسيه,و يتجه ليجد صيدليه.

ما لا يعرفه سايفى أن ليف قد أبقى على سوار ماسى وحيد,
يخبئه الآن فى جيب معطفه الذى ليس بذاك البياض بعد الآن.
_________________________________________
أرماديلو : حيوان جسمه مغطى بصفائح مدرعه يعيش فى الأماكن العشبيه شبه الصحراويه.
سمورجاس : وجبه بوفيه مكونه من أطباق متعددة
رنه : حيوانات تشبه الغزلان

قديم 05-31-2019, 06:06 PM
المشاركة 5
إيلي عماد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
صديقتي أمتنان ...... غرقت أنفاسي في خضم موج قصتك العاتي

.... سيجار ....كوب شاي .... ودخول ..وخروج ....هنا تعج الأشياء بالحياة

فأنتشي بما تسطرين هنا....

شكراً أمتنان

قديم 06-01-2019, 12:56 AM
المشاركة 6
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
صديقتي أمتنان ...... غرقت أنفاسي في خضم موج قصتك العاتي

.... سيجار ....كوب شاي .... ودخول ..وخروج ....هنا تعج الأشياء بالحياة

فأنتشي بما تسطرين هنا....

شكراً أمتنان
شكرا لكنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 06-01-2019, 01:18 AM
المشاركة 7
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
يجد لهم ليف مكانا ليبيتو فيه تلك الليله.أفضل ما حصلا عليه حتى الآن:
غرفه موتيل.إيجادها لم يكن بتلك الصعوبه .. استكشف موتيل فى منطقه مهمله به سيارات عديده فى واجهته.ثم لزم الأمر فقط إيجاد نافذه حمام غير مقفله فى غرفه غير مأهوله.
مادام أبقو الستائر مسدله و الأنوار مطفأه,فلن يعرف أحد أنهم هناك.

“عبقريتى تظل تُفرك عليك.”يخبره سايفى,
عاد ساي لنفسه القديمه,كما لو أن حادثه هذا الصباح لم تحدث قط.
الفرق أنها حدثت!,و كلاهما يعلم ذلك.

بالخارج يسمعا باب سياره يُفتح.ليف و ساى يستعدا للهرب لو المفتاح دار فى قفل الغرفه.لكنه باب آخر الذى يسمعانه ينفتح , على بعد عده غرف.
ساي يهز توتره,لكن ليف لا يسترخى, ليس بعد.
“أريد أن أعرف بخصوص ما حدث اليوم,”يقول ليف.إنه ليس سؤال.إنه طلب.

ساي ليس قلق , يقول:”تاريخ قديم, اترك الماضى فى الماضى,و عش اللحظه.تلك حكمه تستطيع أخذها للقبر,وتحفر لتخرجها حين تحتاجها!”
“ماذا إن أخرجتها الآن؟”يأخذ ليف دقيقه ليترك الأمر يغور فى ساي.ثم يضع يده فى جيبه و يُخرج السوار الماسى و يرفعه أمامه,حريصا أن يقع عليه ضوء الشارع المنسل من الستاره ليجعله يلمع.

“من أين حصلت على هذا؟” ,فقد صوت ساي أى نبره لعوبه كانت فيه منذ لحظات.
“أبقيت عليه,”يقول ليف,بهدوء.”اعتقدت أنه قد يكون مفيدا.”
“أخبرتك أن تتخلص منه.”
“لم يكن ملكك لتتخلص منه. بعد كلٍ,قلت هذا بنفسك,أنت لم تسرقه.”يلف ليف السوار لعكس لمعانه فى عينى ساي.بدون أنوار الغرفه المضاءه,لا يستطيع ليف رؤيه الكثير ,لكن يكاد يقسم أنه يرى خد سايفى يبدأ فى الارتعاش.

يقف ساي, حائما حول ليف.
يقف ليف أيضا,أقصر من سايفى بمقدار رأس ...
”ابعد هذا عن وجهى,”يقول سايفى,”و إلا أُقسم أنى سأضربك لتتحول كقشور الخنازير.”
ليف أيضا يعتقد أنه قد يفعلها حقا , سايفى يُحكم قبضته,و بوجود الضمادات يبدو كملاكم يداه ملفوفتان قبل وضع القفازات.
مع هذا,فليف لا يتراجع.هو فقط يُرخى السوار فى يده,يٌرسل ومضات متلألئه فى أنحاء الغرفه ككرة ديسكو كسوله.:”سأبعده إن أخبرتنى لماذا انتهى بهذا السوار و كل تلك الأشياء الأخرى فى جيبك.”
“ابعده أولا,ثم أخبرك.”
“عادل بما يكفى.” دس ليف السوار فى جيبه مجددا و انتظر .. لكن سايفى لا يتكلم.لذا يعطيه ليف بعض التشجيع.” ما اسمه؟”يسأل ليف.”أم هل هى فتاه؟”

ينحنى كتفى سايفى فى انهزام,و يتكور على الكرسى.لا يري ليف وجهه على الإطلاق الآن فى الظلام,لذا يستمع ليف بانتباه لصوته,مادام يبدو كصوته الطبيعى فهو يعلم أن ساي بخير.
يجلس ليف على حافه السرير بعيدا عن ساي ببضع أقدام و ينصت.
“إنه هو,” يقول ساي ,:”لا أعلم اسمه.لابد أنه أبقى اسمه فى جزء آخر من دماغه.كل ما حصلت عليه هو فص دماغه الأيمن.هذا فقط ثُمن القشره المخيه,لذا أنا سبعه أثمان نفسى, و جزء من ثمانيه هو.”
“اعتقدت أن هذا هو الأمر.” ليف كان قد أدرك ما يحدث مع ساي حتى قبل أن يسرق الضمادات من الصيدليه.ساي أعطاه الدليل بنفسه.(افعلها
قبل أن يغير رأيي) هكذا قال ساي.”إذا,... كان سارق للمعروضات؟”

“كان لديه... مشاكل.أعتقد أن تلك المشاكل هى سبب قرار والديه بتفكيكه فى المقام الأول.و الآن إحدى مشاكله تخصنى.”
“وااو,هذا يقرف.”
يضحك ساي بمراره على هذا.”أجل يا فراى, انه يقرف.”
“إنه يشبه تقريبا ما حدث مع أخى راى,”يقول ليف ,:”ذهب لذاك المزاد الحكومى, و انتهى به الأمر بعشر آكرات على البحيره,و تكلفتها تقترب من اللاشئ.ثم يكتشف أن الأرض أتت بمستودع ملئ بالكيماويات السامه, تتسرب إلى الأرض. و الآن.. هى ملكه,لذا هى مشكلته. كلفه الأمر تقريبا عشره أضعاف ثمن الأرض ليتخلص من الكيماويات.”

“مؤسف.”يقول ساي؟
“أجل,لكن مع هذا,فتلك الكيماويات لم تكن فى دماغه.”
ينظر ساي لأسفل.”هو ليس فتى سيئا.هو فقط متألم,متألم بشده.”
بالطريقه التى يتحدث بها ساي, فالفتى كأنه مازال موجود هناك,تماما فى الغرفه معهم.
“لديه ذاك الدافع ليمسك بالأشياء, كإدمان, أتعرف ما أقصد؟.. أشياء براقه غالبا. ليس كأنه يريدها بشده,الأمر فقط أن عليه انتشالهم.اعتقدت أنه فقط كليبتومانيك*. هذا يعنى....آآه,سحقا,أنت تعلم ماذا تعنى.”
“اذا,هو يكلمك؟”
“لا,ليس حقا .. لم أحصل على جزئه الذى يستخدم الكلمات.أحظى بمشاعر غالبا.أحيانا صور,لكن عاده فهى فقط مشاعر.دوافع.حين تأتينى رغبه لا أعرف مصدرها,أعلم أنه منه .. مثل تلك المره التى رأيت فيها ذاك الكلب الأيرلندى فى الشارع و أردت أن اذهب له و اربت عليه.أنا لست محبا للكلاب,كما ترى. لكن على غره كان على فقط أن اداعب ذاك الكلب.”

الآن,بينما يتحدث ساي عن الأمر,لا يستطيع التوقف ,الأمر كله يتدفق كالماء فوق سد.
”الربت على الكلب كان شئ,لكن السرقه شئ آخر.السرقه تجعلنى غاضبا .. أعنى,ها أنا ذا,مواطن ملتزم بالقانون,لم آخد لاشئ لم ينتمى إلى طوال حياتى,و الآن أنا عالق مع هذا.. يوجد أُناس بالخارج,مثل تلك المرأه فى متجر عيد الميلاد,يرو فتى أُمبر مثلى و تلقائيا يفترضوا أنه لن يرجى منى شئ!.و الآن,بفضل ذاك الفتى فى رأسى,هم على حق .. و أتريد أن تعرف ما الطريف فى الأمر؟هذا الفتى كان سيينا زنبقى,مثلك.شعر أشقر,عيون زرقاء.”

سماع ذلك يفاجئ ليف.ليس الوصف,لكن حقيقه أن ساي بإمكانه وصفه من البدايه.”أنت تعرف كيف كان يبدو؟”
سايفى يومئ.”أستطيع رؤيته أحيانا.إنها صعبه,لكن أحيانا أستطيع.أغلق عيناى و أتصورنى أنظر فى المرآه.عاده فقط أرى نفسى منعكسا,لكن مره كل حين أستطيع أن أراه.فقط لثانيه. يشبه تقريبا محاوله رؤيه البرق بعد أن رأيت وميضه. لكن الناس الآخرون لا يرونه حين يسرق.إنه أنا من يروا.يداى تنتشل.”

“الناس المهمون يعرفون أنه ليس أنت.والداك...”
“هم لا يعرفان حتى عن هذا!”يقول ساي.”يعتقدا أنهم صنعا لى معروفا بإلصاقى بخرده الدماغ تلك.لو أخبرتهم عن الأمر,سيشعرا بالذنب حتى نهايه الزمان,لذا لا أستطيع إخبارهم.”

لا يعرف ليف ما يقول .. يتمنى لو أنه لم يفتح الموضوع , يتمنى لو أنه لم يصر على المعرفه.لكن فوق كل شئ,هو يتمنى لو أن ساي لم يكن عليه التعامل مع هذا.
هو فتى صالح,هو يستحق فرصه أفضل.

و هذا الفتى.. هو لا يفهم حتى أنه جزء منى,”يقول ساي.”الأمر كتلك الأشباح التى لا تعرف بموتها.يظل يحاول أن يكون نفسه.و لا يستطيع فهم لماذا بقيته ليست موجوده.”

فجأه يدرك ليف شيئا ,:”لقد عاش فى جوبلين,أليس كذلك!”
لا يرد ساي لوقت طويل.هكذا يعلم ليف أنه حقيقى .. أخيرا يقول ساي,:”مازال يوجد أشياء يمتلكها محفوظه فى دماغى لا أقدر على الوصول إليها.كل ما أعرفه أن عليه الوصول لجوبلين,لذا على الذهاب هناك أيضا .. ما أن نكون هناك,ربما سيتركنى و شأنى.”

يُحرك سايفى كتفيه .. ليست لامبالاه,لكن فى حركه تنم عن عدم الارتياح,
كحين تريد حك ظهرك ,أو كرجفه فجائيه ,:”لا أريد أن أتكلم عنه بعد الآن.أشعر أن ثُمنه أكبر بكثير حين أقضى الوقت حول مادته الرماديه.”

يريد ليف أن يضع ذراعه حول كتف ساي كأخ كبير يواسيه,لكن لا يستطيع حمل نفسه على فعلها,لذا بدلا عن ذلك يسحب البطانيه من على السرير و يلفها هو ساي الذى يجلس على الكرسى.
“ما هذا الأمر؟”
“فقط أتأكد أن تبقيا انتما الاثنان دافئان.”ثم يقول.”لا تقلق على أى شئ.الأمر كله تحت سيطرتى.”
يضحك سايفى .. منذ مده لم تكن تقدر على أن تهتم بنفسك و الآن تخال نفسك ستعتنى بى؟ لولاى لظللت تقتات على فتات الآخرون فى المول.”
“هذا صحيح..لكنك ساعدتنى.الآن هو دورى لفعل المثل لك.و أنا سأوصلك لجوبلين.”
__________________________________________________ ____________________________

22-ريسا

ريسا ميجان وارد تشاهد كل شئ حولها عن كثب,بحرص. لقد رأت ما يكفى فى منازل الولايه لتعرف أن البقاء يعتمد على جوده ملاحظتك.

طوال ثلاثه أسابيع هى وكونر و حقيبه متنوعه من المتفككين تم نقلهم من منزل آمن لآخر,أمر جنونى,لأنه يبدو أن خطوط انتقال الهاربون البارده فى الخفاء لا يوجد نهايه فى الأفق لها.

يوجد العشرات من الأطفال يتم نقلهم فى الأنحاء,لكن لا يبدو أنه يوجد أكثر من خمسه أو سته فى أى منزل آمن,و ريسا نادرا ما ترى نفس الشخص مرتين. السبب فى بقائها هى و كونر سويا هو أنهم تموضعوا كثنائى.إنه شئ عملى,و يخدم مصالحهم.ما ذاك التعبير؟ (الشيطان الذى تعرفه أفضل من الذى لا تعرفه؟)

أخيرا,تم إلقائهم فى مستودع فارغ,ضخم,فى منطقه هائله للمراقبه الجويه..واقع رخيص لإخفاء الأطفال المنبوذين.انه على الطراز الاسبرطى,بسقف مموج من الصلب,الذى يهتز بشده كلما مرت فوقها طائره فى الأفق, تكاد تعتقد أنه سينهار.

يوجد حوالى ثلاثون شخص هنا حين يصلوا,الكثير منهم قد قابلهم ريسا و كونر خلال الأسابيع المنقضيه.هذا خزان احتواء,تُكتشف,مكان لتخزين المتفككين استعدادا لرحله أخيره. يوجد سلاسل على الأبواب لإبقاء أى شخص غير مرغوب به فى الخارج, ولإبقاء أى شخص متمرد بصوره زائده..فى الداخل.

يوجد دفايات لكنها عديمه الجدوى,بما أن كل الدفئ يُفقد لسقف المستودع العالى.
يوجد فقط حمام وحيد بقفل مكسور,على عكس العديد من المنازل الآمنه,لا يوجد دش,لذا..فالنظافه الشخصيه وُضعت على الانتظار منذ وصلوا ..

ضع كل هذا بالإضافه إلى عصابه مع الأولاد الخائفون الغاضبون,و ستحصل على برميل من البارود على أهبه الانفجار ,
ربما لهذا السبب من يديرون العرض جميعهم يحملوا مسدسات.

المسئولون هم أربعه رجال و ثلاثه نساء,جميعهم نسخ متعسكره من الناس الذين .. مثل سونيا ,يديروا المنازل الآمنه,الجميع يطلق عليهم الفاتيجز*, ليس فقط لميلهم نحو ملابس الجيش الكاكيه,لكن أيضا لأنهم دائما يبدوا مرهقين.حتى مع هذا,لديهم تصميم عالى الوتيره يعجب ريسا.

حفنه من الأولاد الآخرون يصلو تقريبا كل يوم.تراقب ريسا كل جماعه من الواصلين باهتمام,و تلاحظ أن كونر يفعل المثل أيضا ,هى تعرف لماذا.

“أنت تبحث عن ليف أيضا,أليس كذلك؟”أخيرا تقول له.
يهز كتفه استهجانا,:”ربما فقط أبحث عن هارب آكرون,كالبقيه.”
هذا يجعل ريسا تبتسم.حتى فى المنازل الآمنه,قد سمعو تلك الإشاعات المغرضه عن هارب من بلده آكرون فر من شرطى بتخديره بمسدسه الخاص.
“ربما هو فى طريقه لهنا!” هكذا يتهامس الأولاد حول المستودع,كما لو كانوا يتكلموا عن أحد المشاهير.
ريسا لا تملك أى فكره عن كيفيه بدء الإشاعه,بما أنها لم تكن فى الأخبار.و أيضا هى منزعجه قليلا لأنها ليست متضمنه فيها.كان يجب أن يكون الأمر مثل بونى و كلايد, فحبكه الإشاعه ستكون حينها أكثر إثارة.

“لذا أنت لن تخبرهم أبدا أنك هارب آكرون؟”تسأل كونر بهدوء.
“لا أريد هذا النوع من الاهتمام ... بجانب,لن يصدقونى على أيه حال.! ,جميعهم يقولوا أن هارب آكرون بويف ضخم,بطل خارق.
لا أريد أن أخيب ظنهم.”

لا يظهر ليف مع أى من الدفعات,الشئ الوحيد الذى يصل معهم هو ازدياد ملحوظ فى التوتر. ثلاثه و أربعون واحد بنهايه اسبوعهم الأول,و مازال يوجد فقط حمام واحد,لا استحمام, و لا إجابه عن مدى استمرار هذا الوضع.
التوتر يتعلق بقوه كقوه رائحه الأجساد فى الهواء ..

الفاتيجز يبذلو ما بوسعهم لإبقائهم جميعا مغذون و مشغولين.و إن كان فقط لتقليل الاحتكاكات فيوجد بعض صناديق الألعاب,مجموعه أوراق للعب غير مكتمله, كتب أوراقها مطويه من الزوايا لا تريدها أى مكتبه.لا يوجد أى الكترونيات,لا كرات,لاشئ قد يصنع أو يشجع الضوضاء.

“لو سمعكم الناس بالخارج,فقد انتهى أمركم,”يذكرهم الفاتيجز كلما استطاعوا.
تتسائل ريسا لو يمتلك الفاتيجز حياه منفصله و بعيده عن إنقاذ المتفككين,أم إن كان هذا المسعى هو عمل حياتهم !

“لماذا تفعلوا هذا لأجلنا؟”سألت ريسا أحدهم خلال اسبوعهم الثانى ,الحارسه كانت مثل الببغاء فى اجابتها,مثل تسجيل صوتى لمراسل ,:”إنقاذك و الآخرون مثلك هو فعل ناتج عن الضمير,”قد قالت المرأه ,:”فعل هذا الأمر هو فى حد ذاته جائزه.”

الفاتيجز كلهم يتكلموا هكذا ,كلام عن الصوره الأكبر,كما تُطلق عليه ريسا ,رؤيه الكل,و لاشئ من الأجزاء.
إنه ليس فقط فى كلامهم,بل أيضا فى عيونهم.حينما ينظروا لريسا ,تستطيع أن تعرف أنهم لا يرونها حقا.
يبدو كما لو أنهم يروا الجماهير من المتفككين كمبدأ بدلا من مجموعه من الأولاد المتوترين ,و بهذا يفقدوا الهزات الأرضيه الاجتماعيه التى تحرك الأُمور بقوه كما تحرك الطائرات النفائه السقف.

بنهايه الأسبوع الثانى,ريسا امتلكت فكره جيده أين تتخمر المشاكل.لقد تمحور الأمر حول فتى واحد تمنت أنها لن تراه مجددا أبدا,لكنه ظهر قصيرا بعد وصولها وكونر ... رونالد.

من بين كل الأولاد هنا,هو حتى الآن اكثرهم احتماليه ليكون خطرا.والشئ المقلق هو أن كونر لم يكن حقا فى هيئة استقرار مشاعرى هذا الاسبوع الماضى.
كان بخير فى المنازل الآمنه,لقد تحكم فى أعصابه,لم يفعل أى شئ متهور أو غير عقلانى .. لكن مع ذلك ,هنا,فى وسط كل هؤلاء الأولاد.هو سريع الانفعال و شديد التحدى.أبسط الأمور تستطيع إزعاجه ,لقد خاض عشرات المعارك بالفعل.

هى تعرف أن هذا بالتأكيد لماذا قرر والداه تفكيكه... فمزاج عاصفى قد يقود بعض الأهالى لإجراءات يائسه !..
المنطق العام يحث ريسا أن تبعد نفسها عنه.فتحالفهما كان بسبب الحاجه,لكن لا يوجد سبب لتتحالف معه بعد الآن.مع هذا..يوما بعد يوم,تجد نفسها منجذبه نحوه .. و قلقه بشأنه.
لذا تقترب منه بعد الإفطار فى أحد الأيام بتصميم على فتح عينيه على خطر قائم جلى.
هو جالس وحده,يرسم لوحه على الأرض الأسمنتيه بمسمار صدئ .. تتمنى ريسا لو بإمكانها قول أنها لوحه جيده,لكن كونر ليس بالرسام! ..الأمر يخيب ظنها, لأنها تريد بيأس أن تجد شئ بإمكانه تعويض ما رأته.
فلو كان فنان فبإمكانهم الارتباط على مستوى إبداعي.سيكون بإمكانها أن تتحدث معه عن شغفها بالموسيقى,وسيستطيع الفهم ,لكن كما يبدو الآن,يخيل لها أنه لا يعرف حتى,ولا يهتم.. بكونها تعزف على البيانو.

“من الذى ترسم؟”تسأل
“فقط فتاه عرفتها فى موطنى,”يقول.
تخنق ريسا غيرتها بصمت فى فراغ سريع ملئ بالعاطفه,:”شخص اهتممت به؟”
“نوعا ما”
تأخذ ريسا نظره فاحصه أخرى على الرسمه.”عيناها كبيره جدا على وجهها.”
“أعتقد هذا بسبب أن عيناها ما أذكره بوضوح.”
“و جبهتها منخفضه جدا.بالطريقه التى رسمتها,فلن تمتلك مساحه لعقل.”
“صحيح .. حسنا,هى لم تكن بذاك الذكاء.”
تضحك ريسا على هذا,و بالتبعيه يبتسم كونر.
حين يبتسم,من الصعب تخيل أنه نفس الشخص الذى تورط فى كل تلك المشاجرات ... و تحاول قياس ما إن كان متقبل ليسمع ما لديها لتخبره.

ينظر بعيدا عنها.”هل يوجد شئ تريدينه,أم أنك فقط ناقده فنيه اليوم؟”
“أنا... كنت أتسائل لماذا تجلس وحدك.”
“آآه,إذا انت أيضا طبيبتى النفسيه.”
“من المفترض أن نكون ثنائى.فلو كنت ستحافظ على الصوره,لا يمكنك أن تكون غير اجتماعى بالمره.”

ينظر كونر لجماعات الأولاد,مشغولون فى النشاطات الصباحيه المختلفه. وتتبع ريسا نظرته.
يوجد جماعه من الأولاد يكرهوا العالم,و يقضو اليوم كله فى تقيؤ السموم ,يوجد فتى يتنفس من فمه,لا يفعل أى شئ سوى قراءه نفس الكتاب الهزلى مره تلو الأخرى مجددا ,ماى منسجمه مع فتى كالح ذو شعر مدبب اسمه فينسينت,يكتسى الجلد و جسده ملئ بالثقوب لابد أنه رفيق روحها,لأنهما يتبادلا القُبل طوال اليوم, جاذبين حشد من الأولاد ليجلسوا و يشاهدوا.

“لا أريد أن أكون اجتماعى,”يقول كونر.”أنا لا أحب الأولاد هنا.”
“لماذا؟”تسأل ريسا,”هم يشبهونك كثيرا,”
“هم فاشلون.”
"أجل,هذا ما أعنى.”
يعطيها نظره فاتره مستاءه,ثم ينظر لأسفل نحو رسمته,لكن يمكنها رؤيه أنه لا يفكر حقا فى الفتاه.. عقله فى مكان آخر.”لو أننى منعزل بنفسى,إذا فلن أتورط فى شجارات.”

يضع المسمار أرضا,مستسلما عن رسمه.”لا أعلم ما يؤثر على.ربما هى كل تلك الأصوات.ربما هى كل تلك الأجساد المتحركه حولى.تجعلنى أشعر كما لو أن النمل يزحف بداخل عقلى و أريد الصراخ.أستطيع التحمل فقط لبرهه,ثم..أنفجر,
لقد حدث هذا حتى فى المنزل,الجميع كانوا يتحدثو فى نفس الوقت على طاوله العشاء .. فى مره,كان لدينا عشاء عائلى و الكلام جعلنى أفقد عقلى,رميت طبق بعنف نحو دولاب آنيه الصينى .. تناثر الزجاج فى كل مكان وأفسد الطعام.سألنى والداى عما حدث معى,ولم أستطع إخبارهم.”

حقيقه كون كونر مستعد لمشاركه هذا معها يجعلها تشعر بشعور جيد.يجعلها تشعر أقرب إليه.ربما الآن بعد أن انفتح لها,فسيظل مفتوح طويلا بما يكفى ليسمع ما لديها لتقوله له..:“يوجد شئ أريد أن أحدثك بشأنه.”
“نعم؟”
تجلس ريسا بجواره,مخفضه صوتها,:“أريدك أن تراقب الأولاد الآخرون,أين يذهبوا.لمن يتحدثوا.”
“جميعهم؟”
“أجل,لكن كل على حده.بعد فتره ستبدأ بملاحظه الأشياء.”
“مثل ماذا؟”
“مثل أن الأولاد الذين يأكلون أولا هم الذين يقضوا أكثر الوقت مع رونالد..لكنه لا يذهب لمقدمه الصف بنفسه أبدا ,مثل كيف أن أصدقائه المقربون يتسللوا للجماعات الأخرى لإثاره الجدل بينهم ليتفرقوا .. مثل طريقه رونالد فى كونه لطيف تجاه الأولاد الذين يشعر الجميع نحوهم بالشفقه.. لكن فقط حين لا يشعر أحد بالشفقه نحوهم بعد هذا,فيقوم باستغلالهم.”
“يبدو أنك تقومين ببحث عنه.”
“أنا جديه.لقد رأيت هذا من قبل.هو جائع للقوه..هو شرس..و هو متقد الذكاء.”
يضحك كونر على هذا القول ,:”رونالد؟.. هو لا يستطيع حتى إخراج نفسه من كيس ورقى.”
“لا,لكنه يستطيع إقناع الجميع بالدخول فى واحد.. ثم يحطمه.” ,كما يبدو فهذا الكلام اعطى كونر وقفه للتفكير.(جيد),تعتقد ريسا,(عليه أن يفكر,عليه أن يُخطط باستراتيجيه.)
“لماذا تخبرينى بهذا؟”
“لأنك تهديده الوحيد.”
“أنا؟”
“أنت مقاتل.. الجميع يعرف ذلك.و يعرفو أيضا أنك لا تقبل الإهانه من أى شخص .. هل سمعت هذا الفتى يتذمر حول وجوب تصدى أحد ما لرونالد؟”
“أجل.”
“هم يقولوا هذا فقط حين تكون قريبا بما يكفى لتسمع.هم يتوقعوا منك فعل شئ بشأنه... و رونالد يعلم ذلك.”
يحاول أن يُبعدها عنه,لكنها تتكلم فى وجهه,:“اسمعنى,لأنى أعرف ما أتحدث عنه.هناك فى منزل الولايه كان يوجد دائما أولاد خطيرون تنمروا لطريقهم نحو السلطه.لقد نجحوا فى فعل ذلك لأنهم عرفو تماما من عليهم أن يُسقطوا,ومتى..
و الشخص الذى يُسقطوه بشده يكون الشخص الذى يملك القدره الأكبر على الإطاحه بهم.”

يمكنها رؤيه قبضه كونر تتشكل.هى تعلم أنها لم تصل إليه,لقد تحصل على الرساله الخاطئه..!
“لو يريد شجارا,فسيحصل على واحد.”
“لا! لا يمكنك أخذ الطعم! فهذا ما يريده!سيفعل كل شئ باستطاعته ليجرك لقتال.لكن لا يمكنك مجاراته.”
يجز كونر على أسنانه ,:”أتعتقدى أننى لا أستطيع التغلب عليه فى عراك؟”
تمسك ريسا بمعصمه و تحكم قبضتها عليه.”فتى مثل رونالد لا يريد شجارك .. هو يريد قتلك.”

__________________________________________________ _________________
كليبتومانيك : عدم القدرة على مقاومة الرغبة فى السرقة.
الفاتيجز : فرقه من الجيش مختصه بأداء المهمات الغير حربية.

قديم 06-02-2019, 01:11 AM
المشاركة 8
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي نهاية الجزء الثالث
23-كونر

بقدر ما يكره كونر أن يعترف بالأمر,فريسا كانت محقه بشأن العديد من الأشياء. وضوح أفكارها قد أنقذهم أكثر من مره,و الآن بعد أن عرف أن ينتبه لها,فكلامها عن هيكل سلطه رونالد كان فى محله بالظبط.
رونالد عبقرى فى تهيئه الحياة من حوله لمصلحته الخاصه.إنه ليس التنمر العلنى ما يحققه أيضا,بل التلاعب المتقن بالموقف. التنمر يكاد يكون غطاء على ما يحدث حقا. مادام الناس يرونه شاب أحمق قوى,فهم لا يلاحظوا الأشياء الأكثر ذكاءا التى يفعلها.

مثل تحبيب نفسه إلى أحد الفاتيجز بالحرص أنه يراه يُعطى طعامه لفتى أصغر سنا .. كلاعب شطرنج بارع,كل حركه يصنعها رونالد لديها هدف,حتى لو كان هذا الهدف مبهما وقتها.

ريسا لم تكن فقط محقه بشأن رونالد,فقد كانت محقه أيضا بشأن ليف.. أو على الأقل,الطريقه التى يشعر كونر بها نحوه.كونر لم يكن قادر على إبعاد ليف من عقله.لأطول مده قد أقنع نفسه أن هذا ببساطه نابع عن رغبته فى الانتقام,كما لو أنه لا يحتمل حتى ينتقم منه.
لكن بكل جماعه تصل و لا يكون ليف معهم,احساس باليأس يتحرك نحو أمعاء كونر كالديدان .. شعوره بتلك الطريقه يجعله غاضبا,و يشك أن هذا جزء من الغضب الذى يوقد قتالاته التى يدخل فيها.
فالحقيقة هى أن ليف لم يسلمهم وحسب,لقد سلم نفسه أيضا.مما يعنى أن ليف على الأرجح قد اختفى.تفكك إلى لاشئ....عظامه,لحمه,عقله..ممزقون و معاد تدويرهم.
هذا ما يجد كونر صعوبه فى تقبله ,كونر قد خاطر بكل شئ لينقذ ليف,تماما كما فعل بالرضيعه على عتبه الباب.مع هذا..فالرضيعه تم إنقاذها,لكن ليس ليف. وبالرغم من معرفته أنه لا يتحمل مسئوليه تفكك ليف,فهو يشعر كما لو أن الأمر ذنبه.

لذا يقف هناك بترقب سرى, فى كل مره تصل جماعه من الوافدين,
آملا فوق الأمل أنه سيجد ذاك الأخلاقى,المختال بنفسه, الألم فى المؤخره..
ليف .. لا يزال حيا.

_________________________________________

24-ريسا

يصل الفاتيجز بعشاء عيد الميلاد متأخرون بساعه.إنه الخليط نفسه من الطعام, لكن الفاتيجز ارتدوا قبعات سانتا.
يسيطر انعدام الصبر أجواء المساء.

الجميع جائع للغايه,يتجمهروا بصخب فى الأنحاء,كما لو أنه توصيل طعام لمجاعه,و لجعله أسوأ,كان يوجد فقط فردان من الفاتيجز الليله لتقديم الطعام بدلا عن أربعه أفراد كالمعتاد.

“خط واحد!خط واحد!”يصيح الفاتيجز.
“يوجد ما يكفى للجميع.هوو,هوو,هوو*.”لكن الليله المسألة ليست حول الحصول على ما يكفى,إنها حول الحصول عليه الآن.

ريسا جائعه تماما بقدر الأخرون,لكنها تعلم أن وقت الطعام هو أفضل وقت للحطول على بعض الخصوصيه فى الحمام,بدون اقتحام أحدهم عبر الباب الغير موصد,أو ببساطه أحدهم يطرق بتكرار لإخراجك بصوره أسرع.
الليله,بينما يطالب الجميع بسخط خليط العيد,فلا يوجد أى أحد فى الحمام على الإطلاق .. لذا,واضعه جوعها على الانتظار,تتحرك بعيدا عن الحشد و تعبر المستودع نحو الحمام.
وما أن تدخل تُعلق لافته (مشغول) على مقبض الباب,و تغلق الباب.

تأخذ دقيقه لتفحص نفسها فى المرآه,لكن.. لا تعجبها الفتاه الشعثه مبعثره
الشعر التى أصبحت عليها,لذا,لا تنظر لنفسها طويلا.
تغسل وجهها و,بما أنه لا يوجد مناشف,تنشفه فى كمها.ثم..حتى قبل أن تتجه للمرحاض,تسمع صرير الباب ينفتح خلفها.
تلتفت و وجب عليها أن تكتم شهقتها.إنه رونالد من دخل الحمام.و الآن هو يغلق الحمام برفق وراءه.
ريسا تُدرك خطئها فورا.كان يجب ألا تأتى هنا بمفردها أبدا.

“اخرج!”تقول.تتمنى لو بإمكانها أن تبدو أكثر حزما فى تلك اللحظه,لكنه باغتها حين غره.
“لا داع لتكونى قاسيه جدا.”يتحرك رونالد نحوها بخطوه بطيئه مفترسه,:”نحن جميعنا أصدقاء هنا,صحيح؟و بما أن الجميع يتناول العشاء,فلدينا بعض الوقت الثمين لنتعرف على بعضنا.”
“ابق بعيدا عنى!”الآن هى تقيم خياراتها,لكن تكتشف أن فى هذا المكان الضيق, بوجود باب وحيد,ولاشئ لتستخدمه كسلاح..فخياراتها محدوده.

الآن هو قريب حد الخطر:”أحيانا أحب أن أتناول الحلوى قبل العشاء.ماذا عنك؟”
ما أن أصبح فى مداها,تتصرف بسرعه لضربه,لركله بركبتها,لتوجه إليه أى نوع من الألم الذى سيشتته بما يكفى لتهرب من الباب.
ردود فعله ببساطه..سريعه للغايه.يمسك يديها,يدفع بظهرها نحو الحائط القرميدى الأخضر البارد,و يضغط بوركه نحوها حتى لا تستطيع ركبتها أن تصل لمكان الضربه. و يبتسم,كما لو كان الأمر بمنتهى السهوله.
يده على خدها الآن.وشم القرش على معصمه يبعد عنها إنشات ,و يبدو مستعدا للهجوم.
“اذا,ما قولك فى أن نحظى ببعض المرح و نتأكد أنك لن تتفككى لتسعه أشهر كامله؟”

ريسا لم تكن قط أكثر خوفا,فكما رأت دوما ..الصراخ كان إظهار للضعف, علامه انهزام.والآن عليها أن تعترف بالهزيمه,بالرغم من امتلاكها للكثير من الخبره فى صد المتوحشين,فرونالد لديه خبره أكبر فى كونه واحد منهم.
لذلك تصرخ .. تُحرر صرخه قويه بكل قوه رئتيها.لكن توقيتها سئ بأقصى
درجه,لأنه تماما حينها تنفث طائره نفاثه فوقهم,ترج الجدران وتبتلع صراخها بالكامل.

“عليك التعلم أن تستمتعى بالحياه,”يقول رونالد ,:”لنطلق على هذا الدرس الأول.”
هنا يُفتح الباب و فوق كتف رونالد الضخم ترى ريسا كونر واقفا عند العتبه, بعينين محترقه.
لم تكن يوما أسعد برؤيه أى شخص مثل سعادتها الآن,:“كونر!اوقفه!”
رونالد يراه أيضا,لمح انعكاسه فى مرآه الحمام,لكنه لا يُفلت ريسا.
“حسنا...,”يقول رونالد.”أليس هذا غريبا.”
لا يتخذ كونر أى خطوه لتمزيقه بعيدا عن ريسا.فقط يقف هناك عند العتبه. عيناه مازالت جامحه,لكن يديه,ليست حتى مُحكمه على قبضه.فقط يتدليا بهزل بجانبه. ما خطبه؟

يغمز رونالد لريسا,ثم يلتفت من فوق كتفه نحو كونر,:”من الأفضل أن تخرج إن كنت تعرف الأفضل لك.”
يخطو كونر للداخل,لكنه لا يتحرك نحوهم.. بل يتجه نحو الحوض,:”أتمانع إن غسلت يداى للعشاء؟”
ريسا تنتظره أن يقوم بحركه حاده و فجائيه,مباغتا رونالد .. لكنه لا يفعل,هو فقط يغسل يديه.

“صديقتك كانت عينها على منذ أن كنا فى قبو سونيا,”يقول رونالد.”أنت تعرف هذا,أليس كذلك؟”
يُجفف كونر يديه فى بنطاله.”أنتما الاثنان بإمكانكما فعل ما شئتما.ريسا و أنا انفصلنا هذا الصباح.هل على إطفاء الأنوار حين أذهب؟”

الخيانه غير متوقعه نهائيا .. كامله للغايه,ريسا لا تعلم من يجب عليها أن تكرهه أكثر .. رونالد أم كونر؟

لكن حينها يخفف رونالد من قبضته عليها,:”حسنا,الآن لقد فسد المزاج,أليس كذلك.” ,و يتركها.
“سحقا,أنا كنت فقط أمزح,على أيه حال.لم أكن سأفعل أى شئ.”,ويتراجع و يبتسم ابتسامته المعروفه مجددا.”ماذا لو انتظرنا حتى تصبحى مستعده.” ,ثم يتبختر خارجا بنفس البجاحه التى دخل بها,مصطدما بكتف كونر فى طريقه كضربه قاسمه.

تُطلق العنان لكل ارتباكها و إحباطها نحو كونر,و تدفعه نحو الحائط مرجرجته ,:”ما كان هذا؟كنت فقط ستتركه يفعلها؟كنت فقط ستقف هناك و تترك الأمر يحدث؟”
يدفعها كونر بعيدا عنه.”ألم تحذرينى من أخذ طُعمه؟”
“ماذا؟”
“هو لم يتبعك لهنا وحسب..لقد دفعنى فى طريقه إليك أولا.لقد تأكد من أن أعلم أنه يتبعك.هذا الأمر كله لم يكن حولك,بل حولى.تماما كما قلتِ... أرادنى أن امسكه,أراد أن يجعلنى أفقد عقلى,أن يدفعنى للقتال بجنون.لذا لم آخذ الطُعم.”

تهز ريسا رأسها.. ليس انعدام تصديق,لكن مترنحه من حقيقه الأمر.
”لكن...لكن ماذا لو ... لو هو...”
“لكنه لم يفعل,أليس كذلك ؟و الآن لن يفعل, لأنه يعتقد أننا انفصلنا,أنتى أكثر إفاده إليه لو انضممتى لجانبه.قد يستمر بملاحقتك,لكن من الآن فصاعدا,أراهن أنه سيقتلك باللطف.”

كل المشاعر المتأرجحه بداخل ريسا بغضب تستقر أخيرا فى مكان غيرمألوف,و تبدأ الدموع فى الانهمار من عينيها ..,يخطو كونر للأمام ليواسيها لكنها تدفعه بعيدا بنفس القوه التى كانت ستستخدمها ضد رونالد ,:“اخرج!”تصرخ.”فقط اخرج!”
يدفع كونر بيديه أعلى فى الهواء,محبطا,:”حسنا.أعتقد كان على الذهاب للعشاء فقط و ألا آتى هنا على الإطلاق.”
يرحل و تُغلق الباب وراءه.بغض النظر عن صف الأولاد المنتظرون الآن من أجل الحمام.تجلس على الأرض,بظهرها نحو الباب حتى لا يدخل أحد بينما تحاول أن تضع مشاعرها تحت السيطره.

كونر قد فعل الأمر الصحيح .. لمره,قد رأى الموقف بصوره أوضح منها..و من المرجع أنه تأكد أن رونالد لن يهددها جسديا مره أخرى,على الأقل لفتره.
ومع ذلك فيوجد جزء منها لا يستطيع مسامحته لمجرد الوقوف هناك.
فبعد كل شئ,الأبطال يُفترض بهم أن يتصرفوا بطرق معينه للغايه.
مفترض بهم أن يقاتلوا,حتى لو عنى الأمر المخاطره بحياتهم.

تلك اللحظه التى أدركت فيها ريسا أنه بالرغم من كل مشاكله,فهى ترى فى كونر... بطل.
______________________________________________

25- كونر

التحكم بأعصابه فى ذاك الحمام كان على الأرجع أصعب شئ اضطر كونر أن يفعله على الإطلاق .. حتى الآن,بينما يسرع مبتعدا عن ريسا,يريد أن يهجم على رونالد.. لكن الغضب الأعمى ليس ما يحتاجه الموقف,و كونر يعلم هذا .. ريسا مُحقه.. قتال شامل وحشى هو بالتحديد ما يريده رونالد..و كونر سمع من بعض الفتيه الأخرون أن رونالد قد صنع لنفسه سكين من بعض المعادن التى وجدها ملقاه فى أنحاء المستودع.

لو اندفع كونر نحوه بغضب اللكمات المتطايره,رونالد سيجد طريقه لإنهاء الأمر بطعنه واحده قاتله..و سيكون قادر على الإفلات منها,مدعيا أن الأمر كان دفاعا عن النفس.
سواء بإمكان كونر القضاء عليه فى قتال أم لا, هذا ليس السؤال.حتى فى مقابل سكين,يتوقع كونر أن بإمكانه إما لف السكين نحو رونالد,أو القضاء على رونالد بطريقه أخرى قبل أن تسنح له الفرصه لاستخدامها.
السؤال هو هذا: هل كونر مستعد ليدخل قتال يجب أن ينتهى بواحد منهم ميت؟؟
كونر ربما يكون العديد من الأشياء .. لكنه ليس قاتل.لذا يمسك أعصابه و يتصرف ببرود.

تلك منطقه جديده بالنسبه له.المقاتل بداخله يصرخ بوجود شئ خاطئ,لكن جانب آخر منه .. جانب ينمو بوتيره قويه,يستمتع بهذا التمرين على القوة الصامته....و هى قوة ,لأن رونالد الآن يتصرف تماما كما يريده هو و ريسا.

كونر يرى رونالد يعرض على ريسا حصته من الحلوى فى تلك الليله كاعتذار. هى لا تقبلها بالطبع ,لكنه لا يغير من حقيقه أنه عرضها عليها.!
إنه كما لو أن رونالد يعتقد أن هجومه عليها قد يُمحى بادعاء الندم...ليس لكونه آسفا حقا على ما فعل,لكن لأن معامله ريسا جيدا يخدم احتياجات رونالد الآن.
هو لا يملك أى فكره أن كونر و ريسا قد وضعاه تحت قيد سلسله خفيه.

كونر على الجانب الآخر, يعرف أنها فقط مسأله وقت.. قبل أن يمضغ رونالد السلسله متحررا.
__________________________________________________
هوو, هوو هوو: صيحات عيد الميلاد


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الجزء الثالث (متفكك)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزء السابع _الأخير_ (متفكك) إمتنان محمود منبر القصص والروايات والمسرح . 5 07-06-2019 01:18 PM
الجزء السادس (متفكك) إمتنان محمود منبر القصص والروايات والمسرح . 5 06-26-2019 02:56 PM
الجزء الثانى (متفكك) إمتنان محمود منبر القصص والروايات والمسرح . 15 06-09-2019 11:20 PM
الجزء الرابع (متفكك) إمتنان محمود منبر القصص والروايات والمسرح . 7 06-09-2019 05:07 AM
دروس هامة فى التربية الاسلامية - الجزء الثالث هبة عبد المنعم منبر الحوارات الثقافية العامة 0 06-03-2013 06:51 PM

الساعة الآن 12:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.