« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
_…ـ- * الوصية بالثلث * ـ-…_إن من الملفت حقاً عدم استغلال العبد لما أعطاه الحق المتعال من حق الوصية ( بالثلث ) في الأموال ، والحال أنه أحوج ما يكون للدرهم بعد وفاته ، رداً لمظلمة أو كسباً لدرجة .
ولو أذن للميت أن يتصرف في كل ما لديه في عالم الوجود تصرفاً بأمواله ، وفداء بأولاده وذويه , لفعل ذلك ، كما ورد مضمونه في قوله تعالى :
{ يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه } .
فكم تعظُم حسرته عندما يرى أنه كان ( مأذوناً ) بذلك ، ولكنه ( آثـر ) من هو مستغنٍ من الأحياء على نفسه ، وهو مفتقر أشد الافتقار إلى ما كان داخلاً في ملكه ، بعد أن أفنى عمره في جمعه ؟! .
والقرآن الكريم يذكر هذه الحالة بتعبير بليغ : { ولقد تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم } .
حميد
عاشق العراق
28 - 1 - 2013
_…ـ- * تسبيح من في الوجود * ـ-…_
إن من موجبات ( الإقلاع ) عن المعصية ، هو إحساس العبد بأن كل ما حوله يسبح بحمدالله تعالى: إما بلسان حاله ، أو بلسان مقاله .
فإنه عندما يعصي الحق على فراشه بعيداً عن أعين الناظرين ، فإنما هو يتمرد في وسط ( يضجّ ) بالتسبيح ، بأرضه وسقفه وجداره وما فيه من أثاث ومتاع .
وقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : { أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته ، وهي تسبح } .
فما هي نظرة الملائكة الموكلة بالحساب وهم يرون هذا الموجود ( الشاذ ) في عالم الوجود ؟!.
والأنكى من ذلك كله أنه يرتكب الجريمة بما هو مسبحٌ للحق ، كالقاتل بسلاح يسبح الحق كباقي موجودات هذا الكون الفسيح ، وكالظالم بعصا تسبّح بحمد الحق ، يضرب به عبداً يسبح بحمد الحق أيضاً .
حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2013
_…ـ- * العتق من النار * ـ-…_
إن التعبير بالعتق من النار لهو تعبير بليغ ، يشعر ( بفداحة ) الخطب الذي يعيشه العبد وإن لم يستحضر تفاصيل ذلك الخطب الفادح .
فإنّ طَلَب العتق يُشعر الإنسان وكأنه عبد مملوك للجحيم ، بمقتضى العقود اللازمة التي أوجبت له هذه الرقية .
فكل معصية بمثابة عقد ( عبودية ) بينه وبين النار ، وكلما كثرت العقود كلما ترسخّت معاملة العبودية ، إذ يبيع نفسه للنار كل يوم مرات ومرات مؤكداّ بذلك إصراره على المبايعة القاتلة .
ولا حلّ لهذه المعاملة الملزمة ، إلا ( بتدخّـل ) الملك القهار الذي بيده أزمّـة الأمور فسخاً وابراماً ، كالسلطان الذي يفسخ العقود اللازمة بمقتضى سلطنته المطلقة .
حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2013
_…ـ- * المعصية لا بالمكابرة * ـ-…_يحسن بالعبد أن يكرر الاعتذار بين يدي الحق ، وذلك بدعوى أن معصيته للجبار لم تكن على وجه المكابرة و( الاستخفاف ) بحق الربوبية ،
وإنما كانت محضَ إتباعٍ لهوى ، أوغلبةٍ لشقوة ، وخاصة مع تحقق الستر المرخى ، من طرف الستار الغفور .
إن هذا الإحساس يسلب من المعصية جهة ( التحدي ) والاستخفاف ، والهلاك الدائم إنما يأتي من هذه الموبقة .
فتبقى جهة المخالفة الاعتيادية لغلبة الهوى ، فيتوجه العبد بعدها لمن لا تضره معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه .
وبذلك يتحقق مضمون ( خادعت الكريم فانخدع ) ، أي تظاهر بأنه لم يلتفت إلى تحايل العبد ، ليكون هذا التغافل مقدمة للعفو عنه .
حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2013
_…ـ- *تحمّل مظالم العباد* ـ-…_
إن من أهم الموانع التي قد تحجب العبد عن دخول الجنة الأحقاب والدهور ، هو ( تحمّـله ) لمظالم العباد .
فإن المظلومين أحوج ما يكونون إلى حسنات الظالمين يوم القيامة .
فإذا تقاسم المظلومون حسناته ، فلا يبقى له ما يدخل به جنة الخلد وهو على أبوابها .
ومن هنا يطلب العبد من ربه وهو في الدنيا بإرضاء الخلق بما يشاء :
سواء ( بتوفيقه ) للالتفات إلى مظالم العباد وإقداره على أدائها أثناء حياته ،
أو ( بتدخل ) الحق مباشرة يوم الحساب لإرضاء الخصوم ، بما لا يُنقص العبد شيئاً من حسناته .
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2013
_…ـ- * إلقاء الرعب * ـ-…_
إن من مظاهر تصرف الحق في القلوب ، هو ما ألقاه من الرعب في نفوس المشركين بعد انتصارهم في غزوة أحد ،
فلم يكن بينهم وبين القضاء على الإسلام إلا قتل النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) ودخولهم المدينة واستباحة أهلها وإعادة الأمر جاهلية أخرى .
ولكن الحق قذف في قلوبهم ( الرعب ) وحال دون قيامهم بذلك كله ، فقفلوا راجعين مع هزيمتهم للمسلمين إلى مكة ، وهم يقولون وكأنهم استيقظوا بعد سبات : { لا محمداً قتلنا ، ولا الكواعب أردفنا } .
وهذا هو سبيل الحق في ( نصرة ) المؤمنين طوال التأريخ ، سواءً في حياتهم الخاصة ، أو في معركتهم مع أعداء الدين .
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2013
_…ـ- * التدّرج في دخول الحرم * ـ-…_
إن الوضوء والأذان والإقامة بمثابة البرزخ بين ( النشاط ) اليومي ، وبين ( الإقبال ) على الحيّ القيوم .
فإن الذي يتدرج في دخول حرم كبرياء الحق ، من مقدمات وضوئه إلى أدعية ما قبل تكبيرة إحرامه ، لهو أقرب إلى أدب الورود على العظيم من غيره .
وأما الذي يدخل الصلاة من دون الإتيان بهذه المراحل ، فكأنه دخل على السلطان مباشرة غير ( متهيبٍ ) من الدخول عليه ، ولا شك أن هذه الكيفية من الدخول ، من موجبات الحرمان أو عدم الإقبال .
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2013
_…ـ- * آية المراقبة * ـ-…_
إن من الآيات التي لو التفت إليها العبد لاشتدت ( مراقبته ) لنفسه ، بل أشفق على نفسه ولو كان في حال عبادة ، هي قوله تعالى :
{ وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ ولا تعملون من عملٍ إلا كنّا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبين } .
وكان النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) إذا قرأ هذه الآية بكى بكاءً شديداً ، لأنه يعلم عمق هذا الشهود الذي لا يدع مجالاً للغفلة عن الحق .
والملفت في هذه الآية أنها تؤكد على حقيقة ( استيعاب ) مجال الرقابة الإلهية ، لأيّ عملٍ من الأعمال ، ولأيّ شأن يكون فيه العبد .
حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2013
_…ـ- * مغالبة المكروه * ـ-…_
إن تثاقل القيام بالعمل الصالح ، وإن كانت كاشفة عن حالة ( سلبية ) في النفس الميالة إلى اللعب واللهو ، إلا أن مغالبة النفس لما تكره ، مما يعزز من قصد القربة إلى الحق .
إذ أن العبد إنما يخشى عدم تحقق الإخلاص في مواطن ( الميل ) النفسي كإقدامه على مقتضيات الغريزة بأقسامها ، وأما ما فيه ( المنافرة ) للطبع فإنه أبعد ما يكون عن الشوائب ، وبالتالي يكون أرجى للقبول من جانب الحق المتعال .
إن هذا الاعتقاد بأن ما تكرهه النفس من الطاعة أقرب للإخلاص ، يجعل العبد يبحث عن خصوص مثل هذه الأعمال ، ويتعمد الإتيان بها ليكون ذخراً له في يوم فقره وفاقته .
ومن الملفت في هذا المجال أن النفس لا تبقى تستشعر ذلك ( الثقل ) المعهود قبل القيام بالعمل ، وذلك عند شروعه في العمل أو تكراره له ،
وهذا هو السر في أن أهل القرب من الحق يستسيغون الأعمال الشاقّة ، التي كانت ثقيلة حتى عليهم في بدء سيرهم إلى الحق المتعال .
حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2013
_…ـ- * قبح الرّبا * ـ-…_إن من الذنوب الكبيرة التي فقد الخلق الإحساس بقبحها هو الرّبـا ، فهم في التعامل معه كمثل من فَـقَد عقله ،
وما أمكنه تمييز الحسن والقبيح ، وهو ما يقتضيه التعبير بـ ( يتخبَّطُهُ ) كما ورد في القرآن الكريم ، فهو يسير بغير استواء وكأنه ممسوس اختلت قوى تمييزه .
ومن الملفت في هذا المجال أن الحق يهدد فاعله بإيذان الحرب منه ، ثم يتبع الحق نهيه عن الربا بقوله: { فاتقوا النار التي أعدت للكافرين } .
فقد هدد آكلي الرّبـا بالنار التي أعدت للكافرين ، ومنه يعلم شدة عذاب آكل الربا الذي يشترك ولو في درجة منه مع الكافر .
وقد سئل الصادق ( عليه السلام ) عن قوله تعالى : ( يمحق الله الربا ) ، وكيف أن ماله يربو ، فقال ( عليه السلام ) :
{ فأي محقٍ أمحق من درهم الربا ، يمحق الدين ، وإن تاب منه ذهب ماله وافتقر }
حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2013
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |