« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( تكرار التوبة والاستغفار )
<B>......................................</B>
إن الاستغفار على قسمين :
الاستغفار بعد كل ذنب ، وهو هنا واجب .. والاستغفار من غير ذنب ، وهو مستحب ..
ولكن هل الاستغفار لابد فيه من التلفظ مثل صيغة الإسلام ، وعقد الزواج ؟..
حيث أن الإنسان الذي يسلم بقلبه ولا يتلفظ الشهادتين ، هذا ليس بمسلم ..
والإنسان الذي يتزوج فتاة بقلبه ، ولا يتلفظ النية : " تزوجت وقبلت " أيضا لا ينعقد النكاح ..
فإذا أذنب الإنسان وندم في قلبه ، وعزم على عدم العود ، ولم يقل : (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) هل هذا توبته مقبولة أم لا ؟..
صيغة الاستغفار مستحبة ، وإلا فإن المقدار الذي تتحقق به التوبة هي الندامة القلبية ..
وعليه فإن التلفظ بالصيغة مستحب ، وفي الذنب لابد من الاستغفار ، واحتياطا نتلفظ ؛ وإلا فإن الندامة القلبية تكفي .
إن الله - عز وجل - يصف نبيه المصطفى ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) في كتابه الكريم :
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
هذا النبي العظيم لا يمكن صدور الذنب منه ، ليس تكويناًً بل اختياراً ومع ذلك كانَ يقولُ أستغفر الله وأتوب إليه ؟..
ما فائدة الاستغفار من غير ذنب ؟..
إن رب العالمين يحب أن يرفع من درجة العبد بطريقين :
الطريق الأول :
السبب الداخلي .. أي يكون هو السبب في رفع الدرجات ، وذلك بالاستغفار ..
فالذي يستغفر ربه من غير ذنب ، رب العالمين يرفع من درجاته ؛ لأنه لم يذنب ويستغفر ..
أما إذا أذنب واستغفر؛ فإنه يحط عنه السيئات ..
فالاستغفار من غير ذنب ، يكون رفع درجات ، لا كفارة سيئات .
الطريق الثاني :
السبب الخارجي .. إذا لم يستغفر الإنسان ، يصب عليه البلايا والمصائب ؛ ليرفع من درجاته ..
فأيهما أفضل : رفع الدرجة بالاستغفار ، أم رفعها بالمحن ؟..
المؤمن دائماً يسأل الله - عز وجل - العافية ، فيقول :
( يا ولي العافية !.. نسألك العافية )
والدليل على ذلك هذه الرواية :
( إن رسول الله -صلى الله عليه وآله- كان يتوب إلى الله ويستغفره ، في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب .. إن الله يخص أولياءه بالمصائب ؛ ليؤجرهم عليها من غير ذنب ) .
فإذن ، إن المصائب والاستغفار كلاهما طريقان للأجر، والقرب إلى الله عز وجل ..
وهناك محطتان للاستغفار :
محطة نهارية ، ومحطة ليلية ..
المحطة النهارية : بعد صلاة العصر ، حيث منتصف النشاط النهاري ، يستحب الاستغفار بعد صلاة العصر سبعين مرة ..
والمحطة الليلية : تكون في صلاة الليل ، وكذلك يستحب الاستغفار سبعين مرة
{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
فالمؤمن الذي يستغفر بعد صلاة العصر مرة ، وبعد صلاة الليل مرة ؛ هذا يعد من المستغفرين كثيرا .
19
10
2010
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( محطات السفر الروحي )
إن الإنسان عندما يريد أن يسافر ، يعد العدة لذلك السفر قبل مدة طويلة ، ويبرمج نفسه :
إلى أين يذهب ، ومتى يذهب ، وكيف يذهب ؟.. في السفر المادي هكذا يعد له العدة ، ونحن طوال السنة لدينا محطات للسفر الروحي :
في ليالي القدر هناك سفرة روحية، وفي ليلة عرفة ويوم عرفة هناك سفر روحي ، وفي الليالي البيض من شهر رجب وشعبان ورمضان كذلك هناك سفر روحي ..
الشارع المقدس جعل لنا سفرا روحيا في مناسبات مختلفة خلال السنة ..
كما في السفرات الدنيوية :
نستمتع ، ونستلذ ، ونربح ؛ أيضا في السفرات المعنوية :
نستمتع ، ونستلذ ، ونربح ..
ومن هنا كما أن سفر الدنيا يحتاج إلى إعداد ، كذلك سفر الآخرة يحتاج إلى إعداد ..
قبل ليالي الطاعة ، وقبل أيام الطاعة ، وقبل مواسم الطاعة ؛ لا بد من الالتفات إلى عدة أمور :
أولاً :
الشوق .. حيث أن هناك فرقا بين إنسان يشتاق لشهر رمضان المبارك ، وبين إنسان يتمنى لو أنه يتأخر لأيام !..
ثانياً :
معرفة الأعمال ..
بعض الناس يتفاجأ أن اليوم انتهى ، ولم يعمل بمستحبات ذلك اليوم .. قد يقول قائل:
ما قيمة الغسل والصلاة في ذلك اليوم ؟..
الجواب :
هو أن الله - عز وجل - له عطايا ، وهذه العطايا متوقفة على أمر بسيط ..
ما قيمة الغسل يوم الجمعة ؟.. عادة الناس يوم الجمعة يستحمون ، ولكن من يغتسل يوم الجمعة ، عن الصّادق
( عليه ِ السلام ) قال : ( من اغتسل يوم الجُمعة فقال : " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلـهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَاَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاجْعَلْني مِنَ التَّوّابينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرينَ " ؛ كان طهراً من الجمعة إلى الجُمعة ) ..
رب العالمين يريد أن يغفر ، ولكن يريد مبررا .. كالذي يقيم حفلا ولديه جوائز مكدسة ، فيطرح أسئلة بسيطة ؛ كي يوزع تلك الجوائز والهدايا .. رب العالمين عنده جوائز وعطايا ، - نحن كل يوم نقول : ( إلهي !.. تعرض لك في هذا الليل المتعرضون ، وقصدك فيه القاصدون ، وأمل فضلك ومعروفك الطالبون .. ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب ، تمن بها على من تشاء من عبادك ، وتمنها من لم تسبق له العناية منك ) يريد أن يوزع الجوائز ، بأي عذر يوزع ؟..
إذن علينا أن نعلم الآداب والمستحبات في تلك المناسبة .
ثالثاً :
الخشوع .. هناك ثلاث درجات من الخشوع :
1- خشوع الأبدان : أي أن المصلي فكره يذهب يمينا وشمالا ، ولكن هيئته مؤدبة : واقف ، متطيب ، عينه تطرق إلى الأرض ، هيئته هيئة إنسان مؤدب بين يدي الله عز وجل .. هذا خير من ذلك الذي يعبث بلحيته مثلا .. وخشوع الأبدان ؛ هو أضعف الإيمان .
2- خشوع الأفكار : أي أن المصلي يعلم ما يقول ، يقرأ الحمد { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وهو يعلم أنه يقول : أي يا رب !.. أعبدك حصرا .. إذ أن هناك فرقا بين نعبدك ونستعينك، وبين { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } كلاهم يفهمان الاستعانة والعبادة ، ولكن هذا بنحو الحصر .. أما نعبدك ونستعينك ؛ أي نعبدك ونعبد غيرك ، لا مانع !.. فرق بين إنسان يقرأ المعوذتين في الصلاة وغير الصلاة ، وهو لا يعلم ما معنى { النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } ،
و{ الْفَلَقِ } و{ غَاسِقٍ }، و{ وَقَبَ } .. وبين إنسان يعلم معنى ما يقر أ..
معظم المصلين والمسلمين والناطقين بالعربية ، لا يعرفون معنى { الصَّمَدُ } .. إذن ، هناك خشوع ذهني ، وهذا أرقى من الخشوع البدني .
3- الخشوع القلبي .. أي أن المصلي عندما يدعو ، يشعر أن هناك مخاطبا ، وأي مخاطب ؟.. إنه رب الأرباب !.. ولهذا بعض المؤمنين ، رب العالمين منّ عليه بسخاء الدمعة ، يقول : يا الله ؛ مرة واحدة ودمعته تجري .. يقرأ : ( اِلـهي !.. وَرَبّي مَنْ لي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرّي ) ؛ يبكي بكاء حارا .. هذا الإنسان وصل إلى لب الدعاء ، وإلى جوهر الدعاء .. والمرء إذا وصل إلى مرحلة البكاء أو التباكي ؛ هذا لا ترد له دعوة .. رب العالمين يستحي من عبده المؤمن ، أن يرد يديه صفرا إذا مدت إليه .. يد تمد إلى رب الأرباب ، والدموع تجري ، والقلب يخفق .. أكرم الأكرمين يهمل حاجة العبد ، وهو في بيته ، وبعد الصلاة الواجبة ، في جماعة المسلمين ، وفي سجدة ؟.. أي بعد هذه المقدمات لسان حاله يقول :
( وليس من صفاتك - يا سيّدي - أن تأمر بالسؤال ، وتمنع العطيّة ) ..
هذه عقيدة المؤمن !..
26
10
2010
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( قضاء حوائج المؤمنين )
1
السعي في قضاء حوائج المؤمنين ، أمر مطلوب :
قضيت الحاجة أو لم تقض الحاجة ..
إذن المؤمن عندما يسعى في قضاء حاجة أخيه المؤمن ، لا يحرز النتيجة
{ وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } ..
السعي مطلوب ، عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله - قال :
( أوحى الله إلى داود ( عليه السلام ) : إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة ، فأحكمه في الجنّة ، قال داوُد : يا ربّ ، ما هذا العبد ؟.. قال : عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم ، أحبّ قضاءها ، قضيت له أم لم تقض ) .
من مشى لامرئ مسلم في حاجته فنصحه فيها ، كتب الله له بكل خطوة حسنة ، ومحى عنه سيئة ؛ قضيت الحاجة أولم تقض ..
فإن لم ينصحه ، فقد خان الله ورسوله ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خصمه .
إن بعض الناس عندما يبلغ مبلغا إيمانيا يعتد ُ به ، أو حالة روحية راقية ؛ فإنه يعيش حالة الابتعاد عن الناس .. بينما روي في الأزمنة السابقة أن ( عابد بني إسرائيل ، كان إذا بلغ الغاية في العبادة ؛ صار مشاء في حوائج الناس ، عانيا بما يصلحهم ) ؛ أي بعد أن صار عنده علاقة متميزة مع رب العالمين .
يعتقد العرفاء بوجود أربعة أسفار ، يقطعها السالك إلى الله - تعالى - حسب العناية الإلهية :
السفر الأول :
السير من الخلق إلى الحق ، وهو مرحلة عبور عالم الطبيعة إلى الله عز وجل .
السفر الثاني :
السير بالحق في الحق ، وهو مرحلة معرفة الأسماء ، والصفات الإلهية .
السفر الثالث :
السير من الحق إلى الخلق بالحق ، وهو مرحلة الرجوع إلى الخلق ؛ لهدايتهم وإرشادهم .
السفر الرابع :
السير في الخلق بالحق ، وهو مرحلة الهداية الرحيمية .
السفر من الحق إلى الخلق ، حركة ارتدادية ..
هو ينقطع عن الناس إلى الله عز وجل ، فإذا بلغ الذروة نزل إلى الناس ..
ولكنّ هناك فرقا بين من يعاشر الناس بعد أن وصل إلى الله عز وجل ، وبين من يعاشر الناس وهو مأنوس بهم ، فرق بين الأمرين !..
السعي في قضاء حوائج المؤمنين :
هناك عنوان شرعي آخر ، وهو عنوان كفالة اليتيم ..
قضاء حوائج الأخوان من سبل الجنة ، وكفالة اليتيم من سبل الجنة أيضا .. البعض يخلط بين مفهوم مساعدة اليتيم ، ومفهوم كفالة اليتم ..
إذن القضية فيها كفالة ، وكأن هذا اليتيم من ضمن عائلة الإنسان ..
ولا مانع أن يكون هذا اليتيم من ذوي الإنسان ، مثلا :
إنسان يموت أخوه ، فيكفل ابنه أو ابن عمه ..
كفالة اليتيم بالمعنى الكامل هو هذا المعنى ..
إذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الرفق بالأيتام ، تصير كل حركة منه مشكورة :
البعض عندما يرى يتيما ، بحركة غير ملفتة يمسح على رأسه ، يمر يده على كل شعر رأسه .. ( المؤمن كَيِّس ، فَطِن ) !..
عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( أن عيسى بن مريم ( عليهِ السلام ) مر بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل ، فإذا هو ليس يعذب فقال :
يا رب ، مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ، ثم مررت به العام ، فإذا هو ليس يعذب .. فأوحى الله - عز وجل - إليه :
يا روح الله !.. أنه أدرك له ولد صالح ، فأصلح طريقاً ، وأوى يتيماً ؛ فغفرت له بما عمل ابنه ) ..
هذه هي الصدقة الجارية ، فرق بين إنسان يموت وله في البنوك الملايين لا تفيده مثقال ذرة ، وبين إنسان فقير يموت وله ولد صالح ، يعمل في الحياة الدنيا ما يرفع عنه العذاب وهو في قبره ..
هنيئا لهكذا والد !..
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
( إذا مات الإنسان انقطع عمله ، إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) ..
البعض حاز هذه الخصال الثلاث.
الخلاصة :
أن المؤمن يحاول أن ينوع سبل الخير :
يكفل يتيما ، ويبني مسجدا ، وينشر كتابا .. لعل الله - عز وجل - يقبل منه أحد هذه الأمور ، فيكون من الفائزين !..
27
10
2010
قضاء حوائج المؤمنين
2
بالنسبة إلى قضاء حوائج المؤمنين لابد أن نلتفت إلى ثلاث نقاط :
النقطة الأولى :
أن هذا المؤمن منتسب إلى الإسلام وبالتالي منتسب إلى رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) ..
نحن من أمة النبي المصطفى ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) ، ويوم القيامة يباهي بنا الأمم ، عن النبي الأكرم
( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( تناكحوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط ) .
إن الإنسان إذا قضى حاجة مؤمن ، يكون قد أدخل السرور على النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) ..
( من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) ..
ومن أدخل على رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) فقد وصل ذلك إلى الله - عز وجل - وكذلك من أدخل عليه كربا ) ..
وقال أيضا : ( تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله ، فإن للجنة بابا يقال له : المعروف لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا ، فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله - عز وجل - به ملكان : واحدا عن يمينه وآخر عن شماله ، يستغفران له ربه ، ويدعوان بقضاء حاجته ..
ثم قال: والله !.. لرسول الله - صلى الله عليه وآله - أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة ) .
النقطة الثانية :
البعض يظن أن قضاء الحاجة ، هو في إنقاذه من ميتة ، أو من ورطة عظيمة ..
ليس الأمر كذلك ، بل قد يكون قضاء الحاجة بأمر بسيط جدا ..
يوم القيامة تتعادل الحسنات مع السيئات وفي بعض الأوقات - مع الأسف - يأتي وله من الحسنات كجبال تهامة ، ولكن يعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته إلى أن يصبح مفلسا ، عن النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( يأتي يوم القيامة أناس من جلدتكم ، أعمالهم كجبال تهامة ، سيجعلها الله - تعالى- هباء منثورا ) ..
وسأل رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) مرة أصحابه : ( أتدرون ما المفلس ) ؟.. قالوا:
المفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع ..
فقال :
( إنّ المفلس من أمّتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام .. ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا، وضرب هذا .. فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته .. فإن فنيت حسناتُه قبل أن يقضي ما عليه ؛ أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثمّ طرح في النار ) .
هنا لو أن الله - عز وجل - وجد في ديوان عمل العبد حسنة واحدة ، - تساوت الحسنات مع السيئات ، أو لا سيئات له ولا حسنات - هذه الحسنة كافية ؛ لأن يدخل بها الجنة ..
( يُؤتى بعبدٍ يوم القيامة ليست له حسنة ، فيُقال له : اذكر وتذكّر هل لك حسنةٌ ؟.. فيذكر فيقول : يا ربّ !.. ما لي من حسنة ، إلا أنّ عبدك فلاناً المؤمن مرّ بي ، فطلب مني ماءً يتوضأ به فيصلّي به ؛ فأعطيته .. فيقول الله - تبارك وتعالى - أدخلوا عبدي الجنة ) !..
وهناك شاهدان في القرآن الكريمر ، على أن العمل القليل قد يكتب له الخلود والعظمة :
الشاهد الأول :
في بدء الخليفة ، { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ } .. هذا قربان قبله الله - عز وجل - فذكره في كتابه .
الشاهد الثاني :
في سورة الدهر { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } ..
أقراص من الخبز قدمها علي وفاطمة : لليتيم ، والأسير ، والمسكين ؛ ولكن سر الخلود يكمن في { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا } ..
رب العالمين تقبل منهم ، وأنزل سورة في القرآن الكريم ، محورها هذا العمل .
النقطة الثالثة :
البعض يعمل لوجه الله تعالى ، ولكن إذا جاءه شكر أو ثناء ؛ يفرح .. والحال أن المؤمن لا ينتظر مكافأة ممن أحسن إليه ، ولا يأبه بالنتائج ؛ لأن غايته شيء واحد ، وهو طلب الأجر والثواب من الله - عز وجل - وحده
{ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا } .
28
10
2010
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : | ماجد جابر | منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية | 4 | 04-11-2022 08:23 PM |
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " | دكتور محمد نور ربيع العلي | منبر الحوارات الثقافية العامة | 19 | 05-15-2021 07:12 PM |
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) | عبدالعزيز صلاح الظاهري | منبر الحوارات الثقافية العامة | 0 | 05-26-2017 11:42 PM |
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر | ماجد جابر | منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . | 2 | 09-04-2012 11:11 PM |