قديم 02-11-2023, 02:06 PM
المشاركة 641
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ السّابعُ والثّلاثونَ


يُقَارِبُهُ ويَشْتَمِلُ عَلَى نَفْيٍ في ضِمْنِهِ إثْبَاتٌ


وَتَقُولُ العَرَبُ: لَيْسَ بِحُلوٍ ولَا حَامِضٍ، يُرِيدونَ أنَّهُ جَمَعَ ذَا
وذَا، كمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

أبو فُضَالَةَ لَا رَسْمٌ ولَا طَلَلُ
مِثْلُ النَّعَامَةِ لا طَيْرٌ ولا جَمَلُ


وقالَ آخرُ:

وأنتَ مَسِيْخٌ كلَحْمِ الحُوَارِ
فلَا أَنْتَ حُلْوٌ ولا أنت مُرُّ

وفي القُرْآنِ {لا شَرْقِّيةٍ ولا غَرْبيَّةٍ}* يَعني أنَّ الزَّيْتُونَةَ شَرقيَّةٌ
وغَرْبيَّةٌ. وفي أمثالِ العَامَّةِ (فُلانٌ كالخُنْثَى، لا ذَكَرٌ ولَا أُنْثَى)
أيْ يَجمعُ صِفَاتِ الذَّكرانِ والإناثِ معًا.


*"35" من سورة النور.

قديم 02-11-2023, 02:31 PM
المشاركة 642
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفَصلُ الثّامنُ والثّلاثونَ


في اللَّازِمِ بالأَلِفِ يَجيءُ مِنْ لَفْظِهِ مُتَعَدٍّ بِغيرِ أَلِفٍ


أَلِفُ التَّعْدِيَةِ رُبَّمَا تَكونُ للشَّيءِ نَفْسِهِ ويَكونُ الفَاعِلُ
بِهِ ذَلكَ بِلا أَلِفٍ كَقَولِهِمْ: أَقْشَعَ الغَيمُ وقشَعَتْهُ الرِّيحُ،
وأنْزَفَتِ البئْرُ ذَهَبَ مَاؤُهَا ونَزَفْنَاهَا نحنُ. وأنْسَلَ رِيشُ
الطّائرِ ونَسَلتُهُ أنا. وأَكبَّ فُلانٌ عَلى وَجْهِهِ وكَبَبْتُهُ أنَا.
وفي القرآن {أفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أهدى}*، وقالَ
عَزَّ اسْمُهُ {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ في النَّارِ}**.


*"22" من سور الملك.
**"90" من سورة النمل.

قديم 02-14-2023, 12:59 PM
المشاركة 643
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي

الفصلُ التاسعُ والثلاثونَ



مُجْمَلٌ فِي الحَذْفِ والاخْتِصَارِ



مِنْ سُنَنِ العَرَبِ أنْ تُحْذَفَ الأَلِفُ مِنْ (مَا) إذا استَفْهَمَتَ
بها فَتَقُولُ: بِمَ؟ ولِمَ؟ ومِمَّ؟ وعَلَامَ؟ وفِيمَ؟ قالَ تَعَالَى {فِيمَ
أنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}* وكَمَا قَالَ عَزَّ وجَلَّ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ
النَّبأِ العَظيم} أي عن ما، فأدْغَمَ النُّونَ في المِيمِ. ومِنَ الحَذْفِ
للاخْتِصَارِ قَولُ اللّهِ تَعَالَى {يعلم السِّرَّ وأخْفَى}***، أي السِّرَّ
وأخْفَى مِنْهُ فَحُذِفَ. وقولُهُ {وما أمْرُنَا إلَّا وَاحِدَةٌ}+، أي أمْرَةٌ
وَاْحِدةٌ أو مَرَّةٌ وَاحدةٌ. ومِنَ الحَذفِ قولهم: لم أُبَلْ ولم أُبَالِ.
وقولهم: لم أكُ ولم أكُنْ. وفي كتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {ولَمْ تَكُ شَيئا}++.
ومن ذلك ما تَقَدَّمَ ذكرُهُ منْ قولِهِ جَلَّ جلالُهُ {كلَّا إذَا بلَغَتِ
التَّرَاقِي}+++، وقوله {حتَّى تَوَارَتْ بالحِجَابِ}-، وقولُهُ {كُلُّ مَنْ
عَلَيهَا فَانٍ}-- فحَذَفَ النَّفْسَ والشَّمسَ والأرضَ إيجازًا واقْتِصارًا.
ومِنْ ذَلكَ حَذفُ حرْفِ النِّدَاءِ كقولِهِمْ: زَيْدُ تَعالَ. وعَمْرُو
اذْهَبْ، أي يا زيدُ ويا عمرُو. وفي القُرْآنِ {يُوسفُ أعْرِضْ عَنْ
هَذَا}--- أي يا يُوسُفُ. ومن ذَلكَ حَذفُ أَوَاخِرِ الأسماءِ المُفْرَدَةِ
المُعَرَّفَةِ في النِّدَاءِ دُونَ غَيرِهِ كقولِهِمْ: يا حارُ يا مالُ ويا صاحُ،
أي يا حارِثُ ويا مالِكُ ويا صاحِبِي، ويُقَالُ لهذَا الحَذفِ: التَّرْخِيمُ
وفي بَعْضِ القراءاتِ الشَّاذَّةِ: {ونادوا يا مالُ}=. وقالَ امْرُؤُ
القَيْسِ (أَفَاطِمُ مَهْلًا بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ) وقال عمرُو بْنُ العَاصِ:

مُعَاوِيُ لَا أعْطِيكَ دِينِي ولمْ أنَلْ
بِهِ مِنكَ دُنْيَا فَانْظُرَنْ كيفَ تَصنَعُ


ومن ذلِكَ قولُهم: باللّهِ، أي أحلِفُ بِاللهِ، فَحَذَفُوا (أَحْلِفُ)
لِلعلمِ بِهِ والاسْتِغْنَاءِ عَنْ ذِكرِهِ، وقولُهُمْ: باسْمِ الله، أي أبتَدِئُ
باسم الله. ومِنْ ذَلكَ حَذفُ الألِفِ منهُ لكَثْرَةِ الاسْتِعْمَال، ومِنْ
ذَلكَ ما تَقدَّمَ ذِكرُهُ في حِفْظِ التَّوَازُنِ كقوله عَزَّ ذِكرُهُ {واللَّيْلُ
إذَا يَسْرِ} و{الكبيرُ المُتَعَالِ} و{يومَ التَّلَاقِ}==.
ومِنْ ذلكَ حذْفُ التَّنْوينِ مِنْ قَولكَ: محمدُ بنُ جَعفر، وزيد بنُ
عمرو. وحذف نُونِ التَّثنيةِ عندَ النَّفيِ كقولِكَ: لا غُلاميْ لك،
ولا يَدَيْ لزيدٍ، وقميصٌ لا كمَّيْ لَهُ. ومن ذلكَ حَذفُ نونِ الجَمْعِ
عند الإضافةِ في قوْلِكَ: هؤُلاءِ سَاكِنْو مَكَّةَ ومُسْلِمُو القَومِ. ومِنَ
الحَذْفِ قولُهُمْ: واللّهِ أفْعَلُ ذلِك، يريدون واللهِ لا أفعلُ ذلك،
ومِنَ الحذفِ قولُهُ عزَّ وجَلَّ {ولا تَقُولُوا ثَلَاثَةً انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ}===
فنصَبَ خيرًا بالإضمارِ، أي: يكنِ الانْتِهاء خيرًا لكم فَنَصبَ خيرًا
وحذَفَ واختصَرَ، ومِن الحذف قولُهُ عزّ ذكرُهُ {وكذلكَ مَكَّنَّا
لِيوسُفَ في الأرْضِ ولِنُعَلِّمَهُ من تأويلِ الأحَادِيثِ}& وتقديرُهُ:
ولِنُعَلِّمَهُ فَعَلْنَا ذَلكَ. وكذلكَ قولُهُ {وحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ
مارِدٍ}. أيْ وحِفظًا فَعَلْنَا ذَلكَ. ومن الحَذْفِ قولهم: صَلَّيْتُ
الظُّهْرَ، أي صَلَاةَ الظُّهْرِ، وكذلك سائرُ الصَّلَواتِ الأرْبِعِ.


*"43" من سورة النمل.
**"1" من سورة النبأ.
***"7" من سورة طه.
+"50" من سورة القمر.
++"9" من سورة مريم.
+++"26" من سورة القيامة.
-"32" من سورة ص.
--"26" من سورة الرحمن.
---"29" من سورة يوسف.
="77" من سورة الزخرف.
==تقدم بيانها في باب رقم (25).
==="171" من سورة النساء.
&"21" من سورة يوسف.
&&"7" من سورة الصافات.

قديم 02-14-2023, 01:00 PM
المشاركة 644
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الأربعونَ


مُجْمَلٌ في الإضْمَارِ يُنَاسِبُ ما تَقَدَّمَ مِنَ الحَذْفِ


مِنْ سُنَنِ العربِ الإضْمارُ إيثارًا للتّخْفِيف وثِقَةً بِفَهمِ
المُخَاطَبِ، فِمنْ ذلكَ إضمارُ (أنَّ) وحَذْفُها مِن مَكَانِها،
كما قالَ تعالَى {ومِنْ آيَاتِهِ يُريكُمُ البَرْقَ خوفًا وطَمَعًا}*
أيْ: أن يُريكمُ البَرْقُ، وقالَ طَرَفةَ:

ألَا أيُّهذا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ الوَغَى
وأنْ أشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أنتَ مُخلِدِي؟!


فأضمَرَ (أنَّ) أوَّلًا ثُمَّ أظْهَرَهَا ثانيًا في بَيتٍ وَاحِدٍ وتَقْدِيرُهُ
ألا أيُّهذَا الزَّاجِرِي أنْ أحضُرَ الوَغَى. وفي ذلكَ يقولُ بعضُ
أُدباءِ الشُّعَرَاءِ:

تَفَكَّرْتُ في النَّحْوِ حتَّى مَلِلْتُ
وأَتْعَبْتُ نَفْسيْ لَهُ والبَدَنْ

فَكُنْتُ بِظاهِرِهِ عالمًا
وكنتُ بِبَاطِنِهِ ذَا فِطَنْ

خَلَا أنَّ بابًا عليهِ العَفا
ءُ في النَّحْوِ يا ليْتَهُ لمْ يَكُنْ

إذَا قُلتُ لِمْ قيلَ لي هَكَذَا
عَلى النَّصبِ؟ قيلَ بإضمارِ أنْ

ومِنْ ذَلكَ إضْمَارُ (مَنْ) كقوله عَزَّ وجَلَّ {وما مِنَّا إلا لَهُ
مَقامٌ مَعلومٌ}** أي إلَّا مَنْ لَهُ. ومن ذلك إضْمَارُ (مِنْ)
كما قالَ تَعَالَى {واخْتَارَ مُوسَى قَومَهُ سَبْعينَ رَجُلًا لِميقَاتِنا}***
أيْ مِنْ قَوْمِهِ. ومِنْ ذلكَ إضْمَارُ (إلى) كما قالَ جلَّ جلاله
{سَنُعيْدُهَا سِيرتَهَا الأُولى}+ أيْ إلى سِيرتِهَا الأُولَى. ومِنْ ذَلكَ
إضْمَارُ الفِعْل كمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وجلَّ {فَقُلْنَا اضْرِبوهُ ببَعضِها
كَذلكَ يُحيِي اللُّهُ المَوْتَى}++ وتقديره فضُرِبَ فَيَحييَ كذلك
يُحيي اللهُ المَوتَى. ومِثْلُهُ {وإذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقومِهِ فَقُلْنَا
اضْرِبْ بِعَصاكَ الحَجَرَ فانفَجَرَت مِنهُ اثْنَتَا عَشَرَةَ عينًا}+++
وتقديرُهُ فَضَرَبَ فَانْفَجَرَت. ومثلُهُ {فَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أو بِهِ
أذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِديَةٌ مِنْ صِيامٍ أو صَدَقةٍ أو نُسُكٍ}=
وتقديرُهُ فَحَلَقَ فَفِدْيَةٌ. ومِنْ ذلكَ إضْمَارُ (القَولِ) كما قال
سُبْحَانَهُ {فأمَّا الّذينَ اسْوَدَّتْ وُجوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ}==في ضمنه
فيُقَالُ لَهمْ: أكفرتم؟ لأنَّ (أمَّا) لا بدَّ لها في الخَبَرِ من فَاءٍ
فلمّا أضْمَرَ القَولَ أضْمَرَ الفَاءَ؛ ومِثْلُهُ {وتَتَلَقَّاهُمُ الملائِكَةُ
هذا يَوْمُكُمْ}=== أي يقولون: هذا يومكم. وقال الشَّنْفَرَى:

فَلَا تَدفِنُوني إنَّ دَفْنِي مُحَرَّمٌ
عَليكُمْ ولكنْ خَامِرِي أمَّ عَامِرِ

أي التي يُقالُ لها: خامِري أمَّ عامِرِ، وهي الضَّبُعُ.


*"24" من سورة الروم.
**"164" من سور الصافات.
***"155" من سورة الأعراف.
+"21" من سورة طه.
++"73" من سورة البقرة.
+++"60" من سورة البقرة.
="196" من سورة البقرة.
=="106" من سورة آل عمران.
==="103" من سورة الأنبياء.

قديم 02-15-2023, 04:38 PM
المشاركة 645
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الواحدُ والأربعونَ


مُجْمَلٌ في الزَّوَائِدِ والصِّلَاتِ الّتي هِيَ منْ سُنَنِ العَرَبِ


مِنْها: البَاءُ الزَّائِدةُ كما تقولُ: أخَذْتُ بِزِمامِ النَّاقَةِ، أيْ أخذتُ
زِمامَ النَّاقَةِ. وقال الشَّاعِرُ (سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقرَأْنَ بالسُّوَرِ)
أي لا يَقْرَأنَ السُّوَرَ، وكما قال عنترة (شَرِبَتْ بِماء الدُّحْرُضَينِ
فأَصْبَحَتْ) أيْ ماءَ الدُّحْرُضَين، وفي القرآن حكايةً عَنْ هَارونَ
{لا تَأخُذْ بِلِحْيَتي ولا بِرأسي}*. وقالَ عزَّ ذِكرُهُ {ألَمْ يَعْلَم بأنَّ
اللّهَ يَرَى}** فالباءُ زَائِدَةٌ والتّقديرُ: ألمْ يَعلمْ أنَّ اللهَ يَرى،
كمَا قالَ جلَّ ثَنَاؤُهُ {ويَعْلَمونَ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبينُ}***.
ومِنْهَا التّاءُ الزّائدةُ في ثم ورُبِّ، ولا تَقُولُ العربُ: رُبَّتَ امرَأةٍ،
وقال الشاعر (وَرُبَّتْمَا شَفَيتُ غَلِيلَ صَدْرِي) وتقولُ: ثُمّْتَ
كانَتْ كَذَا، كما قال عَبْدَةُ بْنُ الطَّيب:

ثُمَّتَ قُمنا إلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ
أَعْرَافُهُنَّ لأيدِينَا مَنادِيلُ


أي ثُمَّ قُمنَا، وتقولُ: لاتَ حينَ كَذَا، وفي القرآن {ولاتَ حينَ
مَنَاصٍ}= أي لَا حينَ والتاءُ زائدةٌ وصِلةٌ. ومنْهَا زيادةُ لا كقوله
عَزَّ وجَلَّ {لَا أُقْسِمُ بِيومِ القِيامَةِ}== أي أُقْسِمُ. وكقول العَجَّاجِ
(في بِئرِ لَا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ) أي بئرِ حُورٍ، قالَ أبُو عُبَيْدَةَ:
لَا مِنْ حُروفِ الزَّوائِدِ كتَتِمَّةِ الكَلَامِ، والمعنى إلْغَاؤُهَا كما قال
عزَّ ذِكرُهُ {غيرِ المَغْضوبِ عَلَيهِمْ ولا الضَّالِّين}=== أيْ والضَّالِّين
وكما قال زُهَيْرٌ:

مُوَرِّثُ المَجْدِ لا يَغتالُ هِمَّتَهُ
عنِ الرِّياسَةِ لا عَجْزٌ ولا سَأَمُ


أي عَجْزٌ وسَأَمٌ، وقال الآخرُ:

ما كان يَرضى رَسولُ اللهِ دِينَهُمُ
والطَّيِّبان أبو بكرٍ ولا عُمَرُ

وقال أبو النَّجْم:

*فما ألُومُ اليَومَ أنْ لا تَسْخَرا*

أي أنْ تَسْخُرو. وفي القُرآنِ {ما مَنَعَكَ أنْ لَا تَسْجُدَ}+ أي ما
مَنَعَكَ أن تَسْجُدَ. ومنها زِيادةُ (مَا) كقَوْلِهِ عزَّ وجلَّ {فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ}++ أي فَبِرَحْمَةٍ منَ اللهِ، وكقوله
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}+++ أي فَبِنَقْضِهِم ميثاقَهُم، وكقوله عزَّ
وجلَّ {وقَليلٌ ما هُمْ}- أي قَلِيلٌ هُمْ. وكقول الشاعر:

لأمْرٍ مَا تصرَّفَتِ اللَّيالي
لأمْرٍ ما تَصَرَّفَتِ النُّجُومُ


أي لأَمْرٍ تَصَرَّفَتْ. وقد زَادتْ (مَا) في رُبَّ كقول بعض السَّلف:
رُبَّما أَعْلَمُ فأَذَرُ. وفي القرآن {رُبَمَا يَوَدُّ الّذِينَ كَفَروا لو كانوا
مُسْلِمينَ}-- ومنها زيادة (مِنْ) كمَا في قولِهِ تَعَالَى {وما تَسْقُطُ
مِنْ وَرَقَةٍ إلَّا يَعْلَمُها}--- والمَعْنَى ومَا تَسقُطُ وَرَقَةٌ، وكما قالَ
عَزَّ ذِكرُهُ {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ في السَّمَواتِ}& أي وكَمْ مَلَكٌ، وكما
قالَ جَلَّ اسْمُهُ {وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا}&&. وكما قالَ عزَّ
وجلَّ {قُلْ للمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ}&&&. ومِنْها زِيادَةُ
اللَّام كما قالَ عزَّ وجلَّ {للَّذينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبونَ}^ أي رَبّهم
يَرهَبُون. وكما قالَ تَقَدَّسَت أسمَاؤُهُ {إنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤيا تَعْبُرُون}^^
أي إنْ كنتُم الرُّؤيَا تَعْبُرُونَ. ومنها زِيادةُ (كانَ) كما قال عزَّ
ذكرُهُ {ومَا عِلْمِيْ بِمَا كانُوا يَعْمَلونَ} أيْ بما يَعْمَلُون. وكما قالَ
الشَّاعِرُ:

*وجِيرانٍ لنا كانوا كِرَامٍ*

ومنها زِيَادَةُ (الاسْمِ) كقولِهِ {باسْمِ اللّهِ مَجْرِاها}^^^، والمُرَادُ
باللّهِ، ولكنَّه لمَّا أشْبَهَ القَسَمَ زِيدَ فِيهِ الاسْمُ. ومنها زِيادَةُ
(الوجْهِ) كقولِهِ عزَّ وجلَّ {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}× أيْ ويَبْقَى رَبُّكَ.
ومنها زِيادَةُ (مِثْل) كقولِهِ تَعَالَى {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إِسْرائيلَ
على مِثْلِهِ}×× أيْ عَلَيْهِ، وقالَ الشَّاعِرُ:

يا عاذِلي دَعْنِي مِنْ عَذْلِكَا
مِثلِي لا يَقْبَلُ مِنْ مِثْلِكَا


أيْ أنَا لَا أَقْبَلُ مِنْكَ، وقالَ آخرُ:

دَعْنِي مِنَ العُذْرِ في الصَّبُوحِ فَمَا
تُقْبَلُ مِنْ مِثْلِكَ المَعاذيرُ


*"94" من سورة طه.
**"14" من سورة العلق.
***"25" من سورة النور.
="3" من سور ص.
=="1" من سورة القيامة.
==="7" من سورة الفاتحة.
+"12" من سورة الأعراف.
++"159" من سورة آل عمران.
+++"155" من سورة النساء.
-"24" من سورة ص.
--"2" من سورة االحجر.
---"59" من سورة الأنعام.
&"26" من سورة النجم.
&&"4" من سور الأعراف.
&&&"30" من سورة النور.
^"154" من سورة الأعراف.
^^"43" من سورة يوسف.
^^^"41" من سورة هود وتُقرأُ بالإمالة.
×"27" من سورة الرحمن.
××"10" من سورة الأحقاف.

قديم 02-15-2023, 04:56 PM
المشاركة 646
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثّاني والأرْبَعونَ


في الأَلِفَاتِ



مِنْهَا أَلِفُ الوَصْلِ، وأَلفُ القَطْع، وألِفُ الأمرِ، وألفُ
الاسْتِفْهَامِ، وألفُ التَّعَجُّبِ، وألفُ التَّثْنِيَةِ، وألفُ الجَمْعِ،
وألفُ التَّعْدِيَةِ، وألفُ لامِ المَعْرِفَةِ، وألِفُ المُخْبِرِ عَن
نفسِهِ في قوله: أدْخُلُ وأخْرُجُ، وألِفُ الحَيْنُونَةِ، كما يُقالُ:
أَحْصَدَ الزَّرع أي: حَانَ أنْ يُحصَدَ، وأَرْكَبَ المهْرُ: أي حَانَ
أنْ يُركَبَ. وألفُ الوُجْدَانِ كقولهِ أجبَنْتُهُ: أي وَجَدْتُهُ
جَبَانًا، وأكذَبتُهُ: أي وجدْتُهُ كَذَّابًا. وفي القُرْآن {فَإنَّهُمْ لَا
يُكَذِّبونَكَ}* أي لا يَجِدُونَكَ كَذَّابًا. ومِنْهَا ألِفُ الإتْيَانِ كَقولِهِ:
أحْسَنَ: أيْ أَتَى بِفِعلٍ حَسَنٍ، وأَقْبَحَ: أيْ أَتَى بِفِعلٍ قَبِيحٍ.
ومنها ألِفُ التَّحْوِيلِ كقولِهِ سبحانَهُ {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ}**
فإنَّها نُونُ التَّوْكِيدِ حُوِّلَتْ أَلِفًا. ومِنْهَا ألفُ القَافِيةِ كَقولِ الشَّاعِرِ:

يا رَبعُ لو كنتُ دَمعًا فِيكَ مُنْسَكِبًا
قَضَيتُ نَحْبِي ولمْ أقضِ الّذي وَجَبَا

ومِنْها ألفُ النُّدْبَةِ كقولِ أمِّ تأبَّطَ شرًّا: وابْنَاهُ وابْنَ اللَّيلِ.
ومِنْها ألِفُ التَّوَجُّعِ والتّأسُّفِ وهي تقارب ألفُ النُّدْبَةِ
نحْوَ: واقَلْبَاه واكَربَاهُ وَاحُزناهُ.


*"33" من سورة الأنعام.
**"15" من سورة العلق.

قديم 02-16-2023, 11:22 AM
المشاركة 647
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثّالثُ والأربعونَ


في البَاءَاتِ


منهَا باءُ الزِّيَادَةِ وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكرُهَا، ويُقالُ لبَعْضِهَا باءُ
التَّبعِيضِ كمَا قَالَ عَزَّ وجَلَّ {وامْسَحُوا بِرُؤوسِكُمْ}* أيْ
بَعْضِها. ومنها باءُ القَسَم كَقولِهِمْ: باللّهِ وبالبيتِ الحرامِ
وبِحَيَاتِكَ. ومنها باءُ الإلصاقِ كقوْلِكَ: مَسَحتُ يَدِي بالأرْضِ.
ومِنْهَا باءُ الاعْتِمَالِ كقوْلِكَ: كَتَبْتُ بِالقَلَم، وضَرَبتُ بالسَّيف،
وزَعَمَ قَوْمٌ أنَّ هذهِ والتي قبلَها سواءٌ.
ومنها باءُ المُصَاحَبَةِ كما تَقُولُ: دَخَلَ فُلانٌ بِثِيابِ سَفَرِهِ،
ورَكِبَ فُلانٌ بِسلَاحِهِ، وفي القُرْآنِ {وقَدْ دَخَلُوا بِالكُفْرِ وهُمْ
قَدْ خَرجُوا بِهِ واللّهُ أعْلَمُ بِما كَانُوا يَكتُمُون}**، واللهُ أعلمُ.
ومِنْهَا باءُ السَّبَبِ كقولِهِ تَعَالَى {وكَانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِين}***
أيْ مِنْ أَجْلِ شُرَكَائِهِمْ. وكما قالَ {والَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا
يُشْرِكُونَ}= أيْ مِنْ أَجْلِهِ. ومِنْها البَاءُ الدَّاخِلَةُ عَلى نَفْسِ
المُخْبِرِ والظَّاهِرِ أنَّها لِغَيرِهِ كقوْلِكَ: رأيتُ بِفلانٍ رَجُلًا جَلْدًا،
ولَقِيتُ بِزَيدٍ كَرِيمًا، تُوهِمُ أنّكَ لَقيتَ بزيدٍ كريمًا آخَرَ غيرَ
زَيْدٍ، وليس كذلِكَ وإنَّما أرَدْتَ نَفَسَهُ، كما قالَ الشاعرُ:

إذَا مَا تأمَّلتَهُ مُقْبِلًا
رَأيتَ بِهِ جَمْرَةً مُشعَلةْ


وفي القرآن {فاسْأل بِهِ خَبيرًا}==. ومِنْهَا الباءُ الواقعةُ مَوقِعَ
(مِنْ وعَنْ) كما قال عزَّ وجلَّ {سَأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ واقِعٍ}===
أيْ عَنْ عَذابٍ وَاقِعٍ، وكما قال {عَيْنًا يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ}+
أي مِنْهَا.
ومِنْهَا الباءُ الّتي في مَوضِعِ (في)، كما قالَ الأعْشَى:

*مَا بُكاءُ الكَبيرِ بِالأطْلَالِ*

أيْ في الأطلَالِ، وقالَ الآخرُ:

ولَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَ السَّمَاءِ
بِهِ مُقَلٌ رَنَّقَتْ++ للهُجُوعِ


أيْ فيهِ. ومِنْهَا البَاءُ التي في مَوضِعِ (عَلَى)، كما قالَ الشاعرُ:

أَرَبٌّ يَبولُ الثُّعلُبَانُ بِرأسهِ
لقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالتْ عَلَيهِ الثَّعالبُ+++

أيْ عَلَى رأسه. ومنها باءُ البَدَلِ كما تَقُولُ: هَذَا بِذَاكَ، أي
عِوَضٌ عنْهُ وبَدَلٌ مِنْهُ، كما قالَ الشاعرُ:

إنْ تَجْفُنِي فَلَطالَما واصَلتَنِي
هذَا بِذاكَ فَمَا عَليكَ مَلَامُ

ومِنْهَا باءُ التَّعْدِيَةِ كقولِكَ: ذَهَبتُ ورَجَعْتُ بِهِ. ومنها البَاءُ
بمعنى (حَيثُ) كَقَولِهِمْ: أنْتَ بالمُجَرَّب، أي حَيْثُ التَّجريبِ،
وفي كتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ}&
أي حَيْثُ يَفُوزُونَ.


*"6" من سورة المائدة.
**"61" من سورة المائدة.
***"13" من سورة الروم.
="59" من سورة المؤمنون.
=="59" من سورة الفرقان.
==="1" من سورة المعارج.
+"6" من سورة الإنسان.
++يقال: رنق الطائر خفق بجناحيه ورفرف ولم يطر، ورنق
النوم في عينيه غشيهما وهو المراد هنا من قول الشاعر.
+++قوله الثعلبان: مثنى ثعلب وليس مفردا كما يفهم من
القاموس، وضبط في بعض النسخ منه بضم الثاء والنون
واستشهد به على أنه مفرد مذكر.
&"188" من سورة آل عمران.

قديم 02-16-2023, 12:25 PM
المشاركة 648
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الرّابعُ والأربَعونَ


في التَّاءاتِ


مِنْها مَا يُزادُ في الاسْمِ، كما زِيدَ في تَنْضُبُ وتَتْفُلُ.
ومِنْهَا ما يُزادُ في الفِعْلِ نَحْوَ تَفَعَّلَ وتَفَاعَل وافْتَعَلَ واسْتَفْعَلَ.
ومِنْهَا تاءُ القَسَمِ، تَقُولُ: تَاللهِ لأفْعَلَنَّ كذا، أيْ باللهِ. وفي
القُرْآنِ {وتَاللّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ}*. ولا تُستَعْمَلُ هَذهِ التّاءُ
إلا معَ اسْمِ اللّهِ عزَّ وجلَّ.
ومِنْهَا التّاءُ التي تُزادُ في رُبَّ وثُمَّ ولَا، وتَقَدَّمَ ذِكرُهُا.
ومِنْها تَاءُ التّأنِيثِ نَحو: تَفْعَلُ وفَعَلَتْ. وتَاءُ النَّفْسِ نحو
فَعَلتُ، وتَاءُ المُخَاطَبَةِ نحو فَعَلْتِ.
ومِنْهَا تَاءٌ تَكونُ بَدَلًا عَنْ سِينٍ في بَعضِ اللُّغَاتِ، كما أنشدَ
ابْنُ السِّكِّيتِ:

يَا قَاتَلَ اللّهُ بَنِي السَّعْلَاةِ
عَمْرُو بْنُ مَسْعُودٍ أشَرَّ النَّاتِ


يَعنِي شِرارَ النّاسِ.


*"57" من سورة الأنبياء.

قديم 02-16-2023, 01:19 PM
المشاركة 649
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الخامسُ والأربعونَ


في السِّينَاتِ


السِّينُ تُزادُ في اسْتَفْعَلَ، ويُقالُ للَّتِي في اسْتَهْدى واسْتَوهَبَ
واسْتَعْظَمَ واسْتَسْقى سِينُ السُّؤَالِ، وتُخْتَصرُ من سَوفَ أَفْعَلُ
فَيُقالُ: سأفْعَلُ، ويُقالُ لها سِينُ سَوفَ.
ومِنْها سِينُ الصَّيْرُورَةِ كما يُقالُ: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ واسْتَنْسَرَ
البُغاثُ، يُضرَبانِ مَثلًا للقَوِيِّ يَضْعُف وللضَّعيفِ يَقْوَى.
وتُقَارِبُ هَذهِ السِّينُ سِيْنَ اسْتَقْدَمَ واستَأْخَرَ: أي صَارَ
مُتَقَدِّمًا ومُتَأَخِّرًا.

قديم 02-16-2023, 02:01 PM
المشاركة 650
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ السّادسُ والأربعونَ


في الفَاءاتِ


مِنْهَا فاءُ التَّعْقِيبِ كَقَولِهِمْ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ فَعَمْرٍو، أيْ
مَرَرْتُ بِزَيدٍ وعَلى عَقِبِهِ بِعمرٍو، كَمَا قالَ امرُؤُ القَيْسِ:

*بِسِقْطِ اللِّوَى بَينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ*

ومِنْهَا الفاءُ تَكونُ جَوابًا للشَّرْطِ، كما يُقالُ: إنْ تَأْتِنِي فَحَسنٌ
جَمِيلٌ، وإنْ لمْ تَأتِنِي فالعُذْرُ مَقبُولٌ، ومنْهُ قولُهُ تَعَالى {والّذينَ
كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ}*، وقالَ صَاحِبُ كِتابِ الإيضَاحِ: الفَاءُ الّتي
تَجِيءُ بَعدَ النَّفْيِ والأمْرِ والنَّهْيِ والاسْتِفهامِ والعَرْضِ والتَّمَنِّي
يَنْتَصِبُ بِها الفِعلُ، فَمِثالُ النَّفْي: ما تَأْتِيِني فأُعْطِيَكَ، ومنهُ
قولُهُ تَعَالَى {وَمَا مِنْ حِسابِكَ عَليهِمْ مِنْ شَيءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ
مِنَ الظَّالِمين}**. ومثالُ الأمْرِ كَقَولِكَ: ائْتِنِي فأعْرِفَ بِكَ، ومثالُ
النَّهْيِ كَقولِكَ: لا تَنْقَطِعْ عنَّا فَنَجْفوَكَ. وفي القُرْآنِ {ولَا تَطْغَوا
فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي}***، ومِثالُ الاسْتِفْهَامِ كَقولِكَ: أما
تأتِيَنَا فَتُحَدِّثَنا، ومثال العَرْضِ: ألَا تَنزِلُ عندَنا فَتُصِيبَ خَيرًا؟
ومثالُ التَّمنِّي: ليتَ لِي مالًا فَأُعْطِيَكَ.


*"8" من سورة محمد.
**"52" من سورة الأنعام.
***"81" من سورة طه.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فقه اللغة ل ( الثعالبي ) ناريمان الشريف منبر رواق الكُتب. 60 02-11-2022 07:24 PM
اللغة العربية ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 2 03-28-2017 07:36 AM
كلا في اللغة العربية مولاي علي منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 1 02-26-2015 10:12 PM
فقه اللغة وأسْرار العربية لأبي منصور الثعالبي - تحقيق: يحيى مراد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 1 05-24-2014 09:02 PM

الساعة الآن 08:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.