أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
في هذا المشهد نستعرض قوله تعالى:
( قتل الانسان ما أكفره .. من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره
ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم اذا شاء أنشره )
= وروي أنه بعد خروج الروح من الجسد ووضع الميت في قبره
يخرج الله اليه منكراً ونكيراً وهما ملكا القبر أسودان ازرقان يبحثان القبور بأنيابهما
ويطآن في أشعارهما
كلآمهما مثل الرعد القاصف وأبصارهما مثل البرق الخاطف
وأنفاسهما مثل لهب النار
وألوانهما مثل الليل المظلم فيقولان :
من ربك ؟ - وما دينك ؟ - ومن نبيك ؟
فيقول : الله ربي وديني الاسلام ونبيي محمد عليه الصلاة والسلام –
وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له – وأن محمدا عبده ورسوله
فيقولان له : قد علمنا أنك ستكون مؤمنا فيفتحان له بابا الى النار
فينظر ما أعد الله فيها لأهل المعصية من النقمة والعذاب
فيرفعان ذلك الباب دونه
ثم يقولان له (اذا كان مؤمنا ) :
لا تخف يا ولي الله من هذا الباب أبدا –ثم يفتحان له بابا الى الجنة –
فينظر ما أعد الله لأهل طاعته من الخير الدائم المقيم – الذي لا زوال له ولا انقطاع –فيقولان له :يا ولي الله هذا دارك وقرارك ومنزلك .
= عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مصلاه فرأى ناسا..
فقال لهم : أما أنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى الموت
فأكثروا ذكر هاذم اللذات الموت – فانه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه يقول :
أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة أنا بيت التراب أنا بيت الدود والهوام
فاذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا
أما ان كنت لمن أحب من يمشي على ظهري الي
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك - قال :
فيتسع له القبر مد بصره ويفتح له باب من الجنة
واذا دفن العبد الفاجر أو الكافر
يقول القبر: لا مرحبا ولا أهلا
أما ان كنت لمن أبغض من يمشي على ظهري
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك –
فيلتئم عليه القبر حتى يلتقي ويختلف أضلاعه –
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم باصابع يديه فشبكها
ثم يقيض له تسعون تنينا أو قال تسعة وتسعون
لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا
فينهشه ويخدشه حتى يقضى به الى الحساب
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( انما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )
= ويروى عن عثمان بن عفان كان اذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له :
تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي –
فقال : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
القبر أول منزل من منازل الآخرة فان نجا منه فما أيسر منه
وإن لم ينج فما بعده أشد منه – وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه
فان تنج منها تنج من ذي عظيمة ***** وإلا فاني لا أخالك ناجيا
= وقال عمر بن عبد العزيز لبعض جلسائه :
يا فلان لقد أرقت الليلة أتفكر في القبور وساكنيها
إنك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به
ولو رأيت بيتا تجول فيه الهوام ويجري فيه الصديد وتخرقه الديدان مع تغير الريح
وبلى الأكفان بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثوب
ثم شهق شهقة خر مغشياً عليه .
= ذكر في بعض الأخبار إن الانسان إذا وضع في قبره تناديه الملائكة :
يا عبد الله أنت تركت الدنيا أم الدنيا تركتك ؟
أنت جمعت الدنيا أم الدنيا جمعتك ؟
أنت استعددت للمنية أم المنية غافصتك
خلقت من التراب وأعدت للتراب
خلقت من التراب بغير ذنب*** وعدت الى التراب ولي ذنوب
فما لي لا أجاهد في خلاصي *** بعزم للمعاصي لا أتــــــوب
ومالي أثقلــت ظهـري ذنوب *** ومنـــها لا أمــل ولا أنيـــب
ومالي لا أرق لسوء حالـــي ***ومن نفسي علي غدا رقيب
ومالي مبعـد مقصى طريـــــد *** وفي كل القبائح لي ضروب
فيا من ليس لي رب ســــواه *** عليــم بالذي أدعــو يجيــب
تجاوز يا إلهي عن ضعيــــف *** بغفــران لعلي عسى أتـوب
= وحكي عن بعض العارفين أنه قال :
إن الله سبحانه وتعالى يسر الى عبده سرين يخبره بذلك بالهام يلهمه
أحدهما اذا ولد وخرج من ظلمة بطن أمه يقول له :
عبدي قد أخرجتك الى الدنيا طاهراً نقياً نظيفاً
وسر عند خروج روحه يقول له :
عبدي ما صنعت في أمانتي عندك
هل حفظتها حتى تلقاني على الوفاء والعهد والرعاية فألقاك بالوفاء والجزاء
أو ضيعتها فألقاك بالمطالبة والعذاب
= قيل : كان الحسين رضي الله عنه اذا رأى القبور قال :
ما أحسن ظواهرها .. وانما الدواهي في بطونها .
أنا لكم اخوتي نذير*** من هول ماضمّت القبور
عاينت ما لم تعاينوه ***وانما يبتلـى الخبيــــــر
ان الذي حل بي جليل***جدا فقد أعـذر النذيـــر
فانما أنت في غرور *** فلا يغـرنــك الغـــرور
فان قدامــك المنايا *** والقبـر والبعث والنشور
إما إلى جنة وإمـــا *** إلـى جحيـم لهـا وسعير
= والقبور تنتظر أصحابها
والأرض قد ترحب بالميت وقد تلفظه - فان كان مؤمناً صادقاً
أسرعت الجنازة بصاحبها
حتى أنه يقال ان جنازة فلان من الناس كانت خفيفة الحمل على الأكتاف
وكانت تطير طيرانا
وقال سنيد بن داود : كنا بعبادان- فقدم علينا شاب من أهل الكوفة متعبداً
فمات بها من شدة الحر
فقلت : نبرد ثم نأخذ في جهازه –أي نجهزه للدفن
فنمت فرأيت كأني في المقابر فاذا بقبة جوهر تتلألأ حسناً
وأنا أنظر اليها اذا انفلقت فأشرقت فيها جارية ما رأيت مثل حسنها فأقبلت علي فقالت:
بالله لا تحبسه عنا إلى الظهر
قال : فانتبهت فزعاً وأخذت في جهازه
وحفرت له قبراً في الموضع الذي رأيت فيه القبة فدفنته فيها
( قصة عزاء عمر لأهل ميت )
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
القبر روضة من رياض الجنة – أو حفرة من حفر النار
ألا وانه ليتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول أنا بيت الظلمة
أنا بيت الوحشة – أنا بيت الدود )
انتهى المشهد
ألقاكم في الغد القريب .. هذا إن عشنا ليوم الغد .. لا تنسوني من الدعاء
اللهم هون علينا سكرات الموت
وثبتنا بالقول الثابت
ونور ووسع علينا قبورنا واجعلها روضة من رياض الجنة
اللهم هون علينا سؤال الملكين
واسترنا تحت الأرض يا أرحم الراحمين
وارحمنا يوم لقائك .. وحين الحشر ويوم الموقف وساعة الحساب وعند الصراط
وثقل موازيننا .. واجعل كتابنا في أيماننا يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين
وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد والحمد لله رب العالمين
سبحانك ربي ...
ألا تذكرون الموت كما تذكرون الأكل والشرب ؟!
ألا تحضرون لرحلة الموت التي لا بد منها إلى القبر كما تحضرون أنفسكم لأي رحلة برية
للاستجمام والاستمتاع ؟؟!
المشهد الثاني والعشرون من مشاهد الرحلة
( أول ليلة في القبر )
السلام عليكم أيها السادة الأحياء الميتون عما قريب وأهلا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر
الآن وصلنا الى المقابر.. واقتربت من مثواك الأخير
أنت الآن على شفا حفرة القبر وقد جهزه لك الأهل واحتفروه لك منذ الصباح
ونظفوه منذ الصباح استعدادا لهذه اللحظة –
وأزالوا منه بقايا عظام لأناس ماتوا قبلك وصارت عظامهم بالية
ها هو الملحد ينزع الغطاء عنك الذي غطوك به وأنت في النعش – وتحمل بين أيديهم ليلقوك في القبر
فيفك الأربطة ويوجه وجهك الى القبلة
ونذكرك اذا كنت من المؤمنين حمل الملائكة روحك حتى يصلوا بها الى السماء السابعة
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين
فيكتب كتابك في عليين – ثم يقول الله عز وجل :
أعيدوه الى الأرض .. فاني وعدتهم أني منها خلقتهم
وفيها أعيدهم - ومنها أخرجهم تارة أخرى.
قال عليه السلام : فيرد الى الأرض وتعاد روحه في جسده ثم قال : فانه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولـّوا عنه مدبرين )
الآن هيل عليك التراب وسُدّت المنافذ عليك وقد يقفون
بعد ذلك للحظات يقرؤون على روحك الفاتحة
ويستغفرون لك - وبعد ذلك سيغادرونك .
تذكر ليس كلهم يقفون بقربك – فهناك الكثيرون يقفون من بعيد ولا يرون ما يصنع بالميت لأنهم يخافون من منظرك ويرتعدون من رؤية القبر – ولا يحبون مثل هذه المشاهد
وقد يتلهون بأحاديث جانبية ليس لها علآقة بك
وقد يذكرونك بخير
وقد يعددون مناقبك ومحاسنك
وقد يستذكرون مواقفك السيئة
بكل الأحوال الجميع يتركون المقبرة ويبتعدون وينشغلون ويغادرك أهلك أصحابك ولم يتركوا لك سوى وقع نعالهم ولا تدري بعد أن يتركوك هل يذكرونك ؟
هل يزورونك ؟
هل يجفونك ؟؟
ويذكر أن الميت اذا وضع في قبره – وسُوي عليه التراب
لسان حالك في هذه الأثناء يتساءل ويقول :
كأني باخواني على حافة قبري **يهيلونه فوقي وأدمعهم تجري
عفا الله عني حين أترك ثاويا **أزار فلا أدري وأجفى فلا أدري
= ها قد هيل عليك التراب وسدت الثقوب كلها عليك من كل الجوانب -
وقرأ المشيعون الفاتحة على روحك ودعوا لك بالرحمة – ها هم يغادرونك – يقول المشيعون : انصرفوا آجركم الله –
ويقال .. يقول الميت ( اذا كان من أهل الشقاء ) :
يا ليتني مع من انصرف - فأعود معهم الى بيتي وأصلح عملي لعظم ما يعاين من هول المطلع –
= ويقال : ان أصحاب المرء ثلاثة : ماله وأهله وعمله - أما الصاحب الأول وهو ماله يصحبه معه في الدنيا ويتركه خلفه عندما يدفن في قبره
والثاني وهو أهله يصحبه في الدنيا ويوصله الى القبر ويتركه ويعود من دونه
والثالث وهو عمله يصحبه في الدنيا ويبقى معه في قبره –
= فماذا ترى – مَنْ مِنْ هؤلاء الأصحاب تحبه وتخلص له أكثر – الذي يصحبك في الدنيا ويتركك عند دفنك ؟
أم الذي يصحبك في الدنيا ويوصلك الى القبر فيدفنك ويعود ؟
أم الذي يصحبك في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة ؟
بالتأكيد ان أعز الأصحاب هو عملك
فلا مالك تصدق في صحبته لأنك تتركه خلفك
ولا أهلك يصدقون في صحبتك لأنهم يودعونك القبر وينصرفون عنك ولا يبقى واحد منهم معك مهما كان محبا لك
فقط هو عملك الذي يصدقك فيبقى معك في الدنيا ويرافقك ويجلس معك ولا يغادرك .
ألهى جهولا أمله يموت من جا أجله
ومن دنا من حتفه لم تغن عنه حيله
وكيف يبقى آخر من مات عنه أوله
والمرء لا يصحبه في القبر إلا عمله
= وجاء الليل بسكونه – يا سبحان الله – ليلة البارحة كنت تنام بحضن زوجتك
وتستدفيء بحنانها
واليوم أنت تحضن التراب أو التراب يحتضنك
تنام وحيدا في قبرك
البارحة كنت تنام على فراش وثير وصوت الموسيقى الهادئة – واليوم تنام على التراب والحصى وأصوات صراصيرالليل وأطيط هوام الأرض وهي تحوم حولك تستعد لوجبة دسمة
الهي رحمتك بالميت ما أوحش هذه الليلة وما أشد قسوتها –
= قيل انه لا يأتي على الميت في قبره أشد وأصعب من أول ليلة يبيت فيه
فمن تفقد ميته في أول ليلة بشيء من الصدقة
والا فليصل ركعتين وليهد ثوابهما لميته
يرفع الله عن ميته ما يجد من الغم والوحشة في تلك الليلةويكتب الله للمصلين عبادة ستين سنة بقيامها وصيامه
والله لو عاش الفتى من دهره ألفا من الأعوام مالك أمره
متلذذا فيه بكل هنية ومبلغا كل المنى من دهره
لا يعرف الالام فيها مرة كلا ولا جرت الهموم بفكره
ما كان ذاك يفيده من عظم ما يلقى بأول ليلة في قبره
= وتغيب شمس الدنيا ويجن الليل فتظهر حيوانات الليل– فالذئاب تعوي والكلاب تنبح والقطط تموء
وتنتشر صراصير الليل – والميت لا يقدر على الحراك
موسد في قبره ينتظر ما يلقاه تحت الأرض في حياة البرزخ الى أن تقوم الساعة للقاء ربه-
لا يبيت بالقرب منه إلا عمله
ان كان خير فخير وان كان شرا فلا يلومن إلا نفسه
وليس له في هذه الأوقات القاسية إلا رحمة الله تعالى
ولسان حاله يقول :
أنا في القبر رهين قد تبرأ الأهل مني
أسلموني لذنوبي حيث ان لم تعف عني
فارحم اليوم مشيبي وارحم اللهم سني
وارحم اللهم ضعفي لا تخيب اليوم ظني
= وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ويمثل له رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح
فيقول : أبشر بالذي يسوءك - هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : وأنت فبشرك الله بالشر من أنت ؟
فوجهك الوجه يجيء بالشر- فيقول أنا عملك الخبيث-
فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئا عن طاعة الله –
سريعا الى معصية الله – فجزاك الله شرا
ثم يقيض له أعمى أصم أبكم - في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا -
ثم يعيده الله كما كان – فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين – ثم يفتح له باب من النار – ويمهد له فراش من النار )
أما اذا كان من المؤمنين الصالحين فحاله نقيض ذلك تماما
= وعن عثمان بن عفان قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :
استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فانه الآن يسأل )
والتثبيت من الله تعالى لمن يشاء من عباده بالقول الثابت عند سؤال الملكين منكر ونكير له ..
فاللهم نسألك القول الثابت في القبور عند السؤال وعند الاجابة
انتهى المشهد
غداً ألقاكم .. بإذن الله .. هذا إن عشت ليوم الغد
لا تنسوني من الدعاء
والسلام عليكم