« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
الصورة الذهنية الكاذبة
إن ما يدفع الإنسان نحو الملذات واقتناء أنواع المتاع هو الصورة ( الذهنية ) المضخمة التي لا تطابق الواقع غالبا لتلك اللـذة .
والسر في ذلك كما يذكر القرآن الكريم هو تزيين الشيطان ما في الأرض للإنسان بحيث لايرى الأشياء كما هي ومن هنا أمرنا بالدعاء قائلين :
( اللهم أرنا الأشياء كما هي ).
ولطالما يصاب صاحبها بخيبة أمل شديدة عندما يصل إلى لذته فلا يجد فيها تلك الحلاوة الموهومة وبالتالي لا يجد ما يبرر شوقه السابق
كالأحلام الكاذبة التي يراها الشاب قبل زواجه .
ويكون ( تكرّر ) هذا الإحباط مدعاة ( للملل ) من الدنيا وما فيها وهذا هو السر في استحداث أهل الهوى وسائل غريبة للاستمتاع يصل إلى حد الجنون !
أما النفوس المطمئنة بحقيقة فناء اللذات وعدم مطابقة الواقعية منها لما تخيلها صاحبها بل وجود لذائد أخري ما وراء تجارب المعاناة والإحباط
لاكتشافهم الجديد الباقي لحس لا تقاس بلذائذ عالم الحس ففي غنى عن حتى في عالم اللذات إذ أن كل نعيم دون الجنة مملول .
حميد
عاشق العراق
17 - 3 - 2012
السبت 24 ربيع الثاني 1433هج
الخسارة الدائمةإن الإنسان يعيش حالة خسارة دائمة إذ أن كل نَفَس من أنفاسه ( قطعة ) من عمره فلو لم يتحول إلى شحنة طاعة لذهب ( سدىً ) بل أورث حسرة وندامة .
ولو عاش العبد حقيقة هذه الخسارة لانتابته حالة من الدهشة القاتلة فكيف يرضى العبد أن يهدر في كل آن ما به يمكن أن يكتسب الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟!.
وقد ورد في الحديث :
( خسر من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من الله عز وجل )
والملفت حقا في هذا المجال أن كل آن من آناء عمره حصيلة تفاعلات كبرى في عالم الأنفس والآفاق إذ أن هذا النظم المتقن في كل عوالم الوجود كقوانين السلامة في البدن و تعادل التجاذب في الكون هو الذي أفرز السلامة والعافية للعبد كي يعمل فما العذر بعد ذلك ؟!
وإيقاف الخسارة في أية مرحلة من العمر هوَ ربح في حد نفسه لا ينبغي تفويته فلا ينبغي ( التقاعس ) بدعوى فوات الأوان ومجمل القول :
أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما .
حميد
عاشق العراق
18 - 3 - 2012
الأحد 25 ربيع الثاني 1433هج
أدنى الحظوظ وأعلاها
لكل من القلب والعقل والبدن حظّه من العبادة نظرا لتفاعله الخاص به فللأول ( المشاعر ) وللثاني ( الإدراك ) وللثالث ( الحركة ) الخارجية .
وأدنى الحظوظ إنما هو للبدن لأنها أبعد الأقمار عن شمس الحقيقة الإنسانية .
وقد انعكس الأمر عند عامة الخلق فصرفوا جُلّ اهتمامهم في العبادة إلى حظ البدن فوصل بهم إلى حد الوسوسة المخرجة لهم عن روح العبادة التي أرادها المولى منهم مهملين بذلك أمر اللطيفة الربانية المودعة فيهم .
ومن هنا لا نجد لعباداتهم كثير أثر يذكر غير الإجراء وعدم لزوم القضاء .
ومن المعلوم أن هذا الأُنس الظاهري بالعبادة متأثر بطبيعة النفس التي تتعامل مع الحقائق من خلال مظاهرها المادية
وليست لها القدرة من دون مجاهدة على شهود الحقائق بواقعيتها ومن هنا عُلم منـزلة إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) الذي أراه الحق ملكوت السماوات والأرض .
حميد
عاشق العراق
19 - 3 - 2012
الاثنين 26 ربيع الثاني 1433هج
مخالفة النفس فيما تهوى
إن مخالفة النفس فيما تهوى وتكره لمن أهم أسس التزكية وخاصة عند ( إصرار ) النفس على رغبة جامحة في مأكل أو ملبس أو غير ذلك .
فان الوقوف أمام النفس ولو في بعض الحالات ضروري لتعويد النفس على التنازل عن هواها لحكم العقل ولإشعارها أن للعقل دوره الفعّال في إدارة شؤون النفس بتنصيب من المولى الذي جعل العقل رسولاً باطنياً .
وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال :
( إذا صعبت عليك نفسك فاصعب لها تذلّ لك )
ومن الملحوظ إحساس العبد ( بهالة ) من السمو والعزة عند مخالفة شهوة من الشهوات وهذه الحالة جائزة معجلة في الدنيا قبل الآخرة إذ يجد حلاوة الإيمان في قلبه .
هذه الحلاوة تجبر حرمان النفس من الشهوة العاجلة بل يصل الأمر إلى أن يعيش الإنسان حالة التلذذ في ترك اللذائذ لما فيها من السمو والتعالي عن مقتضيات الطبع
بل يصل الأمر عند الكمّلين إلى مرحلة يتلذذون فيها ( برضا ) الحق عنهم حين تلذذهم بالمباحات أكثر من تلذذهم ( باللذة ) نفسها .
فمثلا يرون أن لذة رضا المولى على عبده بالزواج ألذ لديهم من عملية المعاشرة نفسها
وهذا معنىً لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم .
حميد
عاشق العراق
21- 3 - 2012
الأربعاء 28 ربيع الثاني 1433هج
التجلي في الآفاق والأنفس
لقد تجلّى الحق في عالم ( الآفاق ) فأوجد هذا النظام المتقن الذي أذهل أرباب العقول على مر العصور .
فكيف إذا أراد الحق أن يتجلى لعبده في عالم ( الأنفس ) فيمن أراد سياسته وتقويمه ؟!
ولئن كانت العجائب لا تعد في عالم الآفاق فان العجائب لا تدرك في عالم الأنفس !!
ولا عجب في ذلك فإن المبدع في عالم الآفاق هو بنفسه المبدع في عالم الأنفس بل اكثر تجليـّا فيها لأنها ( عرش ) تجليه الأعظم .
فالمهم في العبد أن يعّرض نفسه لهذه النفحات حتى يصل إلى مرحلة :
( عبدي أطعني تكن مَثَلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون ).
حميد
عاشق العراق
21- 3 - 2012
الأربعاء 28 ربيع الثاني 1433هج
المال آلة اللذائذ
إن المال آلة لكسب اللذائذ فالذي لا تأسره لذائذ المادة لا يجد في نفسه مبررا للحرص والولع في جمعه كما هو الغالب على أهل اللذائذ لأن لذائذهم لا تشترى إلا بالمال كلذة البطن والفرج وهو المتعالي عن تلك اللذائذ .
وبهذا ( التعالي ) النفسي يكون قد خرج من أسر عظيم وقع فيه أهل الدنيا .
وأما الذي ( ترقّى ) عن عالم اللذائذ الحسية فإن له شغلا ً شاغلا ً عن جمع المال بل عن الالتفات إليه إذ أن من لا تغريه اللذة لا تغريه مادتها أي ( المال ) .
وهذه هي المرحلة التي لا يجد فيها العبد كثير معاناة في دفع شهوة المال عن نفسه إذ اللذائذ أسيرة له لا هو أسير لهـا .
حميد
عاشق العراق
22- 3 - 2012
الخميس 29 ربيع الثاني 1433هج
اللقاء في الأسحار
إن القيام في الأسحار بمثابة لقاء المولى مع خواص عبيده ولهذا لا ( تتسنى ) هذه الدعوة إلا لمن نظر إليه المولى بعين ( اللطف ) والرضا وهي الساعة التي يكاد يطبق فيها نوم الغفلة حتى البهائم .
ومن المعلوم أن نفس قيام الليل مع قطع النظر عن حالة الإقبال مكسب عظيم لما فيه من الخروج على سلطان النوم القاهر فكيف إذا اقترن ذلك بحالة الالتجاء والتضرّع ؟!
ومن هنا جعل المولى جل ذكره ( ابتعاث ) النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) المقام المحمود مرتبطا بتهجده في الأسحار رغم حيازته للملكات العظيمة الأخرى .
ويمكن القول باطمئنان أن قيام الليل هو القاسم المشترك بين جميع الأولياء والصلحاء الذين يشتد شوقهم إلى الليل ترقّباً للذائذ الأسحار .
( الوُصولُ إلى اللهِ سفرٌ لا يُدركُ إلاّ بامْتطاءِ اللَّيْل ِ)
حميد
عاشق العراق
23 - 3 - 2012
الجمعة 1 جمادى الأولى 1433هج
التشويش الباطني
إن من الضروري لمن يريد الثبات في السير إلى الله تعالى أن يستبعد عن طريقه كل موجبات القلق والاضطراب
فإن التشويش الباطني بمثابة تحريك العصا في الماء العكرالذي يُخرجه عن صفة المرآتية للصور الجميلة والحالة تلك .
وإن استبعاد موجبات القلق يكون :
بدفعها وعدم التعرض لها ( كعدم ) الاستدانة مع العجز عن السداد .
ويكون برفعها وإزالة الموجب لهـا( كأداء ) الدين مع القدرة على أدائها .
ويكون بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز التام عن الدفع والرفع ( كالعاجز ) عن السداد بعد الاستدانة .
وتفويض الأمر في كل المراحل خصوصا الأخيرة إلى مسبِّب الأسباب من غير سبب .
حميد
عاشق العراق
24 - 3 - 2012
سرقة الجوهرة
إن إيمان العبد بمثابة الجوهرة القيّمة في يده وكلما ازدادت ( قيمتها ) كلما ازداد حرص الشياطين في( سلب ) تلك الجوهرة من يد صاحبها .
ولهذا تزداد وحشة أهل اليقين عند ارتفاعهم في الإيمان درجة لوقوعهم في معرض هذا الخطر العظيم من جهة من اعتاد سرقة الجواهر من العباد .
ومن المعلوم أن هذا الشعور بالخوف لا يترك مجالا لعروض حالات العجب والرياء والتفاخر وغير ذلك لوجود الصارف الأقوى عن تلك المشاعر الباطلة .
حميد
عاشق العراق
25 - 3 - 2012
الأحد 3 جمادى الأولى 1433هج
الإلتفات للمسبِّبِ لا للسَبَبِ
إن من الضروري في السعي وراء الأسباب عند الاسترزاق أو الاستشفاء أو غير ذلك الالتفات المستمر ( لمسبِّبية ) الحق للأسباب ،
إذ أن الساعي في تلك الحالة وخاصة عند الاضطراب أو الغفلة قد يكون بعيدا عن مثل هذه الالتفاتة المقدسة .
ومن الواضح أن مثل هذا الالتفات مستلزم ( لعناية ) الحق في تحقيق المسبَّب الذي يريده الساعي جريا وراء الأسباب .
إضافة إلى خروجه من صفة الغفلة التي تكاد تطبق الجميع في مثل هذه الحالات وبذلك يجمع بين ( قضاء ) الحاجة و( الارتباط ) بمسبب الأسباب في آن واحد .
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2012
الثلاثاء 5 جمادى الأولى 1433هج
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |