قديم 11-06-2025, 05:16 PM
المشاركة 391
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
كم أوجعَ التجاهلُ قلبًا لم يُقصّر،
وكم أطفأَ من وهجِ شعورٍ كان بالأمسِ يُنير.
يأتي صامتًا، كريحٍ باردةٍ في ليلٍ طويل،
يقتلُ ببطءٍ، ويُخفي في الصمتِ آلافَ التآويل.

ليس كلُّ من تجاهلَ متكبّر،
ولا كلُّ من سكتَ كان في الرضى مُستبشر.
فبعضُ التجاهلِ حكمَةُ العارفين،
وسترُ النفسِ عن لغوِ المُتكلّفين.

هو غربالُ القلوبِ حين تمتحنُها المسافات،
وبه يُعرَفُ من يبقى على العهد، ومن تُسقطه اللحظات.
فلا تأسَ على من غابَ بوجهٍ بارِد،
فلعلَّ اللهَ يصونُك عن ودٍّ جامد،
وعن حوارٍ لا يُثمرُ إلا الوجع،
ويُبقيكَ في سكينةِ من عَلِمَ أن التجاهلَ أحيانًا فَنٌّ من النضج، لا مَخرج.

قديم 11-06-2025, 05:18 PM
المشاركة 392
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
التجاهلُ لحنٌ خافتٌ يعزفه الغياب،
وصمتٌ يتدثّرُ بالكبرياء، ويُخفي في جوفه ألفَ عتاب.
يأتيك لا صاخبًا ولا مُعلَنًا،
بل كنسمةٍ تمرّ على جرحٍ لم يندمل، فتوقظه من سباته.

هو فنٌّ من فنونِ الانسحاب،
يُمارسه العقلُ حين يَخذلُه الحنين،
ويمارسه القلبُ حين يَفيضُ صبرًا ولا يجدُ المستحقّ.

في التجاهلِ نضجُ من أدرك أن الردَّ لا يُحيي ميتَ الإحساس،
وأنّ الكرامةَ حين تُهدَر، لا يجبرُها العناقُ ولا التماس.
فدعِ الغافلين في صمتِهم يتيهون،
ودَعِ الأيامَ تكشفُ من في الوصلِ يَصدق، ومن في الودّ يَهون.
فأجملُ الردودِ أحيانًا، أن تلوذَ بالصمت،
وتتركَ للتجاهلِ مهمةَ البيان.

قديم 11-06-2025, 05:24 PM
المشاركة 393
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
في أوجِ الحنينِ تتلقفك رماحُ الظنون، لِتَهوي بك في قعرِ الحيرة، وفي قلبك لظى الشوقِ يحرقُ فيك أخضر الصبر.
ذلك الصبرُ الذي انطفأَ وهجُه، وما عادَ له وجودٌ بعدما أرهقَه طولُ الصدود.

قديم 11-06-2025, 05:25 PM
المشاركة 394
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
في الحنينِ مرارةُ السُّكر، يَسقي القلبَ ألذَّ العذاب،
وفي الظنونِ رماحٌ تُصيبُ المخلصَ لأنه أحبَّ بصدقٍ لا يُجاب.
ما أقسى أن يُضحي الشوقُ جمرةً في فؤادٍ صامت،
وأن يُصبح الصبرُ رمادًا بعدما كان أخضر نابت.
لكنّ في انطفاءِ الوهجِ ضوءُ البصيرة،
وفي احتراقِ الصبرِ ميلادُ الفَهمِ لمن اعتبرَ المسيرة.
فليس الحنينُ ضعفًا، بل أثرُ إنسانٍ مرَّ من القلبِ وتركَ فيه وطنًا صغيرًا،
وليس الصبرُ غيابَ الشعور، بل سموُّ روحٍ تُدركُ أن كلَّ انتظارٍ مكتوبٌ بقدرٍ حكيمٍ لا يُؤخَّرُ ولا يُقدَّم

قديم 11-06-2025, 05:59 PM
المشاركة 395
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
حياك الله أديبنا وشاعرنا المهاجر
قصائدك النثرية اليوم- كالمعتاد - أكثر من رائعة
ولأنها تستحق الاهتمام؛ عدلت نحو خمس كلمات
لعلك تعثر عليها أو يتسع الوقت لأدلك عليها

تحياتي وتقديري للكتابة بالياقوت والمرجان

مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/
قديم 11-06-2025, 06:18 PM
المشاركة 396
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
ولي شرف وجودكم هنا، معلمتي الكريمة. أما تلك الأخطاء، فستنـهك جياد حرصك لكثرتها، ولكثرتها يصعب عليّ الوقوف عليها. ليتني أبلغ من البلاغة منتهاها، ولكنها محاولات مبتدئ، وتواضع الحرف لضعف كاتبه. فالعذر يروى من نبع الاعتراف لا من مورد العتب.
دمتِ لهذا الصرح منارة فائدة ومشعل هداية ورفعة علم وغاية.

قديم 11-07-2025, 05:51 AM
المشاركة 397
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
خمس مفردات في خمس مداخلات إبداعية مبهرة
لا تندرج تحت عنوان الكثرة، فقد يكون بعضها سهوًا
بسبب الانشغال بالفكرة، أو الانفعال بها، وكلنا نسهو

أما الكلمات فهي كالتالي:
م/ 391
آلافُ التأويل... الصحيح: التآويل/ جمع؛ مؤكد هو خطأ كيبوردي
392
الالتماس: هو طلب الشيء، .. ربما المقصود هنا هو: اللمس أو التَّماسّ
كأقرب معطوف في سياق مفردة العناق.. والله أعلم.
393
خضراء الصبر .. الصحيح أخضر الصبر، لأن المقصود باللون مذكر
394
-وأن يصبح الصبر رمادًا، بعدما كان خضراء نابت .. الصحيح أخضر كالسابق

-كل انتظار مكتوب بقدر حكيم لا يؤخَّر ولا يُسارع.. الصواب اشتقاقًا: ولا يُسرَّع
البطء عكسه السرعة .. والتأخير عكسه التقديم

فالصيغة الصحيحة المعتادة: لا يؤخَّر ولا يُقدَّم
حيث التضاد، وصيغة البناء على ما لم يُسمَّ فاعله
ولا نقول المبني للمجهول، لأن الله سبحانه هو الفاعل: المؤخِّرُ والمُقدِّم
هكذا كان يقول أسلافُنا تأدبًا مع جلال الله وعظمته.

وتقبل تحياتي

مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.