قديم 04-06-2012, 06:17 AM
المشاركة 361
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... إنِّي مَلِيطُ الرِّفْدِ مِنْ عُوَيْمِر ....

المليط : السِّقْطُ من أولاد الإبل قبل أن يُشْعِر ، والرفد :
العطاء ، يريد إني ساقطُ الحظِّ من عطائه .
يضرب لمن يختص بإنسان ويقل حظه من إحسانه .

قديم 04-06-2012, 11:12 PM
المشاركة 362
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... إنْ حَالَتِ القَوْسُ فَسَهْمِي صائِبٌ ....

يقال : حالت القوسُ تَحُول حُؤُولاً ، إذا زَالَتْ عن
استقامتها ، وسهم صائب : يصيب الغرض .
يضرب لمن زالت نعمته ولم تزل مروءته .

قديم 04-06-2012, 11:15 PM
المشاركة 363
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... أيَّ سَوَادٍ بِخِدَامٍ تَدْرِي ....

السَّواد : الشخص ، والخِدام : جمع خَدَمة وهي
الخلخال ، وادّرى ودَرَى إذا خَتَل .
يضربه مَنْ لا يعتقد أنه يخدع ويختل .

قديم 04-06-2012, 11:17 PM
المشاركة 364
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... إنَّهُ لا يُخْنَقُ عَلَى جِرَّتِهِ ....

يضرب لمن لا يُمْنَع من الكلام فهو يقول ما يشاء .

قديم 04-07-2012, 08:25 PM
المشاركة 365
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... إنَّهُ لَفِي حُورٍ وفي بُورٍ ....

الحُور : النقصان ، والبَوْرُ : الهلاك بفتح الباء ، وكذلك
البَوَار، والبُور بالضم : الرجلُ الفاسد الهالك ، ومنه قول
ابن الزِّبَعْرَى " إذ أنا بُورٌ " يقال : رجل بُور ، وامرأة
بُور ، وقومٌ بُور ، وإنما ضم الباء في المثل لازدواج
الحور .
يضرب لمن طلب حاجة فلم يصنع فيها شيئاً .

قديم 04-08-2012, 03:16 AM
المشاركة 366
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... إنَّ غَدَاً لِنَاظِرِهِ قَرِيْبُ ....

أي لمنتظره ، يقال : نَظَرْتُهُ أي انتظرته .
وأول من قال ذلك قُرَادُ بنُ أَجْدَعَ ، وذلك أن النعمان بن
المنذر خرج يتصيد على فرسه اليَحْمُوم ، فأجراه على أثَر
عَيْر ، فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه ،
وانفرد عن أصحابه ، وأخذته السماء ، فطلب مَلْجأً يلجأ
إليه ، فدُفِع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء ، يقال له
حَنْظَلَةُ ومعه امرأة له ، فقال لهما : هل من مَأوىً ؟
فقال حنظلة : نعم ، فخرج إليه فأنزله ، ولم يكن للطائيِّ
غير شاة ، وهو لا يعرف النعمان ، فقال لامرأته : أرى
رجلاً ذا هيئة وما أخْلَقَه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة ؟
قالت : عندي شيء من طَحين كنت ادّخرته فاذبحِ الشاةَ
لأتخذَ من الطحين مَلَّة ، قال : فأخرجت المرأة الدقيق
فخبزت منه مَلَّة ، وقام الطائيّ إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها
فاتخذ من لحمها مَرَقة مَضِيرة ، وأطعمه من لحمها ، وسقاه
من لبنها ، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يُحَدثه بقيّةَ ليلته ،
فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ، ثم قال : يا أخا
طيئ اطلب ثَوَابك ، أنا الملك النعمان ، قال : أفعل إن شاء
الله ، ثم لحق الخيل فمضى نحو الحِيرة ، ومكث الطائي بعد
ذلك زماناً حتى أصابته نَكْبَةٌ وجَهْد وساءت حاله ، فقالت له
امرأته : لو أتيتَ الملك لأحسن إليك ، فأقبلَ حتى انتهى إلى
الحِيرَة فوافق يومَ بؤس النعمان ، فإذا هو واقف في خَيْله في
السلاح ، فلما نظر إليه النعمان عرفه ، وساءه مكانه ، فوقف
الطائيّ بين يدي النعمان ، فقال له : أنتَ الطائيّ المنزولُ
به ؟ قال : نعم ، قال : أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم ؟ قال :
أبَيْتَ اللعن ! وما كان علمي بهذا اليوم ؟ قال : والله لو سَنَحَ
لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّاً من قتله ، فاطلبْ
حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول ، قال : أبَيْتَ
اللعن ! وما أصنع بالدنيا بعد نفسي ؟ قال النعمان : إنه لا
سبيل إليها ، قال : فإن كان لا بدّ فأجِّلْني حتى أُلِّمَ بأهلي
فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ، ثم أنصرف إليك ، قال النعمان :
فأقِمْ لي كَفيلاً بموافاتك ، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو
بن قيس من بني شيبان ، وكان يكنى أبا الحَوْفَزَان ، وكان
صاحب الردافة ، وهو واقف بجنب النعمان ، فقال له :

يا شريكاً يا ابنَ عمرٍو = هل مِنَ الموتِ مَحَاله
يا أخا كلّ مُضَافٍ = يا أخا مَنْ لا أخا له
يا أخا النعمان فُكَّ الـ = ـيومَ ضيفاً قد أتى له
طالما عالج كربَ الـ = ـموتِ لا ينعمُ باله


فأبى شريك أن يتكفل به ، فوثب إليه رجل من كلب يقال
له قُرَاد ابن أجْدعَ فقال للنعمان : أبيت الَّلعن ! هو عليَّ ،
قال النعمان : أفعلت ؟ قال : نعم ، فضمّنه إياه ثم أمر
للطائيّ بخمسمائة ناقة ، فمضى الطائيّ إلى أهله ، وجَعَلَ
الأجلَ حولاً من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل ،
فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم قال النعمان
لقُرَاد : ما أراك إلا هالكاً غَداً ، فقال قُرَاد :

فإنْ يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلّى
فإنَّ غَـداً لنــاظِرِهِ قَرِيْبُ

فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورَجْله متسلحاً كما
كان يفعل حتى أتى الغَرِيّيْنِ فوقف بينهما ، وأخرج معه
قُرَاداً ، وأمر بقتله ، فقال له وزراؤه : ليس لك أن تقتله
حتى يستوفيَ يومه ، فتركه ، وكان النعمان يشتهي أن
يقتل قُراداً ليُفْلِتَ الطائيّ من القتل ، فلما كادت الشمس
تَجِبُّ وقُرَاد قائمٌ مُجَرَّدٌ في إزارٍ على النِّطَع والسَّيافُ إلى
جنبه ، أقبلت امرأته وهي تقول :

أَيا عَيْنُ بكّي لي قُرادَ بن أجْدَعَا
رَهيناً لقَتْلٍ لا رهينـاً مُوَدّعـا

أَتَتهُ المَنـايا بَغْتَةً دونَ قـومهِ
فَأَمسى أَسيراً حاضرَ البَيْتِ أضْرَعَا

فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد ، وقد أمر
النعمان بقتل قراد ، فقيل له : ليس لك أن تقتله حتى
يأتيك الشخص فتعلم من هو ، فكفَّ حتى انتهى إليهم
الرجلُ فإذا هو الطائيّ ، فلما نظر إليه النعمان شَقَّ عليه
مجيئه فقال له : ما حملك على الرجوع بعدَ إفلاتك من
القتل ؟ قال : الوفاء ، قال: وما دَعَاك إلى الوفاء ؟ قال :
دِيني ، قال النعمان : وما دينك ؟ قال النصرانية ، قال
النعمان : فاعْرِضْهَا عليّ ، فعرضها عليه ، فتنصّر
النعمانُ وأهل الحِيْرَة أجمعون ، وكان قبل ذلك على دين
العرب ، فترك القتلَ منذ ذلك اليوم ، وأبطل تلك السُّنَّة وأمر
بهدم الغَرِيّيْن ، وعفا عن قُراد والطائيّ ، وقال : والله ما
أدري أيهما أوفى وأكرم ، أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم
هذا الذي ضمنه ؟ والله لا أكون ألأمَ الثلاثة ،
فأنشد الطائيّ يقول :

ما كُنْتُ أُخْلِفُ ظنَّه بعدَ الذي
أسْدَى إليَّ منَ الفَعَالِ الخالي

ولقدْ دَعَتْنِي للخِلافِ ضَلَالتي
فأبَيْتُ غيرَ تَمجُّدِي وفعالي

إنِّي امرؤٌ منِّي الوفاءُ سَجِيَّة
وجزاءُ كلّ مكارمٍ بَذّالِ

وقال أيضاً يمدح قُرَاداً :

ألا إنَّما يَسمو إلى المجدِ والعلا
مخاريقُ أمثال القُرادِ بْنِ أَجْدَعا

مخاريقُ أمثال القراد وأهلـه
فإنَّهمُ الأخيارُ من رَهْطِ تبّـعا

قديم 04-08-2012, 06:21 AM
المشاركة 367
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... إنَّ أَخَاكَ مَنْ آسَاكَ ....

يقال : آسيت فلاناً بمالي أو غيره ؛ إذا جعلته أُسْوَةً
لك ، ووَاسَيْتُ لغة فيه ضعيفة بَنَوْهَا على يُوَاسي ،
ومعنى المثل إن أخاك حقيقةً مَنْ قدمك وآثرَكَ على
نفسه .
يضرب في الحثّ على مراعاة الإخوان .
وأول من قال ذلك خُزَيم بن نَوْفل الهَمْداني ، وذلك أن النعمان
بن ثَوَاب العبديّ ثم الشنيّ كان له بنون ثلاثة : سعد ، وسعيد
وساعدة ، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة ، وكان يوصي بنيه
ويحملهم على أدَبِه ، أما ابنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من
شياطين العرب لا يُقَام لسبيله ولم تَفُتْه طَلِبَتَهُ قطّ ، ولم يفرَّ
عن قِرْن .
وأما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسؤدده ، وأما ساعدة فكان
صاحب شراب ونَدَامى وإخوان ، فلما رأى الشيخ حالَ بنيه دعا
سعداً وكان صاحب حرب فقال : يا بُنَيّ إن الصارم يَنْبو ،
والجواد يَكْبُو ، والأثر يعفو ، فإذا شهدت حرباً فرأيت نارها
تستعر ، وبطلها يخطر ، وبحرها يزخر ، وضعيفها ينصر ،
وجبانها يجسر ، فَأقْلِلِ المكث والانتظار ، فإن الفرار غير عار ،
إذا لم تكن طالبَ ثار ، فإنما ينصرون هم ، وإياك أن تكون صَيْدَ
رماحها ، ونطيح نطاحها .
وقال لابنه سعيد وكان جواداً : يا بني لا يبخل الجواد ، فابذل
الطارف والتِّلاد ، وأقلل التَّلاح ، تُذْكَرُ عند السماح ، وابْلُ
إخوانك فإن وَفِيَّهم قليل ، واصنع المعروف عند محتمله .
وقال لابنه ساعدة : وكان صاحب شراب : يا بني إن كثرة
الشراب تفسد القلب ، وتقلل الكسب ، وتجدّ اللعب ، فأبصر
نَديمك ، واحْمِ حريمك ، وأعِنْ غريمك ، واعلم أن الظمأ
القامح ، خير من الرأي الفاضح ، وعليك بالقَصْد فإن فيه بلاغاً .
ثم أن أباهم النعمان ابن ثَوَاب توفي ، فقال ابنه سعيد وكان
جواداً سيداً : لآخذن بوصية أبي ولأبلُوَنَّ إخواني وثقاتي في
نفسي ، فعمد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خِبائه ، وغَشَّاه
ثوباً ، ثم دعا بعض ثقاته فقال : يا فلان إن أخاك مَنْ وفَى لك
بعهده ، وحاطك بِرِفده ، ونصرك بوده ، قال : صدقت فهل حدث
أمر ؟ قال : نعم ، إني قتلت فلاناً ، وهو الذي تراه في ناحية
الخِباء ، ولا بد من التعاون عليه حتى يُوَارَى ، فما عندك ؟ قال :
يا لَهَا سَوْأَة وقعتَ فيها ، قال : فإنِّي أريد أن تعينني عليه حتى
أغيبه ، قال : لست لك في هذا بصاحب ، فتركه وخرج ، فبعث
إلى آخر من ثقاته فأخبره بذلك وسأله مَعُونَتَه ، فرد عليه مثل
ذلك ، حتى بعث إلى عَدَد منهم ، كلهم يردّ عليه مثل جواب
الأول ، ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خُزَيم بن نَوْفل ،
فلما أتاه قال له : يا خُزَيم ما لي عندك ؟ قال : ما يسرّك ، وما
ذاك ؟ قال : إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه مُسَجَّى ، قال : أَيْسَرُ
خَطْبٍ ، فتريد ماذا ؟ قال : أريد أن تعينني حتى أغيبه ، قال :
هان ما فَزِعْتَ فيه إلى أخيك ، وغلامٌ لسعيد قائم معهما ، فقال له
خزيم : هل أُطلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا ؟ قال :
لا ، قال : انظر ما تقول ، قال : ما قلت إلا حقاً ، فأهْوَى خزيم
إلى غلامه فضربه بالسيف فقتله ، وقال : ليس عبدٌ بأخٍ لك ،
فأرسلها مثلاً ، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه ، فقال : ويحك ! ما
صنعت ؟ وجعل يلومه ، فقال خزيم : إن أخاك من آساك ، فأرسلها
مثلاً ، قال سعيد : فإني أردْتُ تجربتك ، ثم كشف له عن الكَبْش ،
وخبره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردّوا عليه ، فقال خزيم : سَبَقَ
السَّيفُ العَذَلَ ، فذهبت مثلاً .

قديم 04-09-2012, 01:16 PM
المشاركة 368
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
.... إنَّ أَخَاكَ مَنْ آسَاكَ ....

يقال : آسيت فلاناً بمالي أو غيره ؛ إذا جعلته أُسْوَةً
لك ، ووَاسَيْتُ لغة فيه ضعيفة بَنَوْهَا على يُوَاسي ،
ومعنى المثل إن أخاك حقيقةً مَنْ قدمك وآثرَكَ على
نفسه .
يضرب في الحثّ على مراعاة الإخوان .
وأول من قال ذلك خُزَيم بن نَوْفل الهَمْداني ، وذلك أن النعمان
بن ثَوَاب العبديّ ثم الشنيّ كان له بنون ثلاثة : سعد ، وسعيد
وساعدة ، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة ، وكان يوصي بنيه
ويحملهم على أدَبِه ، أما ابنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من
شياطين العرب لا يُقَام لسبيله ولم تَفُتْه طَلِبَتَهُ قطّ ، ولم يفرَّ
عن قِرْن .
وأما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسؤدده ، وأما ساعدة فكان
صاحب شراب ونَدَامى وإخوان ، فلما رأى الشيخ حالَ بنيه دعا
سعداً وكان صاحب حرب فقال : يا بُنَيّ إن الصارم يَنْبو ،
والجواد يَكْبُو ، والأثر يعفو ، فإذا شهدت حرباً فرأيت نارها
تستعر ، وبطلها يخطر ، وبحرها يزخر ، وضعيفها ينصر ،
وجبانها يجسر ، فَأقْلِلِ المكث والانتظار ، فإن الفرار غير عار ،
إذا لم تكن طالبَ ثار ، فإنما ينصرون هم ، وإياك أن تكون صَيْدَ
رماحها ، ونطيح نطاحها .
وقال لابنه سعيد وكان جواداً : يا بني لا يبخل الجواد ، فابذل
الطارف والتِّلاد ، وأقلل التَّلاح ، تُذْكَرُ عند السماح ، وابْلُ
إخوانك فإن وَفِيَّهم قليل ، واصنع المعروف عند محتمله .
وقال لابنه ساعدة : وكان صاحب شراب : يا بني إن كثرة
الشراب تفسد القلب ، وتقلل الكسب ، وتجدّ اللعب ، فأبصر
نَديمك ، واحْمِ حريمك ، وأعِنْ غريمك ، واعلم أن الظمأ
القامح ، خير من الرأي الفاضح ، وعليك بالقَصْد فإن فيه بلاغاً .
ثم أن أباهم النعمان ابن ثَوَاب توفي ، فقال ابنه سعيد وكان
جواداً سيداً : لآخذن بوصية أبي ولأبلُوَنَّ إخواني وثقاتي في
نفسي ، فعمد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خِبائه ، وغَشَّاه
ثوباً ، ثم دعا بعض ثقاته فقال : يا فلان إن أخاك مَنْ وفَى لك
بعهده ، وحاطك بِرِفده ، ونصرك بوده ، قال : صدقت فهل حدث
أمر ؟ قال : نعم ، إني قتلت فلاناً ، وهو الذي تراه في ناحية
الخِباء ، ولا بد من التعاون عليه حتى يُوَارَى ، فما عندك ؟ قال :
يا لَهَا سَوْأَة وقعتَ فيها ، قال : فإنِّي أريد أن تعينني عليه حتى
أغيبه ، قال : لست لك في هذا بصاحب ، فتركه وخرج ، فبعث
إلى آخر من ثقاته فأخبره بذلك وسأله مَعُونَتَه ، فرد عليه مثل
ذلك ، حتى بعث إلى عَدَد منهم ، كلهم يردّ عليه مثل جواب
الأول ، ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خُزَيم بن نَوْفل ،
فلما أتاه قال له : يا خُزَيم ما لي عندك ؟ قال : ما يسرّك ، وما
ذاك ؟ قال : إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه مُسَجَّى ، قال : أَيْسَرُ
خَطْبٍ ، فتريد ماذا ؟ قال : أريد أن تعينني حتى أغيبه ، قال :
هان ما فَزِعْتَ فيه إلى أخيك ، وغلامٌ لسعيد قائم معهما ، فقال له
خزيم : هل أُطلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا ؟ قال :
لا ، قال : انظر ما تقول ، قال : ما قلت إلا حقاً ، فأهْوَى خزيم
إلى غلامه فضربه بالسيف فقتله ، وقال : ليس عبدٌ بأخٍ لك ،
فأرسلها مثلاً ، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه ، فقال : ويحك ! ما
صنعت ؟ وجعل يلومه ، فقال خزيم : إن أخاك من آساك ، فأرسلها
مثلاً ، قال سعيد : فإني أردْتُ تجربتك ، ثم كشف له عن الكَبْش ،
وخبره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردّوا عليه ، فقال خزيم : سَبَقَ السَّيفُ العَذَلَ ، فذهبت مثلاً .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذنا ,وشاعرنا القدير عبد السلام بركات زريق موضوعك اللغوي الجميل ، وعلمك الغزير ، ومرورك الكريم، ونشاطك الرائع ، وجهدك الشامخ ، ونحن نتابع بشغف ما يخطه يراعك العذب من درر.
بارك الله فيك وفي يراعك.

قديم 04-10-2012, 06:09 AM
المشاركة 369
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
السلام عليك
الأستاذ الفاضل ماجد جابر
بوركت يا صديقي ، يسرني وجودك
وتشجيعك الدائم

قديم 04-10-2012, 06:14 AM
المشاركة 370
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي
.... ألَا مَنْ يَشْتَرِي سَهَرَاً بِنَوْمٍ ....

قالوا : إن أول مَنْ قال ذلك ذو رُعَيْن الحِمْيَري ، وذلك
أن حِمْيَر تفرقت على ملكها حَسَّان ، وخالفت أمره لسوء
سيرته فيهم ، ومالوا إلى أخيه عمرو ، وحملوه على قَتْل
أخيه حَسَّان ، وأشاروا عليه بذلك ، ورغَّبُوه في المُلْك ،
وَوَعَدوه حسن الطاعة والمؤازرة . فنهاه ذو رُعَيْن من بين
حمير عن قتل أخيه ، وعلم أنه إن قتل أخاه ندم ونَفَر
عنه النوم وانتقض عليه أموره ، وأنه سيعاقِبُ الذي أشار
عليه بذلك ، ويعرف غشهم له ، فلما رأى ذو رُعَيْن أنه
لا يقبل ذلك منه وخشي العواقب ، قال هذين البيتين
وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو ، وقال :
هذه وديعة لي عندك إلى أطلبها منك ، فأخذها عمرو
فَدَفَعها إلى خازنه وأمَرَه برفعها إلى الخزانة والاحتفاظ بها
إلى أن يَسْأل عنها ، فلما قَتَل أخاه وجلس مكانه في الملك
مُنِعَ منه النومُ ، وسُلِّطَ عليه السهر ، فلما اشتدَّ ذلك عليه
لم يَدَعْ باليمن طبيباً ولا كاهناً ولا منجماً ولا عرَّافاً ولا عائفاً
إلا جمعهم ، ثم أخبرهم بقصته ، وشكا إليهم ما به ، فقالوا
له : ما قَتَل رجل أخاه أو ذا رَحِمٍ منه على نحو ما قتلت
أخاك إلا أصابه السهر ومنع منه النوم ، فلما قالوا له ذلك
أقبل على مَنْ كل أشار عليه بقتل أخيه وساعده عليه من
أَقْيَالِ حِمْيَر فقتلهم حتى أفناهم ، فلما وصل إلى ذي رُعَين
قال له : أيها الملك أن لي عندك بَرَاءةً ممّا تريد أن تصنع
بي ، قال : وما براءتك وأمانك ؟ قال : مُرْ خازنك أن يخرج
الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا ، فأمر خازنه
فأخرجها فنظر إلى خاتمه عليها ثم فَضَّها فإذا فيها :

ألَا مَنْ يَشْتَري سَهَرَاً بِنَوْمٍ
سَعِيدٌ مَنْ يَبِيْتُ قَريرَ عَيْنِ

فإما حِمْيَرٌ غَدَرتْ وخَانتْ
فَمَعْذِرَةُ الإلهِ لِـذِي رُعَيْنِ

ثم قال له : أيها الملك قد نَهَيتك عن قتل أخيك ، وعلمتُ
أنك إن فعلت ذلك أصابك الذي قد أصابك ، فكتبت هذين
البيتين بَرَاءة لي عندك مما علمت أنك تصنع بمن أشار عليك
بقتل أخيك ، فقبل ذلك منه ، وعفا عنه ، وأحسن جائزته .
يضرب لمن غمط النعمة وكره العافية .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 0 والزوار 38)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مَجْمعُ الأمثال
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأمثال العربية - 2 - عبدالله علي باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-28-2015 11:36 PM
الأمثال العربية عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 10-28-2015 11:20 PM
نكتة الأمثال ونفثة السحر الحلال - أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-19-2014 03:50 PM
الدرة الفاخرة في الأمثال السَّائرة لحمزة بن الحسَن الأصبهان - تحقيق: عبد المجيد قطامش د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-02-2014 10:25 PM
الأمثال والحكم - محمد بن أبي بكر الرازي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 05-12-2014 10:58 PM

الساعة الآن 02:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.