« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
1 )
فتاه في ريعان شبابها و نقاء الورد والزهر اليانع سماتها بريئة براءة الطفل الصغير مقبلة على الحياة إقبال التلميذ النهم على العلم و التعليم التحقت بالعمل في إحدى المصالح الحكومية و حينها بدأت ترسم لنفسها أحلام مستقبلها القادم و في يوم ما كانت فتاتنا تنزل على درج منزلها مسرعة لتدرك موعد عملها فهذا أول يوم لها فيه بثياب تنم عن ذوق رفيع و ألوان مبهجة زاهية كما أحلامها الزاهية و من البراءة نظارة تكتحل بها عيناها فهي تحلم أن تحقق أغلى أحلامها .
تبحث في ملامح كل المحيطين بها عن وجه واحد هي تدرك قسماته جيدا و تعرف تفاصيل ملامحه كمعرفتها لكفي يديها .
تصل إلى عملها في الموعد فتعدل من نفسها و تزيل غبار الأرق و التردد عن وجهها و تلبس رداء الثقة بالنفس تقرأ الفاتحة في نفسها و تدلف داخل حجرة المدير بابتسامتها المعروفة وبنبرة صوتها الواثقة الموحية عما بداخلها من حب للحياة فتتراقص الكلمات من بين شفتيها حبا للحياة فإذا هذا الوجه الهادئ الرصين عيناه تنم عن غموض و قوة حاولت أن تهرب بعينيها عنه فلم تقدر و راحت تتأمل قسماته علها تستطيع فك طلاسم تعبيراته .
تسمرت الحياة أمامها في داخل وجهه و انسحب ما كان يسمى وقت حين تأملته ! الحواس كلها لن تستطيع التعبير عن هذا المشهد تسمرت عقارب الساعة في أماكنها تحجر القلب أمامه كأنما توقفت الحياة في لقطة نادرة لن تتكرر !!!!!!
وفي لحظة الخمود العقلي التي ظلت مسيطرة على الوقت قاومت كل ما يحيط بها وهبت من ثباتها لتتحرك
ولكن
ما الذي يحدث ... عجباً ماذا أصابني ( تتساءل حائرة ) ليس الحال كما هو منذ لحظة ... تعيد التساؤل من جديد و هي تتأمل المكان ما هذا الباب الذي دخلته أهو بوابة مستقبلي أم بوابة زمنية من بوابات السفر عبر الزمان ؟؟؟؟ !!! تاهت في أفكارها هل من الممكن؟ هل من المعقول! أجد من أراه في احلامى أمامى
جلست على مكتبها تحاول أن تسر ما بها من ارتباك في التظاهر باستكشاف ما في أدراج مكتبها الجديد والأوراق المرصوصه فوقه بعناية حتى خمدت العاصفة التي جرفتها إلى مكان بعيد عما كانت ترسمه إلى هذا اليوم الذي كان مشحون بتحقيق آمالها العملية . فكل شيء من حولها قد تغير و كأنها في عصر جديد
نادت الساعي بوقار و بأدبها المعهود طلبت إليه أن يتحفها بكوب من الشاي وصاية ( كما تشاهد في التلفاز في بعض الأفلام العربية )
جاءها الشاي الذي تعودت أن تشربه كل صباح في سرعة كبيرة و قدمه الساعي بابتسامة عريضة قائلا : أي خدمة تانية يا آنسة ؟؟ فلم تشعر به فقد بدأت تتفرس أجناب الكوب وكأنها تتحاور معها تديرها برقة متناهية إلى اليمين و إلى اليسار و كأنها رأت صديقة لها لم ترها منذ زمن بعيد وبعدها ترتشف منه بلهفة كأنها تهديها قبلة حانية ..
وتكرر المشهد حتى هبت في حركة غير منتظره وكأنها تصرخ بصوت عالي
من هو ؟
من يكون؟
هل يعرفني؟
و ظلت طول يومها الأول تفكر في تساؤلاتها التي لا تجد لها إجابة لم تحس بما يجري من حولها و توارد الملفات من كافة الجهات كي تقوم بدراستها ثم عرضها عليه فكانت تقتنص كل فرصة كي تذهب لتمتع عينيها بلمحة من وجهة أو ربما بسمة منه حتى عادت إلى منزلها متمايلة الخطوة تصعد درجات المنزل في خطوات حانية لا تخرج أي صوت حتى لا تستيقظ من أفكارها بل كأنها تطير فوق سحب الأمل البيضاء وعيناها تلمع من كثرة الفرحة وهى ممتلئة بالأمل في الوصول لحلمها وكأنها تبحث عن وليدها الضائع منذ سنين فأخيرا رأته أمامها
انتهى الجزء الأول ...
(3)
ارتبكت كل قطرة من دمها و هي تسمع صوته القادم في ثقة كبيرة و كأنه يعرف من يتحدث و قبل أن ينطق بحرف آخر بعد السلام أغلقت الهاتف بحركة عصبية و كأنها تسد أبواب جهنم اللافحة لأذنها .
جلست تستعيد الهدوء من جديد و تعيد ترتيب أوراقها بعد هذه الخطوة الغبية الغير محسوبة
كان يجب أن أهاتفه على هاتف المنزل فالنقال يظهر له الرقم الذي يتصل به و ربما هو يعرف الرقم .
هنا تقفز من مكانها و كأنما أصابتها مس من الجنون مشدوهة العين فاغرة الفم .
ماذا ... يعرف الرقم ... هل هذا معقول ... لا لا لا ... هو لا يعرفه ...
هنا قفزت إلى ذاكرتها كلمة عم علي الساعي :
إنه يسكن بالقرب منك في شارع طلعت حرب . نعم هو بالقرب مني في ذات المنطقة .
يا ويلاه من هذا الغباء الذي كشفت فيه نفسي بحركة غير محسوبة .
سكنت ليلى إن التفكير في ما سيحدث من ماهر حين يلاقيها غدا في الشركة .
و مع سكونها تداخلت الأفكار و راحت في نوم عميق .
ترررررررررررررر ررررر ررررررررررررررر ررررر ررررررررررررررر ررررر رررررررررررررن
جرس المنبه يدق كدق يد من حديد على باب من حديد
ينتفض عقلها و تمسح غبار التوتر من عينيها
تقوم لتستعد للذهاب لساحة المعركة حتى ترى ماذا سيحدث
فبعد أقل من ساعة ستتلاقى الأعين و ربما يكشف عما بداخله .
انتفضت من مكانها بهمة و سرعة
أنهت كل ما يخص روتين الحياة الصباحي لأي إنسان
ارتدت ملابسها و ارتدت معه قناع الثقة في النفس
وقفت خلف الباب تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة حتى لها و كأنها تقرأ تعويذة من تعاويذ السحر القديم .
فتحت الباب و خرجت كالطائر المحبوس حين الفكاك من الأسر .
وصلت حيث مكان عملها و صعدت السلم و حين الصعود وجدت أمامها شيء عجيب لفت نظرها جدا .
من تلك التي تتبختر كالطاووس على السلم و هي تصعد
كان قد مر على تعيينها قرابة الشهر و لم تلتق بكل العاملين و لكن هذه الأنثى لابد من معرفتها فهي لافتة للنظر جدا .
كانت من تتحدث عنها ليلى أنثى تشد الأعين إن لم يكن لمظاهر أنوثتها الطاغية . فلطريقة الملابس التي ترتديها .
فهي ترتدي ما يفصح عنها و لا يكسوها أو يغطي منها أقل القليل .
صعدت على عجل فإذا تراها تلوك في فمها شيء ما بطريقة عالية الصوت .
رمقتها الأخرى بنظرة استهزاء و رمت لها كلمة قالت فيها : أأنت الموظفة الجديدة هنا ؟؟ !!!
رفعت ليلى حاجبها و قالت بكل ثقة : و هل عندك أي مانع من ذلك ؟
فأجابتها الأخرى بابتسامة باهته . : لا أبدا الجواب باين من عنوانه وواضح جدا أنك جديدة هنا . و تبعت إجابتها بضحكة هزت أرجاء المكان مما دفع العاملين للنظر إلى باب الشركة فانشرحت أساريهم و سقطت فكوكهم و سال لعابها حين رأوا هذه الأنثى .
دلفت هذه المستهتره إلى وجهتها .
كانت تعرف كل من هو يمر من أمامها و تمن عليه بابتسامه أو لفته أو لحظة منها و كأنها الأميرة المتوجة و كل من حولها هم الرعية .
استمرت في اتخاذ طريقها دون اهتمام بأي إنسان
حتى إن عم علي جاء مسرعا إليها و قال في سرور :
يا صباح الورد النادي يا ست مادلين ايه الحلاوة دي كلها ربنا يزيد و يبارك يا رب .
فضحكت كأنها واحدة من بنات الليل و قالت له : اتكسف على شيبتك يا راجل عيب عليك .
و فجأة وقفت معتدلة و كأنها ستدخل إلى ميدان جديد
هندمت من نفسها
أخرجت من حقيبتها زجاجة من عطر انفجاري فواح قلب هواء الشركة كله ثم دستها ثانيا .
عدلت من زينتها التي لا تحتاج إلى تعديل
ثم
رفعت يدها
و همت بـــــ
............... ..... ............... ..... ..............
انتهى الجزء الثالث .
4)
و هل تحتاجين إلى كل هذا كي تقابليني و أحتاج كل هذا الوقت كي أنتظر قدومك ؟
باغت هذا السؤال أذن مادلين و هي تهم بفتح باب غرفة الأستاذ ماهر حسين
و في رد فعل متوتر التفتت بسرعة لمصدر الصوت و كادت أن تسقط على صدره لولا أنها تذكرت العاملين الذين يتابعون الموقف بانتباه شديد كمتابعتهم أحداث مباراة مهمة و حامية الوطيس فوكزها ماهر بصورة غير ملحوظة بفحوى معناه أن امسكي أعصابك قليلا سندلف للداخل حالا و مد يده من خلف ظهرها و أدار رتاج الباب و غمز لها بعينه فانسحبت بهدوء إلى الداخل و عين ماهر تدور في المكان كله و لكنها كانت تزيد في التركيز على ليلى و كأنه قد عرف ما يجول بخاطرها من معارك .
أغلق الباب من خلفه بعدما دخول قدمه مباشرة و كأنه ينتظر اللقاء منذ فترة و مع إغلاق الباب بدأ حوار من نوع آخر
حوار ساخن جدا و لكن ليس في الغرفة . لقد كان الحوار هناك .. هناك .. في عقل ليلى .
بمجرد أن أغلق ماهر الباب ارتمت ليلى على الكرسي الموجود خلفها و كان لهذا السقوط صوت عالي أدى إلى التفات الجميع تجاهها و مما دفع عم علي جريا ناحيتها مرددا في صوت مسموع .. اسم الله عليكي يا ست ليلى خير خير في ايه ؟؟؟؟ ردت عليه ليلى مبتسمه و هي تعدل من هيأتها .. لا شيء يا عم على الحقني بكوب لمون بارد فالجو حار جدا و أريد أن أهدأ و أروي عطشي بشدة .
بالفعل كانت ليلى في حالة فوران عقل تتعارك مع الأسئلة التي تتقافز أمامها كالجندي في الساحة و الذي يأبى أن تصل إليه ضربة سيف واحده و هي تجري لاهثة خلفه حتى تنال منه .
تعجب عم علي من طلبها حتى أنه غمم قائلا : لمون ؟؟؟ انتي متأكده يا ست ليلى .. متأكده أجيب لك لمون ؟؟؟
قالت له : نعم و لم العجب أريد كوب من اللمون .. فاستدار الرجل و هو يسأل نفسه و يضرب كفا بكف من طلبها و كأنها قد طلبت شيء غير متواجد في الدنيا .
استعادت ليلى نفسها في سرعة و إن كانت عينها ما زالت متعلقة بالباب القريب الموصد أمامها و أذنها تريد أن تتنصل من مكانها و تجري مسرعة لتنصت إلى ما يدور هنا خلف هذا الباب الزجاجي الصغير .و لكن بمنتهى القوة و الشكيمة رمت كل ذلك في بواطن عقلها و التفتت إلى عملها و هي تردد .. و مالي مهتمة جدا بذلك !! هي امرأة جميلة بل شديدة الجمال و كل من هنا يهتم بها فأكيد هي ذات شأن كبير في الشركة و لها عمل مع ماهر . أكيد هي كذلك . !!
رمت ليلى بهذه الإجابة لتقنع نفسها مؤقتا بما يحدث و بدأت في ترتيب أوراق العمل اليومي و إذا بملف موجود أمامها جعلها تقفز في سرعة و هي تقول : لم لم ألتفت له من البداية ؟؟؟ هذا هو المفتاح ؟ لا غيره و على عجل انسلت من خلف المكتب في هدوء شديد و هي تقصد وجهتها التي قررتها .
اتخذت ليلى اتجاه مكتب الأستاذ سعيد ( صاحب الأسنان الصفراء ) مدير شئون العاملين و دخلت مكتبه في سرعة و هي مبتسمه بطريقة لافته للنظر قائلة :
صباح الخير يا أستاذ سعيد . كيف حالك اليوم في هذا الجو الحار جدا
فرد عليها الأستاذ سعيد و هو مشغول بالفحص لملف ما أمامه .
صباح الخير يا ليلى أهلا بيكي اقتربي
هل أعطلك عن عمل أستاذي ؟ قالتها و هي تقترب في هدوء
لا أبدا أبدا فأنا كنت أهم بالبحث عنكِ لأني أريد منك بعض الأوراق . قالها و هو يرفع رأسه بعين فاحصة لها في هدوء
نعم أعلم ذلك فهذا هو الملف الذي طلبته مني أمس و قد أتممت العمل به و جئت أقدمه لك لمراجعته . ووضعت الملف على المكتب .
هنا وقف الأستاذ سعيد و نظر لليلى نظرة غير مفهومة و باغتها بسؤال لم تتوقعه بالمرة .
اقترب الأستاذ سعيد من دولاب الملفات الخاص بالعاملين و أخرج ملف آخر و منه كانت هناك ورقة بارزة أخرجها و رماها لليلى و هو يسألها : ما طبيعة علاقتك بالأستاذ ماهر .؟؟
انفجر العرق من كل أجزاء وجه ليلى و سقط من جبينها كالمطر في يناير بسرعة كبيرة جدا و هي تتناول الورقة .
كانت لا ترى الورقة و لا ما بها و لكن ما أربكها هو هذا السؤال . نعم هذا السؤال الغير متوقع بالمرة .
رفعت ليلى رأسها للأستاذ سعيد في هدوء بابتسامه صفراء كما أسنانه و قالت له :
هو رئيسي في العمل لا أكثر .
فرد عليها سعيد في سرعة مزيدا : و جارك أيضا يا آنسة أليس كذلك ؟؟
ازداد ارتباك ليلى و ظهر في نبرة صوتها هذا الارتباك و هي ترد عليه : ماذا تقصد يا أستاذ من هذا ؟
قال لها بابتسامة تحمل في داخلها مكر الثعلي و خبث الذئب : لا شيء يا صغيرة لا شيء
اقرأي قرار تعيينك و تعديله الذي تم الآن و جهزي نفسك لمكانك الجديد .
و انفجر بضحكة و هو يردد . يا لها من دنيا تعطي بلا حدود .
استدارت ليلى لتذهب لمكانها بعد هذه الظحكة و هذا الموقف و لكن الأستاذ سعيد ناداها و كأنه يفيقها
آنسة ليلى .. آنسة ليلى .. قرار تعيينك يجب توقيعه الآن . خذيه و أتمي قراءته و وقعيه بالعلم و ....
سكت الأستاذ سعيد لحظة و كأنها يلحق بكلمة كادت تغادر فمه عنوة و استدركها بكلمة أخرى حين قال لها .
و أهلا بك في شركتنا . أهلا و سهلا و مرحبا .
غادرت ليلى المكتب و خلفها الكثير من التساؤلات التي تلاحقها كملاحقة الأطفال لأمهاتها و كل الإجابات موجودة في هذه الورقة التي تحملها و لكنها غير قادرة على النظر فيها .
و حين خروجها من المكتب قصدت اتجاه مكتبها فوجدت عم علي ينتظرها و في يده كوب اللمون .
نعم كوب اللمون ( في وقته بالفعل )
و أسرعت الخطو تجاه عم علي و مدت يدها في سرعة إلى الكوب و رفعته في حركة أسرع لفمها
و مع هذه الحركة بالظبط . ارتج المكان كله بلا استثناء
نعم زلزال حدث في المكان
زلزال قوي الدرجة .
ضحكة مستهترة صدرت من خلف الباب الموصد
ضحكة من ضحكات المرأة مادلين
و زاد من شدة الضحكة ضحكة أكثر شدة من ماهر
نعم من ماهر .
انتهى الجزء الرابع .
5 )
ارتبكت يد ليلى و سقطت بعض قطرات متسارعة من الليمون بسرعة محدثة بعض البقع في ملابسها و جعلها هذا تشعر بالخجل و يزداد شعورها بالتوتر مع تساقط عرقها و تصاعد الضحكات هناك من خلف الباب الموصد بإحكام على ما يدور خلفه من أحاديث كثيرة تود ليلى أن تكون جزءا فيها .
تراجعت ليلى من سُباتها الفكري خلف الباب الموصد و صحت على يد حنون تعبث في ملابسها بهدوء فالتفتت بسرعة لما يحدث فوجدت الأستاذة فوزية تتابع في هدوء مسح قطرات الليمون المنسابة على ملابسها و هي تبتسم و تقول لها هوني على نفسك يا بنيتي فأنتِ ما زلت حديثة العهد بالشركة هنا لا تأخذي كل شيء على أعصابك . و اطمئني الحمد لله لحقنا الورقة التي كانت في يدك قبل أن ينساب عليها العصير و يطمس الحبر فيها فلو علم الأستاذ سعيد بذلك لانقلبت الدنيا و لم تنعدل من جديد . و ها هي ملابسك قد قاربت الجفاف فاهدئي .
شكرتها ليلى بابتسامتها الرقيقة و قالت لها : أشكرك جدا لنصيحتك ففعلا ما أحسه من التوتر زائد عن الحد و الحمد لله أن هناك من القلوب من يحس كما تحسين أنتِ بي و لكن أستاذتي هل لي بسؤال من فضلك ...
بادلتها الأستاذة فوزية الابتسامة الهادئة و قالت لها : طبعا على الرحب و السعة يا بنيتي .
ردت ليلى بلهفة شديدة و كأنها انتظرت هذا الضوء الأخضر من الأستاذة فوزية لتطرح عليها سؤالها الذي أرق فكرها جدا و وترها لدرجة أن أصبحت كالبركان الثائر الذي يطرح حممه في كل مكان بلا أي دليل أو هدف .
فاستجمعت قواها المتوترة في كل اتجاه و قالت لها : هل من المعتاد أن تتم اللقاءات الخاصة هنا في العمل هكذا أمام العاملين دون أدنى خجل . !!
تعجبت الأستاذة فوزية من ما يكنه سؤال ليلى من تساؤلات كثيرة و لكن قالت لها بنفس الابتسامة و الهدوء .
لم أفهم جيدا مقصدك من السؤال و لكن كل من يدخل هنا و من هذا الباب لابد له من عمل يقوم به . هل عرفتي ؟ لابد له من عمل يقوم به .
و الآن اسمحي لي أن أذهب إلى مكاني من جديد فأمامي الكثير من العمل الذي أقوم به و أعتقد أن أمامك الكثير و الكثير أيضا .
تركتها الأستاذة فوزية في حيرتها التي لا تنتهي عند حد و لا تجد من يطفئ هذا البركان الثائر من الأفكار و لكن توقفت مع آخر كلمات الأستاذة فوزية : ( أمامك الكثير و الكثير ) تُرى ماذا كانت تقصد من هذا ... هل تعلم شيئا و تريد أن تحذرني منه .. أم أنها مجرد كلمة لتجعلني أستجمع كل قواي للاهتمام بالعمل و الابتعاد عما يؤرقني من تساؤلات لا تفيد .
نفضت ليلى كل ما عليها من أرق و توتر و همت أن تدخل أجواء العمل من جديد فوقفت تنظر لمكتبها المرتبك الأوراق و بدأت في إعادة حاله إلى ما كان عليه و هنا ... وقعت عينها على تلك الورقة المنفرده المبتلة بعض الشيء
أين أنتِ أيتها الشقية ؟ أنتِ من يحمل الإجابة لكل ما في جعبتي من أسئلة .. نعم أنتِ .
خطفت ليلى قرار تعيينها المعدل و رمت عينها عليه لتقرأه ما فيه من كلمات . و لفت نظرها جدا توقيع الأستاذ ماهر حسين في نهاية الورقة و تاريخ التوقيع المدون بجانبه .
ماهذا الذي أرى .. أنه تاريخ أمس الأول .. عجبا لهذا ... زادت حدة النظرة الموجوده في عين ليلى و هي ترفع عينها لتقرأ الصفحة من بدايتها و كان مع ارتفاع عينها .. ارتفاع آخر
ارتفاع ذو صوت و نبض ..
ارتفاع لدقات قلبها الذي يريد أن يطمئن و لا يريد أن يتفاجأ بالحقيقة .
تجاسرت ليلى على نفسها و بدأت في قراءة الورقة من البداية ...
و إذا بها تصل لمفاجأة لم تكن في الحسبان أبدا .
مفاجأة يمكن أن تعصف بكل أفكارها التي بنتها منذ أن دخلت هذا المكان المشتعل كخلية من خلايا النحل .
كيف هذا .......... ؟؟؟
كيف يمكن أن يكون ....... ؟؟؟
أنا . أنا سأكون في هذا المكان ؟؟؟؟ !!!!
.
.
.
.
.
انتهى الجزء الخامس
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحت أي عنوان ؟ | سليمان | منبر البوح الهادئ | 35 | 11-04-2021 12:12 PM |
بلا عنوان | عبد الغفار الدروبي الحفيد | منبر الشعر العمودي | 4 | 07-10-2013 02:44 PM |
لم أجد لبوحي عنوان .. سأدعه بلا عنوان ..~ | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 15 | 03-08-2013 11:53 PM |
بلا عنوان | ايات الصدير | منبر الفنون. | 7 | 12-12-2010 09:25 PM |