قديم 03-10-2016, 11:21 AM
المشاركة 2311
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الإصرار القبيح[/marq]
يعيش الإنسان حالة من ( الإصرار ) الداخلي الذي لا مبرر له عند طلبه لبعض حوائج الدنيا ، ومن المعلوم أن هذا الإصرار لا يتناسب مع زيّ العبودية للحق ، إذ قد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال : { ما أقبح بالمؤمن أن تكون لـه رغبة تذله }..وقد يخلو العبد من إصرار ( بظاهره ) ولكنه يبقى مصراً بباطنه ، فيعيش حالة من ( الضيق ) الشديد عندما يرى تأخيراً في قضاء حاجته ، والحال أنه لو رجــع إلى رشده ، لما رأى شيئاً من موجبات اليقين بصلاح أصل حاجته أو تعجيلها ..
وعليه فما الوجه في إصرار العبد الذي ليس له من اليقين ما يوجب له ذلك الإصرار ؟! .

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
10 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-10-2016, 12:57 PM
المشاركة 2312
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]اختلاف الحيثيات[/marq]
إن محبة العبد وكراهيته إنما يتوجه إلى الفرد بلحاظ الصور الذهنية المنتزَعة من الخارج ، بما يحمله من موجبات الحب والبغض ..وعليه فقد يتأذى العبد من حب شخص آخر لعدوه ، أو عداوة آخر لصديقه ، فيبذر الشيطان بينهما بذر الشقاق والبغضاء ، مستغلا اختلاف العباد في تقييم الأصدقاء والأعداء ..وإن إبطال كيده في حالته تلك ، إنما يكون بالالتفات إلى أن الحب المنقدح في النفوس ليس بلحاظ ( واقع ) العباد ، وإنما هو بلحاظ الصور ( الذهنية ) التي تطابق الواقع حيناً وتخالفه أحياناً أخرى ..
وعليه فإن الالتفات إلى هذه الحقيقة الواضحة يرفع الخلاف بين العباد ، وذلك لاختلاف ( الحيثيات ) الموجبة لتعدد الموضوعات حكماً وإن اتحدت واقعاً ..
فيتبين من مجموع ما ذكر: إن محبة عبدٍ لعبدٍ إنما هي لحيثية ، تغاير حيثية بغض الآخر للعبد نفسه ، وعليه فلا خلاف بينهما يستحق معه الشقاق والبغضاء
.

************************************************** ***************
حميد
عاشق العراق
10 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-10-2016, 01:28 PM
المشاركة 2313
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]كفران نعمة الملكات[/marq]إن بعض المَلَكات التي تعطى للعبد ، إنما هي بمثابة ( الوسيلة ) للتكامل: كرقة القلب ، وقوة الفهم ، وسرعة الانتقال ، وحسن الاستيعاب ، وسرعة البديهة ، وحسن التخلص ..هذا كله إضافة إلى ( العلوم ) الحقة المكتسبة من عالم المعرفة الذي يرفده الوحي والعقل والتجربة..
ولكن العبــد - مع ذلك كله - قد يكفر بتلك النعم ، فتنقلب إلى ( حجة ) للرب على العبد ، بدلاً من أن تكون وسيلة لقرب العبد من الرب ..
وقد قال تعالى : { ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض }..
ومنه يعلم سر السقوط وهو الإخلاد إلى الأرض ، معرضاً عن موجبات الرفعة والعلوّ ، التي لو شاء الحق المتعال لرفعه بها ، وبذلك يتجلى لنا مدى خسران أصحاب تلك الملكات .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
10 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-11-2016, 07:13 AM
المشاركة 2314
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"] حسرة الفاقدين[/marq]إن الحسرة والألم اللّذين يعتصران قلب الفاقد لما يهوى ، لمن أجلى ( دلائل ) المحبة والارتباط ..
وكلما عظمت هذه العلقة كلما عظمت حسرة الفقدان ، ولهذا ابيضت عينا يعقوب من الحزن لفقد من كان يحبه أشد الحبّ ..
فإذا كانت الحسرة تنتاب الفاقدين لما هو مصيره إلى الفقد والزوال أولاً وآخراً ، فكيف بحسرة من يرى نفسه ( فاقدا ) لمن يعود إليه كل موجود ومفقود ؟!..
ومن هنا كانت حسرة وأنين العارفين بالله تعالى ، من أعظم حالات الحسرة والأنين في حياة البشر ، لعظمة من فقدوه ذكرا في النفوس ، وتجلياً في القلوب ..وهذه الحسرة تعكسها هذه الفقرة من دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام ) عندما يبدي لواعج صدره بقوله: { ولأبكين عليك بكاء الفاقدين }..
إن المهم في العبد أن ينتابه مثل هذا البكاء قبل ( انكشاف ) الغطاء في أهوال القيامة ، إذ لا ينفعه شيء من البكاء يوم القيامة .

************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
11 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-11-2016, 07:24 AM
المشاركة 2315
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التيسير في حياة العبد[/marq]إن العبد الذي يوكِل أموره إلى الحق المتعال ، يجد بوضوح مدد التيسير والتسديد من الحق ، في كل شأن من شؤون حياته ..
إن اليسير من ( السعي ) قد يستنـزل الواسع من الرزق ، وهو من الرزق الذي يطلب الإنسان ولا يطلبه ، وبذلك لا يقع في عناء طلب ما لم يُـقدّر له فيه رزقاً ، وقد ورد فيمن يؤثر هوى الحق على هواه ، أن الحق تعالى له من وراء تجارة كل تاجر ..
إن القليل من ( العلم ) النافع يفتح له الآفاق الواسعة لمعرفة ما ينبغي عليه فعله في أمر معاشه ومعاده ..والقليل من ( الذرية ) يوجب له خلود الذكر ..والقليل من ( العبادة ) يجلب له حالة الأنس والاطمئنان ، إذ من أحبه الله تعالى رضي منه باليسير ، وهكذا الأمر في باقي شؤون حياته .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
11 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-11-2016, 07:38 AM
المشاركة 2316
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]خطورة النفور من الداعي[/marq]إن من موجبات المحاسبة الشديدة للعبد يوم القيامة - قد يصل إلى حد مقت الحق له - هو دعوته للعباد إلى الطاعة مع عدم العمل بما يدعو الناس إليه ، بل وارتكابه ما يخالف ذلك ..
إن الخلق بطبيعتهم ( الساذجة ) يخلطون بين الدعوة والداعي ، وبين المبدأ وبين من ينتسب إليه ، فيـرون شبه ( امتزاج ) فيهما مع وجود المفارقة الشاسعة بينهما ..
ويتعاظم الخطب عندما يتحقق ( النفور ) من ذلك الداعي ، فيعمد المدعو إلى مخالفة الداعي ولو كان محقاً في دعوته ، لمجرد النفور منه بل لرغبة المدعو في تحدي الداعي ولو أوجب مخالفة للحق وسخطاً للرب الجليل ..
هذا الأصل مما ينبغي مراعاته بدقة ، وخاصة في تعامله مع أهله وعشيرته الأقربين ، وذلك لإطلاعهم - بحكم معاشرتهم اللصيقة - على هفواته ، التي قد توجب لهم النفور المانع من قبول الموعظة والنصيحة .

************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
11 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-12-2016, 07:22 AM
المشاركة 2317
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]العطش الذي لا رواء له [/marq]إن الدنيا كماء البحر الذي كلما شرب منه الإنسان ازداد عطشاً ..وهناك صورة أخرى يذكرها القرآن الكريم ، فيها موعظة وتقريع ، فيشبّه المقبل على الدنيا بالكلب الذي يلهث على كل حال ، سواء حمل عليه أو ترك بحاله ، وهذه هي حالة الحيوان الذي يعيش العطش الذي لا رواء له ..
وهكذا فإن أبناء الدنيا يعيشون حالة من الولع والميل المفرط ، الذي لا يشبعه شيء من الدنيا وإن بلغ مداه ما بين المشرق والمغرب ..
وعليه فإن العاقل يعلم أن الحل الجامع لذلك كله ، هو ( إزالة ) العطش الكاذب الذي يزهّده في ما يشبه الماء ، لا ( البحث ) وراء الماء الكاذب الذي لا يروي الغليل .

************************************************** *********************
حميد
عاشق العراق
12 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-12-2016, 07:34 AM
المشاركة 2318
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين[marq="2;right;1;scroll"]إطفاء النور [/marq]ورد في الحديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام ) أنه قال : { وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه }.. ففي هذا الخبر إشارة مهمة إلى من راقب نفسه ، إذ أن بعض الذنوب لا تنحصر آثارها في ( العقوبة ) البرزخية أو الأخروية ، وإنما تسلب ( النور ) من العبد ، ومن المعلوم أن ذهاب النور يلازم حلول الظلمة التي تجعل العبد لا يهتدي إلى سبيله في الحياة ..
ومن هنا تأكد الدعاء بطلب ذلك النور الذي يمشي به العبد في النشأتين ، إذ طالما تتعثر مسيرة العبد نتيجة خطئه في تمييز الصالح من الأفعال ، وخاصة في الموضوعات المبهمة التي لم يرد فيها أمر أو نهي بالخصوص ، فهو وإن لم يكن مسؤولاً عن الخطأ - جهلاً - في ( تشخيص ) الموضوع ، إلا أن ذلك مستلزم لتفويت منافع كثيرة كان من الممكن أن يحوز عليها ، لو كان ماشياً على بصيرة من ربه .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
12 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-12-2016, 07:46 AM
المشاركة 2319
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]فتور همة العبد [/marq]إن الذكر ( القلبي ) للحق المتعال ، وإن كان من أعظم صور الذكر ، إلا أنه في الوقت نفسه ينبغي الالتفات إلى أن ذلك قليل أيضاً فيما لو قيس بعظيم حق المولى على عبده ، لأن هذا الذكر القلبي - على جلالته - لا يستلزم حركة في الخارج بما فيها من ( جهاد ) ومنافرة ، فهذا الذكر قد يجتمع حتى مع انشغال العبد الظاهري بلذائذه ..وعليه فإن ترك الذكر القلبي في أدنى مراتبه ، لمن الصور القبيحة ( للكسل ) ، وفتور همة العبد ، الذي يبخل بما لا يستلزم منه جهداً في الخارج ..فليشتغل العبد نفسه بما يريد ، مع الاحتفاظ بتلك اليقظة التي تمنعه من التورّط فيما يوجب له غضب المولى الجليل .
************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
12 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-13-2016, 10:08 AM
المشاركة 2320
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين[marq="1;right;1;scroll"]تعصّب المحب [/marq]إن العبد عندما يستغرق في محبة عبدٍ من العباد - لشهوة أو لحكمة - يجد في نفسه نفوراً و( استيحاشاً ) ممن لا يشاطره ذلك الحب ، فكيف إذا أحس بعداوة أحد تجاه من يحبّ ؟!..
كل ذلك من صور ( التعصب ) الذي يفيده ذلك الحب المستغرق لشغاف القلب ..وقياسا على ذلك نقول: إن محبة الحق تتغلغل في نفس العبد المطيع إلى درجة يصل إلى المرحلة نفسها ، فيجد استيحاشاً بل نفوراً من الغير الذي لا يلتفت إلى الحقيقة التي استشعرها هو بكل وجوده ، وأحبها بمجامع قلبه ، ولو كان ذلك الغير من أقرب الخلق إليه ..ولهذا {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر ، يوادّون من حاد الله ورسوله ، ولو كان آباءهم أو أبناءهم أو أخوانهم أو عشيرتهم } .

************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
13 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 03:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.