قديم 12-20-2013, 03:56 AM
المشاركة 11
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية
الحلقة الحادية عشرة:
ما بين ' كما تدين تدان' و' لا تزر وازرة وزر أخرى'
شاعت في السنوات الأخيرة فلسفة غريبة تعبر عن صورة ذهنية مشوهة عن الله، أو لعلها عدم تفكر في الفلسفة ذاتها...
حين نرى مثلا شابا يزني... ونتتبع حياته ثم نجد بعد عمر طويل أن ابنه مثله، والأمثلة كثيرة من حياتنا اليومية...
فنقول بتلقائية، كما تدين تدان، الله عادل، ...
بينما لو فكرنا مليا لوجدنا هذه الفلسفة تؤدي بنا بالضرورة إلى استنتاج أن الله ظالم...

كيف يذنب شخص ويعاقب شخص آخر؟؟؟
في الحلقة القادمة نسبر أغوار هذا الأمر ونحلل هذه المفارقة العجيبة لعل الله يفتح من عنده بفهم عميق لجزء جميل من ديننا الرائع
بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:04 AM
المشاركة 12
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة الثانية عشرة:

إما أننا ظلمناه أو هو ظالمنا

طرحنا في الحلقة السابقة تساؤلا عن علاقة: كما تدين تدان ولا تزر وازرة وزر أخرى، وتساءلنا كيف أن شخصا يذنب فيعاقب ابنه مثلا، وقلنا أن هذا الأمر يؤدي بالضرورة إلى استنتاج أن الله ظالم، وحاشاه سبحانه وتعالى أن يكون ظالما...

وتعالوا نتأمل معا هذه الآية:

فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) سورة البقرة

فكيف يأمرنا الله تعالى بالعدل حتى إن ظلمنا أو اعتدي علينا، وهو يعاقب شخصا لم يذنب؟

ولكي نصحح هذا المفهوم عندنا، لنضرب مثالا حيا، فبالمثال يتضح المقال...

حين نرى ابنا بارا بوالديه إلى أبعد الحدود... وتمر الأيام ونرى أبناءه بارين به إلى أبعد الحدود، فهذا من باب ' وما جزاء الإحسان إلا الإحسان' ولقد جوزي بما فعل... جميل، والعكس صحيح... إذا كان عاقا بوالديه عقه أولاده.. وهنا السؤال، لا تزر وازرة وزر أخرى، ماذا فعل أبناؤه ليكونوا عاقين؟ كيف ننتظر من رجل عق والديه ( أي أن لديه أزمة فهم وقناعات نتجت عنها سلوكيات خاطئة لا ترضي الله ) أن يربي أولاده بطريقة سليمة، وأن يبني جيلا سويا متوازنا يبره ولا يعقه؟ كيف نتوقع من ابن يرى أباه يعق جده فيبره؟؟؟؟ ماذا نتوقع ممن ظلم نفسه وظلم أهله بأنه لم يتبع سواء السبيل ولم يؤد الأمانة، أن يحصد مالم يزرع؟ أريتم زارعا زرع طماطما فحصد أناناسا؟؟؟ ^_^

في الحلقة القادمة بعون الله أتطرق للب المسألة

كل عام وأنتم بخير ورضا من الله

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:12 AM
المشاركة 13
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة الثالثة عشرة:

ما دمت مسؤولا فهذا ليس ظلما

في الحلقة الماضية والتي قبلها تطرقنا للمفارقة بين " كما تدين تدان" و" لا تزر وازرة وزر أخرى" وكيف أننا نتهم الله بالظلم ضمنيا لو فهمنا أن الأب مثلا يذنب وابنه يعاقب...

ولب المسألة من وجهة نظري أن كل واحد فينا مسؤول عما يفعل، إن اهتدى فلنفسه وإن ضل فعليها...

فكيف نكون مستخلفين في الأرض ومهمتنا عبادة الله كما يريد لا كما نريد، ونكن مسؤولين عن أفعال الآخرين؟؟

الدين كما علمنا الله تعالى من خلال كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو منهج حياة كامل متكامل، وحين نقول كما تدين تدان فلابد أن نعلم أنه من المستحيل أن تزر وازرة وزر أخرى، فتربية الأهل لها دور والمجتمع له دور وأن نقول الإنسان ابن بيئته فهذا خطأ فادح ننفي به كل القدرات التي أودعها الله فينا لقهر كل المؤثرات الخارجية، ومنها النفس اللوامة والفطرة التي جبلنا فيها على معرفة الشر والخير والفكر وفوق كل هذا منهجا ربانيا لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه....

أسأل الله تعالى أن يرينا جميعا الحق وينير بصائرنا ويسهل طريقنا إلى جنانه...

بقلم: نزهة الفلاح



قديم 12-20-2013, 04:13 AM
المشاركة 14
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية
الحلقة الرابعة عشرة:
ما بين طنش تنتعش وادفع بالتي هي أحسن
كل واحد فينا تعرض ويتعرض وسيتعرض إن كان في العمر بقية لإساءة من قريب أو من بعيد...
وحين تكون من القريب تكون أشد وقعا... فمثلا تجد زوجة تعامل زوجها(أو العكس) بحب وحنان وطيبة وصفاء سريرة، فتجده قد انتفش ريشه وبات يظن نفسه حافظ نفسها عن الموت... وممسك سمائها أن تسقط...( وركب ودلدل رجليه على رأي المصريين)
تحتار في أمره وتشكو حالها للقاصي والداني، ثم تقرر - بتحفيز من طرف خارجي - المعاملة بالمثل أو التبرأ من الطيبة والتعامل بما يرضي الله لأن الرجال ' كالكمون لابد أن يحك لتنتشر رائحته'
وتجد شابا في قمة الطيبة والهدوء ولكن أصدقاءه يرون ذلك ضعفا ووهنا فيستغلونه أسوء استغلال فينتفض ويتبرأ من جميل صفاته ليسقي أصحابه مر سوء المعاملة...
وتجد فتاة وديعة طيبة تعامل أهلها بالحسنى، فتجد منهم احتقارا ويعتبرونها سورا قصيرا فيكثرون القفز عليه ولا يبالون، فتقرر أن تتحول إلى سور عال صوته مجلجل وفعله مزلزل...
فما السبيل الأمثل للحفاظ على صفة النقاء وصفاء السريرة واحترام الآخرين وتقديرهم في آن واحد...
غدا بعون الله نسبر أغوار هذه الظاهرة التي باتت تمس الكثيرين من أفراد أمتنا
بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:15 AM
المشاركة 15
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي



سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة الخامسة عشرة:


لماذا يعاملوني هكذا؟

تكلمنا في الحلقة السابقة عن إشكالية التعامل بطيبة وردة فعل الآخر التي تكون أحيانا مخالفة للتوقعات، فمن يعامل بطيبة ينتظر التعامل بالمثل، ولنؤصل المسألة معا لأن هذا موضوع مهم ويمس حياتنا يوميا، وأعتذر حقا على تأخري في طرح الحلقة لتفكيري في منهجية مبسطة لتناوله بعمق ويكون ذا جدوى بإذن الله...

لماذا حين نتعامل بطيبة، يعاملنا بعض الناس باستعلاء وغرور واحتقار ويصفوننا بالضعف؟

حين نشتكي لأحد الأصدقاء المقربين، في أغلب الأحيان يوصينا بتغيير المعاملة والتجاااااااااااهل، والطريف في الأمر أن هذه الطريقة تنجح أحيانا، ولكن تعالوا نتساءل أولا: لم نتعامل مع الآخر؟ إن كان لأجله، فهو بشر خطاء يخطئ بالليل والنهار سهوا أو عمدا، فكيف أنتظر منه ألا يخطئ؟ وإن كان لأجل لله فهذا أمر آخر تماما...

ثانيا: هل مطلوب أن أصدق رأي صديق حتى وإن كان صدوقا وأفتى بما يرى حسب تجاربه وقناعته، أم أصدق الله المنزه عن الخطأ والعليم بمن خلق؟

لنتأمل معا هذه الآيات من كلام الله تعالى:

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)

يعني بالضرورة ولا شك، ستكون علاقة رائعة ولو بعد عداوة... مهما طال تمرد الآخر، مهما تطاول، مهما نفش ريشه...

ولنتأمل هنا جزئية أخرى...

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) سورة فصلت

ما أروع الصبر عن قرار وبإرادتك، لتحظى بنصيب عظيم من العظيم سبحانه...

وتعالوا نفكر لو أننا اخترنا التجاهل والصمت ... والمعاملة بالمثل...

السيناريو المعهود، انتظار وترقب رغم التجاهل، اضطراب مشاعر، عدم رضا داخلي عن النفس للتطبع بطبع آخر، وفي حالة نتائج مرضية، الفرح والسرور ولكن ممزوجة بانتقام دفين....

ما الذي يفعله هذا فينا؟

نكمل لاحقا بعون الله تجنبا للإطالة

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:16 AM
المشاركة 16
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة السادسة عشرة:

تفسيري يحدد مصيري

تحدثنا في الحلقة السابقة عن أن التجاهل المقصود يجلب معه سيناريو معهود، يضغط على المشاعر ويعلي الترقب والانتظار وكما يقول المصريون، وقوع البلا ولا انتظاره...

والمشاعر السلبية إذا لم نصرفها بطريقة صحيحة، فسحت المجال لنفسها وتنفست أمراضا وعلل عضوية....

ومن ذا الذي سيعوضني على صحتي لو ضاعت...

وأهم سر في ردة الفعل بشكل عام أو في حالتنا هذه الحيرة في التعامل مع الآخر – من النوع الذي ينفش ريشه- هو تفسير فعله أنه يمس كرامتنا ويهيننا، بينما لو وضعنا نفسنا مكانه لوجدنا أنفسنا، نحتاج لإعادة النظر والتماس العذر حتى لو تحليلنا صحيحا، فإذا مر أحدهم في الشارع وشتمني مثلا؟ يجب أن أهدأ لأن شتمه لا معنى له ودليل أنه غاضب هو ولديه خلل نفسي لحظي هو وليس أنا، فلم أفسر أنه أهانني؟

نأتي لجزئية كظم الغيظ وأمر الله تعالى لنا به:

وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) سورة آل عمران

وتعالوا نضرب مثلا بالبركان، فكما نعلم أن للماء الآت من تحت الأرض فوهة علوية يتفجر منها... ولو فرضنا أننا ردمنا هذه الفوهة بالتراب والحجر وأغلقناها وأحكمنا غلقها بحيث لا يخرج الماء، ماذا سيحدث؟

طبعا سيبحث الماء عن مخرج وستعم الرطوبة المكان ويتشقق الجدار الحامل للمنبع الرئيسي الذي أغلقناه...

وإذا قسنا على المشاعر فإن كظم الغيظ فضيلة وإحسان من صاحبه ولكنه لابد أن يخرج في شيء آخر صحي ومفيد، كالرياضة والوضوء والاستحمام والدعاء والبكاء بين يدي الله والاستغفار ولا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وإن لم يخرج فهو ويل على صاحبه..

هذا جزء من كيفية تحقيق التوازن النفسي عند الدفع بالتي هي أحسن: تغيير التفسير وتفريغ المشاعر بطريقة سليمة

في الحلقة القادمة بإذن الله التعامل السوي مع نافشي الريش ^_^

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:17 AM
المشاركة 17
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة السابعة عشرة:

أحترمك ولو نفشت ريشك

تحدثنا في الحلقة السابقة عن مفهوم كظم الغيظ وأثر طنش تنتعش على العلاقات، وعلى المشاعر أيضا...

وفي هذه الحلقة بعون الله سنتفق على طريقة متوازنة للتعامل مع من نصنفهم أنهم نافشي ريشهم أو هم فعلا كذلك..

وقبل الشروع في الحلول، أؤكد أن هناك فرق شاسع واستراتيجية مختلفة تماما في التعامل بين العلاقات التي ترضي الله والتي لا ترضي الله أو بمعنى آخر المشروعة وغير المشروعة وسأتطرق للمشروعة فقط أما الأخرى فلا تعنيني وأنا منها براء أمام الله تعالى...

اتفقنا أن الصمت والتجاهل ليس حلا، واتفقنا أن هناك قول بشري بالتجاهل والصمت وتوجيه رباني الدفع بالتي هي أحسن، وطبعا هنا سنثق بالله ويبقى رأي البشر خطأ كالبشر أنفسهم يخطئون...

أهم جزء في المسألة:

لا تؤول فعل الآخر والتمس العذر

اجعل تعاملك لله ولا تهتم للإنسان فقلبه بين يدي الله وهو كفيل بجعله لك كما تريد

كن هادئا، في نفس الوقت لا تقبل الظلم وتصرف تجاهه بهدوء لا ببرود وشتان بين الهدوء والبرود...سأتطرق للفرق بينهما في الحلقة القادمة بعون الله...

يقودنا هذا الكلام للحديث عن الغضب كيف ولم وماهو والخطوات العملية لتصبح هادئا هانئا بعون الله

وذلك في الحلقة القادمة إن شاء الرحمن

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:18 AM
المشاركة 18
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة الثامنة عشرة:

اهدأ تنعم بحياتك

في الحلقة السابقة لخصنا خطوات الدفع بالتي هي أحسن واتفقنا أن ننتقل إلى الكلام عن الغضب والفرق بين الهدوء والبرود

وللحديث عن الغضب يراودنا سؤال مرتبط مباشرة : لماذا نغضب؟ نغضب لما لا يعجبنا قول أو فعل أمامنا، أو خالف هوانا أو قناعاتنا، أو إن ظلمنا،... وتعالوا نضع فرضية أننا غضبنا وكسرنا وشتمنا وفرغنا كل المشاعر التي استفزها هرمون الأدرينالين داخلنا، فهل غيرنا شيئا؟ أم أننا زدنا الطين بلة ونؤذي صحتنا ونعطي عنا صورة سيئة تؤكد أننا غير متوازنين نفسيا أما لو كنا هادئين والهدوء هنا هو الحلم وحيادية المشاعر – ولا يتأتى هذا إلا ببناء قناعة أن غليان المشاعر يضر ولا ينفع- ونتصرف بحكمة تجاه المشكل فسنربح ولا نخسر، أما البرود فهو تبلد المشاعر وعدم العمل على حل المشكلة والرضا بالظلم وتجاهل الواقع...

في الحلقة القادمة بعون الله سنتحدث عن سر عجيب ومفتاح رهيب لكل شيء في الحياة باستفاضة وإسهاب,,,,

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:20 AM
المشاركة 19
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة التاسعة عشرة:

سر السعادة بين يديك

في الحلقة السابقة تحدثنا عن الغضب وعن الفرق بين الهدوء والبرود وكيف نكن أكثر هدوء، واتفقنا أننا اليوم سنتطرق لسر رائع للسعادة وبه نختم بعون الله تعالى هذه السلسلة، في هذه الحلقة والحلقة القادمة بإذن الله سنتحدث عن سر رائع من الأسرار الإلهية في الكون، ولكننا نغفل عنه للأسف، هذا السر يجلب القوة بكل أنواعها، الصحة، المال، السعادة، راحة البال، تيسير الأمور، الرزق بكل أنواعه....

ولنتفق معا على قاعدة وهي أننا نحن مسؤولون عن كل ما يصيبنا...

يقول العلي القدير: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ (79) سورة النساء

ويقول أيضا: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) سورة الأعراف

وهذا معناه أن الداء هو الذنوب والدواء هو التوبة والاستغفار، ولكن ما علاقة هذا بحياتنا وما علاقة المعاصي بالسعادة، مقاربة لا يراها العقل منطقية، وربما أوصلنا التحليل أن الله إن أطعناه سعدنا وإن لم نطعه تعسنا... وبمنطق جلي هذا ظلم – ولأن الله حاشاه أن يكون ظالما- هناك حلقة مفقودة لابد أن تكتمل لندرك حق اليقين وقبلها علم اليقين أن الاستغفار هو مفتاح كل الأقفال، رحمة من الله ذي الجلال...وأن حكمة الجزاء والعقاب نحن المسؤولون عنها وأن الله عادل في حكمه وليس بظلام للعبيد...

كيف ولم؟ في الحلقة الأخيرة بعون الله عسى أن يكون ختامه مسكا

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 12-20-2013, 04:21 AM
المشاركة 20
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سندويشات قلبية***كل يوم فكرة هنية

الحلقة العشرون والأخيرة:

سبحانك ربي ما خلقت هذا باطلا

في الحلقة السابقة تحدثنا عن مفتاح سحري لكل أبواب الرزق والسعادة في الدارين...

وقلنا أن هناك حلقة مفقودة بين علاقة الذنوب بشقاء الإنسان وسعادته وكيف أننا إن أطعنا الله نجونا وإن عصيناه هلكنا، أليس هذا بظلم...

وتعالوا نفترض معا أن الله تعالى لا يعاقب ولا يجازي.... والحياة تسير هكذا، من ذا الذي يقتص من الظالمين وينصف المظلومين؟ هل البشر سيكون عادلا حقا أم أنه سينحاز إلى فريق ما؟

إذا لم نتق الله ونخشاه ونقدره، ورأينا مثلا عجوزا تمشي في الشارع، من سينهانا عن إهانتها أو سرقة مالها مثلا؟ أليس هو من خلقنا وأنزل الرحمة بين الخلق؟ وتقواه تحفظنا وتحفظ غيرنا وتحفظ البشرية من الخراب والدمار..

القانون الوضعي البشري القاصر دائما فيه نقص وتعديلات واكتشافات ودراسات ولن يصل أبدا إلى التشريع الرباني الكامل المتكامل..

تعالوا نفترض أن الله يجازي فقط ولا يعاقب... طبعا سنرتكب كل المنكرات التي هي تضرنا أولا فهو لم يحرمها عبثا، حرمها لأنه يحافظ على منظومة كاملة، على كون خلقه، على إنس وجن وحيوان ونبات وجماد ، على طبيعة لو حافظنا عليها بما يرضي الله لعشنا فيها بهناء... ولو خربناها لضعنا فيها ...

وتخيلوا معي لو أنه يعاقب أيضا ولا يجازي؟ هو أكيد سيكون ظالما لأنه يعاقب فقط كما يفعل الكثير من البشر إن أخطأ أحدنا نهر وضرب وغضب وإن أحسن أحدنا مر مرور الكرام...

وأنزل لنا العقيدة أولا لنعرفه ونطبق التشريع على بصيرة في كل حياتنا، فننعم ونسعد أو نشقى ونتعب...

ترى هل لو قال لك أحدهم وأنت تقود سيارتك، احذر فإن السياقة بشكل سيئ سترديك قتيلا أو جريحا... هل ستحترمه أم أنك ستقول هذا رجل مخبول؟

فكيف يكون الله ظالما وقد أنزل لنا منهجا : عقيدة لسلامة القناعات، وبالتالي تطبيق التشريعات على بصيرة والحياة بالضرورة في سعادة وهناء ...

وأما الفتن فهي ابتلاءات للتنقية والاستغفار صابون للتطهير الفوري الذي كلما تعمق طهر وأسعد وارتقى به المرء...

تخيلوا معي رجلا لا يؤدي المناسك التي هي جزء من ثلاثية العبادة، هل سيكون ذا خلق؟ ممكن أمام الناس ولكن بينه وبين أهله ليس بالشكل الكافي، وبينه وبين نفسه، الخلوات لا قيمة لأحد عنده فيها، وهذا موضوع أعمق بكثير وفيه تفصيل عن مفهوم العبادة العميق الذي يخرجنا من الرق إلى الحرية الكاملة بالعبودية لله وحده لا شريك له....

أسأل الله تعالى جل في علاه أن يكون ما خط قلمي خالصا لوجه الله ونافعا لي ولكم ولكل إنسان على وجه البسيطة...

أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) سورة الحشر

تمت بفضل الله والحمدلله ربنا على أفضالك ونعمك التي لا تعد ولا تحصى

بقلم: نزهة الفلاح



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سندويشات قلبية **** كل يوم فكرة هنية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غمزات ونغزات قلبية...في الحب شؤون نزهة الفلاح منبر القصص والروايات والمسرح . 14 02-11-2014 09:10 PM
فكرة المؤامرة .. (الفرق بين : التفكير بالمؤامرة ، وسيطرة فكرة المؤامرة) أحمد الورّاق منبر الحوارات الثقافية العامة 3 10-05-2012 09:40 PM
فكرة في فكرة أضحت عبرة.. تيجاني العمراري منبر البوح الهادئ 14 02-06-2011 02:55 PM
إعلام بلا هوية..شباب بلا هوية (2) علي بن حسن الزهراني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 8 08-26-2010 03:34 PM
إعلام بلا هوية..شباب بلا هوية علي بن حسن الزهراني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 4 08-21-2010 04:39 PM

الساعة الآن 02:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.