المقهىلتسكن النفوس وتهدأ الجوارح بعد ثقل وحي الإبداع.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عالم من الأسرار والعجائب ، وفضاء واسع للتأمل ، تباينت المواقف بشأنها
وتعددت الآراء فيها بين ذام وساخط وبين مادح ومبتهج ، فكل واحد يراها من زاوية ومن منظورخاص بتكوينه الثقافي والاجتماعي .
لقد انشغل الشعراء ومنذ القدم في التعبير عن أمور الدنيا ، فهاهو ابو العلاء المعري ينظر لها بعين التشاؤم ،فلا يرى أمل في صلاحها وكأنها دولاب ثابت لايتحرك :
فلا تأمل من الدنيا صلاحا فذاك هو الذي لايستطاع
ويبالغ في ذمها والتحقير من شأنها ويحذر من الجري وراء سرابها حتى لصغار السن فيقول :
فلا تطلب الدنيا وان كنت ناشئا فاني عنها بالاخلاء أربا
وهي ذات النظرة المريبة المعبرة عن عدم الرضا التي جاءت في قول الشاعر ابي نؤاس :
اذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
في حين تعجب ” المتنبي ” من حسد الحاسدين له وهو يتلقى الاساءة من عبيد القوم :
ماذا لقيت من الدنيا واعجبه اني بما انا شاك منه محسود
ماكنت احسب احيا الى زمن يسيء بي فيه عبد وهو محمود
هكذا المرء لايعترف بتقاعسه وعدم استثماره للفرص التي تتاح له فتراه يصب جام غضبه على الدنيا وسوء الاقدار على حد قول الشاعر يحيى بن زياد بن عبدالله:
المرء تلقاه مضياعا لفرصته حتى اذا فات امر عاتب القدرا
والشعراء الشعبيون لايختلفون عن اقرانهم شعراء الفصحى في نظرتهم الى الدنيا واحوالها ، ففي مطلع سبعينيات القرن الماضي جمعت حوارية شعرية ثلاثة شعراء من الديوانية حول مطلع شعري تركه لهم احد الشعراء جاء فيه :
وكما نرى
فجاءت مواقف الشعراء متباينة لكنها تجمع على ان الدنيا فيها من الغواية والقسوة والغدرالشيء الكثير .
حسن الشيخ كاظم
يدنيا ليش طكاتــﭺ ثجيــــلة ماعنـدج رحم ويــه اليوافيــﭺ
بعكلي وفكرتي انتي هزيلة ولو غيري يدنيا بغالي يشريـﭺ
حملي شما ثكل مرتاح اشيله وآنه الي ﭼنت باليسره الآويـﭺ
لاﭼن لاجفيتي وماترحميــن شحـجي والحـجه وياﭺ يخجـــل
عاكول وكطب دربي تزرعين وأنه الكل المصايب عندي تسهل
الإمام علي رضي الله عنه :
"النَفسُ تَبكي عَلى الدُّنيا وقَد عَلمَتْ أنَّ السَّلامةَ فيها تَركُ ما فيها،
لا دارَ لِلمَرءِ بعدَ الموتِ يَسكُنُها إِلَّا التي كانَ قَبلَ الموتِ بانيها"
حيث تشغل الدُّنيا وأحوالها بال الناس، فتراهم يفكرون بها ويقلبون ظروفها حتَّى يصلوا معها إلى معناها وحقيقتها، وهذا هو حال الشعراء الذين كتبوا آلاف الأبيات والقصائد عن الدُّنيا، واصفين سعادتها وبؤسها، بياضها وسوادها.
أما أبو العتاهية
فقد جرب حلوها وزهد بها
عاش أبو العتاهية في العصر العباسي وعاصر الخليفة هارون الرشيد، كان ميَّالاً إلى ملذات الحياة من مجون ولهو، لكنه انقلب فيما بعد على دنياهُ فزهد بما فيها، وهجر شعر المديح والغزل إلى شعر الزهد
ومما قاله أبو العتاهية في الدُّنيا:
أرَى الدًّنيا لمَنْ هيَ في يديْهِ، عَذاباً كُلَّما كثُرتْ لديْهِ
تُهينُ المُكْرِمينَ لَها بِصُغْرٍ، وتُكْرِمُ كُلَّ مَنْ هَانتْ عَليهِ
إذا استَغنيتَ عن شيءٍ فدَعهُ، وخُذْ ما أنتَ مُحتاجٌ إليهِ
ويقدم أبو العتاهية نصيحة مجرِّب للدُّنيا قد تاب عمَّا فيها طمعاً بالذي يليها:
لعَمرُكَ ما الدُّنيا بِدارِ بقاءِ، كفاكَ بِدارِ الموتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشقِ الدُّنيا أخي فإنَّما يُرَى عَاشِقُ الدُّنيا بجُهدِ بَلاَءِ
هي الدنيا ..
إذا حلت أوحلت - وإذا أقبلت بلت - وإذا أبهجت هجت - وإذا أينعت نعت -
وإذا سامحت محت -وإذا صالحت لحت - وإذا بسطت سطت -
فكم من عظيم رفعت له العلامات .. ولما علا ...... مات
وكم من عاشق عاش على السلامات .. ولما سلى ........ مات
وكم من مريض عدنا .. وما عدنا !!!
وكم من قبور تبنى .. وما تبنا !!!
كان لك برنامج على إذاعة الخليل من سنوات طويلة.
كنتِ بصوتك العذب تجملين الأثير بهذه الكلمات
هي الدنيااااا
وأنا أسافر بمعانيك لأبعد من الخيال بخيالات.