قديم 04-01-2014, 10:39 AM
المشاركة 101
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إدريس بن محمد جَمَّاع
هو الشاعر السوداني إدريس بن المانجل بن محمد الأمين جمَّاع بن الأمين بن الشيخ ناصر ، و جمَاع تضبط بجيم مفتوحة و ميم مشددة مفتوحة و هو من قبيلة العبدلاب ،ولد بقرية حلفاوية الملوك في عام 1922 للميلاد ، توفيت والدته و هو صغير ،و في عام 1930 ميلادي التحق بمدرسة حلفاوية الملوك الابتدائية ،ثم بمتوسطة أم درمان في عام 1934 ، ثم نال إجازة كلية المعلمين ببخت الرضا في عام 1936 ميلادي،
التحق بمعهد المعلمين بالزيتون بمصر 1947م, و نقل إلى السنه الثانيه،التحق بكلية دار العلوم,
في نفس العام بعد أن اجتاز مسابقتها ثم نال ليسانس اللغه العربيه وآدابها منها في 1952م.
التحق بمعهد المعلمين بشندي بعد عودته إلى السودان.
عيّّن مدرسا بمدرسة (تنقسي) الجزيرة ثم الخرطوم الأولية وبعدها حلفاية الملوك.
نقل إلى مدرسة السنتين ببخت الرضا.
أعماله:
له ديوان مطبوع بعنوان "لحظات باقية".
مما قيل عنه:
قال عنه الدكتور عبده بدوي في كتابه (الشعر الحديث في السودان): "أهم مايميز هذا الشاعر هو احساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله ولا شك أن هذه نغمة جديدة في الشعر السوداني".
و يقال أن العقاد لما سمع قصيدته التي مطلعها:
أعلى الجما تغار مني !=ماذا عليك إذا نظرنا؟
قيل له لشاعر سوداني بمستشفى المجانين ، قال: هذا مكانه! فلا يقول هذا الشعر إلا مجنون.
عانى الشاعر من مشاكل نفسية .
و يقال أن سبب هذا أنه كان يحب جارة له جميلة و تحبه و اتفقا على الزواج و حين ذهب لأخذ شهادة جامعية ، تزوجت فتاته من غيره ، فعاش صدمة تركته يعيش حالة من الهيام و كان يسير في الطرقات إلى غير غاية و في هذه الحالة البائسة كتب روائع شعره. ، تُوفي رحمه الله في عام 1980 للميلاد.

من شعره:

1. ( إنَّ حظي ) هذه المقطوعة التي هي على كل لسان:

إنَّ حظي كدقيق = فوق شوكٍ نثروه
... ثم قـــالــوا لـحـفـاة يـوم ريـحٍ اجمعـوه
صـعـب الأمـر عـليهم = ثمَّ قالوا اتركوه .
إن من أشقاه ربي!= كيف أنتم تسعـدوه؟ *


2. أنت السماء:
يقال أن سبب هذه القصيدة أن إدريس جّمَّاع شاهد عريس و عروسنه بأحد المطارات فأعجبه جمال العروسة فأطال النظر
فأخذ زوجوها يحجبها عنه فقال:
أعلى الجمال تغار منا ؟
ماذا عليك إذا نـظرنا ؟
هى نظرةً تنسى الوقارَ
وتسعدُ الروحَ المعنىّ
دنـياى أنت وفـرحتى
ومنى الفؤادِ إذا تَمَنىّ
أنتَ السماءُ بدتْ لـنا
واستعصمتْ بالبعدِ عنا
هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا
عصفت به الأشواق وهنا
وهفت به الذكرى فطاف
مع الدجى مغنى فمغنى
هـزته مـنك مـحاسن
غنى بها لـمّـَا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ
خواطرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
أنـسـت فيكَ قداسةً
ولــمستُ إشراقاً وفناً
ونظـُرتُ فـى عينيكِ
آفاقاً وأسـراراً ومعـنى
كلّمْ عهـوداً فى الصـبا
أسألْ عهـوداً كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا
كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ
ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا

3. و يقول عن نفسه من قصيدة ( شاعر ):



ماله أيقظ الشجون فقاست
وحشة الليل واستثار الخيالا
ماله في مواكب الليل يمشي
ويناجي أشباحه و الظلالا

* * * * * *
هين تستخفه بسمة الطفل
قوى يصارع الأجيالا
حاسر الرأس عند كل جمال مستشف
من كل شيء جمالا
ماجن حطم القيود وصفى
قضى العمر نشوة وابتهالا

* * * * * *
خلقت طينة الأسى وغشتها
نار وجد فأصبحت صلصالا
ثم صاح القضاء كوني فكانت
طينة البؤس شاعرا مثالا
يتغنى مع الرياح إذا غنت
فيشجي خميله و التلالا

* * * * * *
ضاع من كل ربوة معبرا يسكب
في سمعة الشجون الطوالا
هو طفل شاد الرمال قصورا
هي آماله ودك الرمالا
هو كالعود ينفح العطر للناس
ويفنى تحرقا واشتعالا

________________
*كتب الأستاذ أحمد الجدع في موقع ( رابطة الشام) حول هذه المقطوعة و نسبها لشاعر مصري ، و لكنه لم يجدها في ديوانه و الحقيقة أن هذه الأبيات ليست إلا لإدريس جمَّاع مع عدم وجودها في ديوانه الذي أطلعت عليه و الصادر من دار الفكر طبعة عام 1989م للميلاد، و لكن لشهرة النسبة إليه، كما حاول الجدع إصلاح عجز البيت الأخير بقوله:
( أبدا لن تسعدوه) فخلَّّّص البيت من الغلط النحوي و لكنه كسر الوزن، و الذي أراه أن يروى البيت كما هو مع التماس العذر للشاعر في الخطأ النحوي فالرجل إختلط في جزء كبير من حياته.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-18-2014, 09:49 PM
المشاركة 102
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحمد الجدع
هوأبو حسان أحمد بن عبداللطيف الجَدع القيسي، شاعر و مترجم و مفكر كبير ، أحد أبرز الأدباء الملتزمين بقضايا الأمة الإسلامية ، من مواليد مدينة جنين بفلسطين المباركة في عام 1360 هجري الموافق لعام 1941 ميلادي ،و مدينة جنين إحدى مدن شمال فلسطين ، وفي مدارسها درس حتّى نال شهادة الدّراسة الثانوية الأردنية (المترك) عام 1958م، وفي كلية النّجاح الوطنية بنابلس درس الثانوية العامّة على النّظام المصري (التوجيهية) عام 1959م وفي عام 1970م حصل على الشّهادة الجامعيّة الأولى الليسانس) في اللغة العربية، في جامعة بيروت العربية، وفي عام 1977م حصل على دبلوم عام في التربية وعلم النّفس من جامعة قطر، وفي عام 1982م حصل على دبلوم خاص في التربية وعلم النّفس من جامعة قطر،كان عضوا في رابطة الأدب الإسلامي من حين تأسيسها ، عمل بالسعودية بمدينة الطائف لمدة ثلاثة أعوام ثم انتقل للعمل لقطر لما يربو عن الثلاثين سنة. له دار الضياء للنشر ، و له عدة كتب مفيدة منها :
1. شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ( عدة أجزاء)وقد ناصفه الجهد الأديب حسني أدهم جرار ، و هذا المصنف كان له كبير التأثير فيِّ و في أبناء جيلي .
2. معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين.

و للجدع عدة دوواوين منها:
1.الخروج من جحر الضب
2. العودة من حيث المبتدأ

و من جميل جوابه حول الحداثة قوله:
( الحداثة بالمعنى الذي أفهمه، وهو تفاعل الأديب مع عصره، فهو مطلوب، ونحرص عليه، وندعو له، ولا يكون الأديب أديباً في نظري إلا إذا كان حداثيّاً بهذا المفهوم.
أما الحداثة بمعنى تنحية القيم الإسلامية وإحلال القيم المستوردة محلّها، فهذا لا يقبل به عاقل، فإذا وجدنا عاقلاً يقبل به ويدعو إليه، فلا نشكّ عندئذٍ أنه مدخول الفكر، مأجور لغير أمّته..)
و عموماً فالجدع ملأ المكتبة العربية بكل مفيد و مثمر شعرا و نثراً، وتوفي يوم الجمعة االموافق 18 من رجب 1433هـ، الموافق لـ 8/ 6/ 2012م، رحمه الله!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-21-2014, 09:06 PM
المشاركة 103
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالعزيز الميمني الراجكوتي

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-21-2014, 09:13 PM
المشاركة 104
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبد الحميد الديب
ترجم له الأستاذ أحمد بن عبداللطيف الجدع في رابطة أدباء الشام بقوله:

( ... ولد الشاعر عبد الحميد السيد الديب عام 1898 م بقرية كمشيش في محافظة المنوفية بمصر لأسرة فقيرة لا تكاد توفر متطلبات العيش الأولية لأفرادها ، ومع ذلك دفع به أبوه وهو في الخامسة أو نحوها إلى شيخ القرية ليعلمه القرآن وشيئاً من الكتابة ، ثم أرسل به إلى الأزهر آملاً أن يكون من علمائه الأجلاء ، إلا أن حياة الأزهر لم ترق له، فلم يطل به المقام فيه حتى تحول إلى دار العلوم بالجامعة المصرية، ويبدو أنه لم يتم دراسته فيها إلى نهايتها ، فخرج إلى الشارع متسكعاً باحثاً عن مأوى يؤويه ووظيفة تغنيه ، ولكنه كان يعاني الأمرين في سبيل ذلك ، وفي الغالب كان الاخفاق حليفه ، فعاش في أحياء القاهرة الفقيرة يلتمس غذاءً وفراشاً ووطاء ، فكان يعاني في سبيل ذلك الشيء الكثير ، وكثيراً ما كان يلجأ إلى معارفه فيغيثونه ببعض ما عندهم، وكان جل معارفه من محدودي الرزق بسيطي الكسب ، واندفع الشاعر إلى المخدرات فأدمنها ، وعانى من ذلك الآلام المبرحة والتشرد الطويل، وزجَّ به المسؤولون في السجن بغية العلاج ، ففرح بالسجن لأنه وجد فيه المأوى والزاد، وعندما قدر الله له الشفاء من إدمانه رموا به خارج السجن ليعاود مآسيه في الجوع والتشرد .
هذه الحياة أفرخت عنده حزناً وضيقاً وتمرداً تجده في شعره واضحاً ظاهراً ، كما أفرخت عنده معرفة تامة بما يعانيه بسطاء الناس من شقاء وعناء ، فظهر ذلك جلياً في شعره ، وأنتج لنا بسببه قصائد فريدة .
اما شقاؤه وحزنه وضيقه فإن لنا عليه فيضاً من النماذج من شعره ، لعل الأبيات الأربعة المتقدمة واحدة من هذه النماذج ، وعندما نظر إلى الناس يقدمون بين يدي عيد الأضحى ذبائحهم صرخَ قائلاً :
يا معشر الديب وافى كل مغتربٍ
ذبحتهم الشاة قرباناً لعيدكم


إلا غريبكم في مصر ما بانا
والدهر قدمني للبؤس قربانا
وكثيراً ما كان يضيق بالناس لانصرافهم عن نجدته وإساءتهم معاملته ، ويعبر عن ذلك بشعره، ففضل الكلاب على سائر البشر :
ليت العباد كلاب ، إن كلبتنا لما تزل لحفاظ الودّ عنوانا
وهذا يذكرنا بأبي بكر محمد بن خلف المرزبان (ت309هـ) الذي ألف كتاباً يفضل فيه الكلاب على كثير من البشر ، وكان كتابه بعنوان "تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب" .
وبالذي فضل مصاحبة الذئب على مصاحبة البشر :
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ
وبالشفنرى الأزدي الذي فضل الحيوانات مثل الذئب والنمر والضبع على قومه ، فقال :
أقيموا بني أمي صدور مطيكم
ولي دونكم أهلون سيد عملسُ

فإني إلى قوم سواكم لأميلُ
وأرقطُ ذهلولٌ وعرفاءُ جيألُ
إلى آخر مافي الشعر العربي من هذه النماذج ...
ولم يكف عبد الحميد الديب عن الشكوى والأسى ، ومن ذلك قوله :
وداعاً شبابي في ربيع شبابي وأهلاً حسابي فبل يوم حسابي
وينعي حظه في هذه القصيدة بقوله :
ولكن حظي بدل النور ظلمةً
وبؤت من الأيام وهي هوامع
أمانيّ تغريها الخطوب رأيتها
ولو أن وهاب الحظوظ أراد لي
ولكنها ماتت بليلة عرسها




وبدل ما أشدو نعيب غراب
بحظ العطاش من جهام سحاب
كأشلاء قتلى في رؤوس حراب
سلامة إحداها لخفف ما بي
ومن دمها الغالي تخذت خضابي
وهو من شدة شعوره بالحزن يقول :
لم يخلق الحزن إلا في جوانحنا
لو ذاق هذا الورى معشار محنتنا

ولا المدامع إلا في مآقينا
ما فارقوا عيشهم دنيا ولا دينا
وهو في شكواه يقول :
رضيت ومن يمرن على حزنه يرضى
ويا سامر الدنيا وموكب يُسرها


فيا ظلَّ أحلام تقلص وانقضا
تجافيت بي نفلاً وأنكرتني فرضا
الواقع أن الديب كان يائساً من مساعدة من حوله ، بل كان يتهمهم بالتآمر عليه لأنه أفضل منهم فكراً وخلقاً وشعراً ، فنراه يقول :
حظي ومصرعه في لين أخلاقي
بين النجوم أناس قد رفعتهمُ
وكنت نوح سفين أرسلت حرماً
وليس لي من حبيب في دياركم
لم أدر ماذا طعمتم في موائدكم




وفيض عطفي على قومي وإشفاقي
إلى السماء ، فسدوا باب أرزاقي
للعالمين ، فجازوني بإغراقي
إلا الحبيبين أقلامي وأوراقي
لحم الذبيحة أم لحمي وأخلاقي
وللشاعر قصيدة رائية مشهورة ، يتداولها عارفوه ومحبو شعره ، ولكنها غير قابلة للنشر ، وهذه القصيدة تذكرنا في وجه من الوجوه بقصيدة إبراهيم طوقان "يا شهر أيار" وهي أيضاً متداولة وغير قابلة للنشر .
وفي رائية الديب أبيات عن بؤسه وسوء حظه لا نستطيع أن نذكر منها سوى هذا البيت :
كأني عبلة والبؤس عنتر

وهام بي الأسى والبؤس حتى
وسأورد بيتاً آخر من القصيدة يدل على السبب في عدم النشر :
هنا يأيها المزنوق طرطر !!
كأني حائط كتبوا عليه
إذا هممت أن تختار من شعر الديب وقعت في حيرة ، فهو شاعر مقتدر ومتفوق وتود لو أكثرت من عرض إبداعاته ، وكلما تركت قصيدة أسفت لأنك كنت تود لو عرضتها .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قلنا إن حياة الديب هي حياة هذه الطبقة الفقيرة البائسة من الشعب المصري ، لهذا كان الديب إذا تحدث عن فقير وبائس أبدع في حديثه وحلق ، وله مقطوعات في غاية الجودة والتقدم لا يستطيع الكاتب أن يقتبس منها بل لابد من عرضها كلها لأنها تمثل وحدة عضوية لا تنفصم عراها .
والديب فلاح من عائلة ريفية فقيرة ، لهذا فهو إذا تحدث عن الفلاح أجاد وأبدع :
كل الحياة بهذه الفأس
حَسْب ابن بَجْدَتِها وحاملها
بين المروج عروسها تُجْلى
كم أنبتت في قاحِلٍ ذهباً
هي فرحة ، إلا إذا حُمِلَتْ
في يومها غَرْسٌ .. وفي غدها
وتُرَى على كَتِفٍ مجرحة






من أخمص الدنيا إلى الرأس
بين البرية عِزَّة النفس
وتُزَفُّ من عُرْسٍ إلى عرس
وجَرَتْ على الأزهار كالكأس
لِتَشُقَّ مَثْوَى المَيْتِ بالرمس
جنى لما أجدته في أمس
كالتاج مُلْتَمِعاً على الرأس !
وعندما رأى الشاعر فقيراً يتلذذ الناس في تعذيبه وازدرائه ، هاجت شاعريته وأبدع هذه المقطوعة :
سجنوا عليكَ الكون ، أم سَجَنُوكا
تَخِذوا عذابك ، أو نعيمك شهوة
نَمْ يا ضرير ، ففي عماكَ سعادة
ألاّ ترى أثَرَ الطغاة وجورهم
ألا ترى الدنيا شخوص رواية
صادوك ، فاتخذوك لعبة ملجإ
لم يرحموك على عماك ، كأنهم
في "الغرب" كل اللاجئين تخالهم
وهم بمصر معذبون أذلة
يَحْيَوْنَ في ظل الإسار وضيقه
ثاروا وثاروا .. والحكومة لَمْ تَزِدْ
وهم كباقي الشعب في بأسائه











لو أنصفوا في ظلمهم قتلوكا
وتقاسموك ، كأنَّهُم خلقوكا !
ألاّ ترى عيناك مَنْ ظَلموكا
عرضاً ذبيحاً ، أو دماً مسفوكا
ضَلَّت .. وضَلُّوا شرعة وسلوكا
كم عذَّبوكَ به وكم ضربوكا
حسبوا العذاب على العمى يهنيكا
بين النعيم المستقر ملوكا
ملكوا مِنَ الرِّقِّ المهين صُكوكا
بأشد من عيش السجون حُلوكا
إلاّ ظنوناً حولهم وشكوكا .. !
ظِلُّ الحُنوِّ به غدا متروكا

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-21-2014, 09:14 PM
المشاركة 105
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أما خانكا مصر أو سجن المجانين أو المارستان فقد نزله الشاعر وعاش مع نزلائه فوصف كل ذلك في هذه الأبيات التي قل أن يجيد مثلها شاعر ، بل أقول بأن شاعرا آخر غير الديب ما كان ليشعر بهؤلاء النـزلاء مثلما يشعر الديب نفسه ، ألم يتهموهُ بالجنون ؟ ألم يلقوه ظلماً بينهم ؟
رعاك الله "مارستان" مصر
حَوَيْتَ الصابرين على البلايا
ومن هبطوا بهم من صَرْحِ عِزٍّ
تراهم خائفين .. فإن أُثِيروا
وإن سئلوا عن الأسرار كانوا
ورب مهرج منهم بقولٍ
فإن يغضب بقارصَةٍ تباكى
يعذبه عبادك كل يوم
وكم في مصر من غِرٍّ غَبيٍّ
ولو عدلوا لأمسى "خانكياً"









فإنَّكَ دارُ عقل لا جنون
ومَنْ نَزَلوا على حكم السنين
إلى أغلال إذلال وَهُون
بِمَهْزَلَةٍ فآساد العَرين
كمن أخذوا عن الروح الأمين
يُريكَ الجد في ثوب المجون
فأبكى العين بالدمع الهَتون
ويَصْلَى الضَّيْمَ حيناً بعد حين
تمتع بالجميل وبالثمين
يُعذّب بالشمال وباليمين
والديب السياسي ، نعم السياسي ، فقد كان على خصاصته مهتماً بما يدور حوله ، له رأي نافذ في أمور السياسة والأحزاب والحكومات والرجال .
كان الديب من بين معاصريه من شعراء مصر أول من التفت إلى قضية فلسطين ، بل إن شوقياً وحافظاً ومطران وهم أعلام الشعر في عهده لم يذكروا فلسطين ومأساتها حتى في بيت واحد، وقد عاتبهم إبراهيم طوقان في قصيدة معروفة على موقفهم هذا ولكن دون جدوى .
أما الديب فقد تعاطف مع أهل فلسطين ومع قضيتهم منذ عام 1936 ، وهو عام مبكر ، فله هذه الأبيات يخاطب فلسطين وأهلها ، وهي بعنوان "فلسطين الدماء" .
أقَتَلْتِهِمْ بالحُسن أم قتلوكِ
دار النبوة .. والعروبة .. والهدى
جهلوا عليك ، وما دروك فأمعنوا
تِيهِي "فلسطين الدماء" على الورى
فلَربَّ ظبي من بنيك مُهفهف
نامت عيون الناس إلا عينه
ولرب شيخ من بنيك محطم
تعس اليهود فما لهم من ذمة







الشمس أمك .. والهلال أبوك
خَفَروا ذِمامَكِ بالدم المسفوك
في قتل قومك .. ليتهم عرفوك
إنَّ الملائك والملوك بنوك
بجماله وحسامه يفديك !!
حتى يصيب الثأر من راميك
بَهَرَ الوجود صِباً .. لكي يحميك
لو لم تكوني مُرّةً أكلوكِ
كان هذا عام 1936م ، ومن حظ الديب أنه لم يعش حتى يرى اليهود وقد التهموا فلسطين ، وزادوا عليها بلاداً أخرى .
أما موقفه من أحد الأحزاب الذي كان يجمع بين الوزارة ورئاسة الديوان الملكي وقد طغى وانتشرت ظلاماته فهو يلخص هذا الموقف بقوله :
برامكةٌ وليس لهم رشيد
مدحتهم فما شرفوا بشعري
وصغت هجاءهم فإذا الأهاجي


وأقيال وكلهم عبيد
لخستهم ، وما شرف القصيد
على الأفواه لحن أو نشيد
وقال مورياً بالنحاس باشا رئيس وزراء مصر :
راجع زمانك أيهذا الكاس
لم يبق من مجد الزعامة كله


فاليوم لا نحس ولا "نحّاس"
إلا قميص أزرق ولباس
وكان الديب دائماً مع الشعب ، مع المحرومين من العمال والفلاحين ، وهو يصور الحياة الاجتماعية البائسة لهؤلاء في عهده أصدق تصوير :
"كُلوا" الحكومة أو موتوا من الجوع
مَن حرَّموا اللحم في يومين، هَلْ علموا
حكومة الفقر و الأيام قَبْلَهُمُوا


صوت الضعيف المُرَجَّى غير مسموع
أن ليس في حُكْمِهِمْ زَيْدٌ لتشريع ؟
على الورى حَرَّمَتْهُ ألْفَ أسبوع ؟!
وعندما اعتقلت الشرطة الشاعر ووقف أمام المحقق فقال له : إيه يا ديب تحرض الناس على الحكومة وتقول لهم : كُلوا الحكومة أو موتوا من الجوع ، رد الديب على البديهة وقال أنا لم أقل ذلك وإنما قلت : كِلوا الحكومة (بكسر الكاف) أي فوضوها أمركم ! فابتسم المحقق وخلى سبيله .
ويذكرني موقف الديب هذا وسرعة تخلصه من المأزق بتحريف البيت بحركة واحدة ، بموقف نرويه عن أبي نواس في العصر العباسي ، فقد رووا أن أبا نواس وقف بباب أحد الأمراء ينتظر الإذن ، فطال وقوفه وعلم أن الأمير يجالس جارية له تدعى خالصة ، فكتب "بالطبشورة" على الباب هذا البيت :
كما ضاع عقد على خالصة
لقد ضاع شعري على بابكم
ولما قرأته الجارية استشاطت غضباً واستشاط معها الأمير ، فأرسل في استدعاء أبي نواس ، ويقال بأن أبا نواس فطن لسبب الاستدعاء ، فمال على الباب ومسح الطرف السفلي من حرف العين في كلمة ضاع فغدت ضاء ، وعندما مثل بين يدي الأمير وسأله غاضباً عن بيت الشعر نفى أبو نواس أنه هجا ، بل ادعى أنه مدح ، ولما قرأ الأمير البيت مجدداً بعد الحذف ابتسم وصفح عن الشاعر وأجازه ...)
و قد ساق الجدع قصة تعرفه على شعر الجدع بقوله :
(
سأل أحد المتصفحين لموقع أدباء الشام على شبكة الإنترنت عن قائل هذا البيت :
إن حـظـي كـدقيق بين شـوك نـثـروه

وسأل عن تتمة الأبيات وعن قائلها .

وقد أثار هذا السؤال في نفسي ذكريات عزيزة .
كان ذلك عام 1961م أي قبل أكثر من أربعين عاماً ، عندما كنت أعمل مدرساً في بلدة "الخرمة" التابعة لمنطقة الطائف التعليمية في الحجاز من الجزيرة العربية ، وكان عمري آنذاك عشرين عاماً.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وشاء الله أن أتعرف على أخ عزيز جاء من مصر مدرساً في الخرمة ، هذا الأخ اسمه عبد العليم شهاب، كان مولعاً بالأدب والأدباء والشعر والشعراء ، وكان كثيراً ما يسمعني روائع الشعر العربي قديمه وحديثه، ويحدثني عمن عرف من شعراء مصر أو عمن قرأ له منهم، وممن حدثني عنهم الشاعر عبد الحميد الديب ، وكان مما قرأه لي وحفظته ونسبه إلى هذا الشاعر هذه الأبيات التي سأل السائل عنها :
إن حظي كدقيق
ثم قالوا لحفاةٍ
صعب الأمر عليهم
إن من أشقاه ربي



بين شوك نثروه
يوم ريح اجمعوه
قيل يا قومي اتركوه
كيف أنتم (تسعدوه)
أقول : هكذا روى الشطر الأخير من البيت الرابع : كيف أنتم (تسعدوه) ، والأصل تسعدونه لأنه من الأفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها (أي النون) .
ونحن في هذه الرواية أمام احتمالين :
الأول : أن يكون الشاعر قد أخطأ ، وهذا ما أستبعده من شاعر مثل عبد الحميد الديب طالب الأزهر ودار العلوم، وهما حصنا العربية بمصر ، وأستبعد أيضاً على شاعر يبدأ أبياته بالجمالية التي تبدع هذه الصورة المركبة في البيتين الأولين :
دقيق بين شوك ... وريح ثائرة ... وحفاة كلفوا بجمع هذا الدقيق المنثور بين الأشواك والذي تتلاعب به الرياح .
هذا مع ما نلاحظه من قلق الضمير أنتم بين الاستفهام والفعل .
إن هذه الأبيات الأربعة جميلة وتعبر عن موقف الشاعر وحالته النفسية ولا يعيبها من الناحية الفنية سوى هذا الشطر .
الثاني : أن يكون الراوي الذي روى الأبيات قد بدّل وغيّر ، فيكون الخطأ من الراوي ، مع ملاحظتنا أن شعر الديب في معظمه نقل بالرواية ، وشيوع الرواية بالخطأ في هذا الشطر جعل بعض النقاد يحكم على جميع الأبيات بالضعف ، وهذا ظلم للشاعر وشعره .
والذي يرجح الاحتمال الثاني أن إصلاح هذا الخطأ كان ممكناً وميسوراً من الأدباء الذين مرّ عليهم هذا البيت ، كان يمكن ان يكون البيت هكذا :
إن من أشقاه ربي أبداً لن تسعدوه
ويعود الحق إلى نصابه ، وتعود الأبيات إلى إشراقتها .
هذا وقد أهداني أخي عبد العليم كتاباً عن حياة هذا الشاعر بعنوان "الشاعر البائس عبد الحميد الديب" تأليف عبد الرحمن عثمان ، وبعد قراءة الكتاب تبين لي أن هذا المؤلف هو راوية الشاعر، وتبين لي أيضاً أن هذه الأبيات الأربعة ليس لها وجود في الكتاب ، وإن كان هناك عشرات الأبيات في معناها .
إذن رويت هذه الأبيات للشاعر عبد الحميد الديب الذي كان ملقباً بالشاعر البائس .) أ.هـ



قلتُ:
و كذلك فقد أطلعت على ديوان الشاعر السوداني إدريس جَمَّاع الذي جمع بعد وفاته و طبع عام 1980 للميلاد و لم أجد تلك الأبيات.و لكن لشهرة النسبة لإدريس جَمَّاع أوردتها له في ترجمته.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-21-2014, 09:39 PM
المشاركة 106
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عوض القُوزي
هو العلامة النحوي و المحقق الفذ أبو محمد عوض بن حِمَّد القوزي و الناس في القنفذة ينطق حمد بحاء مخفوضة و ميم مشددة مفتوحة ، من مواليد بلدة القوز و تضبط بقاف مضمومة و واو ساكنة وهي تابعة لمحافظة القنفذة في عام 1361 هجري ،و القوزي رجل عصامي تغلب على الظروف و قلة الموارد و شح الفرص
كحال بقية جيله من أبناء الأرياف النائية فبلدته تبعد عن قرب مدينة و هي جُدة بأكثر من أربعمائة كيلا ، تحدث عنه رفيق دربه سعادة البروفيسور أحمد بن عمر آل عقيل الزيلعي عضو مجلس الشورى بقوله:
(...
ولد عوض القوزي ونشأ (رحمه الله) في بلدة القوز بمحافظة القنفدة، وأنا وُلدْتُ ببلدة الحبيْل، جارة القوز من الشرق، وليس بين البلدتين سوى كيلومترات قليلة، مالبثت أن تلاشت في الوقت الحاضر حتى لم يُعد يفصل بين البلدتين سوى الطريق الفاصل بين جدة وجازان، وليس بيني وبينه فارق كبير في العمر إلا أنه سبقني إلى الالتحاق بالمدرسة بثلاث سنوات فقط، هي المدة الزمنية بين تأسيس المدرسة العزيزية بالقوز1371ه والمدرسة الابتدائية بالحبيل1373ه، ورأيته(رحمه الله) لأول مرة في مهرجان رياضي اجتماعي نظمته مدرسة القوز بمشاركة المدرسة السعودية بالقنفدة، ومدرسة مُنْجية بحليْ، ولم تشارك فيه مدرسة الحبيل لعدم وجود نشاط لاصفي بها في ذلك الزمن، فكان لمدرسة القوز قصب السبق على سائر المدارس المشاركة، وللتلميذ عوض القوزي ذي الجسم القضيف والأيدي النحيلة والصوت الشجيّ نصيب الأسد في تجليّات ذلك المهرجان والفوز بجوائزه. ومنذئد. عرفت أنه الأول على دفعته، وأنه التلميذ المتفوّق في مدرسة القوز، وقد لازمه تفوّقه طوال سنيّه الدراسية، منتظماً في معهد المعلمين الابتدائي بالقنفذة ومركز الدراسات التكميلية بالطائف، ومنتسباً في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية التي اجتازها جميعها بتفوّق وهو على رأس عمله معلماً بالمرحلة الابتدائية في أكثر من مدرسة من مدارس تعليم القنفذة، ثم في مكة المكرمة ومنها إلى الرياض التي كنت قد سبقته إليها بسنتين للالتحاق بالجامعة منتسباً أيضاً...) *
و قد وجدت اختلافا في تقرير سنة ميلاده فجامعة الملك سعود بالرياض في ترجمتها له ذكرت أنه ولد في عام 1361 هجري ، و الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي أحد أصدقائه يذكر ما يلي:
( ...والأستاذ الدكتور عوض من مواليد مدينة القوز بمنطقة القنفذة عام 1363هـ، بدأ كغيره من أبناء الأرياف في صغره مزارعا وراعيا للأغنام، والتحق بالتعليم متأخرا، وسريعا ما حصل على الدكتوراه في النحو والصرف واللغة من جامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1985م، والتحق من وقتها كعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض...)**


سنواصل سيرته قريبا إن شاء الله تعالى!
_____
* عن جريدة الرياض السعودية في عددها رقم : 15672 ، والصادر في يوم الخميس الموافق للثالث من محرم لعام 1435 هجري.
** عن جريدة عُكاظ السعودية في عددها : 4514 ، و الصادر في يوم السبت الموافق للحادي و العشرين من ذي الحجة لعام 1434 هجري.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-23-2014, 05:42 PM
المشاركة 107
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ ولد بلعمش
شاعر موريتاني ،من مواليد صيف عام 1973ميلادي الموافق لعام 1393 هجري، في قرية امحيرث من إحدى عائلات مدينة شنقيط التي أقامت في تلك القرية .
عمل والده رحمه الله في سلك القضاء و قد زرعت فيه مصنفات مكتبة والده المخطوطة و المطبوعة عشقَ الشعر ، درس الإبتدائية و الإعدادية و الثانوية بمدينة أطار ، و منها حصل على باكلوريا الرياضيات ، تابع دراسته في كلية الهندسة الميكانيكية جامعة حلب ، و فيها تخرج مهندسا ميكانيكيا ،
عمل منذو صيف عام م 2007 مهندس دراسات في شركة اسنيم .
من نشلطاته و إسهاماته:
صدر له ديوان (بريد الراحلين ) و هو من منشورات اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين لعام 2010 ميلادي.
شارك في عدة تظاهرات ثقافية داخل و خارج البلاد ،
تم اختياره ضمن اثني عشر من الشعراء العرب أحيوا فعاليات احتفالية شاعر الحرية التي نظمتها قناة الجزيرة في الدوحة 2011 ،
حاصل على المركز الثالث في مسابقة أمير الشعراء النسخة الخامسة.
من شعره:
1. قصيدة ( نقوشٌ مسافرة):


اشرب فليلك بالهيام جديرُ *** كل الكؤوس إلى يديكَ تشير
لا ثوبَ في سهر الدموع لبستَه *** إلا و فيهِ من الرَّجاء بَخورُ
أوتيتَ مزمارا يعتق بوْحه *** جَدَلُ الضفاف و رملُها المسحور
أنتَ المُسافرُ لا ظلال لِسربِه *** حتى ظلالك في السرابِ هجيرُ
قاسمتَ زادك كل قلبٍ جائع *** ماذا سيبقى و الجياع كثيرُ؟!
تخفي ابتسامك إن فرحتَ بومضة *** ما لمْ يُنرْ ليل الوجوه سرورُ
أيامُ عمرِكَ للرحيل مدائنٌ *** وحروفُ شعركَ للحنين جسور
لم ترسُم الصحراء فيك منارةً *** إلا و عيرٌ خلفَها ونفيرُ
ودَّعتَ قافلة الحجيج فلم يَزلْ *** في الكف من أثر الوَداع عبيرُ
عيناك مبصرتانِ بعدَ عماهُما *** فعليهِما ألقى القميص بشيرُ
تتلو على الأسحار من نبأ الهوى *** أن الأحبة ذنبهمْ مغفورُ
تأتي من الطرف القصي كفكرةٍ *** و يشيبُ في لحظاتِك التفكيرُ
وجه ابن تاشفّين يَقبِسُ نورَه *** من وجنتيكَ ، فيوسفًا ستَصيرُ
ها أنتَ تبحرُ ثم ينفلق المَدى *** قَدَريْن بينهُمَا الفَنار منيرُ
يتهيب الطوفانُ كل سفينة *** فيها على الألواحِ منك سطورُ
ما بين ذاك الطود و الموج المُحدِّق فيكَ للقمر المنير عبور
ستُعانق الجَنَّاتِ أندلسيَّةً *** فتغارُ منها خيمةٌ و غديرُ
و نقشتَ في روح النخيل حكاية *** عنْ سدِّ مأربَ ربعُها مهجورُ
وطفقتَ من وَرَقي على الحسرات تخصِفُ يا أبي و أنا بك المستور
قدرٌ علينا أن نسيرَ وربما *** تتوقف الدنيا و نحن نسير!

2. قصيدة (على ضفة الذكرى)

وحدي على ضفة الذكرى أسائِلُها *** عن الذينَ تُناجيهمْ رسائلُها

فأعرف الشوق من عينيْ مُحدِّثتي ** و لي حديثٌ إلى الأخرى يُغازِلُها

ما يسكُبِ العمر من خمرٍ و قافِيةٍ *** فَللحِسان إذا رنَّتْ خلاخِلُها

تبْقَى دموعُكَ فانوسا تُضيئ به *** ليلَ العبارةِ إنْ غُمَّتْ أصائِلُها

و تنتشيِ بالأغاني عُتِّقتْ سَفَراً *** ما بينَ قلْبيكُما تسري بلابِلُها

سُمًّا تَجرَّعتَ و اغتالتْكَ كلُّ يدٍ *** حنّاءُها دَمُ أحلامٍ تُجادِلُها

ها أنتَ فَالعمر ولَّى لا رُجوعَ له *** و تلكَ دارُ خُلودٍ أنتَ نازِلُها

أما ترى الغَزْل منقوضاً و قدْ صبغتْ *** فوديْكَ منْ عِبَرِ الدنيا غَوائِلُها

حاولْتَ جهدكَ أن تنسى مَفَاتِنَها *** فما نسيتَ و ماَ انْبَتَّتْ حبائِلُها

و كلما رُمتَ أن تسعى بِمُنْجِيَةٍ *** أغرَتْكَ بالقُرْبِ من بِئرٍ خمائِلُها

حاذرْ مهالِكَها فالموتُ ذو خَتَلا *** نٍ و الذنوبُ رمى بالسهمِ نابِلُها

لا تحسبنَّ وِدادَ الدهرِ مُتَّصلا *** فلليالي و لوْ سالَمْتَ صائِلُها

و ربَّما تلدغُ الحيَّاتُ مُنتَعِلاً *** و تُسْقطُ الخيلُ منْ تَرضى كواهِلُها

فطهِّر القلب منْ إثمٍ يُخالطُه *** و خَلِّص النفسَ منْ وَهْمٍ يُشاغِلُها

و اسقِ الفؤادَ فقد أظْمَاهُ ما اقترفتْ *** منك الجوارحُ لمَّا خانَ عاذِلُها

بالمصطفى أحمد المحمود من كَمُلتْ ** به الرسالةُ واخْتُصَّتْ مناهِلُها

منْ لي بمَشْهَدِه إن لامَ في خَطَئِي ** هدْيُ الهداةِ شموسًا لا أُطاوِلُها

لا آمَنُ المكرَ إلا حينَ أُبْصِرُهُ *** حسًّا و معنًى بِشاراتٍ أُقَابِلُها

و قدْ عصيتُ فما لي غيرُ مكرمةٍ *** من الكريمِ إذَا ما انْصبَّ وابِلُها

يا مولدَ النور يا بحرَ المواهبِ يا *** تجدد الروح إن تَخْفُتْ مشاعِلُها

تجيئُنا و فلسطينُ العُلا ذُبحتْ *** و الشامُ تبكي فكل الناس خاذِلُها

اللاجئونَ ركامُ الثلج مسكنهم *** و شارةُ النصر من جوعٍ تمايُلُها

و مصرُ في لُجَّة البلوى مسافرةٌ *** و الأرضُ من رَهْبَةٍ عمَّتْ زلازِلُها

و خاتم الرسل قدْ آذوهُ ، هل قَدرٌ ** على البسيطة أن تهوي معاوِلُها ؟!

يا أكرم الخلقِ هذا شاعرٌ قَلِقٌ *** خطاهُ في حضرة النجوى يُواصِلُها

لمْ يُبْقِ مَدحُكَ في القرآنِ مُدَّخلا *** فأُغْلِقتْ دونَ أشعاري مَداخِلُها

لكنني يا رسول الله مُنْشِدُها *** عساكَ ترضى فَتُنْجيني مَفَاعِلُها

وما القصائدُ لمْ تُكتبْ لنُصرتِه ؟!*** وَ ما المَحبَّةُ إنْ غابتْ دلائِلُها ؟!

إن تنصروا اللهَ يَنصركُمْ فويحَكُمُ *** داوُوا النفوسَ فقد تحيا فَضائِلُهاَ

و بيِّنوا الدينَ سَمْحًا لا اعوِجاجَ بهِ *و سيرةَ المُصطفى حُسْنَى شمائِلُها

و جادِلوا كُلَّ مرتابٍ و مُسْتَلبٍ *** فَرُبَّمَا يُنْكِرُ الأَشياءَ جاهِلُها

وَ حصِّنوا الدارَ منْ شرٍّ يُرادُ بكمْ *** فلنْ يذبَّ عن الأوطانِ غافِلُها

تَلمَّسوا العدلَ قسطاسا فما أحدٌ *** ينسى الفرائِضَ إذْ تُؤْتى نوافِلُها

يا غُصنَ حبٍّ رسمناهُ على قمرٍ *** ما حالُ كفٍّ إذا ذابتْ أناملُها؟!

نفسي الفداءُ لِمنْ بالوحيِ وحَّدَنا *** و منبع الرحمة المرجُوّ نائلُها

لِلخاتم الصادق المصدوق ذي الخلق الـْــــــــــــعظيم يَا عِزَّهُ فاللهُ قائِلُها

عليه أزكى صلاةٍ لا انتهاءَ لَها *** و منْ سلامِ إلهي ما يُماثِلُها

و آله الغرِّ أنْقَى مَنْبتٍ شرفاً *** و صحبِهِ قُربَةً سحَّتْ هواطِلُها

و من أشعاره المغناة:
غنتها له الفنانة (نفيسة بابا شياخ) و كان كتبها لصديقه
إسحاق ولد المختار الصحفي بقناة سكاي نيوز و المختفي في سوريا في خضم أحداث الثورة السنية على نظام بشار الأسد النصيري و كان اختفاؤه مع بداية عام 2014 للميلاد:
قُلْ لِروحِ الصُّبْحِ تَسْري *** بَلِّغي الأهلَ بِأَمرِي
كيفَ أصْبحتُ سجيـــنًا *** دونَ إِتْيَـــــــانٍ بوِزْرِ
فاكتمـــي اللوعةَ أُمِّي *** إنَّما صبْرُكِ صبْري
و اسْأَلِـي الله التَّلاقِي *** رُبَّ يُسْرٍ بَعْدَ عُسْرِ
********
يا بلادَ اليـــــــاسمينِ *** وَ عَشِيَّاتِ الحنيــــــنِ
لمْ أَكنْ غَيْــــــرَ مُحبٍّ *** صَحَفيٍّ مُسْتَبــيــــنِ
واثقاً باللهِ عُــــــــمْري *** مَا تَنَكَّرتُ لِديـنِـــــي
إنَّ لِي أهْــــــلاً تَمنَّواْ *** أنْ يَرَوْنِي فَارْحَمِينِي
***
إنَّ إسحــــــاقَ يُنادِي == فَأَجِيــــــبِي يا بِلادِي
كـــانَ إنْ عانَقْتِ فَجْرًا == قَالَ أرْضِـــي بِاعْتِدادِ
طـــــالَمَا ناجاكِ شعرًا *** حِبْرُه دمْعُ السُّهـــادِ
افعلِي شيــئاً وَ كُونِي *** بالْمُــنَى لَوْنَ المِــدَادِ.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-24-2014, 10:31 PM
المشاركة 108
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مراد الساعي
هو الشاعر المصري الجنسية عصام بن كمال بن محم د بن علي الشهير بـ(مراد الساعي ) ، و هو من مواليد القاهرة ، في 15 - 7 - 1960 ميلادي ، و هو مقيم بالمملكة العربية السعودية إقامة دائمة ،متزوج وله ثلاثُ بنات وولدان ،


و هو محام حاصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة

ممتد النسب إلى الأشراف – نسب السيدة فاطمة الزهراء إبنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كما يمتد نسب الشاعر إلى جده السادس الأمير سعد شرف الدين

العمل الدبلوماسي لدى إحدى القنصليات العربية بفرنسا – باريس

اللغات الأم : اللغة العربية و اللغة الفرنسية والإنجليزية

الهوايات الشعر ، والقراءة ،وممارسة تنس الطاولة



له من الدواوين : الرَّجفة الكبرى ، وشكوى ورجاء

من شعره:

- قصيدة (صدَّاحُ يا عَلَمَ الكِنَانَةِ):

سَيلُ الدُمُوعِ جَرَى عَلَى وَادِيكِ = يَشكُو عُصَاةً قَد دَهَوا شَاطِيكِ

النَّارُ في عَلَمِ الوَفَاءِ عَصِّيةٌ = وَ القَومُ ظنَّوا أنَّهُمْ قَتَلوكِ

ثَارَ الفُؤَادُ ، وَدَدْتُ أَسكُبُ مِنْ دَمِي = كَي أُطفِئَ النِّيرانَ حِينَ رَمُوكِ

قَد أَضرَمُوا الأَشجَانَ في مُهَجَاتِنِا = كَيفَ الجُناةُ بِخِسَّةٍ ساؤوكِ

نَاحَتْ حَمَائِمُ دَوحَةٍ بِأنِينِهَا = ضَجَّتْ لِهَولِ الأَمرِ مِثْلَ بَنِيكِ

يَا (مصرُ) يَا عَلَمَ الوَلاءِ وَ فَخرِهِ = شَهَقَ الزَّمَانُ وَ ثَارَ مِنْ شَانِيكِ

يَدعُونَ تَحتَ الَّليلِ آلِهَةً لَهُمْ = وَ(اللهُ) مِنْ أَفْعَالِهِمْ حَامِيِكِ

لَا تَحزَنِي ، لَا تَفزَعِي بِكِ نَهتدِي = سَنَرَى الضِّيَاءَ وَ لَو بِدَربِ حُلُوكِ

صَدَّاحُ يَا عَلَمَ (الكِنَانَةِ) فِي الدُّنَا = (وَالَّنِسرُ) يَا ( مِصْرَ ) العُلا يَشدُوكِ

الْحُبُّ أَنتِ بَيَانُهُ وَ حَدِيثُهُ = وَالعَزمُ تَاجُ الجُندِ رَغمَ فُتُوكِ

((النِّيلُ) يَقظَانٌ ، وَ شَعبُكِ لمْ يَزلْ = بِالرُّوحِ ، وَ الدَّمِ وَ الوَفَا يَفْدِيكِ

القَلبُ مَحشُودُ الوَفَاءِ بِعِزِّةٍ = مَجدٌ ، وَ نَصرٌ ، وَ السَّلامُ بِفِيْكِ

تَاجُ الشَّجَاعَةِ أَنتِ رَغمَ حَرِيقِهمْ= وَ العِشقُ مِلءُ الكَونِ لَا يَكفِيكِ

لوَلاكِ مَا عَرِفَ الوُجُودُ حَضَارةً = أَو نَهضَةً قَامَتْ عَلَى وَادِيكِ

يَمضِي الزَّمَانُ وَ أنتِ صَفُو شَبَابهِ = عَلَمٌ يُرَفرِفُ بِالمُنى لِبَنِيكِ

(مصرٌ ) إذا سَهمُ الخِيَانَةِ قَد رَمَا = كِ – فَإنَّمَا الفُرسَانُ كُثْرٌ فِيْكِ

يَا أَيُّها البَاغِي عَلَى (عَلَمِ) الحِمَى = شُلَّتْ يَدَاكَ لِفِعلِكَ المَهتُوكِ .


_ قصيدة ( سني و شيعي):

سَرَى في لَيْلَةٍ هَمْسٌ، وَ خَفْقُ = أعَادَ الأَمْسَ والذِّكرَى تَدُّقُ

عَلَى أَبوَابِ قَوْمٍ فِي إِخَاءٍ = لَهَمْ عزٌّ ، وَ أَمجَادٌ ، وَ سَبْقُ

(رَسُولٌ) قَد هَدَى أُمَمًا بِشَرْعٍ = وَ لَا عَصَبِيَّةٌ عُرِفَتْ ، وَ فَرْقُ

إلَهٌ وَاحِدٌ نَجوَى قُلُوبٍ = نَبِّيٌ ( مُصْطَفَى ) عَهْدٌ ، وَ صِدْقُ
وَ يَحْيَا القَومُ دُونَ جَفَا ، وَ حِقْدٍ = وَ غايَةُ مُهْجَةٍ دِينٌ ، وَ حَقُّ


فَلَا (سُنِّيْ) وَلَا ( شِيعِيْ ) وَ لَكِنْ = كِتَابُ اللهِ إيمَانٌ ، وَ عِشْقُ

وَ إِنَّ بِأُمَّةِ ( القُرآنِ ) هَدْيًا = لَهُ شَرْعٌ ، وَ آمَالٌ ، وَ أُفْقُ

لَهُ الخُلَفَاءُ ثَارُوا صًَوْبَ وَعْدٍ = ( أبُو بَكْرٍ ) وَ مَجدٌ لَا يُشَقُّ

( وبِالفَارُوقِ ) عَدْلٌ فِي عَلَاءٍ = وَ ( عُثْمَانُ ) التُّقَى – فِي القَلْبِ- عُمْقُ

( عَلِيٌّ ) بَابُ عِلْمٍ فِي شُمُوخٍ = وَ فِي أَعطَافِهِ الإِيْمَانُ صِدْقُ

وَ مَاذَا قَد جَنَينَا بَعدَ هَدْيٍ = سِوَى قَذْفٍ ، وَ حِقْدٍ لَا يَحِقُّ

تَأَجَّتْ فِتنَةٌ عَصَفَتْ بِقَومٍ = عَذَابَاتٌ لَهَا فِي القَلبِ حَرْقُ

( فَسُنِّيٌ ) وَ ( شِيعِيٌّ ) كَخَصْمٍ = لَهَمْ فِي فُرقَةٍ قَتْلٌ ، وَ صَعْقُ

عَلَامَ تُهَدِّمُونَ الدِّينَ طَوعًا = بأَوهَامٍ فَلَا نَصْرٌ ، وَ طَرْقُ

فَيَا أَهْلَ الهُدَى عُودُوا لِشَرعٍ = فَلَا كُفْرٌ ، وَ لَا سَبٌّ ، وَ حُمْقُ

دَعُوا الأَحقَادَ وَ الأَوْهَامَ تَخْبُو = وَ كُونُوا وِحدَةً ، وَ البّغْضُ أَلْقُوا

_ قصيدة ( زجاج القصر) :
حَمَامةٌ ، جَريحةٌ ، هَوَتْ علَى

زُجاجِ قَصرِ (المُهتدي)

تحَطَّمَ الزُّجَاجُ ، وَ الأبوَابُ صَرعَى ، عَارِيَاتٌ كَالدُّمى

بَانتْ بأطيَافٍ ، وَ سِيقانٍ علَى جُدرانِ سَقفٍ عُلِّقتْ

رَسْمٌ هيَ أمْ كَالرُّؤى حَقيقةٌ؟

تَدَاخَلَ الزُّجاجُ فِي الصُّدورِ أمْ ؟

طَوقُ النَّعِيمِ يَنعكِسْ

وَقْعُ سِياطٍ أمْ دُفوفُ رَقصةٍ

وَ الآهُ تَسبِقُ الزَّمنْ

نارٌ هيَ أم دَمعةٌ على الخُدُودِ تَحتَرقْ

وَ مِنْ بَعِيدٍ ، مِنْ بَعيدٍ كالمَدَى

خَلفَ الحُصُونِ ، وَ الدُّرُوعِ وَ العُيُونِ يَحَتشِدْ

حَشْدٌ كَبِيرٌ يَهتِفُ

يحيَا الرَّئيسُ (المُهتَدي) !

يحيا الرَّئيسُ (المُهتَدي) !

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 04-24-2014, 10:34 PM
المشاركة 109
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بلغيث بن حِمَّد
هو الشاعر السعودي و رجل التربية و التعليم الأستاذ بلغيث بن حِمَّد بن علي القوزي، و هو أخو الدكتور عوض بن حمد القوزي _ الذي سبقت ترجمته _ من مواليد بلدة القُوز بمحافظة القنفذة في 14 \ 5\ 1367هـ،حصل على الماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط .

سيرته العملية كانت حافلة و منها:
1. مدرس في مراحل التعليم العام ( ابتدائي – متوسط – ثانوي ) في مكه المكرمة ، القنفذة .
2. وكيل في المرحلتين المتوسطة والثانوية , في الثانوية .
3. مدير في المرحلتين المتوسطة والثانوية ، في مكة المكرمة , القنفذة .
4. مشرف تربوي , في مكة المكرمة , والقنفذة .
5. مدير تعليم للبنين في محافظة الليث .
6. مدير عام للتربية والتعليم في تعليم البنات بالقنفذة .
7. الإشراف على تعليم البنين بالقنفذة ما يقرب من عام إلى جانب عمله

من نتاجه:
1. كتاب الإدارة المدرسية ميادينها النظرية والعملية 1410هـ
2. كتاب مدير المدرسة بين التنظيم الإداري والإشراف الفني 1413هـ .
3. كتاب الإبداع في قيادة الأتباع , نجاح في كل زمان وفق منهج القرآن 1420هـ
4. أنماط القيادة في القرآن الكريم رسالة ماجستير غير منشورة 1416هـ .
5. معلم المستقبل , إعداده وتدريبه ( بحث مقدم لمؤتمر المعلم في جامعة أم القرى 1419هـ.
6. التعليم والأمن ( بحث مقدم لمؤتمر أكاديمية نايف للعلوم العربية 1421هـ .
7. اتجاهات طلاب المدارس الثانوية نحو التخصصات العلمية والشرعية في مدينة مكة المكرمة 1415هـ
8. دراسة علمية لتجربة المعلم المدرب التي طرحها مدير ي التربية والتعليم بجازان عام 1424هـ .
9. المشاركة في تاليف موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية 1416هـ.

و لعل فترة ترأسه لإدارة التربية و التعليم بالقنفذة أبانت عن قوة شخصيته و طيب معدنه و ثقته بنفسه ؛
فكانت قرارته غاية في الجرأة خاصة إن كان القرار في خدمة
محتاج أو محتاجة من أبناء المنطقة فقد سمعنا عن توظيفه للعشرات من الشباب و الشابات بصورة تثير الاغرابة و الإعجاب و كان يفرض رأيه فرضاً اعتمادا على كبير معرفته بصلاحيات الكرسي الذي كان هو أكبر منه ؛فقد كان نسيج وحده.

من شعره:
1. قصيدة ( يا سيد الثقلين) في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا من جمعت فضائل الأخلاق **** وأتيت بالشرع القويم الراقي
فضلت بين بني البرية كلهــا **** وصعدت للرحمن فوق براق
في صحبة الروح الأمين ميمما *** نحو المهيمن والعظيم الباقي
تأتي بشرع الله تنشر عـــدلــــه *** في عالم الأوثان والأبـــــواق
تدعو إلى التوحيد وهو فضيلة ***تدعو إلى الإخلاص للخــــلاق
يا سيد السادات أنت منـــــزه ***عن كل منقصة من الفســــــاق
يا سيد الثقلين أنت مبجـــــل ***في محكم التنزيل في الآفـــــاق
يا سيدي فتن الطغاة بغيهــم ***وبما يبث لهم من الأطبــــــــاق
هزلت ثقافتهم فخاب صنيعهم ***فهم على وشك من الإمـــــــلاق
أستاذهم إبليس منهجه الهوى **خسروا المآل فما لهم من باقــي
حتى تغنوا بالخنا ومجـــــونه ***وإلى الرذيلة هم من العشـــــاق
وتشبعوا حقدا على الدين الذي **مشكاته في منبع رقـــــــــــراق
ساد المنــــــاهج كلها بصفائه **ونقـــــائه ولوائــــه الخفــــــاق
يا سيــــــــد الثقلين خلفك أمة **ردوا الخنا في همة وسبــــــاق
جعلوا فداءك كل شيء عندهم **منعوا العدى من لذة الأســــواق
يا خير خلق الله ياسيد الـــورى **في كل قلب أنت في الأحـــــداق
لفداء عرضك عرضنا مستشهد **هذي حقيقتنا بدون نفـــــــــــاق

2.قصيدة ( تصفر أوراق الحنين)) وهي رثاء الأستاذ / بلغيث بن عمر بن حربي القوزي

الجــود يبكيك يا بلغيث والكــــــــرم **** وشامخات الذرى تنعيك والقمم
يا من بفضلك قامت في الورى أسر **** الفقر ساكنها والبؤس والعـــدم
أضحت بنولك نشوى لا يــــداخلها **** هم وفي فيض نعما جودكم تنــم
بسطت كفك لم تقبض بها ثمنــــــاً **** وذاع صيتك بالمعروف يتســــم
وسجلت في نوادي المكرمات لكم **** صحائف العز يكسوها الندى العمم
يا من مسحت دموع المعوزين بلا **** من وأثلجت ثغراً بات يبتســــــم
كانت مرابع ترعاها مكارمكــــــم **** خضراء مورقة بالبــر تلتثـــــم
واليوم تصفر أوراق الحنان بهـــا **** ويذبل الزهر والأفراح تنعـــــدم
وصولة الفقر تنبي عن فراق أب **** والدور موحشة والنـــــوح يحتدم
بلغيث ، تبكيك دار أنت سيــدها **** وأنت نبراسها الوضــــاء والعلـــم
يا باكيات الألى خطوا لهم شرفاً **** تنافست حوله الهامــــات والهمم
بلغيث تاج على شم الذرى علــم **** لباسه الجود والإيثار والشيـــــم
ابكين بلغيث ذا الطول الندي فقد **** غاب الكريم وساد الحزن والظلم
ابكين بلغيث راعي الجائعين فما **** أخال جرحي على بلغيث يلتئـــم
ابكين بلغيث ما غنت على فنن **** ورقاء وارتسمت فوق الثرى قدم
ابكين من كان نوراً في مرابعنا **** فأظلمت بعده الأبراج والأطــــم
راح الجواد إلى ذي الجود تصحبه **** ذكرى يخلدها من جوده كرم
يارب يا منعماً بالعفو مكرمة **** افتح لبلغيث باباً فيـــــــه يعتصــم
أظله في ظلال العرش إن له **** مكارما في ذوي الحاجات تحترم
واخلفه في أهله خيراً يوحدهم **** واجعل تراحمهم باللطف ينسجــم



وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 05-02-2014, 09:36 PM
المشاركة 110
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سعيد البُوْسعيدي
سعيد بن أحمد بن سعيد بن محمد البوسعيدي ، ثاني السلاطين البوسعيديين الإباضيين في عمان
و هم من ينسبون إلي الأزد وهناك من ينسبهم إلي تميم ، وأبوه السلطان ابو هلال أحمد بن سعيد البوسعيدي هو مؤسس الدولة البوسعيدية في عمان ، و الذي يحكم منهم السلطان قابوس بن سعيد البوسعيدي عمان اليوم و نحن في عام 1435 هجري الموافق لعام 2014 ميلادي ،و الإباضية يفرقون بين السلطان و الإمام في الحكم فوجب التنبيه.
ولي سعيد بن أحمد بعد وفاة أبيه (سنة 1196هـ) وأقام في "الرستاق" وكان أديباً، يقول الشعر إلا أنه - كما في تحفة الأعيان "لم يعدل في ملكه ولم يرض المسلمون عنه" وخرج عليه شيخ من كبار رعاياه يعرف بأبي نبهان، فاضطرب أمره، وضعف، فاستولى أخوه "سلطان بن أحمد" على أكثر بلاده، وانحصرت سلطته في الرستاق. ومات قبل مقتل أخيه سلطان،.
كانت فترة حكمه ثلاث سنوات فقط من عام 1783 ميلادي إلي عام 1786 ميلادي ، ولد في ولاية صحار و عاش في ولاية عُمان و توفي في ولاية الرستاق في عام 1811 ميلادي الموافق لعام 1225 هجري، وقيل في عام 1810 ميلادي، و الرستاق تقع في جنوب ولاية الباطنة الواقعة
شمال عمان .
من شعره:
1. هذه القصيدة الشهيرة ( يا مَن هواه ) ، و قد غناها الفنان محمد عبده كثيرا :


يامن هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلّني

أنت الذي حلّفتني وحلفت لي
وحلفت إنك لا تخون فخنتني


و حلفت إنك لا تميل مع الهوى
أين اليمين وأين ماعاهدتني

وتركتني حيران صبّا هائما
أرعى النجوم وأنت في نوم هني

عاهدتني ألا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن ألا تنثني

هبّ النسيم ومال غصن مثله
أين الزمان وأين ما عاهدتني

جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاَ بالوصل أنت قتلتني

واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني

لما ملكت قياد سري بالهوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني

فلأقعدن على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوم وأنت ظلمتني

ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ما عذبتني

ولأدعين عليك في جنح الدجى
يبليك ربي مثلما أبليتني

2. قصيدة ( وافا حمامك يا حبيبي بالعجل ):


وافا حمامك يا حبيبي بالعجل
نار تلهب في ضميري تشتعل

يا من له شرف وفضل في الورى
أمسى وحيداً مفرداً دون الأهل

الله أكبر من مصاب عمنا
هماً وغماً لا يبيد ولا يفل

حمد حوى المجد الشريف تغيرت
أيامه قد كان يضرب بالمثل

صبراً لأولاد الإمام ومن لهم
من أخوة وأقارب فيما نزل

لا غرو هذا قد أتى خير الورى
لم تمنع الأموال عنه ولا الدول

. قصيدة (إذا شحت الخضراء):

إذا شحت الخضراء بالويل فالتمسْ

تجد جود سلطان على الناس كالمطر

فإن عز مطلوبي فليس شماتة
وإن حصل المطلوب فالفوز بالظفر

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 13 08-12-2015 05:13 PM
نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي - نبيل خالد أبو علي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-22-2014 08:56 PM
ألف ليلة وليلة مرآة الحضارة والمجتمع في العصر الاسلامي - ميخائيل عوّاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:36 PM
مرآة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 02-10-2011 02:27 PM

الساعة الآن 09:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.