« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
_…ـ- * مقياسية الأجر * ـ-…_
إن من المقاييس المهمة لتمييز درجات العبودية هو العقل والمعرفة ، ( فبالعقل ) يُعرف الله ويُعبد ، وبه يترسم مجمل مسار العبد إلى ربه .
كما أن ( بمعرفة ) الحق المتعال - مع لوازم تلك المعرفة - يتعرّف على جزئيات ذلك المسار .
وأما الذي لا يعيش هذه المعرفة المحركة للكمال ، فإنه لا يكاد يصل إلى تلك الدرجات العالية ، وإن أتعب جوارحه بالعبادة ،
لأن ( تعب ) الجوارح بالعبادة مستلزم للأجر ، وللمعرفة عالم متمايز عن عالم الأجور .
حميد
عاشق العراق
20 - 2 - 2013
_…ـ- * حكمة سلب النعم * ـ-…_
إن الله عزّ وجل أكرم من أن يسلب النعمة التي وهبها لعبده ، فإن ذلك خلاف شأن الكريم الذي بيده خزائن كل شيء ، إذ ما الموجب لأن ( ينغّص ) الرب الغني ، عيش عبده الفقير بسلب النعم ، بعد أن أذاقه حلاوتها .
نعم إن من الممكن وقوع ذلك السلب في حالتين ، الأولى : ( التعويض ) بما هو خير له ، وإن لم يتحقق ذلك التعويض في هذه الحياة الدنيا ، والثانية : ( إتيان ) العبد بما يوجب سلب تلك النعمة من الذنوب الماحقة ، وبالتالي تجتمع عليه مصيبتان: مصيبة فقدان النعم ، ومصيبة فقدان العوض .
وقد ورد عن الإمام الصادق ( عليهِ السلام ) أنه قال : { إن الله قضى قضاءً حتماً ، لا ينعم على عبد بنعمة فسلبها إياه ، حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة }
حميد
عاشق العراق
21 - 2 - 2013
_…ـ- * الذكر على كل حال * ـ-…_
لقد روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) انه قال عن آية ( الذين يذكرون الله قيام وقعوداً وعلى جنوبهم ) : { ويلٌ لمن قرأ هذه الآية ، ثم مسح بها سبلته } و { ويل لمن لاكها بفكّـيه ، ولم يتأمل فيها } .
ومن الملفت في هذه الآية الكريمة أنها تجمع بين ( تذكّر ) الحق المتعال كمقصود غائي يستفاد من قوله تعالى:
{ ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً } ،
فهذا هو الذي يمنحه الاستواء في السلوك ، والجدية في الإرادة ، وبين ( تذكرّ ) الحق التفصيلي في كل التقلبات ،
إذ أن العبد لا يخلو من قيام أو قعود أو اضطجاع ، فمن ذَكَر الله في هذه المواضع ، كان ذاكراً لله على كل حال .
فقد روي عن الإمام الباقر ( عليهِ السلام ) انه قال : { لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله }
حميد
عاشق العراق
21 - 2 - 2013
_…ـ- * معارضة الصلاة لغيرها * ـ-…_
كثيراً ما يتعارض وقت الصلاة مع أعمال أخرى من شؤون الدنيا ، ( فيقدّم ) العبد التوافه من الأمور على اللقاء مع رب العالمين ، رغم دعوته الأكيدة للصلاة وجَعْـلها كتاباً موقوتاً .
ومن ثم يتوقع العبد ( مسارعة ) الحق في تلبية ندائه ، وهو ( المستخف ) بنداء الحق في المسارعة إلى تلبيته ، وكما يدين العبد يدان .
ولقد كان النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وألهِ وسلَّمَ ) إذ دخل وقت الصلاة ، كان كمن لا يعرف أهلاً ولا حميماً .
وعنه ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال : { ليكن أكثر همّـك الصلاة ، فإنها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين }
حميد
عاشق العراق
21 - 2 - 2013
_…ـ- * من شعب الجنون * ـ-…_
إن العبد الذي يعتقد أن الغضب شعبة من شعب الجنون ، يتحاشى موجباته لئلا يُـقدم على ما قد ( يسلبه ) عقله ، كما يراقب أفعاله بدقة عند فوران غضبه لئلا يظهر جنونه خارجاً ،
فيعمل ما لا يمكن التكفير عنه ، ولطالما ( تفوّه ) بشطر كلمة بقيت آثارها في نفس من غضب عليه ، لم تذهب حتى مع تقادم الأيام ، بل وصفته بصفة لا تليق به كعبد سويّ .
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليٍّ ( عليهَ السلام ) أنه قال :
{ الحدّة ضرب من الجنون لأن صاحبها يندم ، فإن لم يندم فجنونه مستحكم }
حميد
عاشق العراق
22- 2 - 2013
_…ـ- * رفاق السوء * ـ-…_
ينبغي الالتفات إلى الحذر الشديد من رفاق السوء ، الذين يصرفون العبد عن مسيرته علماً وعملاً .
وقد عبّر القرآن الكريم عن المنافقين بالشياطين ، إذ أن بواطنهم استحالت إلى حقيقة ( تجانس ) حقيقة الشياطين ، وعليه فإن معاشرتهم كمعاشرة الشياطين ، في ترتّب الآثار على مثل تلك المعاشرة المهلكة .
ولو ( تجلى ) للعبد هذه الصفة من الشيطنة فيمن تسوء معاشرته ، لولى منه فرارا ، كما لو ( تلـبّس ) جنٌ بهيئته المرعبة بشخص إنسان ، فكيف يعاشره من يراه كذلك ولو كان من أحب الخلق إليه ؟! .
حميد
عاشق العراق
22- 2 - 2013
_…ـ- * ناريّـة الأفعال * ـ-…_
يحذّر الحق المتعال من نار جهنم ويصفها بأن وقودها الناس والحجارة .
وعليه فقد يكون في وصف هؤلاء بأنهم وقودٌ لتلك النار ، إشارة إلى أن منشأ ذلك هي ( بواطنهم ) المستندة إلى قبيح أفعالهم في النشأة الأولى .
لأن تلك الأفعال كانت تستبطن النار وإن لم يشعر بها صاحبها ، كما عبّـر الحق المتعال عن آكل مال اليتيم بأنه آكل للنار .
فلو استحضر العبد ( نارية ) الأفعال التي لا يرضى بها الحق ، لتحرّز عن كل ما يكون وقوداً لنار جهنم وإن تلذذ أهل الغفلة بالإتيان بها ، جهلا بذلك الباطن الذي ( يُكشف ) عنه الغطاء ، في وقت لا ينفعهم مثل هذا الانكشاف .
حميد
عاشق العراق
22- 2 - 2013
_…ـ- * طبيعة السفر إلى الحق* ـ-…_
إن شأن السير إلى الحق كشأن السفر إلى البلاد والبقاع ، في أن لكل مرحلة من السفر ( طبيعتها ) الخاصة ، ووسائلها الخاصة ، وعقباتها الخاصة ، وزادها الخاص .
وعليه فلا بد أن يتوقع كل ذلك قبل سفره ، لـيُعدّ له عدته اللائقة به ، وعليه فإن السالك المعتقد بأن السفر عملية رتيبة متشابهة في كل مراحلها ، يفاجأ بأول ( منعطف ) في سيره ، وبأول تغيير في طبيعة العقبات التي تعترضه ،
وهي قد تكون تارة على شكل شهوةٍ ملحّـة ، أو على شكل أمواجٍ من الخواطر والأوهام ، أو على شكل سيلٍ من وساوس الشيطان ، أو على شكل أذى الخلق له ، وغير ذلك مما مرّ به السالكون .
فلا ينبغي للعبد أن يتوقع ( الرتابة ) في سير الأمور
حميد
عاشق العراق
23- 2 - 2013
_…ـ- * روح الكفر * ـ-…_
إن أول معصية وقعت على وجه الأرض بعد خلق آدم ، هو إباء الشيطان عن السجود لآدم والذي وصفه القرآن الكريم بالكفر ،
إذ من المعلوم أن روح الكفر هو التمرد على أوامر الحق ، وإلا فإن الشيطان لم يصدر منه ما يفهم منه الكفر الإعتقادي .
وعليه فإن الذي يعصي الحق مع الإيمان به ، يحمل روح الكفر بين جنبيه ، ولو بدرجة لا تساوي درجة عناد إبليس .
ولكن الذي يخشى منه ، هو أن تتابع العصيان ، قد تقلب العفويّة في المعصية إلى تعمّد في الارتكاب ،
فيزداد اقتراباً من روح الكفر ، إلى أن يصل إلى قلب الكفر نفسِه ، ليرتكب ما لم يرتكبه إبليس نفسُه .
حميد
عاشق العراق
23- 2 - 2013
_…ـ- * شفافية بعض الأرواح * ـ-…_
إن بعض النفوس تعيش شفافية خاصة ، بعد طول استقامة في طريق الهدى ،
ومن آثار تلك الشفافية هو ( التألم ) الشديد عند ارتكاب المعصية ولو كانت صغيرة ،
بما يجعله يتوهّم في بعض الحالات عدم مغفرة الحق له .
ويبلغ هذا التأثير في نفس صاحبه مبلغاً ، يجعله يعيش ( القلق ) الذي يعيقه عن القيام بما أمِـر به فيقع في مخالفات أخرى .
حميد
عاشق العراق
23- 2 - 2013
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 0 والزوار 16) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |