منبر البوح الهادئلما تبوح به النفس من مكنونات مشاعرها.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
* إليك عن بعضي أنقب عن ذات فقدتها حيث يروم الشمس هبوب المغيب .. فوجدت بقية مني ملقاة على رصيف مهجور في زقاق منسي من القمر .. أو تعلم أني بت كدندنة غير مكتملة على شفير حنجرة تحتضر ..! ليتك تدرك فحسب .. أن الدروب نهشتها أبواب الظلام .. وأن الحلم مابرح غير تنهيدة ليل .. والطفلة التي عدت وراء ظلك ضاحكة .. قد انتابها التعب فغفت على رصيف قلبي .. تحلم بحورية تنتشلها من قسوة قوافيك .. طفلة خائرة الحلم .. بتاج من الطهر .. وأنفاس كالحرير .. لكم جلست على ضفة ذاك النهر .. بجانب مصب الحياة أرقب مركب لصياد لا يعيقه صراخ الريح .. ولا عبوس الموج الغاضب .. بقي من زمني .. أيام .. وربما أعوام .. ولم أنحت ظلي على جدار المجهول .. لم أكتبه ليبقى مهيب المكث .. وما اندثر من ذراتي في كنف الهموم , كنت تنبشه بسيل من الأوهام .. صنعت مني قصيدة تنطقها شفة التسويف .. جعلتني أكابد نفرات الحنين , وأنا في قلب عاصفة لا تشفق على هزالي .. عند النهر .. وبعد رحيل الإعصار جاءني مركبك .. وكهيئتك المنحنية حيرة كان شراعك يتخبط ويتكسر .. لا أبالي بالمقت وإن هب علي من أنفاس الليل يشيعني إلى مثوى الفزع .. لا أعبأ وقد عبرتني سفينة بيضاء ظننت ربانها أميري , أشار لي وابتسم , وأخذني بمعيته على متن سفر لا يجنح في قلب الخيال .. وسط الحلم تائهة أنا .. وأنت لست سوى بسمة واهنة خرساء في وسط الضباب .. فدعني أجد في البحث عن بقيتي .. وإليك عن بعضي .. فقد أزف شروق الشمس وحان لي أن أقتطف منها ما ضاع مني ... .....................,
* أن تتجمر أوردتك بي .. فلا يكفيني إنطفاء حزنك حين ألثم عبوسك وأرتكب اللين معك كي تستكين .. ولا أن تطلقني كطير كان حبيس قفصك الصدري .. ويشقشق بالحزن ذات مغيب .. حنانيك .. واسمع صوتي , وليتك لا تواكب اليأس مغمض العينين والشجار يقودنا إلى قرى طينية بالية الجدران في الروح .. ولا تشرق الشمس على طرقاتها الموغلة بالرمال .. قرية . سكانها بملامح حجرية , والصبح في مداها مشوها وغاب عنه أن يكتمل أو يضئ .. أطفالها .. طاعنون في العبث , كمخلوقات تنبش الهدوء رويدا فتصنع دمى فوضوية هي السائد في سكان كالأصنام , وكبيرهم يأكل التمر ولا يغرس النوى .. وحكيمهم زائل العقل يترنح بفلسفة حمقاء .. رويدا بي , فقد نسيت قلبي في صدرك , وهدبي بات معلقا على عينيك , رويدآ ودمي الذي يسير في عروقك أعلن للتو أن جسدي مات في غيابك وغُيب .. تمهل .. وارفق , فعاداتي الثمينة لا أمارسها إلا بحضرة ملك يتكوم على كتفي ويخط صحيفة أرنو لأن تكون بيضاء طاهرة .. وإن أدركت موكب اللوم الذي بات على مقربة من استعمار الكلمات .. فلا تتردد وقلها علانية .. كي أخلع ملامحك من وجهي .. وأنزع عن أوردتي دماء طالما أحرقت شراييني .. كن بي رؤوفا ..لن أوصد نافذتي المطلة على بساتينك والتي تجوبها ريح القنوط , وقد أرصدها وهي تنسل إلى رابيتي وتقتل زهور الفأل .. لن أغلقك من وعيي .. فانتباهتي لا يكتمل تعقلها إلا حين ترتشف من مثولك في حواسي .. وعبورك لحناياي .. تمهل سيدي .....,!
* حفنة ضوء في كفيك .. وفراشة تجثم على نظرات علقتها أنت على مشجب المدى .. ولا يخطر لمن يخبز الضجيج الطازج على ناصية الليل أنك تسكنني بمنأى عن فوضاهم .. أشتاقك كالعائدة من دروب سجنت خطواتي في أزقة الظلام .. خائفة .. ولا أعتمر سوى تمتمات للسكينة تكاد أن تكون كظيمة .. ولا تلقي بضوئك على دربي .. بل تطلق عنان أجنحتي أنا المتهدجة بترتيل الغضب .. نتوقف قليلا في حلول النبض الذي مر بي وبك .. فأمست خفقاتنا مزيج للحياة .. ولا نتجادل .. نصمت ونشيح بغضبنا هنيهة وقد يعود الحزن ليلقي علينا بآخر لعناته .. كل الخيال الذي قطفته من حقل الانتظار ليليق بمكثك .. هاهو يلوذ بجمجمتي مجددا .. ويأبى مجاراة قهرك .. كذنب هام على وجهه في إثر الطيش وعاد بحفنة من الندم .. والفراشة لم تك لتدنو .. وتحترق .. فقد تذكرت أن نسيت أجنحتها عند أطراف أصابعك .. واستحمت في لجة ظلام .. فلا تنال الضوء .. ولا تقدر على التحرر ..
* شاحبة متردية الخطا ..
شاحبة والقلب نائم بين أضلعي يخفق بثلة من الكوابيس ويصرخ ..
يتلحف بوجهك المندس في نبضاته عنوة ..
كغطاء من حرير خشن ..
دهليزي .. جائع لخطواتك .. ظامئ بالسكون إليك ..
وهكذا أمتثل ..
خالية من الحياة لأشباح تنظر إلي وتغتابني ..
تدحجني .. من وراء الجدار ذا النتوء الأصفر ..
سأحزم بقاياي اللحظة .. وأرحل ..
إلى عالم خرافي الضباب .. والعذاب ..
إلى الموت ..
سأهب إلى هناك ..
عل روحك تناجيني من تحت الثرى ..
أو لعل ساعدك ينتشل جسدي الخرب .. يكفكف الموت عنه ..
بلهج خشوع من شفتيك وأمنية ..
وإن جئت لي جلاد بقسوة قلبك ..
وأن أتيت بحفنة لوم تنبش بها موتي ..
لا أعبأ حينها بالغياب ..
لن يضيرني الغرق في موج الصعاب ؟؟
حقآ .. لا أكترث ..
لأني أكون حينها بت من الأموات ..
* يا عذابي ..
كتبتك ذات حرف .. ونقشتك حيرة على جدار صدري ..
فلا تتوانى عن التفرد بسطوتك ..
لا تندم .. أو يقشعر بدنك ..
لأني أؤمن بأن النهاية وشيكة ..
وتسقط على أهدابي ..
يبثها صوتك المحتقن بالزفرات ..
جدير أنت بثمن باهظ من عتابي ..
حري بك أن تلتفت لتنهداتي .. وعبراتي ..
أنا المتخبطة بخيوط من تشرذمك وأكاد أن أختنق ..
أنا المعجونة من طين لازب وماء مسموم من المصائب ..
أما كفاك أني أحبو بحياة هزيلة على تلال حكايتنا ..!
أرجوحتك المائجة بالصلف ألقت بي على حجارة الموت ..
جراحي أُثخنت .. ونزفي لا تجديه حجامة ..
وأطالبك برفق : حنانيك ..
وأجاهد موتي .. أماطله لأحيا من أجلك ..
ومالي سواك نديم .. يامن بالشوق أنت وخيم ..
تذكرتي أنت .. إما للنعيم أو الجحيم ..
أنت .. ثوبي الأبيض في ليلة زفاف ..
أو كفني الذي لا يغطي مني الأطراف ..
فاختر وانتصف لي منك ..
أو دعني أموت بسلام ..
* بأي قلب أتيتني ..!
قلت لي : ""سيدتي .. سأعبر بك نحو الضفة الأخرى من الحديث ..
ولن أمهّد لك العبور نحو الطرف الآخر من النهر .. سأقف أمامك بعد كل هذا الركض..
وأنفاسي متقطعة متهدّجة .. ربما سأعود منكسراً وقد لا أعود
قد تسقط آخر أوراقي بين يديك .. وعلى ضفة النهر..حينها إما أموت أو أحيا..""
ليتك لم تحجم عن توجسك .. واستنشاق العذر في اختناق الوصال .. ليتك ما جئت .. فبأي قلب قد جئتني !!
ثلاث رسائل .. وثلاثة عشر إقرار .. وحوار مبتور العنوان .. وكأننا كنا نحدث المجهول عن أحلام خرقاء ..
لم أقترف ما يوجب هذا الحشد على أعتاب زمني .. وأنا التي برأت إلى الباري من هاجسهم .. تملصت من هذيان قلوبهم ..
انظر إلي .. إلى ترنحي .. واعقد منديلك على جرحي .. وابتعد .. فمازالت أظفار الموت مغروسة في صوتي ..
تنحى عن دهاليز قاتمة الجدران في حجرات حاضري .. كظيمة الظلام في الوحل الذي يتماوج على طرقاتي ..
لا أبالي إذ كنت تراوح الريح في نبضي .. أو تبارح صوت الشمس في عروقي ..
سقيمة أنا .. كليمة على شاطئ عُج بأشباح الماضي .. وهمهمات الزمان ..
لم أستنكف الوجع وقد رافقني على مضض .. وتعددت المساءت بغيومه .. حتى استلهمت منه جلدي ..
لست بمنأى عن الحياة .. غير أن رمق المصير أوهن محاجري فتعلقت قشة من الموت بأهدابي ..
لست أسألك المغادرة دلالا .. ولكني أُقصيك عن شواطئي المبعثر عليها جثامين المحار وأرواح اللؤلؤ القتيلة ..
آه .. كم تُزهق أنفاسي الذكرى كل فجر وأخالها لا تعود إلى صدري .. وإذا بي أستنشق زفير البقاء مجددا لأعاني ..
أن أُطيعك يعني أن أجهز لك مزارآ بجانب لحدي .. لترقص رجفاتك عليه ذات عبور لي صوب البرزخ ..
يا أنسامك الآتية من شرق حقلك لتداعب أرض جرداء من قطرات الحياة ..
يا ظل ترامى على خميلتي الذابلة وأراد أن يصفع الشمس كي لا تمتص نضارتي ..
تدثر بحزني وأخبرني عن عدد أنفاسي الباقية .. ونبضات قلبي الذاوية ..
التصق برعشتي وقل لي .. ما لون الفأل فيها .. أمازال يشتد سوادآ على معصمي ..؟
لا تبرحني قبل أن يمتعض قلبك من رحيلي القادم ..
وقيل أن تطلق رصاص وصالك على جسد بات خاو من الأمل ..
ترو .. ولا تدنو أكثر ..!!
* رسالتك المذهلة إلى قلبي .. وجدتها بين ثنايا الليل .. مخبأة تحت ملامحك التي وشمتها على جدراني .. كانت مصففة بعناية .. وبقية من عطر رجولي فاخر علق فيها .. شممتها ثم شرعت أصابعي تنفض طياتها بفوضى ..قلت فيها : (( سيدتي .. آسرتي .. مليكتي .. كل شيء يبدأ في الحياة بقطرة .. ربما هذه القطرة تتكور وتصبح مطرا .. أنا هكذا فعل بي قلبي معكِ .. بدأتك بشغف وتمسكت بك حتى عند هروبك مني.. كنت أطارد بقاياك في كل الزوايا .. كنت أتشمم عطرك وبقايا شعرك.. فعلت هكذا حتى عند النوم والصحو .. كم كانت عباراتكِ شهية .. ومدلهمة الرسوخ في ذاكرتي .. قلتِ لي يومآ تصفين بوحي (كالربيع الطازج) , هذه الجملة تعلقت فيها لأنها أدهشتني .. أركتني , وشعرت أنك تلازمين قلبي دون أن تعلمي.. كنت أخبأكِ بين أوراقي .. بين جداول أنهاري المسجاة بين أصابعي.. همست لك كثيراً وتحدثتُ إليك.. تجادلتُ معكِ وتشاجرت .. وعندما أشعر ببردكِ كنت أدفئك من زمهرير الأيام وأغطي تفاصيلكِ حتى مني.. تقاسمت الحزن معك دون أن تحيطي بي علما .. مارست معك أقصى التقشف أمام الناس حتى لا يحسدونني عليك وخشية أن يأذونك.. لفحت الريح بيدي عن عينيك حتى لايصيبهما القذى .. فعلت كل ما أستطيعه وأتمناه وأنت بعيدة عني .. أما الآن .. فلم أعد أخاف عليك من الناس او من نفسي .. فانت تسكنين وطن بداخلي لن يتمرد علي ماحييت.. ولكني أخاف عليكِ من همسة عابرة من ربيع قادم او خريف يخدش يديك أو جسدك.. نعم ..وطنك أنا وسماء تستظلين بظلها وحصن تقبعين بأعماقه .. ودرع يقيك أنياب الحياة .. حبيبتي ,, لتعلمي يافاتنتي أنك حلم يسكن حدق النبض داخل حروقي .. فإن لم أكن وطنك فلا تستحقي العيش بداخلي.. لأنني ببساطة اعشقك )) هكذا كنت تدهشني وتغرقني بشتات لا ينجلي مع مرور الزمن .. ....................
* قلت لي .. - أين تريدين أن تختبئي بي ؟ أجبتكَ أناوشك كطفلة مشاكسة : ماهو أكثر مكان بين حناياك دفئآ ؟ - سأضعكِ بين قلبي ونبضي .. هل يرضيكِ هذا ؟ - ولكني شديدة الحراك .. سأزعجك .. - لا عليكِ .. سأكون بمعيتكِ أهدأُ من روعكِ وأبث الطمأنينة من حولك .. - لكني أخاف الوحدة والوحشة .. - لن تكوني وحدكِ أبدآ .. فمعكِ كل أحاسيسي وخفقاتي .. سأنشرها بين يديكِ .. ستكون لكِ وحدك .. - أخاف أن يأتي يوم وتقسو علي .. وتقتلني .. - مستحيل .. أنا من يخشاك ويخافك .. _ أنا ؟ تخافني أنا ؟ - لكنه ليس خوفآ من النوع المفزع .. - ربما تخاف المجهول الذي أحمله على كتفي ..! - بل هو الضباب .. - ولكن حتى الضباب به من الجمال الكثير .. - ومع ذلك يبقى مخيف يختبئ خلفه مصير مبهم .. وقادم أحيانا مرعب .. - لماذا أنت متشاءم ؟ - لست كذلك , أحيانا نعشق الحياة وأحيانا كثيرة نكره كل شي يمت للواقع والحقيقة .. - شئ طبيعي هذا الإحساس .. وكل إنسان تقريبا يمر به في لحظات الألم .. - الغريب أننا وسط هذا العصف نحاول أن نحافظ دائما على صورنا نقية بيضاء .. لنسرقها من العتمة وننشرها في الضوء الآت من الزمان .. - جميل ما تقوله .. أكمل .. - المشكلة أنه يحدث في بعض الأوقات أن تتكسر أشياء تشبة الزجاج بين أصابعنا ومسافات رحيلنا .. ثم ننهمك بإخراج الشظايا من أيدينا ونترك صورنا أو ننساها بين العتمة والضوء .. فقط يهمنا حينها أن نتخلص من صورة الألم في أصابعنا .. - رائع .. وأين أنا وسط هذا الإنهماك ؟ - أنتِ صورة أسعى لأن أنزعها من كل هذه التشوهات والإلتواءات ..لأبحث لكِ عن منفذ ضوء آخر .. وبعد تنهيدة مريرة قلت : أنا محاط بكثير من الألم كمسافة تنقلب على متنها شاحنة ضخمة من المعاناة .. وصورتك المضيئة .. تراودني بكل تجلي بعد ذلك .. والخوف هو أن تكرهي البقاء طويلا بين يدي .. - هذا يعود إليك .. وإلى مدى التصاقك بتفاصيلي دون تحريف .. - سأفعل .. سأحاول أن أكون شطرك الذي تحبين .. .....................
** ابتعد .. في انبلاج حضورك ..في تمرغك على صدفة .. كوعد من ثغر الزمان .. وغيمة هلع تجوب الحنجرة المحتقنة بالصراخ .. غيمة خرس تمطر رذاذ من تنهيد .. تعض على نواجذ النفس الهزيل تعاودني بالمكث .. تجاهر بما يضنيني .. وليس غير حفنة من الأماني الشاحبة تغويني .. كفراشات تعشق الضوء ولا منجا من بريقه غير ضربة موت تسقطها على رصيفي .. تحايلني بالصعود على أوردتي .. ومن هشيم الصمت تقتات حبات من الهوى .. أنت المطوق بأزاهيج القسوة .. المزمل ببقايا تجربة - ربما تجارب بعد النجوم .. أودت بفؤادك إلى الضيم .. قلبك المحتبي ..المتجانس مع رمادية الغدر في مساءات تماثلت للأفول .. أنت الذي توعدني ببادرة لن أصطلي بها سوى بنيران موقد جديد .. أنت من وقف على عقبي بوحه ليمد صوته إلى قلبي صادحآ : ذات موعد غريب قلت : "" سيدتي .. أذهلني وطن مترف يسكنك .. أذهلني حتى وجعك الحائر بين الصحو والنوم!!"" فما بالك توقظ الإنكسار في قحط الفأل .. وما تماديت إلا أنني أذعنت للقبول الهش .. وإلاك وعند غروب العمر أن تشدو بعشقك الأزلي .. عشق كتبته بمداد مجنون : " سيدتي وآسرتي.. لن أكذب عليك فما اعتدت أن أعبر هذا الطريق ولن أرتدي ألف قفّازٍ حتى أصل لقلبك " قد فعلت .. قد أقبلت بأصابعك تنبش جيوب قلبي عمن أحالني إلى سراب .. وصهرت الصلف إلى سائل مخثر من العذوبة الذهبية .. همس كاد أن يشنف له قلبي : " ضعيني ورقة مهترئة فوق منضدتك.. ولكن لا تفتحي نوافذك فأخشى في ذات زفرة موجعة منك أن تلفظني انفاسك خارج حجرة أيامك.." إصرارك على توخي الجرأة .. يسلبني بقية من عنادي .. فكن على دراية من ضعفي .. لن أستجدي حدق الوجع أن يكف عن التحديق بي ..أرتكب جلسة تقربني من الجدار .. أخدش رأسي بزاوية لوحة صاح بي إطارها أن أبتعد .. لن أساءلك عن لون الرحيق المدسوس في شفاه النرجس .. ولا عن غضب النخيل .. أو ذل الريحان في موعده مع النسيم .. قلبي المتيم بالوهن .. ينثني مرارآ لصوتك .. يخفض نبضه .. ثم يحدق فيك مليآ كغريب من خارج الزمان .. "" الآن سيدتي مدن تحملها أضواء خرافية متّقدة بداخلي.. تصهر أيام الركض خلفك بلحظة دفء تسحرني وما ظننتها تنجي قلبي من وهجها.. دعيني أحوم في هذه الدائرة وكفى .. بوجعك بألمك بقهرك وبوهجك بقسوتك بمرارتك بغضبك بفرحك بربيعك بمطرك بجفافك بنارك بشتائك بخريفك بكل مافيك (أحبك) "" ويحك يا هذا كم تجيد التملق والزلفة إلى القلوب الطاهرة .. كم تراوغ البياض لتدوس بأقدامك صوته الشجي وويحها الأمنيات إذا بقيت في جوار الضوء .. وذاك الطير ترتعد أجنحته الناطقة بوطن مجهول البقاع .. ينهرني صوت الآذان من مسجدنا الصغير ..أجمع بقيتي .. وحفنة من كلماتك وأغمض عليها يدي .. ثم أطلق سراحها على رأس الشجرة النائمة في باحتي .. وأتحرك بروية نحو مكان قد تبعثر في زواياه النور .. وأسجد وأقترب ..
** بأعواد التوت .. صوت ربما .. وحفنة أنفاس ,, إلى أي منعطف .. يمكن أن تجتر أحلامي بقايا صمودي .. ؟ وهاهي الأمنيات تتجمع عند حافة الفزع .. وتلقي بجثة الفأل من شاهقها .. يعج جلدي برجفات غرسها في حواسي الزمهيرير .. ورأسي ينكفئ بتموجات صوتية وكأنها أزيز كان يصفع شتاتي .. فأمد بسبابتيّ إلى أذني كي أخرس صليلها .. لا أكترث وأنا أرمي بنظراتي المغبشة بك .. غير أنه سقيمة معذبة .. جاءني بوحك يمتطي هنيهات هطلت من سقف مثقوب للذاكرة .. " مولاتي .. يا بعد عمري .. لما كل هذا الغياب ..؟" على جسر الشمس الموشوم بأنفاس الغروب انتظرتك .. بين بساتين العنب .. وزفير الخزامى ..فوق مروج الياسمين ترقبتك كفارس مغاير .. كنت أعد أصابع الزمن وأحصي خصلات الضوء كي أزجر تأففي .. كنت أخالك رجل من زمن آخر .. أو كائن من عالم مغاير .. وأتيت .. تحمل لي باقة من الأحلام المزركشة باللؤلؤ والمعطرة بأريج المستحيل .. جئت على فرس أبيض لتقلني إلى مرافئ القمر وكثبان أورانوس .. جعلتني مليكتك .. أميرتك .. نصبتني فراشة على قناديلك .. وفي كوخ شيدته لي على دروب قوس قزح كنت تكتب لي كل ليلة قصيدة .. ذات مساء لاح من نافذة المدى كطوق ينخر خاصرتنا بأشواك الصمت .. قلت لك بعد حين من الزمان وأنت تظلل عيني بشموخك وقد طالتها أركام من الغشاوة : - لديك قدرة غريبة على أن تأخني على بساط بوحك العذب إلى خيمات المطر المنصوبة في سهول السحاب .. ثم في لحظة غضب تلقي بي إلى دهاليز الشتات فأجدني قد تشظيت إلى ألف قطعة لإرتطامي بصخور قسوتك .. هتفت تدافع عن نفسك بغطاء شاعري ينفي عنجهيتك : - لا لا .. هذاغير صحيح , فأنتِ حكاية مدهشة أحاول أن أعيش تفاصيلها بكل انتباه .. كنت تحيك بأعواد التوت أمنيات سامقة وتنسجها بزهر الريحان لتنسجني بها سيدة أحلامك .. كنت وقتذاك أقرب إليك من وريدك .. حتى بدأت تمعن في احتلالي رويدا .. فعلامك هويت بي من رأس القمر إلى صخور الحيرة .. أينك وأنا أتذكرك دائم الإطلالة عن جداري حتى في هنيهات غيابي ..! ماذا اعتراك وألم بك ..كي تزجي بي في زاوية مكشوفة من يومك .. هل هذا ما تريده وتصبو إليه .. أن تعجني مليآ بك .. وترسخني في عالمك ..؟ فليكن لك ما تريد سيدي سلام