ألِأننى كنتُ لكِ عاشقا ؟؟
============
حسام الدين بهى الدين ريشو
=============
كان يكفي أن يتذكرها ليهتز قلبه
تنتابه رعشة غريبة
تحاصره الصور التى رسمها :
الضوء ينام على وجهها
والعطر مستلق على تموجات شعرها
أما هي فتتمدد في مقلتيه
بينما قلبه مثقل بمخاوف الأيام
فيناديها :
آه لو تعرفين كم أحبك ؟
يفاجئه دائما طيفها المخبوء في الروح
ينسكب في خياله أنَّ ..
في وجهها ألف قمر
وفي عينيها ألف بحر
وفي شفتيها ألف نغم !!
يأخذه الجرح الى فضاءات سحيقة
تهرب الكلمات من بين شفتيه كنوارس مذعورة
فيسترجع حديثها الذي كان ينساب لحظة امتداد تراتيل السكون بينهما :
أما زلتَ تراني قهوة الصباح
وتميمة الشِعر والأفراح
وحرفك المغموس في الجراح ؟؟
يتحسس انكسار القلب الذي يدثره
ينزف حرفه على الأوراق ..
كنتُ فيما مر من زمن حبيبك
أنفاسك زاد نهاري
ومقلتاك جبيرة لحرفي وأشعاري
ماالذي غيرك ؟؟
حتى صارت مقلتاك جناحي عصفور
بلله المطر !
فلم يعد يغرد بين أغصان الشجر !!
أتعرفين ؟؟
في قصص الحب المحبطة
غالبا ما يلملم الشوق خيامه
يترك القلوب في العراء
لتمضغ اليأس
كتراتيل لجنازة عزيز
ذهب ولن يعود !!
ماذا يبقى اذن ؟
سوى أن نودع أحلامنا
بعدما صارت
كحبات مِلح من أُجاج !!
يستفيق على شرود الأنين
يركض به بين الحروف
تلك الورود التى تفتحت قبل الفجيعة
تترقب من يقطفها
يحفظها في ثنايا قلبه
جنينا لقصيدة حب !!
يُحدِث ذاته ..
لكننى بدلا من ذلك وجدتنى
ألد الجمر
في تنور النار
ثم أغفو وأصحو
على أنين الوجع !!
تخايلنى من جديد
جدائلك الطويلة التي تشبه جحافل الليل
وتلوح لي عيناك كشقائق اللوز
وذاك البريق الذي يشع كالضوء
حتى روحي
التى ما استكانت لأنثى غيرك
أصابها الوجع
بعدما فرشْتُها سجادة حمراء تحت قدميك
لأننى كنتُ لك عاشقا
ماظن يوما أن تغيب عنه الشمس !!
قد لا تدركين أن ..
أمَرُّ مافي الحب
لحظة فراق أو خداع
وأوجاع
وأحزان يُخلِفها تأكل النخاع
وتمطر السواد
فلا يبقى ضوء أو شعاع !!
ياغزالتي الشريدة
ماالذي أخفاك عني ؟
وكنت سلوتى الوحيدة !!
هل توَّهتْ قلبك الشعاب ؟
في سراديب الغياب
أو بين انكماشات العناد
فصارت احلامنا
كبقايا ماء مالح في يوم عاصف !!