احصائيات

الردود
1

المشاهدات
23
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
560

+التقييم
0.41

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
يوم أمس, 09:47 PM
المشاركة 1
يوم أمس, 09:47 PM
المشاركة 1
افتراضي تحديث الثقافة
ما يقع فيه الكثير
من المتحمسين لتغيير المجتمع، وكأنهم يُريدون التغيير بمجرد ضغطة زر من
"الريموت كونترول"!

وهذا ضربٌ من المستحيل، أن يأتي من يقلب ويغيّر ما اعتاد عليه الناس في غمضة عين!

وللأسف الشديد،
حين يأتي من يريد استئصال ما تعارف عليه المجتمع من قيمٍ
وعاداتٍ وتقاليد، متجاهلًا أنها "قدسية" لا يمكن المساس بها!

ومع هذا،
باتت تلك القيم والمبادئ والعادات اليوم مهددةً بالانقراض،
ليبقى بنو الإنسان مكوّنًا "ماديًّا" لا يُلقي للإنسانية بالًا،
أنانيَّ النزعة، غارقًا في أناه!

فمن العادات والتقاليد
ما يُوطّد علاقات الناس، ويجعلهم مزيجًا متجانسًا.

لكن البعض
ينسف إيجابية تلك العادات والتقاليد،
وذاك الأصل الغائر بجذوره في عمق الوجود،

ليجعل من بعض التصرفات والأفعال
التي يقوم بها بعضهم، والتي تُعبّر عن الجهل
الذي يلفظه ويرفضه العقل السوي.

واليوم، بفضل الله،
نجد ذلك النضج الفكري والوعي الفَتِيّ،
حين بدت تلك الإصلاحات، وتلك العمليات التصحيحية،
التي تُسهم في تحجيم وتنشيف منابع الجهل لدى بعض أفراد المجتمع،

ببثّ الوعي بينهم، وتعريفهم بأن بعض السلوكيات والطقوس
ما أنزل الله بها من سلطان، وكثيرٌ ممن اعتنق تلك الأفكار وتبنّاها،
بل وسعى إلى إحيائها في كل مناسبة، قد هجرها وحذّر منها.

وبهذا،
يكون المثقف قد احتوى أفراد المجتمع،
بعد أن نزل إلى الميدان ليُشارك الناس فرحهم،
ويواسيهم في أحزانهم،

لا أن يشنّ عليهم حملات التسفيه والتحقير،
ووصفهم بالتخلّف والجهل القبيح!

وبأن العادات والتقاليد هي من أوقفت
عجلة التطور والتقدّم والتحضّر!

لأن المثقف لا يمكن أن ينال مبتغاه ما لم ينزل إلى الميدان،
ليكون جنبًا إلى جنب مع العامة؛ فبدون ذلك لا ينفع التنظير ولا التسويق،
ولو قضى عمره كله فلن ينال سوى العزلة والكره الدفين.

المصيبة
تكمن حين يظنّ البعض أن الثقافة بشقّها المادي
لا يمكن أن تترسخ في أذهان المجتمع من غير أن تُهمَّش
وتُقزَّم لديه تلك المعاني المعنوية!

لتُصبح العادات والتقاليد والعقائد في نظرهم الحائلَ
أمام الوصول إلى معنى الحضارة والتمدّن والتحضّر.

ومن يتأمل في النهضة الإسلامية،
يجد أنها امتدت إلى القرن الثاني عشر،
وكان القرن الثالث عشر إلى الخامس عشر مرحلة الموازنة،
لتكون القرون التي تلتها مرحلة الانحسار والتجمّد.

ومن هنا يبزغ ذاك السؤال الكبير:
هل كانت تلك القيم والعادات والتقاليد والمبادئ
حائلًا دون بلوغ تلك المرتبة من التقدّم العلمي والمعرفي
طوال تلك القرون، كما يُروّج بعض المحبطين المنهزمين؟!

وفي ظل هذا التهافت الكبير،
لا مناص من خوض غمار الجديد،
وما نحتاجه هو المحافظة على هويتنا الإسلامية،
وما نحمله من قيمٍ ومبادئ، فمَن تمسّك بها وبثّها بين الأنام،
عمّ الخير وانتشر في كل مكان،
كي لا نذوب في ذوات الآخرين الذين نختلف معهم فكرًا وثقافةً ودينًا.

ولا يعني ذلك أن نتقوقع أو ننعزل عن الآخرين،
وإنما نسعى لنكون بتلك القيم مستمسكين.

أنا مع
المسير في ركب التقدّم الحضاري،
والأخذ بالجديد، لأن الأمر يتطلّب ذلك.

وإن كنّا نأمل
أن تكون لدينا الإمكانات، وأن تكون لنا مؤسساتنا
ودور بحوثنا، وتلك المراكز البحثية،

لنحافظ من خلالها على هويتنا، وتكون لنا استقلاليتنا،
نأخذ من الآخرين الجديد، ونُكيّفه وفق نظرتنا،
ليكون خالصًا لمن أراد النهل منه.

ختامًا
أود أن أوضح نقطةً تتمثل في ذلك الاعتقاد لدى البعض
بأن الصراع في الرؤية الإسلامية هو صراعٌ بين الكفر والإيمان،
بل هو صراعٌ بين الحق والباطل، والفرق بينهما شاسعٌ جدًّا.

ولنضرب مثالًا:
لو كان الجار المسلم الملتزم على باطل،
وكان الكافر الملحد المخالف على حق،
وجب حينها أن يكون الوقوف مع الحق،
بصرف النظر عن صاحبه.

تلك هي الرؤية الإسلامية
التي تنطلق من قاعدة العدل والمساواة في القانون،
لا كما يتصور البعض أنها بُنيت على الاستئصال والإقصاء ومحاربة المخالف.

فعلى المثقف المسلم
أن يكون داعيةً للمّ الشمل، وبثّ الوعي، وتأصيل المبادئ،
والحثّ عليها، لأنه المسؤول عن استقرار المجتمع.

عن تلك الثقافة
التي يراها البعض الكلّ المركّب الذي يحوي المعرفة والعقائد والقيم والعادات،
التي يكتسبها الفرد في مجتمعه،

ومنهم من يراها
تنظيمًا يكشف عن مظاهر الأفعال والمشاعر،
يُعبّر عنها الفرد عبر اللغة والرمز.

تتعدد التأويلات لمعنى الثقافة،
حتى جعلها بعضهم كائنًا مستقلًا عن الجماعة والأفراد!

والذي يسلو الفؤاد له:
أنها السلوك، ونمط التفكير، وذاك التكامل والتعارف والتوافق
الذي تعارف عليه أفراد المجتمع،
ليكون لهم الهوية التي يُعرفون بها ويتميّزون عن غيرهم.

فلكل أمة
ذلك الحامض النووي الذي لا يُشابهه أيّ حمضٍ آخر،
فاستفردت وانفردت به عن سواها،
وعلى هذا وجب التنبّه له،

لأن من يتجاوزه ويتعدّاه يقع في الإشكال،
إذ تسوّر على المتعارف عليه، فتكون ردة الفعل الرفض والعناد.

لتبقى الثقافة:
ثمرةَ التفاعل بين الأفراد،
فلا يوجد على وجه الأرض مجتمعٌ يخلو من ثقافة.

ومن أجمل تعريفات الثقافة لمحمد عفيفي قوله:

> "كل ما صنعه الإنسان في بيئته خلال تاريخه الطويل في مجتمعٍ معيّن،
ويشمل اللغة والعادات والقيم وآداب السلوك العام،
والأدوات والمعرفة والمستويات الاجتماعية،
والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والقضائية.
فهي تمثّل التعبير الأصلي عن الخصوصية التاريخية لأمةٍ من الأمم،
وعن نظرتها إلى الكون."



تلك المتغيرات
التي تطرأ على المجتمع، وعلى سبيل المثال لا الحصر، في الملبس والمأكل،
تبدأ غالبًا من المدن والأماكن المنفتحة،
فيما نُسميه اليوم "العواصم"،
وحين يستقبلها من يعيش في الريف أو المجتمعات المنغلقة،
يراها بداية التحول إلى حياة جديدة قد تهدد بقاء الموروث،

وما هي إلا فترةٌ وجيزة حتى يعتاد عليها أولئك المتوجسون،
فتكون المسألة مسألةَ بثّ الوعي ونشر الجديد،
لتصبح عادةً مألوفةً وكأنها كانت ملازمةً لهم من حيث لا يشعرون.


قديم يوم أمس, 09:51 PM
المشاركة 2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: تحديث الثقافة
قال لي أحدهم:
التعليم.. التعليم ثم التعليم،
هو سرّ نهضة الشعوب وقوّة ثقافتها،
أما توارث العادات والتقاليد فليس
سوى توارثٍ "للجهل والتخلّف".

هل تعلم لماذا نشعر بأن التكنولوجيا
والتقنية أشبه بعدوٍّ خارجيٍّ غزانا؟
لأن العالم يمضي نحو الأمام بسرعةٍ
لم تستطع عقولنا استيعابها!
ننام ونصحو على اختراعٍ جديد، واكتشافٍ جديد،
ومجالٍ جديد في خدمة البشرية،
واستغلال العلم في كل شيء:
الطب، الفيزياء، الهندسة، الكيمياء، العلوم، التقنية…
كل مجالات الحياة.

ونحن ننام ونصحو خائفين على مبادئنا وقيمنا،
وعلى بضع عاداتٍ وتقاليد عفا عليها الدهر وشرب.

وللأمانة، ما يغطي تخلّفنا نحن،
هي قوتنا المادية:
سياراتنا الفارهة،
وفللنا الفخمة،
وأموالنا،
ورخاؤنا التام،
وثيابنا الجديدة،
واستهلاكنا الكبير في كل شيء!
عبارة عن مظاهرَ تداري عيوبنا،
حتى وساختنا وزبالتنا،
يستر عيوبها ذاك العامل البنغالي الذي طفح جلده من ضربات الشمس
وهو يلمّ مخلفات أكلنا من الشوارع!

رغم أن الثقافة الإسلامية واحدة من أكثر
الثقافات امتلاءً بالقيم والأخلاق والتسامح، وتشجّع على العلم،
وأول آيةٍ نزلت في القرآن: "اقرأ"،
لكن لا يصلنا من خطابهم سوى
الجنة والنار، وعذاب القبر، والحساب، والكفار والعصاة،
والحلال والحرام، وكيف تتوضأ، والدعاء على اليهود والكفار!


---

قلت:
فيما ذكرته...
أنا لا أحبّذ تلك النظرة السوداوية،
وذاك اليأس المقيت الذي يُعشّش
في عقول البعض ممن لا يرون الجانب
المشرق الآخر، ليُبرزونا وكأننا
نعيش في كهوف "تورا بورا"!

ومنعزلون عن العالم،
وكأن العرب ليسوا سوى عالةٍ
على هذه الأمم المتحضّرة التي تُقدّم
للإنسانية الراحة والرفاهية!

وقد سبق أن تطرّقتُ لمثل هذا الموضوع،
وأقول هذا تعقيبًا على قولك:

> "كلامٌ جدًّا واقعي، وأتوقّع أن الكثير ممّن سيطّلعون
على فكرة الموضوع سيتوافقون معك فيما ذكرته".



لأنه ينافي الواقع تمامًا!

ومن باب الإنصاف،
ينبغي ذكر تلك العقول العربية خصوصًا
التي كان لها الأثر العظيم في تقدّم تلك الدول،
لتكون في مصافّ الدول المتقدّمة.

تلك العقول العربية
هي العقول المهاجرة من أوطانها
بعدما هُمّشت وتجاهلها المُحبِطون،
حين سخروا من عقولهم وابتكاراتهم،
فهاجروا ووجدوا من يتبنّى أفكارهم ويستثمر إنجازاتهم،
لتُسجَّل براءات اختراعهم باسم تلك الدول
التي احتضنتهم وقدّرت عقولهم.

فلماذا ذاك الظلم والإجحاف في حقّ العربي؟
هي تلك الهزيمة النفسية والعاطفية،
لتكون النتيجة:
النظر إلى انتماءاتنا، وثقافاتنا،
وعاداتنا وتقاليدنا على أنها رجسٌ من عمل الشيطان،
وأنها من بقايا الجاهلية العمياء!

هي تلك النظرة القاصرة الدونية لأنفسنا،
التي لا تستند إلى حقيقة،
بل إلى عقولٍ تعيش في الأوهام،
"ويُكذّبها الواقع بلا ارتياب".


---

وهنا السؤال:
لماذا لا نُلقي اللوم على أنفسنا،
ونسألها: ما الذي أنجزناه وقدمناه؟
غير تحقير أنفسنا وجلد ذواتنا؟!

أما عن تأخّر الإنسان ثقافيًا،
وتلك المقارنة بالدول الأوروبية وبعض الدول الآسيوية،
فهي قاعدة ثابتة:

> "إذا وُجد الإنسان في مناخٍ خصبٍ ومحفّزٍ لسبر أغوار العلم،
سيبدع ويحوّل المستحيل إلى ممكنٍ أكيد".



ومما يُثير العجب:
لماذا لا ننظر إلى دولة الجوار إيران؟
أليس من يحكمها يُقال عنهم إسلاميون محافظون؟
أليست من الدول المتقدمة
تكنولوجيًّا وعلميًّا في شتّى المجالات؟
حتى إنها بتلك المعرفة والعلم غزت الفضاء!

وعجبي،
حين يُربط التخلّف الذي يعاني منه العربي
بالدين والعادات والتقاليد!

وكأنها هي العائق والحاجب لذاك العقل،
والمعطّل له!
ونحن نرى أولئك العباقرة،
ومن بينهم المتمسّكون بالدين والملتزمون به،
الذين لم ينسلخوا عنه بحجة أن المدنية والحداثة
لا تلتقيان مع الموروث الديني والثقافي!

مغالطاتٌ فجّة!


---

علينا أن ندرك
أن لكل دولةٍ طابعها، وموروثها، وهويتها،
فلا يمكن التفريط بها بحجة
عدم ملاءمتها لهذا العصر!

فنحن من يتماهى ويتكيّف مع كل جديدٍ
يطرأ في واقعنا المعاش،
لنضمن لأنفسنا البقاء في ظلّ مواكبة العصر،
مع احتفاظنا واعتزازنا بذلك الإرث العظيم.

أما عن ذلك التضادّ الذي ذكرته والمتباين
بين التعليم الوافد من الخارج
الذي يتقاطع مع ثقافتنا وعاداتنا وديننا،
فلا أجد في واقعنا ما يُشير إليه، ومنك العذر!

فنحن نتعلّم:
الطب،
الهندسة،
الصيدلة،
الزراعة...
فلا دخل لتلك الثقافات في هذه التخصّصات
الأكاديمية العلمية البحتة.


---

وعن التعليم الإسلامي:
أجد هنا خلطًا بين ما جاء به الدين الحنيف
من شرائع وأحكامٍ عقديةٍ وتعبدية،
لا يتخللها أيّ تعارضٍ مع الفكر أو الفطرة السليمة،

وبين ما جاء من عاداتٍ وتقاليدَ
ما أنزل الله بها من سلطان،
بل يحاربها الإسلام لأنها تنافي العقل
وتصادم الفطرة التي لا يقبلها كلّ عاقلٍ لبيب.


---

ختامًا:
أرجو التريّث عند التعاطي مع مثل هذه المواضيع،
لكونها دقيقةً جدًا وفكريةً محضة،
ولهذا نحتاج إلى حوارٍ فكريٍّ موضوعيٍّ
لا ينجذب لتلك العاطفة التي قد تكون المحرّك
لاستقطاب ما يجول في العقل والفكر
من أحكامٍ معلّبةٍ مسبقة.


---

قال:
أنا أفضل دائمًا أن يقول الواحد منّا رأيه
دون تهميشٍ أو تقليلٍ من آراء الآخرين،
أو وصفهم بصفاتٍ قد لا تكون فيهم
لمجرد أنهم قالوا رأيهم في أي موضوع.

فأنا، مثلًا، أنظر للموضوع من زاويتي الخاصة،
وجمال له نظرته الأخرى،
ومهاجر له رأيٌ آخر،
والقارئ له الخيار في الاقتناع بأيٍّ منها أو عدم الاقتناع.

أتفق معك أننا ورثنا ثقافةً أو حدّثناها،
وربطناها بتعاليم ديننا الإسلامي
وهي بعيدةٌ عنه تمامًا.

أما ثقافة التعليم، فهي ليست محصورة
في المناهج العلمية فقط التي ذكرتها،
فهناك مناهج اجتماعية غائبة عن مناهجنا،
ونجدها في مناهج تلك الدول التي ذكرناها،
مثل:
تعليم ثقافة النظام، والحوار، والمحافظة على موارد الوطن،
ومحاربة الفساد، وثقافة الأسرة، والروابط التي يجب أن تكون فيها.

التحديث مطلوب في كل شيء، أخي مهاجر،
حتى في الثقافة المتعارف عليها،
وفق متطلّبات الحياة وفكر ومعرفة الجيل الحالي.


---

قلت:
في المطارحات الفكرية، ليس علينا إظهار نوايانا للآخر،
لأننا – بالبديهة – نعلم أن رأيي يخالف رأيك (في الغالب).
ولم أقصد بكلامي أو تعقيبي التقليل من رأي الآخر،
لكن في الوقت ذاته علينا أن نكون منصفين
حين نتعاطى مع مثل هذه المواضيع الحساسة،
كي لا نظلم أنفسنا وأمتنا.

ويفترض أن نكون على سعة صدر،
نحتمل ما يرد من مقالٍ،
فالفكر لا يزدهر إلا في أجواء الحرية والتنوّع.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تحديث الثقافة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثقافة عدي العزيزي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 01-19-2013 01:26 AM

الساعة الآن 02:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.