احصائيات

الردود
0

المشاهدات
92
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,489

+التقييم
0.63

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
12-02-2025, 03:58 AM
المشاركة 1
12-02-2025, 03:58 AM
المشاركة 1
افتراضي الكنوز المفقودة في البحار
بسم الله الرحمن الرحيم






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة








لطالما كانت البحار والمحيطات مسرحًا لحكايات غامضة تجمع بين الطمع والمغامرة والمآسي الإنسانية. ومع توسّع طرق التجارة البحرية وازدهار الإمبراطوريات القديمة، انتقلت عبر السفن كميات هائلة من الذهب والفضة والمجوهرات والقطع النفيسة، لكن كثيرًا من هذه السفن لم تصل إلى وجهتها النهائية. فقد ابتلعتها الأعماق بفعل العواصف والمعارك والأخطاء الملاحية. وعلى عكس الأساطير المتداولة، هناك كنوز بحرية “مؤكدة تاريخيًا” امتلكت سجلات شحن رسمية ووثائق حكومية وشهودًا على رحلاتها، لكنها ما زالت حتى اليوم مفقودة في أعماق البحار.

من أشهر هذه الكنوز سفينة سان خوسيه الإسبانية، التي غرقت عام 1708 قبالة سواحل كولومبيا في البحر الكاريبي بعد معركة مع البحرية البريطانية. كانت السفينة تحمل كميات ضخمة من الذهب والفضة والزمرد من مستعمرات أمريكا الجنوبية إلى إسبانيا، وتُقدَّر قيمة حمولتها اليوم بمليارات الدولارات. تم تحديد موقع الحطام في السنوات الأخيرة بتقنيات حديثة، لكن كنزها لم يُستخرج بعد نتيجة النزاعات القانونية بين الدول وشركات التنقيب حول أحقيّة الملكية. ولهذا تُعد سان خوسيه أغنى سفينة غارقة معروفة في التاريخ الحديث.

أما أسطول الكنوز الإسباني الذي غرق عام 1715 قرب سواحل فلوريدا فيُعد واحدًا من أكثر الحوادث البحرية الموثقة. فقد ضرب إعصار مدمر أحد عشر سفينة كانت عائدة من “العالم الجديد” محمّلة بالكنوز. رغم أن بعض الغواصين والصيادين عثروا عبر السنين على عملات ذهبية وفضية متناثرة، إلا أن الجزء الأكبر من الكنز يُعتقد أنه ما زال مدفونًا تحت طبقات كثيفة من الرمال وفي أعماق يصعب الوصول إليها.

في مياه البحر المتوسط، تقبع قصة سفينة HMS Sussex البريطانية، التي غرقت عام 1694 بالقرب من مضيق جبل طارق. كانت تحمل نحو عشرة أطنان من الذهب خُصصت لرشوة دوق سافوي خلال الحروب الأوروبية. هذا الحدث موثق في السجلات العسكرية البريطانية، وقد حُدد موقع الحطام تقريبًا، لكن عدم الاتفاق بين بريطانيا وإسبانيا حول ملكية الحطام عطّل أي عملية استخراج حتى اليوم، ليبقى الذهب مطمورًا في القاع.

ومن أقدم الكنوز المفقودة وأكثرها شهرة في آسيا سفينة فلور دو لا مار البرتغالية، التي غرقت عام 1511 بالقرب من سواحل إندونيسيا وهي محمّلة بكنوز تعود لسلطان مدينة ملقا بعد احتلالها. تلك الكنوز شملت مجوهرات مذهلة وقطعًا نادرة من الذهب والأحجار الكريمة. ورغم مرور أكثر من خمسة قرون من البحث، لم يتم العثور على الحطام، مما جعلها من أغلى الكنوز البحرية الضائعة في العالم.

وفي بحر الصين الجنوبي، توجد روايات موثقة عن سفن إمبراطورية من عهد أسرة مينغ كانت تحمل الذهب والخزف النادر والبضائع الثمينة، ومنها سفينة تُعرف باسم “لي شينغ”. المصادر الصينية القديمة تشير إلى غرقها في عاصفة كبيرة، لكن لم يُحدد موقعها حتى الآن بدقة، رغم استخدام تقنيات المسح الحديثة. ويُعتقد أن حمولتها سترتقي بقيمتها إلى مستوى كنوز القصور الملكية.

أما خلال الحرب العالمية الثانية، فقد زادت حالات غرق السفن والغواصات المحملة بالذهب المنهوب من الدول المحتلة. ومن بين أشهر القصص ما يُعرف بـ “غواصة الذهب النازية” التي يُقال إنها غرقت في بحر الشمال وهي تحمل صناديق من الذهب والقطع الثمينة التي استولى عليها النازيون. توجد وثائق استخباراتية تؤكد احتمال صحتها، لكن لم يُعثر عليها رسميًا حتى اليوم.

ولا تقتصر الكنوز الغارقة على السفن فقط. فهناك تقارير عن طائرة يابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية كانت تنقل ذهبًا رسميًا من إحدى القواعد العسكرية، لكنها فقدت في المحيط الهادئ ولم يتم تحديد موقع سقوطها. وتعد هذه القصة مدعومة ببعض السجلات العسكرية، مما يرفعها من مجرد إشاعة إلى كنز محتمل له جذور موثقة.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لا تزال هذه الكنوز مفقودة رغم تقدم التكنولوجيا؟ الجواب يتلخص في مجموعة أسباب معقدة، أبرزها الأعماق السحيقة التي تصل أحيانًا إلى آلاف الأمتار، والتيارات البحرية العنيفة التي تغير معالم القاع باستمرار، إضافة إلى تغطية الحطام بطبقات كثيفة من الطمي والرمال عبر القرون. كما أن النزاعات القانونية بين الدول وشركات التنقيب والمنظمات الدولية تعيق كثيرًا أي عملية انتشال، فضلًا عن التكلفة الهائلة لاستخدام الغواصات الروبوتية والسفن المخصصة لمثل هذه المهام.

ورغم كل ذلك، لا يزال حلم العثور على كنز غارق يجذب المغامرين والباحثين والمستثمرين. فهذه الكنوز ليست مجرد ذهب وفضة، بل هي شواهد حية على التاريخ، وعلى صراعات الإمبراطوريات، وعلى جرأة الإنسان في الإبحار نحو المجهول. وربما، في يوم قريب، يكشف لنا البحر عن بعض أسراره المدفونة منذ مئات السنين، ليعيد إلى سطح الأرض كنوزًا كانت يومًا ما سببًا في الحروب والمغامرات والأساطير.












منقول



التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 12-02-2025 الساعة 05:13 PM سبب آخر: رقن

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الكنوز المفقودة في البحار
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسماك أعماق البحار أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 03-01-2024 05:43 AM
الحلقة المفقودة! سرالختم ميرغنى منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 11-06-2016 01:55 AM
البحار السبعة أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 12-18-2015 07:51 PM
البحار صلاح المسلماني منبر الفنون. 2 08-09-2011 08:45 AM
عاشقة ..البحار تراكي برباري منبر البوح الهادئ 5 05-25-2011 11:08 PM

الساعة الآن 04:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.