خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزّى بن قصي بن كلاب , من قبيلة 
قريش , تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجد الثالث بالنسبة لها والرابع بالنسبة لرسول الله , صلى 
الله عليه وسلم , وهي عمّة الزبير بن العوام , رضي الله عنه , وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن 
معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر ( قريش ) . 
وُلدت خديجة , رضي الله عنها , في مكة سنة 68 قبل الهجرة ( 556 م ) وتوفي أبوها عام الفجّار سنة 33 قبل الهجرة 
سنة ( 591 م ) أي كان عمرها , رضي الله عنها خمسا ًوثلاثين سنة . 
تزوجت خديجة رضي الله عنها , بأبي هالة بن زرارة التميمي , فمات عنها . 
كانت خديجة , رضي الله عنها امرأة تاجرة ذات شرف ٍ ومال ٍ , وتستأجر الرجال لتجارتها بشيء ٍ من التجارة تجعله لهم . 
وكانت قبيلة قريش ٍ قوما ً تُجّارا ً . 
لما بلغ خديجة , رضي الله عنها , ما بلغها عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , من صدق حديثه , وعظم أمانته , 
وكرم أخلاقه بعثت أليه فعرضت أن يخرج في مال ٍ لها إلى الشام تاجرا ً , وتُعطيه أفضل ما كانت تُعطي غيره من التجارة , 
مع غلام ٍ لها يقال له ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم , منها وكان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره 
وهي قد بلغت الأربعين , فهي إذن أكبر منه سنا ً بخمس عشرة سنة ً . 
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم , تاجرا ً في مال خديجة , رضي الله عنها , وخرج معه غلامها ميسرة , حتى قدم 
الشام , فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم , في ظل ِّ شجرة قريبا ً من صومعة راهب ٍ من الرهبان , فاطّلع الراهب إلى 
ميسرة , فقال له : من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة ؟ قال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم , فقال 
له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ّ . 
باع رسول الله صلى الله عليه وسلم , بضاعته التي خرج بها , واشترى ما أراد أن يشتري , ثم أقبل قافلا ً إلى مكة ومعه 
ميسرة , فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحر ُّ , يرى ملَكَين يُظلاّن رسول الله صلى الله عليه وسلم , - من الشمس 
وهو يسير على بعيره - فلما قدم مكة على خديجة بمالها , فباعت ما جاء به فكان ضعف سعره تقريبا ً , وحدثّها ميسرة 
عن قول الراهب , وعما كان يراه هو من إظلال المَلَكَين له . 
كانت خديجة رضي الله عنها , امرأة حازمة شريفة لبيبة ً , فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به , بعثت إلى رسول الله صلى 
الله عليه وسلم , فقالت له : يا ابن عم ّ , إني قد رغبت فيك لقرابتك , ووسطيتك في قومك , وأمانتك , وحسن خلقك , 
وصدق حديثك , ثم عرضت عليه نفسها . 
لما قالت خديجة , رضي الله عنها ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبد 
المطلب رضي الله عنه حتى دخل على عمّها عمرو بن أسد 
فخطبها إليه فتزوجها , كما قيل : إن أبا طالب عم ّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي نهض مع رسول الله صلى الله 
عليه وسلم , لخطبة خديجة , وهو الذي خطب خطبة النكاح وكان مما قاله في الخطبة أما بعد : 
فالحمد لله الذي جعلنا من ذّرية إبراهيم , وزرع إسماعيل , و ضئضئي معد ٍ , وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته , وسُوّاس 
حرمه , وجعله لنا بيتا ً محجوبا ً , وحرما ً آمنا ً , وجعلنا حكام الناس , ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبدالله , وهو ممن لا 
يُوازن به فتى ً من قريش ٍإلا رجح به شرفا ً ونبلا ً وفضلا ً وعقلا ً , وإن كان في المال قلّة , فإنما المال ظل ٌّ زائل وأمر 
حائل , وعارية مسترجعة , وله في خديجة بن خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك , وقد خطب إليكم رغبة ً في كريمتكم 
خديجة , وقد بذل لها من الصداق ( كذا ) وعلى ذلك تم الأمر . 
( أمهات المؤمنين لمحمود شاكر ) 
يتبع إن شاء الله ...