أيكة كبيرة تعيش فيها أسراب الحمام من بينهم تبدو مزهوة بنفسها ورغم أن ريشها لم يكتمل
بعد إلا أنها قبلت أن تنتقل إلى عش صغير خاص بها بناه لها من اختارها لتكون شمعة
تضي أرجاءه , مرت أيامها الجميله كلمح البصر حيث اكتمل ريشها إلى جانب ريش
فرخها الصغير ,
مثل كل الشجر كانت تحيط بتلك الأيكه وبين أغصانها المتدلية وجذورها الموغلة
في الأرض الكثير من الغموض والمخاطر ,
أفعى غادرة تسللت بجسمها الناعم وأنيابها المدببة وسمها الزاعف إلى
داخل ذاك العش الهادئ والنائم فوق وسادة الأمل وبغضة طرف
خطفت قلب تلك الحمامة مع خطف روح شريك العش وجناحه
الدافئ في ليل الشتاء الطويل وظله في شمس الصيف اللاهب !
رغم إنتقالها من عش إلى آخر إلا أن الحزن رفيقها ونديمها في تلك الأيكة .
بعض الطيور تعيش في فضاء الله وبين السماء والأرض
وفوق أغصان النخيل ونصيب البعض أقفاصا
حديديه !
ولأن الحريه هبه والأسر ليس خيارا كان نصيبها
أسرا في قفص جنبا إلى جنب مع ديك الحبش !
لم يكن ما بداخل ديك الحبش كما يظهر من شكله
ولأنه لم يكن شرسا فهو أيضا لا يبدو منه
ود !
تمر ليالي الأسر ثقيلة الأنفاس كمن يتنفس
في نصف رئة والأيام رمادية الشمس ,
لم تكن تطيل النظر إلى نافذة القفص
ولم تبالغ في حلم اجتيازها فالنافذة
مرتفعة وأجنحتها ضعيفة!
ذات يوم فاجأتها نفسها
بعزيمة الهرب
وأوهمتها بأن سماكة
الزجاج برقة المطر !
كان كسر جناحها
ثمنا لمحاولتها الفاشلة في الهرب
حيث عادت إلى ديك الحبش
الذي لم يعرف كيف يداوي جراحها
ولم يمنحها فرصة للهرب ..