احصائيات

الردود
3

المشاهدات
5706
 
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هند طاهر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,200

+التقييم
0.42

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة

رقم العضوية
9308
09-08-2010, 03:59 AM
المشاركة 1
09-08-2010, 03:59 AM
المشاركة 1
Exclamation كل محنه وراها منحه......
بسم الله الرحمن الرحيم
وفي المصيبة خير!
"كان في سالف الزمان ملك يحكم دولة وفي إحدى معاركه مع أعدائه قطعت أُذنه، فقال له وزيره: لعل في قطعها خيراً. فأمر بسجنه. فقال الوزير: وفي سجني أيضاً خير! ومرت السنون وفي يوم ما خرج الملك في رحلة صيد فذهب بعيداً عن مملكته حتى قَبض عليه جماعة من الناس كانوا يعبدون الأصنام. فقالوا لقد وجدنا شيئاً نقربه لإلهنا، فلما هموا بذبحه وجدوه مقطوع الأذن فقالوا لا نقرب لمعبدونا شئياً ناقصاً فأطلقوه. وعند رجوعه أمر بإخراج الوزير من السجن فقال له الوزير: ألم أقل لك إن فيها خيراً، وفي سجني أيضاً خير فلو كنت معك لذبحت بدلاً عنك". [ذكرها أبو حامد الغزالي].

إنّ تصديق العبد بالقضاء والقدر أحد أركان الإيمان التي لا يقبل الإيمان إلا بها. وهذا التصديق يستلزم التسليم لله - عز وجل - في كل ما يقدّره كما قال - تعالى -: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليه) [التغابن 11].

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -:
"هذا عام لجميع المصائب في الأنفس والمال والولد...
إلى أن قال: فإذا آمن العبد أنها من عند الله فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب، كما يجري ممن لم يهد الله قلبه، بل يرزقه الثبات عند ورودها والقيام بموجب الصبر فيحصل له بذلك ثواب عاجل مع ما يُدخر له يوم الجزاء من الأجر العظيم كما قال - تعالى -: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)" [تفسير السعدي ص 1208].

إنّ الأمراض والآلام والهموم والفقر والشدة كلها خير للعبد علم أو لم يعلم كما قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "تأملت المرض فوجدت فيه أكثر من مائة فائدة فهو كفارة للخطايا ورفع للدرجات كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلاّ كفر الله بها من خطاياه)). [متفق عليه] فالنصب: التعب، والوصب: المرض. فإنّ الأمراض ونحوها من المؤذيات التي تصيب المؤمن، مطهرة من الذنوب، وأنه ينبغي للإنسان أن لا يجمع بين المرض أو الأذى مثلاً وبين تفويت الثواب. قال النووي - رحمه الله تعالى -ـ بعد أن أورد عدة روايات ـ "وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة للمسلمين فإنه قلما ينفك الواحد منهم ساعة من شيء من هذه الأمور، وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات" [شرح النووي على مسلم 128/16].

ومن فوائد المصائب أنّ العبد يكون في تلك الحال منكسراً، مضطراً فيتوجه إلى الله - عز وجل - أن يزيل همه ويكشف غمه وينفس كربته فيجتمع بكليته فيدعو دعاء من قال الله فيه (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) [النمل]، ومن فوائدها أنّ العبد يقف مع نفسه وقفة محاسبة ويتساءل أنى هذا فيتفقد مواطن الزلل كما قال الله - عز وجل -: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) [الشورى 30] فيرجع إلى رحاب التواب الرحيم مجدداً التوبة والإنابة. ومن فوائدها ـ وما أكثر فوائدها ـ أن يتذكر العبد أنّ مشئية الله - عز وجل - في العبد نافذة، وأن قدره واقع لا محالة لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره. ولو اجتمعت الأمة على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو أجتمعوا على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه. وأنّ ما أخطأ العبد لم يكن ليصبه وما أصابه لم يكن ليخطئه فيسلم بذلك فتزيد عليه الفوائد أجراً و إيماناً.

إذا مسّ بالسراء عم سرورها*** وإن مسّ بالضراء أعقبها الأجر
وما منهما إلا له فيه حكمة*** ضاقت لها الأوهام والبر والبحر

وإذا أصيب العبد بفقد حبيب أو موت قريب فتجمل عند ذلك وتذكر مصابه بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن (كل نفس ذائقة الموت) واسترجع واحتسب عوضه الله إيماناً يجده في قلبه فلما رضي عن الله - عز وجل - رضي الله عنه -.
وإنّ مما يخفف المصائب ـ بعد علم العبد أنها بإذن الله ـ أن يتصبر ويتذكر أن الفرج مع الشدة وأن مع العسر اليسر كما قال - تعالى -: (فإنّ مع العسر يسراً إنّ مع العسر يسرا).
وأخيراً: بشارة نبوية من تمسك بها وتذكرها ـ لا سيما عند الصدمة الأولى ـ فاز وسعد سعادة لا يعلم بها إلا من قام بها وهي قول المصاب (إنا لله وإنا إليه راجعون)، يقول القرطبي في المصيبة: هي كل ما يؤذي المؤمن، ويصيبه، وقد جعل الله - عز وجل -، كلمات الاسترجاع، وهي قول المصاب: إنا لله وإنا إليه راجعون ملجأ وملاذاً لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين من الشيطان، لئلا يتسلط على المصاب فيوسوس له بالأفكار الرديئة، فيهيّج ما سكن، ويظهر ما كمن، لأنه إذا لجأ لهذه الكلمات الجامعات لمعاني الخير والبركة، فإن قوله: إنا لله إقرار بالعبودية والملك، واعتراف العبد لله بما أصابه منه، فالملك يتصرف في ملكه كيف يشاء، وقوله: وإنا إليه راجعون إقرار بأن الله يهلكنا ثم يبعثنا، فله الحكم في الأولى، وله المرجع في الأخرى، وفيه كذلك رجاء من عند الله بالثواب.

ومن بركة هذا الاسترجاع، بالإضافة إلى ما ذكر، ما ورد عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله به: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله خيراً منها)
فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أني قلتها فأخلف الله علي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
ولا عجب فإنه إخبار من لا ينطق عن الهوى (إن هو إلا وحي يوحى) وما على العبد إلا التصديق والعمل بهذه البشارة.

قال الإمام الطحاوي - رحمه الله تعالى -:
"ونؤمن باللوح والقلم وجميع ما فيه قد رقم، فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله - تعالى -فيه أنه غير كائن ليجعلوه كائناً لم يقدروا عليه جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه"
ربنا لا تجعل مصيبتا في ديننا....

من بريدي


المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 09-08-2010, 03:42 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


هذه هي طبيعة الانسان
( إن الانسان خلق هلوعا .. إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا )
و( إنا لله وإنا إليه راجعون )
استرجاع .. قلما نستحضره عند حلول المصيبة !!

اللهم ألهمنا الصبر والاحتساب عندك يا كريم

موضوع قيم عزيزتي
لك مني أزكى تحية


...... ناريمان

قديم 01-29-2011, 11:18 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اللهم اقسم للأستاذة هند
من اليقين ما تهون به عليها مصائب الدنيا
ومتعها بسمعها وبصرها وقوتها ما أحييتها
اللهم آمين
تحية وتقدير

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-03-2011, 02:39 PM
المشاركة 4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نعم والله

فالمحن ُ تحمل في طيّاتها المنـَـح

رفع الله قدرك ِ يا ~ هند ~



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كل محنه وراها منحه......
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وجها لوجه عبدالحليم الطيطي منبر البوح الهادئ 0 11-13-2023 04:37 PM
( خالصاً لوجه العشق ) عماد تريسي منبر البوح الهادئ 16 11-16-2013 02:11 AM
للفساد أوجه كثيرة؟ كفاح محمود كريم منبر الحوارات الثقافية العامة 4 05-20-2012 06:24 PM
أيوه بغير سارة رمضان منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 3 01-16-2011 11:08 PM
العراق يؤكد تلوث معظم مدنه بالمواد المُشعّة ريم بدر الدين منبر مختارات من الشتات. 2 12-27-2010 04:05 PM

الساعة الآن 10:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.