في مثل هذه الأيام من العام الماضي رزقني الله بمولودة أنثى ملأت صدري بهجة وأعطت للحياة معنى آخر أجمل وأروع.. واليوم وهي تكمل عامها الأول أهديها هذه القصيدة، سائلا الله عز وجل أن يكلأها بعينه التي لا تنام..
الشمعة الأولى
عبد اللطيف السباعي
يا ابْنتي.. يا أنشودةَ الأيامِ = أنتِ زهْرُ المنى ولحنُ السلامِ
مرَّ عامٌ منْ عُمْركِ الثَّرِّ يهْمِي = برذاذِ الرضا على الأعوَامِ
مرَّ عامٌ.. وهذهِ الأرضُ جذلَى = تتثَنَّى تحْتَ الغمامِ الهامِي
في زوايا البيتِ انْبِجاساتُ شَدْوٍ = هاطِلٍ منْ ضَجيجِكِ المُترَامي
وسَريرٌ في الركْنِ قدْ صارَ عُشًّا = لعصافيرِ حُلْمِكِ المُتنامي
وعَرُوسٌ منَ الجدائِلِ تزهو = بينَ كَفَّيْكِ بالحنانِ السامي
هِيَ في راحَتيْكِ نهْرُ خيالٍ = كالتلاوينِ في يدِ الرَّسَّامِ
تُشْعلِينَ المكانَ حوْلي حِراكًا = تتعاليْنَ بالصراخِ أمامي
أذكُرُ الفرْحةَ التي لبِسَتْني = يومَ أنْ جِئْتِ مِلْءَ بوْحِ الحمامِ
مِلْءَ طلِّ المساء والوقتُ غافٍ = يتنَدَّى منْ دفْقَةِ الأنْسامِ
يومَ قالوا رُزِقْتَ يا بَحْرُ وَجْهًا = كمُحَيَّا الضحى.. كبدْرِ التمامِ
قلتُ رُشُّوا الترابَ تحْتي بثلْجٍ = رُبَّما أسْتفيقُ منْ أحلامِي
افْتحُوا في الزمانِ مَشْتَلَ فُلٍّ = وانْثُرُوا منْهُ فوْقَ عُشْبِ الكلامِ
نَغَمٌ تِلْكُمُ البِشارةُ يَسْري = كرحيقِ القصيدِ في أقلامِي
ثمَّ هَرْوَلْتُ والأحاسيسُ تعْدُو = ثمَّ تكْبُو في إثْرِها أقدامِي
لمَحَتْ كَفَّكِ المُعَطَّرَ عيْني = وتقاطيعَ وَجْهِكِ البَسَّامِ
فتواثَبْتُ كالفَرَاشِ جَمُوحًا = بجَناحٍ غَضٍّّ نمَا في عِظامِي
غِبْتِ دَهْرًا حتى ظَنَنْتُكِ حُلْمًا = غيرَ مُستوْطِنٍ رُبوعَ مَنامِي
ثمَّ أقْبَلْتِ كانْطلاقاتِ شِعْري = كالأناشيدِ.. كالربيعِ النامِي
كلَّ عامٍ وأنتِ بهْجةُ عُمري = فانْعَمِي بالسرورِ في كلِّ عامِ
أطْفِئي أوَّلَ الشموعِ وذوقِي = كعْكَةَ الشعْرِ .. سُكَّرَ الأنغامِ
الأخاديدُ في يدي لكِ مهدٌ = فَضَعِي رأْسَكِ الصغيرَ ونامي
آيت اورير _ المغرب
06/09/2014