عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2021, 12:09 PM
المشاركة 3
عبد الوهاب جاسم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: المأساة من منظور فلسفي
انتهيت قبل قليل من رائعتك الشعرية
لأستنهل من فكرك الفلسفي هنا
غير مستغربة أن يحظي البحث في الوجه المأساوي للحياة باهتمام الفلاسفة على اختلاف تياراتهم ومدارسهم الفكرية، ذلك أن التجربة الإنسانية من أهم ميادين البحث والتقصي الفلسفي، وتنتهي فكرة المنظور المأساوي للحياة على عدة مقدمات، من بينها التعامل مع العالم على أنه منظومة أخلاقية متكاملة، أو على النقيض من ذلك النظر إليه بوصفه يرزح تحت وطأة غياب تلك المنظومة الأخلاقية، فالوجود الإنساني تحدد ماهيته إلى درجة كبيرة حضور أو غياب المنظومة الأخلاقية، وذلك تحديداً جعل الكتابات اللاهوتية تسعى لتحقيق توازن أخلاقي، من خلال إقرا ها بأن فكرة الشر ذات وجود أزلي وسرمدي في العالم ومن أن هناك أوقاتا ينمو فيها الشر ويتفشى، والوسيلة المثلى للتصدي له هي في انتهاج وصفة مبسطة تقضي بعقاب مرتكب الشر ومكافأة فاعل الخير وهذه ستشكل فيما بعد تنويعاً آخراً على الفكرة القديمة بارتباط السعادة بالفضيلة.

كُنت هنا أخي أستاذ الفلسفة عبد الوهاب جاسم
وتركت رأيي الخاص بالمنظور الفلسفي للمأساةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سعيد بتعقيبك أستاذة ياسمين
الفكرة التي طرحتيها يرتبط بها على نحو وثيق عنصر المعاناة بوصفه صنوا للمأساة، وشرطاً لتحققها فالإنسان حينما يعيش الحياة بطريقة مأساوية إنما يختبر في المقام الأول المعاناة ويكابدها لحظة بلحظة
غير أن هذه الفكرة وجدت بين الفلاسفة من يعارضها؛ إذ يذكر على سبيل المثال فردريك نيتشه بأن المعاناة ليست هي الأساس إذ أن الإنسان الفرد بوسعه مكابدة المعاناة، ويقيم مقارنة بين الإنسان والحيوان ليذكر بأن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو بحثه عن المعنى، وبأن عدم وجود معنى للحياة يخلق فراغاً هائلاً تتسلل من خلاله المأساة أو المنظور المأساوي للحياة.