عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
22

المشاهدات
7900
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.84

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
10-25-2010, 05:02 PM
المشاركة 1
10-25-2010, 05:02 PM
المشاركة 1
افتراضي وِلَادَةُ امْرَأَة
وِلَادَةُ امْرَأَة

.
.
أحْيَتْني نظرتُكَ امرأةً...لا أذكرُ ساعةَ ميلادي
في دوحةِ عينيكَ الخضراءِ تلاشتْ سحرًا أبعادي
جرأتُكَ الخرقاءُ أحالتْني كومَ رَمادِ
أحيتْ عصرًا أَنْدَلُسيًا في ذَاكرتي
زرعتْ قمحًاً فرعونيًّا في خاصرتي
جرأتكَ العمياءُ اجتاحتْ جَسَدي
مسحتْ وهمَ الزمنِ الضّائعِ عن مِرآتي
أحيتْ جنّةَ زهرِ اللَّيلكِ بمَساماتي
جرأتُكَ الهَوجاءُ كريحٍ أوْهتْ جَلَدي
تصنعُ لحنًا من أنَّاتي
تكتبُ شعرًا من رِعْشاتي
جعلتْ دمِيَ الأحمرَ أخضرَ
يقطرُ ظلًّا
ينْضَحُ عَرَقًا
يعلنُ ثورتَهُ الشَّعواءَ على قَلبي
يمعنُ أكثرَ
يوقِدُ فتنةَ داحسَ والغبراءْ
ما بين سَريري ووِسَادِي
يكسرُ بجنونٍ أَمْجادي
يزرعُ ألغامًا في جسدي
وفتيلُ النارِ على شَفتيكَ ..
وفي عينيكَ تَذوبُ ضِياءً أَلغامي
مَنْ غيرُك يتفيأُ شَعْرِي
يرسمُ لوحاتِ الشَّفَقِ الغَربيِّ على ظَهْرِي
يجمعُ حُزنَ الكون بأعينِهِ الخضراءِ
ويسفحُهُ كِسَرَ البلورِ على صَدري
يصنعُ من وَهْميْ أشْرعةً
من خُصَلِ الشَّعْرِ ويعقدُها
فيحرِّرُني مِنْ أَصْفَادي
فأنا امرأةٌ لمْ أعرفْ غيرَ حُدودِ السِّجْنِ..
ووقْعِ سِياطِ الجَلّادِ
لم أسمعْ غيرَ لُحونِ المَوتِ بِصوتٍ فَظِّ الإنْشَادِ
لم أُسْلِمْ في الحُبِّ قِيادي
إلا ليديكَ فوحدَكَ كنتَ جريئًا
كنتَ بريئًا
وحدَكَ وحدَكَ صَيَّادي
تستعرضُ عضلاتِكَ كالنَّسْرِ على سَامقةِ الأوتادِ
مَنْ غيرَكَ في اليومِ الأولِ ..
قبلَ وُلوجِ الحَرفِ إلى أُذُنَيهْ
يعرفُ رَقَمي
يلغو بِاسْمي
يكتبُ جَسَدي في ذاكرةِ الأجْسَادِ
يتَنَسَّم عِطْري قبلَ هُجومِ الرِّيحِ على رئَتَيْهْ
يسكرُ مِنْ رِيقي قبل الصدرِ الحاني...
مثلَ الفجرِ على شَفَتَيْهْ
مَنْ قبلَكَ آمَنَ بِحصاديْ منْ قبلِ زراعةِ بُسْتاني
مَنَ مِثلُكَ يعلمُ أن ولادةِ هذا الكوكبِ..
كانتْ في فَجْرٍ نَيْسَاني
مَنْ غيرُكَ غَرْبَلَني كالقمحِ وخلَّصني من أدْرَاني؟
مَنْ غيرُكَ يسلبُني ويذيبُ ببحرِ النَّشْوةِ أَحْزَاني
مَنْ غيرُكَ أَسْكَنَنِي في الفُلْكِ قُبَيْلَ جُموحِ الطُّوفانِ؟
لم أُخلَقْ قبلَكَ لكنّي طيفٌ وأُخبِّئ أكفاني
وأتيتَ على مُهرٍ كالفجرِ بنفحةِ نورٍ أَحْياني
.
.

24/5/2009