عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2023, 03:49 PM
المشاركة 64
ياسر حباب
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
باب السلام
قال الزجاج : سمعت محمد بن يزيد يذكر أن السلام في
اللغة أربعة أشياء ، فمنها : سلمت سلاما مصدر سلمت ، ومنها السلام :
جمع سلامة ، ومنها السلام : اسم من أسماء الله عز وجل .
ومنها السلام : شجر .
قال الزجاج : ومعنى السلام الذي هو مصدر سلمت
أنه : دعاء للإنسان أن يسلم من الآفات في دينه ونفسه وماله ، وتأويله :
التخلص من المكروه . والسلام الذي هو اسم الله [ تعالى ]
تأويله ذو السلام ، أي : الذي ملك السلام الذي هو تخليص من
المكروه ، فأما السلام الشجر فهو شجر عظام قوي أحسبه سمي بذلك
لسلامته من الآفات .
وأما السلام : الحجارة فسميت بذلك : لسلامتها من الرخاوة .
وسمي الصلح : السلام ، والسلم ، والسلم . لأن معناه السلامة من الشر .
والسلم الذي يرتقى عليه سمي بهذا لأنه يسلمك إلى حيث تريد .
وذكر بعض المفسرين أن السلام في القرآن على خمسة
أوجه : -
أحدها : اسم من أسماء الله عز وجل . ومنه قوله تعالى في
المائدة : ( سبل السلام ) ، وفي الأنعام : ( لهم دار السلام ) ، وفي يونس : ( والله يدعو إلى دار السلام )، ،
والثاني : التحية المعروفة . ومنه قوله تعالى [ في الأنعام ] :
) وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ) ، وفي الرعد : ( سلام عليكم بما صبرتم ) ، وفي النور : ( فسلموا على أنفسكم ) .
والثالث : السلامة من كل شر . ومنه قوله تعالى في هود :
( اهبط بسلام منا وبركات ) ، وفي الحجر : ( ادخلوها بسلام ) ، وفي الأنبياء : ( كوني بردا وسلاما ) ، وفي
الواقعة : ( فسلام لك من أصحاب اليمين ) .
والرابع : الخير . ومنه قوله تعالى [ في هود ] : ( قالوا سلاما قال سلام ) ، وفي مريم : ( سلام عليك سأستغفر لك ربي ) ، وفي الفرقان : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) ، وفي الزخرف : ( فاصفح عنهم وقل سلام ) ،
وفي القدر : ( فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي ) ، قال ابن قتيبة : خير هي .
والخامس : الثناء الجميل . ومنه قوله تعالى في الصافات : ( وسلام على المرسلين ) ، وفيها : ( سلام على إبراهيم ) ، وفيها :( سلام على إل ياسين ) ، وفيها : ( سلام على نوح في العالمين ) .