الموضوع: يَدُ المَوْت
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2011, 09:15 PM
المشاركة 14
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذا نظم يشابه فيه و يقارب غلاة الصوفية_و ما هم بأهل تصوف حقيقي_
الذين يزعمون بوحدة الوجود ,
1. فالعنوان: (إلي أخي المسيحي) هو تكريس لأراء ابن عربي بأنه لا يوجد مؤمن و كافر على الحقيقة بل الكل مؤمن بشكل أو بآخر فلا غرو أن يهدي القائل هذه الأبيات لمن يراه أخاه و النص القرآني يخالفه.
2. المطلع: ركيك المعنى إلا إذا تمَّ تأويله
و إلا فما معنى أن تقول مخاطباً (يد الموت) و هي مجاز سوغه الجزئية(قيسي عليك بغير مقياسي)=(أنت الغواية لي و وسواسي )
3. سنجاهد لفهم ذلك الكلام حين نسمع القائل يقول بعده :
لي تحت عين الله أمكنة=الراح و الأرواح جلاسي
ما علاقة هذا البيت بما قبله إلا حين نعلم أنَّ صديقنا ممن يوقن بقول الهالك: الجلوس مع الله بلا هم.
فحينها نعلم مكانة الشاعر عند الله حتى جهزَّ لنفسه أمكنة علوية , بل و هناك يعاقر الراح(الخمر) و تنادمه الأرواح (الأشباح) و كلّ هذا تحت عين الله , و قد اجتمعت لصديقنا الحضرة و النظرة بل ويزيده البيت العِشْرة.
برأي أن مثل هذه الجمل قد قالها قبله ضمناً ابن عربي و ابن الفارض و هم أئمة الحلول و الاتحاد .
4.

ما ضَرَّ قَلْبَكِ لَوْ أَقَمْتُ لَهُ
في مَسْجِدِ التّحريرِ قُدّاسي



.
.



صُلْبانُهُ وَأهِلّتي وَقَفَتْ
تَبْكي مَآذِنَهُ وَأَجْراسي
.



لَمْ تُدْرِكي مَعْنايَ في دَمِهِ
فَجَهِلْتِ مَعْنى اللهِ في النّاسِ



.

البيتان قبل الأخير تكريس للعنوان فلا فرق عند الشاعر بين شعائر الإسلام و شعائر المسيحية
لأن وحدة الوجود و وحدة الأديان تلغي المعتقدات حيث أن الدين واحد و إن تعددت المعبودات
أمَّا البيت الأخير فقد سدد شاعرنا صفعة قوية لقضية التوحيد القرآني لأنه عاتب يد الموت حين قبضت أخاه المسيحي وكيف يحل لها و هو(تركي) عين المسيحي و العكس صحيح(لم تدركي معنايَ في دمه)_ أي أنا حالٌ فيه و متحد به_ بل وبخها لجهلهاقائلاً: لو كنت تعلمين أن الله كان هناك كما يعتقد هو و من هم على شاكلته (أن الخلق عين الحقّ), تعاليت رب الأرباب عن هكذا قول.
و أخيرا: غلب على القصيدة الجو الصوفي الوجودي فأحال النص الشعري لقضية فلسفية دينية
مع علو الأنا النرجسية حتى أنَّ من يقرا الإهداء يحار في حقيقة النية و أخيراً الرمز الذي طمس كثيراً من المعاني فأحالها دامسة إلا أن تسلطه عليها أنوار التأويل و يحسب للقائل استخدامه الكلمات ظرف لمعانيه ببراعة.
و الله من وراء القصد.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا