عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2022, 10:29 PM
المشاركة 4
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: " مرافئ الأحزان "
ذلك النوم :
لطالما سمعت عنه وتمنيت حضوره ...
غير أن لقائي به وكأنه ضرب من المستحيل والخيال !

لطالما :
توددت له ،
أناديه وأناجيه ،
أن " هيت لك " .

وهو :
يبتعد ويقول :
" هيهات أن أكون لك " !

تغيب :
عني معالم السطور من أثر الدمع الهطول ، من مآقي
العيون التي باتت على مشارف الجفاف ، من ذلك الاسراف
من استنزاف مخزونها .

حديثي :
أردده على مسامعي ،

أبث :
فيه حزني وعظيم انكساري ،

وكأني :
الوحيد في هذا العالم الذي اصابني ما أصابني ،
والكل غائب عني لا يُبالي .

بذاك :
جعلت الكون بأسره بما يحمله ، ويكتنفه ما هو إلا كومة غموم وهموم ،
لا نرى منه غير القاتم من لونه ، حتى تمنيت الموت والأفول من هذا العالم
المنكوب .

إلى :
أن ارتحلت بعقلي ، وقلبي ، وعيني ، وكل جوارحي ،
وخالطت الموجود في هذا الوجود ...

فرأيت :
البسمة تعلو شفاه المبطون ، وذاك المبتور ،
وتلك الفاقدة لابنها ، وذلك الأب المفجوع .

وكأن :
ما بهم إلا الخير على العموم ، يُغالبون مشاعرهم ،
التي أحرقها الفقد بعدما أسلموا حالهم ، للحي القيوم ،

بعدما :
علموا أن ما أصابهم إلا ما كتبه الله لهم .
فلا راد لحكمه وقضاءه ،

فعلموا :
أن حزنهم وضيقهم لن يُغير لون الحقيقة ، ولن يُعيد
إليهم الغالي من أحبابهم مهما كانت الطريقة ..

فجعلوا :
الصبر ملاذا لخوفهم ، وكهفا لأشجانهم .

فتغيرت :
من تلكم المشاهد أنماط وأطوار تفكيري ، فوجدت
السعادة في صبري ، فازداد بالله يقيني .

نحتاج فقط :
" لتلكم الشحنات الإيجابية والتي نستجلبها من ذواتنا بأنفسنا ،
والتي بها نتجاوز تباريح الزمان ، وباستشعارنا لكثير النعم التي لا تُعد
ولا تُحصى ، لتكون مسكّنا لوافر الأحزان ومستقر
" .