عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2010, 10:54 AM
المشاركة 4
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الشعبة الثانية :


وهي التي تتجه إلى المجتمع لتقيم فيه العدالة والتكامل بين الناس , فالإسلام دين اجتماعي ,

ولا يتصور الإنسان فردا ً في فلاة يعيش وحده , فهو مدني بطبعه - كما قالوا - أو اجتماعي .

الإسلام جاء ليعالج المشكلات الأجتماعية ولا ينظر إلى الإنسان باعتباره فردا ً منعزلا ً,

حتى المسلم حينما يقف في الصلاة , ولوكان يقف قي قعر بيته وحده يقول :

( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) الفاتحة (6)

لماذا يستشعر الجماعة في ضميره ؟ ويكرّس القرآن هذا الإحساس فحين يخاطب

الجماعة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ

تَتَّقُونَ ) البقرة (183) فلماذا يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) ولم يقل : يأيها المؤمن لأنه يعتبر الجماعة متضامنة في تنفيذ أحكام الله .

وفي قوله تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ

فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور (2)

أو ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) المائدة (38)

هل كل المسلمون يقطعون يد السارق أو يجلدون الزاني , ولكن الخطاب للأمة , لماذا ؟

لأنها يجب أن تكون متضامنة بحيث لو قصّر حكامها والمسؤولون عنها في تنيفذ أحكام الله

فإن المسؤولية تقع على الأمة أيضا ً , الأمة تشترك في المسؤولية كل على قدر استطاعته , عليها أن تدعو وتأمر وتنهي ,

( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ

أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة (71)

هذا ما جاء به الإسلام , الإسلام جاء بهذا المعنى الإجتماعي , فاهتم بالمجتمع وبخاصة بالفئات الضعيفة في المجتمعات قبل الإسلام ,

فقد أهتم بها وفرض لها حقوقا ً - كما في الزكاة -

والحديث يقول : ( هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم ) مرسل رواه البخاري

هذا الرزق والنصر هنا يأتي بدعائهم وإخلاصهم من ناحية , ومن ناحية أخرى يشير الحديث إلى جانب هام ,

فهذه الفئات الضعيفة - الفلاحون والعمال والزراع والموظفون وصغار الحرفيين - هؤلاء الذين ربما نُظر إليهم بازدراء ,

هؤلاء هم عدة الإنتاج في السلم وعدة النصر في الحرب , هم الذين يعملون على زيادة الإنتاج , هم القوة المنتجة والقوة

المحاربة أيضا ً, فهم الجنود في الجيوش ( هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم ) إشارة إلى أهمية هؤلاء

ولذلك اهتم الإسلام بهؤلاء قبل أن يعرف العالم الأشتراكية وغيرها .

لقد إهتم الإسلام بهذه الفئات الضعيفة ودافع عنها , هذا البعد الإجتماعي , البعد الإنساني

البعد الإقتصادي , إهتم به الإسلام إهتماما ً بليغا ً

الشعبة الثالثة : ما يتعلق بالجانب السياسي

وللحديث بقيه إن شاء الله ...