عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2021, 08:39 AM
المشاركة 16
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: ثريا نبوي وأمل دنقل بين الشيوخ والمسوخ.. بقلم د. محمد عباس
بعد ثلاثة عقود ونيف على رحيل الشاعر الكبير أمل دنقل وما تزال تطارده لعنة "الاتهام بالإلحاد" حيث أثارت جملته "خصومة قلبى مع الله" التى قالها فى قصيدة "مراثى اليمامة" من ديوانه "أقوال جديدة عن حرب البسوس" فتنة على صفحات التواصل الاجتماعى، بعد أن رسمتها الفنانة دنيا مسعود "وشما" على ظهرها...وقد تنبه المتربصون بـقصائد "أمل دنقل" منذ وقت مبكر و قد كانت قصيدته "كلمات سبارتكوس الأخيرة" واحدة من القصائد التى جعلت بعض الكتاب يشكون فى إيمانه...
القصيدة التى بدأها بقوله:
المجد للشيطان معبود الرياح
من قال «لا» فى وجه من قالوا «نعم»
و بالرجوع إلى قوله تعالى فى سورة البقرة «وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين»، وإلى إنجيل "لوقا الذي يقول " المجد لله فى الأعالى» فإن ظاهر النص الشعرى قد يوحى بعصيان الله ومعارضة الملائكة، لكن سياق القصيدة الذى ورد فيه الخطاب على لسان إنسان دعا الله إلى تكريمه، وأن هذا الإنسان ـ" سبارتكوس" عبدٌ مطالبٌ بالسجود لقيصر وقد دعا الله إلى عتق الرقاب، فإن الكفر فى هذا السياق ينسب إلى قيصر الحاكم المتغطرس الذى رفع معارضته إلى مستوى العصيان الإلهى، وليس إلى الشاعر الذى كان لسان المحرومين والبسطاء وارتدى قناع سبارتكوس محرر العبيد....
وأنا اشاطرك الرأي شاعرتنا القديرة في تحليلك النافذ وقراءتك العميقة ، واختم قولي ب : اذا خُلد أبو القاسم الشابي بعبارته الشهيرة “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”، فإن " أمل دنقل " قد أوقف التاريخ على أطراف أصابعه بعبارته :
"لا تُصالحْ
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقَأ عينيكَ
ثم أثبتُ جوهرتين مكانهما
هل ترَى؟
هي أشياء لا تُشترى."
موضوع يستحق الإشادة.
رحم الله" أمل دنقل" وجزاك الله شاعرتنا ثريا على هذه المنافحة خير الجزاء..
إحترامي الجم.

.
أمَّا هذه الإشارة إلى قصيدة لا تُصالح، أو الاقتباس منها، فقد التهمتْ صبري على الرد ومحاولةَ إرجائِهِ إلى وقتٍ لاحق
فأنا لم أعرف دُنقُل إلّا بقراءتِها وإدمانِ قراءتِها، وأتصوّرُ أنّ كلَّ مُحبٍّ للقدسِ وقضيّتِها، يُشاركني هذا الإعجاب
وبقِيتُ على العهد معها لا أبحثُ عن غيرِها؛ فقد كانت تكفي وتزيد، لتكونَ هُوِيّةً لشاعرِها
"لا تُصالحْ
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقَأ عينيكَ
ثم أثبتُ جوهرتين مكانهما
هل ترَى؟
هي أشياءُ لا تُشترى."


ويكفي هذه الفقرةَ فخرًا ما أغدَقْتَهُ عليها بأنها (قد أوقفت الدنيا على أطرافِ أصابعها)؛ وأضيفُ: ولم تَزَلْ!

بعدها اشتركتْ مُقدمةُ ديوانٍ له في كتابةِ هذه الهوية بمِدادٍ من ذهب وهي:
آهِ ... ما أقسى الجِدار
عِندما يَنهَضُ في وَجهِ الشّروق
رُبما نُنْفِقُ كُلَّ العُمرِ كي .. نَنْقُبَ ثَغْرة
لِيَمُرَّ النُّورُ لِلأجيالِ .. مَرّة
؛؛؛؛؛؛؛
رُبما لو لَمْ يَكُنْ هذا الجِدار ..
ما عَرَفْنا قيمةَ الضَّوءِ الطَّليق!!

هذا هو أمل دنقُلُ الذي أعرفهُ ويسكنُ وِجداني باعتبارِهِ أميرَ شعراء الرفض
وكم أُشبِهُه في الحنينِ المَرَضيِّ إلى مجدِنا السابق، دونَ أملٍ في الشفاء

أسعدتني مُشاركتُكَ الثرية
تراتيلُ ودٍّ وأرتالُ ورد
تزيدُ بـــ
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة