عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2015, 10:50 PM
المشاركة 5
عبدالله علي باسودان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي تابع ....ماذا افادت الفلسفة للبشرية

وينتهي وول ديورانت إلى هذه النتيجة فيقول: "لنا أن نقرر أن الفلسفة تناقض نفسها باستمرار مع تتابع مذاهبها وأن الفلاسفة جميعًا خاضعون لثورة جنون قتل الإخْوة!؟ فلا يهدأ لهم بال; حتى يحطموا كل منافس يطالب بارتقاء عرش الحقيقة؟ وكيف يجد الإنسان المشغول بالحياة من فسحة الوقت ما يفسر به هذه المتناقضات، أو ما يهدئ به هذه ا لحرب؟".

وهذا ما جعل بعض مؤرخي الفلسفة يقول، بعد أن عرض لعدد من الفلاسفة، هذا يثبت وذاك ينفي، وهذا يبني وآخر يهدم،وهذا روحي والثاني مادي،وهذا عقلي ومعارضه عاطفي، وواحد مثالي ومقابله واقعي، بعد هذا قال: ما الحصيلة من هذا كله؟ إنها في الواقع ليست إلا صِفرًا!.

وكذلك كان هذا ما جعل أحد أساتذة الفلسفة المرموقين، وهو الدكتور عبد الحليم محمود - شيخ الأزهر الاسبق بعد ذلك- يقول بصراحة، بعد أن رأى تعارض الفلسفة، وتضارب نتائجها، وتناقض ثمراتها: إن الفلسفة لا رأي لها، لأنها تقرر الشيء ونقيضه، وكل من الرأيين المتنافيين يجد من رجال لفلسفة من يؤيدَه بقوة، ويقيم الأدلة على صوابه، وخطأ غيره، فكيف يخرج الإنسان من هذه المتناقضات بطائل أو ثمرة؟ الواقع أنها لن تشفي له علة، ولن تنقع له غلة، بل الغالب أنه بعد أن يسبح في بحارها سبحًا طويلاً، سيخرج منها أشد حيرة ،وأضيع سبيلاً.

إلا أن هناك من الفلاسفة مفكرون. هم الذين أفادوا البشرية بأفكارهم لا بإرائهم الفلسفية. . منذ عصر الأغريق إلى الأن لم يتوصل الفلاسفة إلى أي حقيقة . والعقل عندهم مصدر لكل شيء، وهوالحاكم على كلشيء،وهذا ينافي الشريعة الإسلامية والأديان السماوية الأخرى.

عندما ازدهرت حركة نقل علوم الأوائل وترجمتها خاصة الفلسفة والمنطق في عهد المأمون في أواخرالقرن الثاني الهجري ، قلد نفر من المنتسبين للإسلام فلاسفة اليونان ، وادخلوا آراءهم الفلسفية والمنطقية في الدراسات الإسلامية . مما أدى إلى ظهور بعض المفاسد والضلالات في ديار الإسلام منها فتنة خلق القرآن ، وأوذوا فيه كبار علماء المسلمين منهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.