الموضوع: مدٌ وجَزر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2021, 04:34 AM
المشاركة 3
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مدٌ وجَزر
(إلى "حبيب ول اعبيد" فلقد أوحت الميمون إليَ أن أُبلِغَهُ سلامَها وامتِنانَها)


الحبُ أعظمُ ما يُقضى بِهِ أرَبُ
وأصدَقُ الحبِّ حُبٌ ما لَهُ سببُ

والشكر دَينٌ بأعناقِ الكرامِ إذا
ما نالَهُمْ مِن كرامٍ مِثلِهِمْ رغَبُ

قد جاءهم دون إشرافٍ من أنفسهم،
طبيعةً، ما أرادوا، لا، وما طلبوا

اليومَ تعترِفُ الميمونُ أنَّ يداً
حنَت عليها، ولم تمنن بما تهبُ

وها أنا انتدبتني كي أقول لكم
شكراً، ومثلي لذاك الشأن يُنتَدَبُ

أنا ابنُها البَرُّ جِداً، حين أنتسِبُ
لِيَ النّباتاتُ أُمٌ والرمالُ أبُ

إني وُلِدتُ عجوزاً فرطَ ما سمِعتْ
أُمّي تفاصيلَ عمري وهيَ تنتحِبُ

لو أنني كنتُ في أيّامِكم جَذَعاً
لَوطّأتْ لكُمُ هاماتِها السحبُ

لكنني عاشِقٌ ضاعت حبيبتُهُ
وحامِلُ الحبِّ -في أحشائهِ- تعِبُ

يا أيها الأمَلُ الدفّاقُ في غَدِنا
مرحى، فدتكَ بما في جوفِها الكُتُبُ

جاوزتَ كُلّ عجيبٍ مِن عجائبِنا،
فهل سمعتَ عجيباً ما بِهِ عَجبُ؟

قد صِرتَ فينَا -حبيبَ الله- خارِطَةً
تؤمُّ إن تاهتِ الأيامُ والحِقَبُ

تُفاضِلُ المُزنَةَ الملأى فتفضُلُها
إذ كلما انسكبَت، تهمي وتنسكِبُ..

مدٌ وجزرٌ أياديكمْ، أُشَبِّهُها
بلحنِ أُغنِيَةٍ ينأى ويقترِبُ

فانصِت لذاك الصدى واخشع بحضرتِهِ
فأبلغُ القائلينَ النايُ والقَصَبُ.



محمد يحيى ولد الحسن
متانة السبك ووضاءةُ المعاني والصور في قصيدٍ فارِهٍ فارِه
أحييكَ وأرحبُ بكَ في أول قراءةٍ لإبداعاتك
تحياتي و

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة