الموضوع: شيء غريب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2021, 02:06 AM
المشاركة 2
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: شيء غريب
شيء غريب
منذ صغري وأنا متيم بالمرأة الشقراء صاحبة العيون الزرقاء لكن لا أدري على وجه الدقة ما الذي حدث لقد تغيرت قناعاتي بعد قصة حدثت لي قبل خمسة أعوام
ففي أحد أيام الصيف وبينما كنت أعمل بإحدى مكاتب الطيران لمحت مضيفة شقراء تقف منتظرة الباص الخاص بالملاحين ألصقت وجهي بالزجاج المطل على الشارع أمتع نظري بهذا التمثال الذهبي صاحب الروح واللحم والدم
لم أكتفِ بالنظر بل قفزت فورا من مكاني وتوجهت إليها وما أن وصلت قلت وأنا ألهث بالإنجليزي:
مرحبا أيتها الجميلة عذرا لا أريدأن أزعجك ولكن الجو حارٌّ ولن أسمح للشمس الحارقة أن تؤذيك، وتابعت حديثي وأنا أشير إلى المكتب الذي أعمل به "هنا مقر عملي وكما ترين واجهته من الزجاج بإمكانك الدخول وانتظار الباص .
شكرتني واعتذرت عن قبول دعوتي لكني لم أفقد الأمل واصلت حديثي قائلا: سأقف بجانبك لن أتحرك من مكاني فأنتِ لست ملك نفسك فأنا لم أرَ في حياتي وجهًا بهذا الجمال ..
ابتسمت وتبعتني بدون كلام و أجلستها في مكان مريح يسمح لها رؤية حركة الشارع
وبمجرد جلوسها قلت لها: ماذا تشربين؟
في البداية شكرتني ولكن بسبب الحاحي طلبت قهوة فأسرعت وقمت بتحضيرها وأنا أتلصص عليها وأدعو الله من قلبي أن يتعطل أو يتأخر الباص
قدمت لها القهوة وسألتها - محاولا كسر حاجز الصمت- عن جنسيتها رغم أنني متيقن أنها من شمال أوروبا لعل وعسى تخرج كلمة من هنا أو هنالك تكون عنوانًا للنقاش .
فقالت بصوتها الجذاب بلدي يطل على البحر الأبيض المتوسط كان أول تخمين لي فرنسا فقلت بكل ثقة
"فرنسا "
فأجابت مبتسمة بهز رأسها بالنفي..
في حقيقة الأمر في لحظتها شيء غريب حدث لي لقد تلاشى الإعجال الذي رقص له قلبي وتجلى في عيني بل أصبح ذلك الجمال أقل بريقا وشعرت بالملل ولكني من باب الأدب استمريت في عملية التكهن فقلت لها وأنا ابتسم ابتسامة صفراء استمت كي أخفيها: سأذكر الدول المطلة على البحر الأبيض وإذا وصلت لبلدك استوقفيني .
وأخذتُ أسرد بضيق: إيطاليا – أسبانيا – مقاطعات يوغسلافيا سابقا – اليونان – قبرص – تركيا – البانيا وأخيرا تذكرت تلك الجزيرة الصغيرة وقلت بملل مالطا بينما هي كانت تهز رأيها مبتسمة مجيبة إياي بالنفي رغم أنني لم أطلب منها ذلك فقد كان طلبي واضح "إذا ذكرت اسم بلدك استوقفيني "
فقلت بضيق اذن من أين أنتِ ؟!
فضحكت وقالت هنالك ثمان دول عربية تطل علي البحر الأبيض المتوسط أنا من إحدى هذه الدول
فقلت متعجبا: أنتِ عربية؟!
فأومأت برأسها "نعم "
فقلت بضجر وما الذي منعك من التحدث بالعربية
قالت وقد بدا أن كلامي هذا قد أثار دهشتها وتوترها أنت أعطيتني فرصة لأتحدث معك بالعربي!
ساد صمت رهيب لم تتكلم هي ولم أحاول أنا.
في الحقيقة لم أستطع أن أنظر في عينيها نهضت من مكاني واختفيت خلف مكتبي كنت مشغولًا بسؤال يدور في ذهني عجزت عن الإجابة عليه!
قراءة أولية لاحظت من خلالها جُرأة لا مثيل لها نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولي عودة

ملاحظة: لو سمحت لي باستبدال ما اقتبسته بنصك الأصلي.. سأفعل