الموضوع: شيء غريب
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
917
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
09-08-2021, 12:50 AM
المشاركة 1
09-08-2021, 12:50 AM
المشاركة 1
افتراضي شيء غريب
شيء غريب
منذ صغري وانا متيم بالمرأة الشقراء صاحبة العيون الزرقاء لكن لا أدري على وجه الدقة ما الذي حدث لقد تغيرت قناعاتي بعد قصة حدثت لي قبل خمسة أعوام
ففي أحد أيام الصيف وبينما كنت اعمل بإحدى مكاتب الطيران لمحت مضيفة شقراء تقف منتظرة الباص الخاص بالملاحين الصقت وجهي بالزجاج المطل على الشارع امتع نظري بهذا التمثال الذهبي صاحب الروح والحم والدم
لم اكتفي بنظر بل قفزت فورا من مكاني وتوجهت اليها وما ان وصلت قلت وأنا ألهث بالإنجليزي:
مرحبا ايتها الجميلة عذرا لا اريد ازعجك ولكن الجو حار ولن اسمح لشمس الحارقة ان تؤذيك، وتابعت حديثي وانا اشير الى المكتب الذي اعمل به "هنا مقر عملي وكما ترين واجهته من الزجاج بإمكانك الدخول وانتظار الباص
شكرتني واعتذرت عن قبول دعوتي لكني لم أفقد الامل واصلت حديثي قائلا: سأقف بجانبك لن اتحرك من مكاني فانت لست ملك لنفسك فانا لم أرى في حياتي وجه بهذا الجمال
ابتسمت وتبعتني بدون كلام واجلستها في مكان مريح يسمح لها رؤية حركة الشارع
وبمجرد جلوسها قلت لها: ماذا تشربين؟
في البداية شكرتني ولكن بسبب الحاحي طلبت قهوة فأسرعت وقمت بتحضيرها وانا اتلصص عليها وادعو الله من قلبي ان يتعطل او يتأخر الباص
قدمت لها القهوة وسألتها محاولا كسر حاجز الصمت عن جنسيتها رغم انني متيقن انها من شمال أوروبا لعل وعسى تخرج كلمة من هنا او هنالك تكون عنوان لنقاش
فقالت بصوتها الجذاب بلدي يطل على البحر الأبيض المتوسط كان اول تخمين لي فرنسا فقلت بكل ثقة
"فرنسا "
فأجابت مبتسمة بهز راسها بنفي
في حقيقة الامر في لحظتها شيء غريب حدث لي لقد تلاشى الاعجاب الذي رقص له قلبي وتجلى في عيني بل أصبح ذلك الجمال اقل بريقا وشعرت بالملل ولكني من باب الادب استمريت في عملية التكهن فقلت لها وانا ابتسم ابتسامة صفراء استمت كي اخفيها: سأذكر الدول المطلة على البحر الأبيض وإذا وصلت لبلدك استوقفيني
واخذت اسرد بضيق: إيطاليا – اسبانيا – مقاطعات يوغسلافيا سابقا – اليونان – قبرص – تركيا – البانيا وأخيرا افتكرت تلك الجزيرة الصغيرة وقلت بملل مالطا بينما هي كانت تهز راسها مبتسمة مجيبة إياي بالنفي رغم انني لم اطلب منها ذلك فقد كان طلبي واضح "إذا ذكرت اسم بلدك استوقفيني "
فقلت بضيق اذن من اين انت ؟!
فضحكت وقالت هنالك ثمان دول عربية تطل علي البحر الأبيض المتوسط انا من أحد هذه الدول
فقلت متعجبا: انت عربيه
فأومأت برأسها "نعم "
فقلت بضجر وما الذي منعك من التحدث بالعربية
قالت وقد بدا ان كلامي هذا قد اثار دهشتها وتوترها انت اعطيتني فرصة لأتحدث معك بالعربي!
ساد صمت رهيب لم تتكلم هي ولم أحاول انا في الحقيقة لم أستطع ان انظر في عينيها نهضت من مكاني واختفيت خلف مكتبي كنت مشغول بسؤال يدور في ذهني عجزت عن الإجابة عليه!