عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
1447
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
04-25-2021, 02:48 AM
المشاركة 1
04-25-2021, 02:48 AM
المشاركة 1
افتراضي نساء ذوات رائحة
لا أقصد بالرائحة هنا النسائم التي يتعرف عليها الأنف
بل أقصد تلك التصرفات الصادرة من النساء التي يتعرف عليها العقل، فرغم أن الناس تتشابه وتختلف، إلا أن هناك نساء لهن مواقف
أو حضور سلبي أو إيجابي في حياتي الشخصية والعملية ، شهادات حول الكثير من النساء اللاتي تختلف روائحهن وبعد فترة ليست بالقصيرة وجدت أن بعضهن لهن رائحة العطر، وبعضهن لهن رائحة أخرى مخالفة، وحتى لا أترك القارئ يخمن في مقصدي فسوف أعرض عليه بعض نماذج من النساء ذوات الرائحة.
امرأة يمكنها أن تذهب معك إلى أي مكان، مقهى، أو مكتبة أو محل لبيع الأدوات الإلكترونية أو العطور، ولكنها في كل الحالات لا تحمل معها مالاً في جيبها، وعليك أنت أن تدفع عنها لو اشترت ، وغالباً ما تفعل، ثمن كتاب جديد أو كوب من القهوة.
تأتي إلى الصديقة المريضة خالية الوفاض، وعند مرورها بحجرة مريضة أخرى تكدس أمامها سلال الورود، تخطف بعضاً منها لتقدمها للصديقة المزارة وكأنها هدية منها، هذه المرأة تتصف بصفة نعرفها جميعاً وهي البخل، وقد قيل أن البخل عدو الرجال فهل هو عدو النساء؟!
ولكن لديها حاسة سادسة تكتشف في الوقت المناسب أي مكان من أمكنة الصديقات فيه وليمة، تأكل وتشرب بنهم خاصة إن كان ذلك مجاناً، إلا أنها لا تفكر مطلقاً بالمساهمة ولو حتى بسلة فاكهة على كثر ما تغشى من مآدب زميلاتها.
رائحة مثل هذه المرأة تشم من الآخرين ولكنها لاتعرف كيف أنها غدت سلبية لدى معارفها لأن أحدا لا يجرؤ الإشارة إلى سلوكها السلبي.
امرأة أخرى تحمل خلاص معاناة البشرية، فهي كل يوم مريضة بمرض جديد، يوم معدتها، وآخر عينها، وثالثة مصرانها الأعور، ورابعة أطرافها، وخامسة أذنها، تتصور أن المرض مواكب لها واكتشف خصيصا لشخصها، طبعا هي واقعة في تصور نابع من عقلها وليس جسمها، إلا أنها كثيرة الشكوى ، متذمرة تأتي إليك لتخبرك ماذا قال لها الطبيب الذي زارته أمس، وبعد أن تستمع إليها بصبر تسألك أن تدلها على طبيب آخر، إن كنت تعرف أحداً حاذقا في التشخيص، وإن كان بمقدورك ترتيب موعد معه، لأنها لاتثق بالطبيب الأول.
أخبار الأطباء الزائرين في البلد لديها أولاً بأول،فهناك طبيب زائر من ألمانيا للقلب، وآخر من روسيا للعين ، وثالث من أمريكا لأمراض اللثة، كل تلك الأمراض تعرفها بدقة وتشعر بها بين فترة وأخرى.
مثل هذه المرأة دائمة الشكوى تشعرك بأنها قاب قوسين أو أدنى من القبر، وهي في الحقيقة تحمل فكرة في داخلها ترى أن كثرة الشكوى من الأمراض تمنع الحسد والعين عن صحتها.
امرأة ثالثة فهي شخص تسأل في كل شيء، في الصغيرة والكبيرة، وخاصة إن كان الأمر يتعلق بموضوع خاص له علاقة بالآخرين، أو موضوع سياسي محلي، من سوف يعين في الوظيفة الفلانية، ومن سيدخل الوزارة ومتى سوف يُحل مجلس الأمة، هي تحمل خلاصة شخصية شرلوك هولمز في تتبع مشكلات الآخرين والتقصي حولها وتتبعها،تعرف لماذا طلق فلان فلانة ومن سوف يتزوج كريمة فلان، إلا أنها في كل الحالات تطرح الأسئلة ويبدو لك وكأنها لاتعرف عن الأخبار شيئاً، وهي في الحقيقة تعرف كل شيء ، خزينة أخبار متنقلة، متسائلة حتى عن أعراض الناس، ومن يكسب وكم يكسب، وكيف أن فلاناً قد خسر في البورصة، وآخر قد ضحك على الناس واستنزف أموالهم، لاتعرف من أين تأتي بالأخبار، ولكن ميزتها هي أن تسأل عن الأخبار وتقدمها لك ببطء مفصحة عن بعضها حتى تقع أنت في المصيدة، فتبيح لها بما نما إليك، ثم تصحح وتزيد في الخبر، وتعجب كيف تسأل عن أشياء تعرفها حق المعرفة، الناس من حولها تعرف طبعها ولها رائحة تقصي الأخبار وروايتها بتلذذ خاصة إن كانت أخبار سلبية عن الآخرين، تسميها صديقاتها من خلف ظهرها، أنها وكالة "يقولون" وأخريات يطلقن عليها تسمية "الأيويكس "كناية عن الطائرة التي تتجسس من أعالي الفضاء، أما آخر تسمية لها" جوجل" الذي يكشف خرائط الأرض عن بعد مع الفارق أنها تكشف خرائط الناس، تشك في الآخرين، تتصيد عيوب الناس، غير عالمة أو غير معترفة أن الناس فيهم عيوب كثيرة أما عيبها فهي غافلة عنه!

امرأة أخرى بسيطة ساذجة تصدق كل ما يقال لها، ولا تحتفظ بما تسمع لنفسها، فهي تنتقل من مجلس إلى آخر، تسمع خبرا هنا فتنقله إلى هناك، حتى أن معارفها وصديقاتها بدوا يتصنعون لها الأخبار من أجل أن تنقلها إلى آخرين خطأ، عندما تعرف شيئا تصر على صحته، وتدخل في نقاش حاد حتى المجادلة لإثبات صحة ماتقول، هي في الحقيقة خالية الوفاض وتغرق كما يقال في" شبر مية" ومع ذلك من كثر سذاجتها ترى أنها دائماً على حق، ما أن يُثار موضوع أمامها حتى تتدخل،هي والصمت عدوان لدودان، كلامها كثير دون معرفة، أما كلماتها فهي من ذلك النوع الثقيل على السامع،في الغالب لاتعرف معنى الكلام الذي تقوله، لايمكن التعويل على حكمها على الأشياء، فهي إما ناقصة أو مبتورة، يصمت الناس عن القول الجاد عندما تحضر، في الغالب حديثها منفر لا تعرف ما تقول ومتى تقول.
تصادف أيضا في حياتك امرأة صادقة، وأمانة المرأة الصادقة في الغالب غير محبوبة من الناس، الناس تحب المجامل الحذر، المرأة الصادقة تعجبك حتى لو اختلفت معها، لأنك تعرف أنها تتحدث عن صدق بلا رياء،عندما تخطئ فهي تعتذر، وعندما لا تعرف فهي تصارحك بالقول أنها لاتعرف،. إن جاء أحدهم بسيرة عاطلة لشخص غير موجود في الجلسة تصدت لهذا الشخص برد القول على قائله، مثل هذه الشخصية نادرة ، ولكنها أيضاً موجودة، تتحمل مشقة كبيرة في الاعتذار عما بدر منها، إن قالت ماتبين لاحقاً أنها خطأ.
أبو العلاء المعري رهين المحبسين-كما عرف- قال مرة أن القائل الصادق تراه ثقيلاً على جلساء السوء، لأنهم يحبون أن تشاركهم الرأي في الآخرين حتى عن خطأ وأن تشيع الفاحشة، وإن قال الصادق كلاماً مخالفاً فإنه بالتأكيد سيكون محط استغراب،إذا وعد الصادق بوعد وفى بهذا الوعد مهما تحمل من مشقة، وإذا دخل في اتفاق فإنه يكمله، حتى لو تبين الخسارة، غير محتمل من الآخرين، ولكنه محترم منه.
امرأة أخرى يمكن ببساطة أن تطلق عليها انتهازية تغير رأيها كما تتغير اتجاهات الرياح، يوم مع هذه وبعد أيام مع أخرى،لاتتوقف عندها الوسيلة كانت إيجابية أم سلبية في تحقيق أهدافها،وعادة ما يعرف من حولها أن آراءها في الآخرين تختلف باختلاف مصلحتها، فلا مانع لديها من تجريح ما كان موضوع مدح في السابق، أو مدح ماكان موضع قدح من قبلها في أوقات أخرى، تظهر مالا تبطن وتبطن مالا تظهر، وإذا خاصمت فجرت، المهم أين يكمن مصلحتها فهي تتبعها، تتحلى بالكلام المعسول الظاهري وتضفي على محدثها كثير المدح، وهو مدح زائف، حتى تصل إلى مبتغاها عن طريق نقلل الأخبار السلبية والإضافة إليها مما يحلو لها، تلازمها ميزة أخرى هي الكذب، في بعض الأوقات حتى على نفسها.
تلك بعض الرائحة لبعض النساء.