عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 11:19 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: رحلـــــة إلى المقابــــر ....مـن يشارك ؟؟

المشهد الثاني من مشاهد الرحلة
( حاسبوا أنفسكم .. قبل أن تحاسبوا )





أيها الأحياء الأموات عما قريب -
قبل أن نبدأ بمشاهد الرحلة – لا بد من الاجابة على سؤال - لماذا كان هذا البرنامج –
الغاية الأولى هي الرجوع الى الله تعالى وانا أولكم عن طريق تذكر القبر والموت الذي لا يذكره الناس إلا قليلا وان تذكروه ففي المآتم فقط ولمدة ثلاثة أيام
فما أن ينتهي العزاء بالميت حتى يروح كل لحال سبيله
لا يكاد يذكر الواحد منا من الموت إلا وجه الميت –
وبما أننا سنموت لا محالة اذن لا بد أن من أن نستعد للموت ودخول القبر - ذلك المكان الموحش
وهو آخر محطة ينزل فيها الانسان –
وآخر فصل من فصول حياته –
فبالموت يسدل الستار على آخرمشهد من مشاهد الحياة
ويقطع للمرء آخر خيط له في الحياة الفانية الزائلة-
بعد أن قضى فيها سنين طوال مرت كلمح البصر –


= انني على يقين تام من أن بعض المستمعين–
قالوا ربما بصوت مرتفع وربما في أنفسهم –
ما هذا البرنامج الشؤم – لماذا الموت ؟؟؟
فالكثيرون من الناس يكرهون أن يطرح الموت مادة للحديث حتى أنني كنت ألاحظ أن البعض يغيّر مجال الحديث
خوفا من هذه السيرة المرعبة –
واذا قلت لكم أن الحديث عن الموت وتذكره هو الصواب ونسيانه هو الخطأ- فماذا تقولون؟
وعلى أي حال لكم الخيار فمن أحب منكم أن يحظى بالجزاء فليستمع- ومن كره هذا الحديث فله أن يغلق الاذاعة أو يغير على اذاعة أخرى
أنادي بصوتي وأي صوت ما أقرب الحياة من المـوتْ
كأن أهل الحي في غيّهـم قد أخذواالأمان من الموتْ
كم من صحيح ٍعمّربيتـَه لم يُمـس ِإلاّ خـارب البيتْ
كم وكم حي ٍ بكى ميْتا فأصـبح الحـيُ مع الميْـــتْ
فأهلا بكم مستمعين راغبين وخائفين -
= من منا يضمن أن يعيش ليوم غد ؟
بالطبع لا أحد - فقد لا تصبحُ غدا
فما رأيك أن نقوم أنا وأنت بهذه التجربة ؟؟–
نحاسِبُ أنفسَنا قبل أن نحاسَبَ..
ولكن قبل أن نبدأ بمحاسبة أنفسنا
سأحكي لك هذه الحكاية :
= كان أحد الصالحين محاسبا لنفسه كثيرا
ويُذكر أنه عاش ستين عاما – فحسبَ ذات يوم أيام عمره فوجدها واحدا وعشرين ألفا وتسعمئة يوم
فقال :
يا ويلتي أألقى المليك بواحد وعشرين ألف ذنب
وتسعمئة ذنب ؟؟ فكيف وفي كل يوم أذنب مئة ذنب –
فخرّ مغشيا عليه من خشية الله فاذا هو ميت.


=يقال : إعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا أليس كذلك ؟؟
= تخيل معي الآن أنك ستموت غدا – فماذا أنت فاعل ؟
الآن أحضرْ ورقة وقلما واحسب أيام عمرك التي مضت
– ثم احسب ساعاتها – واحسب كم ذنبا أذنبت في كل ساعة منها – فتكون بذلك قد أحصيت ذنوبك –
والآن سجل عليها : كم واحد من الناس عرفته في حياتك آذيته فعلا وعليك أن تعتذر منه الآن قبل أن يأخذ من حسناتك يوم الموقف العظيم بين يدي الله –
وتذكر ان الله تعالى يغفر ما بينك وبينه –
أما ما بينك وبين الناس فيؤخذ لهم من حسناتك –
سجل : وكم واحد من الناس عليك أن تطلبَ منه السماح لأنك آذيته بلسانك وأكلت لحمه ميتا ؟
كم مرة آذيت أمك وأغضبتها ؟
احسب كم من الحقوق أكلتها ؟
سجل : كم من قرش حرام دخل بطنك أو أطعمته لأولادك ؟ استرجع من ذاكرتك : كم من انسان مرّ عليك
وازدريته واستهزأت به ؟
كم واحد وصفته بما ليس فيه وافتريت عليه ؟
كم مرة تكبرت وتجبرت وتعاليت على عباد الله
بمالك وحسبك ونسبك ؟ لحظة من فضلك
عندما يأخذ الناس صحائفهم يوم القيامة يجدون قد سجل فيها كل شيء من الأعمال فيتساءلون مستغربين
( ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )
وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا : أما الكبيرة فعرفناها فما الصغيرة فقال عليه الصلاة والسلام : الغمز واللمز
أرأيت؟؟ اذن وأنت تحاسب نفسك لا تنسى الصغائر أيضا ولا تنسى زلا ّت اللسان !!
وتذكر أن الناس لا يكبّون على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم - وأن عذاب القبر يكون بسبب النميمة –
احسب الآن في كل جلسة تجلسها –
كم من انسان تنمّ عليه ؟
الوقت يمضي ولم يعد لديك الوقت الكافي لكل هذا –
فأنت ما زلت تسترجع الأسماء من ذاكرتك -
فكثيرون هم الذين آذيتهم أليس كذلك ؟
– ياللهول !!!– ما العمل ؟
لا تقل أنك لا تخطيء –
فأفدح الأخطاء أن تعد نفسك منزها عن الخطأ -
الوقت يمضي بسرعة
وأنت بعد لم تنته من ايفاء حقوق العبادعليك
فكيف بحقوق الله
احسب : كم من صلاة أضعتها ؟
كم مرة سمعت النداء ولم تصل جماعة في المسجد
يقول الرسول (ص) : لقد هممت أن آمرَ فتيتي أن يجمعوا لي حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم )
وكم مرة كنت تملك مؤونة السفر ولم تحج لبيت الله ؟ والرسول يقول : من ملك زادا وراحلة تبلـّغه حج بيت الله الحرام ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا )
وكم مرة حال الحول على مالك ولم تؤدِ زكاته للفقراء والمساكين ؟
والرسول يقول : من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثـل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه أي بشدقيه
فيقول : أنا مالك .. أنا كنزك )
وذنوب أخرى وأخرى عليك أن تتوب منها قبل أن تغرغر
انتهى الوقت
انتهى الوقت
انتهى الوقت
فلا مجال الآن لمحاسبة النفس
فربما تموت قبل أن تحاسب نفسك
وان حاسبتها هل ستنجو من الحساب يوم الحساب ؟
لن تنجو ما دمت لا تندم وتستغفر وتتوب قبل أن يحل بك الموت


يا عجبا للناس لو أبصروا وحاسبوا النفس ولو فكروا
واعتبروا الدنيا الى غيرها فانما الدنيا لهم معبـــــــــُر
والموعد الموت وما بعده حشر فـذاك الموعـد الأكبــــر
عجبت للانسان في فخره وهو غـدا في وحشــة يُقبــرُ
ما بالُ من أولـُــــه نطفة ٌ وجيفـــــــة آخــــره يفخــرُ
أصبح لا يملك تعجيل ما يرجـو ولا تأخيــر ما يحــــذر


هلا حاسبت نفسك الآن ؟؟ فلربما لا تعيش ليوم الغد
دمتم في رعاية الله .. لا تنسوني من الدعاء
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته ...





......يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف