عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2010, 10:14 PM
المشاركة 34
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
( المشهد الثاني عشر )
( لاتدري نفس بأي أرض تموت)


السلام عليكم أيها الأحياء – الأموات عما قريب
وأهلا بكم في المشهد الثاني عشر
من مشاهد الرحلة الى المقابر
فلا أحد من الخلق يدري متى سيموت
وإذا حان الأجل فلا مجال للمفاوضة في تأخيره لحظة
كذلك لا أحد يدري كيف ستكون منيته
ولا أحد من المخلوقات يعرف أين سيموت
ولا في أي بقعة من الأرض سينزع منه ملك الموت روحه
يقول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا - وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)
(34) لقمان

= والله تعالى يقول : بسم الله الرحمن الريحم
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة )
فأين المهرب من الموت إذا حان الوقت
وأين المفر من قضاء الله وقدره ؟؟ لا سبيل

= روي أن ملك الموت كان صديقاً لسليمان عليه السلام
وكان يزوره باستمرار
فدخل يوما عنده رجل يكلمه سليمان
فجعل ملك الموت يحق في الرجل الذي يكلم سليمان باستغراب .
ثم إن ملك الموت خرج من عند سليمان عليه السلام
فقال الرجل لسليمان :
يا نبي الله من هذا الداخل عليك آنفا ؟
قال : ملك الموت .
فقال الرجل : لقد رأيته يحد النظر الي
ولكن لي إليك حاجة؟
قال سليمان : وما هي ؟
قال الرجل : تأمر الريح أن تحملني الى الهند
فأمر سليمان عليه السلام الريح فحملته إلى الهند
ثم سأل سليمان ملك الموت بعد أيام :
لماذا كنت تحدق في الرجل الذي كان عندي ؟
فقال ملك الموت : كنت أعجب منه
فقد أمرت أن أقبض روحه بالهند وهو عندك بالشام
فقبضت روحه بالهند في ذلك اليوم

= فالموت إذا حضر لا يستأذن أحداً
وليس له من علامات فإنه يأتي للمرء دون تحذير أو إنذار
ومع أن الكبر والمرض والعجز والضعف ....
توحي أحياناً بأن الانسان قد أشرف على الهلاك
إلا أن العاجز والمريض
قد يكتب الله لهم عمراً
وكثيراً ما نسمع بفلان انكتب له عمر جديد
في الحقيقة لا تزيد الأعمار ولا تنقص
ولا أحد يكتب له عمر آخر
فالعمر محدود-
ولكن ما يحصل أن هذا الانسان يكون قد نجا
و كما يقال ( بأعجوبة )
مع أن أسباب الهلاك قد أحاطت به
و يقول الشاعر بهذا المعنى :
فكم من صحيح بات للموت آمنا** أتتــه المنايا بغتـة بعد ما هجع
فلم يستطع اذ جاءه الموت بغتة **فـرارا ولا منـه بقوتـه امتنــــع
فأصبح تبكيه النسـاء مقنــعا **ولا يسمع الداعي وان صوته رفع
وقرب من لحد فصار مقيـلـه ** وفارق ما قد كان بالأمس جمــع
فلا يترك الموت الغني لماله ** ولا معدماً في المال ذا حاجة يدع
الموت بحر يهاب المرء مورده ** وكـل يـوم له من كأسـه جـزع
لا صحة المرء في الدنيا تؤخره ** ولا يقـدم يومـاً موتــه الوجـع
وكل يوم علينا في فجائعــــه **طـير يحــوم فلا نـدري بمـن يقــع

= وهل نحن إلا بني آدم مثل الذين سبقونا إلى المقابر
وهل نحن إلا مثلهم لنا أرواح وأجساد
ولا بد يوماً أن تغادر الأرواح هذه الأجساد إلى باريها
وتدفن الأجساد في لحودها

إذن .. الموت يأتي على كل شيء ولا يبقى إلا وجه الله
يقول الله تعالى :
( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام )

نعم هو الأزلي الباقي
وجنته وناره باقيتان خالدتان
أما الدنيا فتفنى وأما الناس فتموت وأما الأجساد فتبلى
وكل عبد يموت لا محالة عندما ينتهي أجله

الموت في يطلبك – الموت خلف الباب
وملك الموت ينتظرالاشارة
والاشارة ورقة تسقط من شجرة عند الله تعالى في حجره
فأين ستهرب منه ؟ انه يلاحقك من مكان الى مكان
والله تعالى يقول :
( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )
أين المفر من الموت العنيد – يا عجبا منك
اختبيء ان شئت
اهرب الى أقاصي الأرض
احجز على مركبة فضائية واصعد الى المريخ
الموت سيأتيك ولو تحصنت منه في ناطحة سحاب
لن تنجو منه

لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ** اذا تسترت بالأبواب والحــرس
واعلم بأن سهام الموت قاصـــــدة ** لكــل مـدرع منـا ومتـــــــــرس
ترجو النجاة ولا تسلك مسالكها ** ان السفينة لا تجري على اليبــس

والله تعالى يقول :
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)
الموت إذن أمر لا بد منه فما أنت فاعل ؟
تيقـظ للـذي لا بـد منـه فان الموت ميقات العبــاد
يسرك أن تكون رفيق قـوم لهـم زاد وأنـت بغيــر زاد

قد يستغرب الناس كيف نجا فلان من الموت
ونسمع بحكايا كثيرة من الواقع عن طائرات دمرت بالكامل
ومات كل من فيها ونجا أحدهم
أو حادث سيارة مات كل من فيها وما نجا إلا واحد
فقد قيل ان سيدة كانت تعارض سفر ولدها الى الخارج ليتعلم خوفا عليه
ولكنه حجز تذكرة الطائرة وجهز نفسه ولم يبق إلا السفر
وفي ليلة سفره بكت أمه بكاء مراً
وما زالت بولدها تلح عليه أن يبقى حتى رضخ لتوسلات أمه
وألغى سفره
فنامت من ليلتها نومة هانئة
وفي اليوم التالي سمعت الأخبار فاذا بالطائرة التي كان ولدها سيسافرعبرها
قد احترقت بالجو ومات كل من على متنها
فحمدت الله تعالى أن ولدها لم يسافر
وأسرعت إليه في فراشه تخبره بما حدث وتبشره بسلامته
فهزت ولدها فاذا هو ميت !!

= فهذا الشاب نجا من الموت في الطائرة لكنه لم ينج من الموت على فراشه
فالحذر لا ينجي من وقوع القدر


انتهى المشهد
ألقاكم في الغد القريب .. بإذن الله تعالى
هذا ان عشنا الى يوم الغد


....... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف