عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2011, 08:30 PM
المشاركة 6
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سيدي: اشتهرت بكونك كاتب مقالة و مؤلف كتاب , فما الفرق بين منهجية* العقاد الصحفي و منهجية العقاد المؤلف؟
العقاد: (أكتب أكثر المقالات الصحفية للمجلات الأدبية باقتراحٍ من الزملاء المشرفين على تحريرها, و أرحبُ بهذه الطريقة كلَّ الترحيب لأنني عرفت بالتجربة الطويلة أنَّ محرر المجلة أولى باقتراح موضوعاتها, و أقدر على اختيارها و اجتناب التكرار فيها , إذ هو أعرف بمنهج صحيفته و أذواق قرائه ...
أمَّا المقالات الصحفية التي كتبتها في صحفٍ يومية توليت تحريرها فقد كانت الصعوبة في تقديم موضوع منها على موضوع أو في تأجيل بعضها إلي ما بعد يومه و مناسبته , لأننا تولينا العمل الصحفي في إبَّان الحركةالوطنية قبل الحرب العالمية الأولى و بعدها ...
و لم تكن المقالات الأدبية أقل في موضوعاتها و ازدحام مناسباتهامن مقالات السياسة في الصحافة اليومية و ملاحقها الإسبوعية...
و لكن اختيار موضوعات الكتب يجري على غير هذه الطريقة في أهم موضوعات النأليف عندي , و هو موضوع التراجم و السير التاريخية أو الأدبية .. فالقاعدة في اختيار ترجمة ٍ ما للكتابة فيها أن تكون كتابتها لازمة لإبراز حقٍّ ضائعٍ أو حقيقةٍ مجهولةٍ ...

و خطتي في المناقشة:
أن أعمد إلي أقوى الحجج بداءة ’ فأجتهد في تقويضها ثم أقفوها بأضعف الحجج , و قد أعود إلي ما فيه مساكٍ من قوة .و ربما كانت في هذه الخُطَّة مُفاجَأة للقارئ ...
أمَّا طريقتي في الكتابة :
المقال:
أبدأُ بالمقال و في ذهني جميع أصوله و (( نقطه)) مرتبة على الجملة حسب التسلسل المنطقي, ولكنني إذا مضيت في الكتابة عرضت لي حاشية من هنا , أو لمحة من هناك تطرأ في عرض الكلام و لا تغير شيئاً من جوهر المقال إلا أن تزيده جلاء في بعض الأحيان أو تضيف إليه عنصر الفكاهة و التبسيط.
الكتاب:
يلخص في كلمتين: التقسيم و التنظيم
فعملي في الأول عند تأليف الكتاب أن أتبين في ذاكرتي أقسامه الواسعة التي تحيط بأجزائه المتفرقة, فإذا فرغت من الإحاطة بها كتبت عنوان كلِّ قسم على غلاف متوسط الحجم يتسع لعدة أغلفة أصغر منه إذا وضعت فيه ..
ثم تأتي مرحلة التصفية و التنظيم:
و في هذه المرحلة يعاد النظر لإبقاء ما يظهر من مجموعة المسائل أنه جوهري ضروري لا غنى عنه لاستيفاء مقاصد الكتاب و تنحية ما يظهر نقيض ذلك ...





أخيرا:
  • يكتب في كلِّ مكانٍ خلا من الضوضاء .
  • يفضل الكتابة منفردا لا يحيط بي أحد
  • لا يستعين بشيءٍ من المنبهات التي يألفها بعض الكتاب كالتدخين و شرب القهوة و ما إليها
  • زمان الكتابة فشرطه الوحيد فيه ألا يكون بعد تناول طعام
  • أكثر ما يكتب و هو مضطجع على الفراش و ثلاثة أرباع مقالاته السياسية كتبت كذلك
هذا في النثر , أمَّاالشعر فيغلب أن ينظمه و هو يتمشى أو يسير في الخلاء...)1
1. هذه المقالة شكلت من أراء العقاد في كتابه (أنا) من الفصل: منهجي في كتابة المقالات و الفصل الذي يليه: منهجي في تأليف الكتاب , و بتصرف شديد جدا.





*المنهجيةأعني بهالاختيار الموضوع و سبل مناقشته و طريقة الكتابة

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا