عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2021, 06:41 PM
المشاركة 13
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: ثريا نبوي وأمل دنقل بين الشيوخ والمسوخ.. بقلم د. محمد عباس
بعد ثلاثة عقود ونيف على رحيل الشاعر الكبير أمل دنقل وما تزال تطارده لعنة "الاتهام بالإلحاد" حيث أثارت جملته "خصومة قلبى مع الله" التى قالها فى قصيدة "مراثى اليمامة" من ديوانه "أقوال جديدة عن حرب البسوس" فتنة على صفحات التواصل الاجتماعى، بعد أن رسمتها الفنانة دنيا مسعود "وشما" على ظهرها...وقد تنبه المتربصون بـقصائد "أمل دنقل" منذ وقت مبكر و قد كانت قصيدته "كلمات سبارتكوس الأخيرة" واحدة من القصائد التى جعلت بعض الكتاب يشكون فى إيمانه...
القصيدة التى بدأها بقوله:
المجد للشيطان معبود الرياح
من قال «لا» فى وجه من قالوا «نعم»
و بالرجوع إلى قوله تعالى فى سورة البقرة «وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين»، وإلى إنجيل "لوقا الذي يقول " المجد لله فى الأعالى» فإن ظاهر النص الشعرى قد يوحى بعصيان الله ومعارضة الملائكة، لكن سياق القصيدة الذى ورد فيه الخطاب على لسان إنسان دعا الله إلى تكريمه، وأن هذا الإنسان ـ" سبارتكوس" عبدٌ مطالبٌ بالسجود لقيصر وقد دعا الله إلى عتق الرقاب، فإن الكفر فى هذا السياق ينسب إلى قيصر الحاكم المتغطرس الذى رفع معارضته إلى مستوى العصيان الإلهى، وليس إلى الشاعر الذى كان لسان المحرومين والبسطاء وارتدى قناع سبارتكوس محرر العبيد....
وأنا اشاطرك الرأي شاعرتنا القديرة في تحليلك النافذ وقراءتك العميقة ، وأختم قولي ب : إذا خُلد أبو القاسم الشابي بعبارته الشهيرة “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”، فإن " أمل دنقل " قد أوقف التاريخ على أطراف أصابعه بعبارته :
"لا تُصالحْ
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقَأ عينيكَ
ثم أثبتُ جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تُشترى."
موضوع يستحق الإشادة.
رحم الله" أمل دنقل" وجزاك الله شاعرتنا ثريا على هذه المنافحة خير الجزاء..
إحترامي الجم.

.