عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2022, 11:21 PM
المشاركة 779
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين


الأربعاء 7 سبتمبر2022


- بعد مغادرة الأولاد إلى المدرسة ، اتصلت على كيان ودار هذا الحوار :
- صباح الخير كيان ، كيف حال مانجو ؟!
- لم يستيقظ إلى الآن !
- دعه يرتاح تماما ولا توقظه الآن ، ربما عندما يشعر بالجوع يستيقظ ،
جهز له طعام الإفطار من الآن واطلب أن يأتيه إلى غرفته بمجرد استيقاظه ، أنا على يقين أنه نام من دون عشاء !
- نعم مدام ، حتى أنه لم يستيقظ كالمعتاد لدخول دورة المياه.
- تأكد من التنفس كيان ، اقترب منه دون أن يشعر وطمئني عليه ، وبسرعة!
- مدام لا يتنفس ويده باردة
- لا حول ولا قوة إلا بالله ، هرولت إلى غرفته مرورا في الصالة التي كان والدي وأم عبدالله يجلسان وينتظراني لمشاركتهما طعام الإفطار ، أبي ينادي ، وأم عبدالله تلحقني ، لم أعد أسمع نداء أبي ولا حتى ملاحقة أم عبدالله لي ، لم تعد رجلاي تساعداني على المشي ، وبعد عناء وصلت إلى غرفته ، وجدته قد فارق الحياة ، شل تفكيري لم أعد أستطيع التفكير بشيء غير البكاء وبحرقة عليه🥹
- بماذا أفكر ؟ بسبب الوفاة وهل لعلاج الطبيب دور في وفاته؟ هل أفكر بزوجته التي للتو انتهت من عملية القلب، هل أفكر بنفسية ياسمينة التي تحبه وتعامله كفرد من أفراد الأسرة؟! وكيف السبيل إلى إنهاء إجراءات الوفاة و الحجز لترحيله إلى بلاده !
( كانت أم عبدالله قد اتصلت على الإسعاف وعلى وصول ، طلبت من المسعفين أخذه إلى مستشفى خاص لإتمام إجراءات الوفاة بسرعة ، فأنا لا أطيق الروتين في المستشفيات الحكومية ! )
- تواصلت مع سفارته وبحكم علاقتي الطيبة مع أغلب أعضاء السفارة لأن أغلب عمالتي من جاليتهم ، طلبوا مني إحضار تقريرا عن الوفاة ، وأنهم سيجهزون كل ما يلزم نقل جثمانه وهناك طائرة ستغادر الليلة ، بإمكاننا اللحاق وحجز مكان للتابوت ..
- تواصلت مع غادة وطلبت منها حجز تذكرة الليلة للزراع ( فهيم ) فهو من نفس منطقته سيرافق جثمانه …
- اتصلت على فهيم كي يجهز نفسه للسفر الليلة مع منحه إجازة ثلاثة شهور كي يقضيها مع أسرته مع أن إجازته بقي عليها سنة، وأوصيته على زوجة مانجو وأولاده وأن يتواصل معي بالدقائق ويخبرني بالمستجدات من دون تصوير ..
- ( تواصل معي طبيب العيون كي يذكرني بمراجعة مانجو الليلة لأخذ الإبرة الثانية)
- دكتور مانجو أعطاك عمره ! ما اسم الإبرة التي أعطيته؟ هل لها علاقة بالوفاة ولو بنسبة ‎%‎1 ؟!
- تغيرت نبرة صوته وقال : لا طبعا ، هذا يومه ، ممكن تراجعي العيادة واسترداد مبلغ 400 دينار !
- رجاءً ،لم أسألك عن النقود ، ولكن، بم أنك ترغب باسترداده فهناك شك بأن علاجك سبّب له الوفاة ، سأطلب تقريرا عن سبب الوفاة وإن كانت هناك علاقة بسيطة في وفاته لن أتهاون بأخذ حق المرحوم ، نَفَسي طويل مع الظلام ، أستأذنك ..
- تمام الساعة الثانية عشرة انتهينا من إتمام كل شيء ، بقي نقل الجثمان على طائرة الساعة العاشرة مساءً ..
- عدت إلى المنزل واجتمعت مع كل العمالة الموجودة اجتماعا طارئا ولأول مرة في حياتي كان خطابي شديد اللهجة وحذرتهم من نشر خبر الوفاة داخل المنزل وأقصد الأولاد ، أي استفسار من قبلهم ، فقط إخبارهم أن مانجو عاد إلى بلدته لإكمال العلاج …
- الوالد حزين جدا على وفاة مانجو ، عاش معنا قرابة أربعين عاما ، الكل يعتبره فردا من أفراد الأسرة ..
- مع تعبي وإرهاقي من الساعة السابعة وأنا أتنقل من المستشفى إلى السفارة إلى قسم البلدية حتى الساعة الثانية عشرة.
- قررت الذهاب مع جهيل لأخذ الأولاد من المدرسة تمام الساعة الثانية ظهرا، خوفا عليهم من تسريب خبر وفاة صديقهم الوفي مانجو ..
- بعد صعودهم السيارة ، ياسمين تُخبرني بأنها دعت صديقاتها للاحتفاء بسلامة مانجو يوم غد الخميس ، حبستُ عبرتي وقلت لها ، اليوم سافر حتى يكمل علاجه وسط أسرته ، نؤجل ذلك لحين عودته ، ممكن ؟
- والخرفان ماما متى نذبحهم ؟
- من الأفضل نحسب قيمتهم ونتصدق بها للفقراء !
- هل بإمكاني تحويل المبلغ لحسابه ربما يحتاجه للعلاج ..
- هكذا يكون أفضل لك وله ..
- كم قيمة الخروف ماما ؟!
- ( يا الله هذه البنت لا تتوقف عن الأسئلة ، سأنفجر🥹)
- يعتمد ماما في استرالي ب60 و ومهجن بـ80 و العربي 120 دينار أغلى خروف..
- سأحول له 360 دينار يستحق مانجو الغالي لأنه غالي علينا ..
- بنيامين يقطع حديثنا ، ما معنى مهجن ماما ؟!
- نتيجة التزاوج بين الخروف الأسترالي و الخروف العربي ..
- هيا وصلنا البيت نستحم ونتجهز للغداء
- كيان ينتظرني عند مدخل الباب المؤدي إلى الفيلا ويسلمني ظرفا !
- ما هذا الظرف كيان ؟!
- مانجو وصاني ألا يفتح الظرف غيرك في حال وفاته !
- ومتى سلّمك إياه بالضبط ؟
- البارحة قبل أن ينام !
( الله يرحمة كان يشعر باقتراب أجله )
- مدام أيضا أوصاني ألا يقرأه أحدا من العمالة الموجودة معنا !
- امممم ، شكرا كيان .
( ما السر وراء هذا الظرف ولمَ طلب ألا يقرأه أحدا من العمالة ؟ ومنذ متى أنا أُفشي السر ، ماذا يقصد المرحوم من ذلك ؟! )
- فتحت الظرف كانت اللهجة هندية لم أفهمها ، هنا أدركت بألا يقرأ لهجته أحدا ممن يعرفهم !
- سأستعين بأي شخص لاحقا لترجمة كلامه ..
- رافقت فهيم إلى المطار وحرصت جدا أن يكون هادئا ودبلوماسيا في إخبار أهل المرحوم فور وصوله ..
- دخلت غرفتي لأجد ياسمينة تركت لي ظرفا قبل أن تنام وبداخله مبلغ 362 دينار لتحويله إلى حساب مانجو ، وكتبت على الظرف ، 360 لمانجو والدينارين قيمة عمولة التحويل ، لا أريد أن ينقص المبلغ فلسا واحدا أثناء التحويل ..
- قبل قليل بعد أن عدت من المطار ترجمت كلام المرحوم بواسطة مترجم العم قوقل ، انصدمت من كلامه سأحتفظ بسرّه يجب أن يُدفن معه ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة