عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2020, 04:27 AM
المشاركة 71
محمد عبد الحفيظ القصاب
الشعراء العرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: غرفة ضيافة ( الشاعر محمد عبد الحفيظ القصاب)

أهلا بك أخي
وكما ترى أن الشعر الحداثي أو الحديث قد فرض نفسه وأصبح أمراً واقعاً ولا بد من تقبله .. وعلى حد رأيك له إيجابيات وسلبيات

ولكن ..
ألا ترى أن الحداثيين بالغوا في التحرر هذا وأكثروا من استخدام الرمزية في كتاباتهم
قرأت شعراً فيه شي من هذا القبيل .. وبصدق كنت أحتاج إلى مفسر يفسر لي ما هو مكتوب .. وحجة هذا الصنف من الشعراء
( المعنى في بطن الشاعر )
فهل يستهويك هذا الكلام ؟ أم أن لك رأياً آخر ؟

تحية واحترام
ناريمان

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

أهلا ً أختي الغالية ناريمان
والمتابعة الحثيثة الواعية الفاحصة

اسمحي لي بتقسيم المداخلة إلى فقرات

=وكما ترى أن الشعر الحداثي أو الحديث قد فرض نفسه وأصبح أمراً واقعاً ولا بد من تقبله .. وعلى حد رأيك له إيجابيات وسلبيات

نعم -الكمال لله سبحانه- كل جديد يحتمل الصواب والخطأ وهنا بالذات فيما يتعلّق بأحد فروع الفنون -وهي تسعى للجمال نسبيا ً- يحتكم إليها المزاج والأحاسيس
أكثر من دور العقل , ولا يجتمع عليه رأيٌ واحد .

ألا ترى أن الحداثيين بالغوا في التحرر هذا وأكثروا من استخدام الرمزية في كتاباتهم
نعم أرى ولكن ليس الكل, ومع تعددية المدارس الغربية وما تبعهم من الشرق
مع بعض الاختلاف أصبحت الرمزية وهي عنصر هام من التجريد الشغل الشاغل للشعراء (الحداثيين)

قرأت شعراً فيه شي من هذا القبيل .. وبصدق كنت أحتاج إلى مفسر يفسر لي ما هو مكتوب .. وحجة هذا الصنف من الشعراء
( المعنى في بطن الشاعر )


معك حق في هذا
هنا يعتبر كما أسميه التجريد المغلق ولا معنى له لا في بطن ولا عقل أحد!
كما سيأتي لاحقا ً


فهل يستهويك هذا الكلام ؟ أم أن لك رأياً آخر ؟

نعم يستهويني ما تقوله أختي الغالية
وأنا على ثقة أنّ دافعها الغيرة على أجمل فنٍ أدبي وقد كان ديوان العرب وفخرهم
وأرجو أنه مايزال .

أبدأ -بحوله تعالى - بنقاط تثير تساؤلات ومن خلاله أعطي رأيا ً إن شاء الله

=السؤال الغالب من الكثيرين أين يذهب الشعر الآن ؟ وقد نحا إلى النثر حرا ً من قيوده.
إن لم يكن معقولا ً هذا الاتجاه وقد فقد جرسه الخاص وبقيت له الجملة الشعرية
وأخذ على كاهله التطور الجاري من مدارس متنوعة فما يميزه عن النثر الأدبي ؟
وقد فقد صلاحية الشعر وكامل الخصائص التي تميزه عن الخاطرة والقصة والمقال و....
=كانت التزعة التعبيرية السائدة فيما مضى والمباشرة للجمل الشعرية
=أتى التجريد - برأيي كما البعض - ليس منفصلا ً عن التعبيرية ( أوضحت هذا فيما سبق) وإنما استمرار وتطور, وتفعيل أليات التوازي والاستعارة والترميز و...
يؤدي إلى أبعاد أكثر استيعابا ً للرؤيا والأفكار الجديدة .
=إذن أرى التجريد لا يخرج عن التعبيرية ضمنا ً وإن اختلفت الصيغة اللغوية والبناء الفعال لمجاراة التطور.
=هناك قصائد ابتعدت عن التعبيرية ولغتها فوقعت في التجريد المغلق
=وهناك قصائد استطاعت إيجاد توليفة بينية من التعبيرية والتجريد فوصلت إلى القارئ وكانت أقرب للفهم والمشاعر.
=تساءل البعض لماذا ذهب الشعر إلى المعنى والرؤيا وابتعد عن الحس والمشاهدة؟
عندما دخلت الفلسفة بمدارسها إلى الفنون أخذت طريقا ً آخر .
أشبهه كما كان البعض يرى شعراء الحكمة -مثل أبو علاء المعري- ذهب بالشعر لطريق يعلو فيه صوت العقل على المشاعر.


الخلاصة ( حالياً)
الإغراق في التجريد وكما قلت ِ أختاه آنفا ً المبالغة في التحرر وهو هنا التجريد المغلق يعتبر -استعير نظرة ناقد- قاتل للشعر والشاعر
وكذلك الاقتصار على التعبير والمباشرة يفوت على الشاعر الغوص في عالم الرؤيا

وبهذا ..رأيي في الوسطية والموالفة كما بيّنت
وكل هذا فيه تفصيل وأراء ولا زال موضع جدل

والحمد لله ربّ العالمين

---------------------------
اللهم لك الحمد حتى ترضى ,ولك الحمد إذا رضيت , ولك الحمد بعد الرضا

إلهي دلّـني كيفَ الوصولُ؟
إلهي دلّـني مــاذا أقـــــولُ؟

محمد عبد الحفيظ القصّاب