عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2021, 05:11 AM
المشاركة 12
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: تأملات في المعرّي …… إهداء
هذه القصيدة إهداء مني للوالد الحبيب
مثلما طلبه منّي كهدية في يوم مولده
أرجو أن ينال رضاه ورضى القرّاء



أتحيا ولا نَجْلٌ هناك ولا عُرسُ
بلى أنتَ حيّ ليس في أمرِهِ لبسُ

تلمستُ إرشادي إلى حكمة الحِجا
فأدّى إلى استقصاء آرائِكَ اللَّمسُ

حنانًا رهينَ المحبسينِ ورحمةً
على الكون، قد أزرى بسكانِهِ الحبسُ

قتلتَ به الأشياءَ عِلمًا وخبرةً
فلم يُخفِ عنك اليومُ ما ضمَّهُ الأمسُ

أتيتَ بني الإنسانِ عن عبقريةٍ
يضيقُ عن استيعابِها الجِنُّ والإنْسُ

وغُصتَ بأسرار ابنِ آدمَ سالكًا
مجاهِلَهُ الشَّتَّى فأرهفكَ الحِسُّ

غرستَ بهم معنى الحياةِ سماحةً
وهل غيرُ هذا دون وحشتِهم أُنْسُ؟

وفَنَّدتَ بالرأي السَّديدِ مزاعمًا
مِن النّاسِ، لم تُشرقْ بساحتِها شمسُ

ولما نبا عنهم من الفهمِ ما نَبَا
تضاربتِ الآراءُ وارتطمَ الحَدْسُ

فَشَطُّوا، وأدنى ما رمَوْكَ بشَرّهِ
على جهلهم، هُزْءٌ برأيكَ أو بَخسُ

أناتُكَ أنّ القومَ شطّت حُلومُهم
ولو لم يكن هذا، لما فَسَدَ الغرسُ

وسِعْت صغار الطيرِ والوحش رحمةً
وضِقتَ فلم تظفرْ بها الخُرَّدُ اللُّعْسُ

أكنتَ ترى الأشياءَ قبل وقوعِها
فبادرَكَ الإشفاقُ أن يفسُدَ الجِنسُ

هو الفِكرُ إن ألقى على الغَيبِ ضوءَه
تكشّفَ حتى تستضيءَ به النفسُ

فتبصرُ بالإلهامِ ما كانَ خافيًا
وتدركُ بالإيحاءِ ما دونهُ الهمسُ

سكبتَ على الغفران فيضَ بلاغةٍ
يَحار الحِجا فيها وآياتُها خُرسُ

تبوَّأْتَ في هذي القلوبِ مكانةً
مُهيأةً فانطقْ وإنْ صمتَ الرمسُ

لعلّ وراء الموتِ سرًّا كشفتَهُ
فآثارُنا علمٌ وما بعده طمْسُ

لقد كنتَ درسَ المعجزاتِ بأمَّةٍ
أكَبَّتْ على إعجازِها الرومُ والفرسُ

وما زِلتَ تُعطيه لِمنْ ساغَ ذوقَهُ
أقبْلَ الرَّدى درسٌ، وبعد الرَّدى درسُ

إذا ثار فكرُ العبقريِّ تحطمتْ
مقاييسُ أهل الرأي وانكشفَ اللبسُ


ياسَمِين الْحُمود
النابغة الياسَمين
أتدرين؟
أبكي الآن وأنا أكتبُ لكِ
فرحًا بهذا الشعرِ العبقريّ الوَضيء
في هذا المشهدِ الاحتفاليِّ المَهيب
لا أتصورُ أن هناك من كتبَ في المَعرّي
أو سيكتُبُ بروعةِ ما أبدعتِ
- واللهُ على ما أقولُ شهيد -

بأبجدياتِ الكبار ..
في بحرِ الكبار .. بحر امرئِ القيس
كلي ثقةٌ بأن حبكِ للوالدِ الحبيب الرائع الطيبة
كان طاقةً دافعةً كبرى نحو قمةِ الخَلْقِ والإبداع
يستحقُّها وأكثر، مما تجودُ به يراعتُكِ الفريدة

وتستحق أن يكتُبَها لكِ بماء الذهب كما وعد
وكُلّي ثقةٌ بأنه سيفعل بل أتصورُ أنه
لو يستطيعُ لعلَّقَها لكِ في ذؤاباتِ السُّها

تستحقُّ قوافيكِ الياقوت:
أن يُبعثَ سوقُ عكاظ لِتُعلَّقَ فيه
على جدارِ المجدِ والخلود

شكرًا لجمالِ مِدادِكِ
الذي بعث الضادَ من مراقدِها
فأعاد للشعرِ مجدَهُ العتيق
بحروفٍ منضّدةٍ من اللآلئِ والعقيق

دُمتِ قِمّةً في الإبداعِ والعطاء
ودام لكِ الوالد الغالي نهرًا بالحنانِ يفيض
وكل يومٍ والأسرةُ الجميلةُ كلها بكل خيرٍ وهناء
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة