عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2015, 03:28 PM
المشاركة 9
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المهمة والغاية




سبق الإشارة إلى قضية الغاية والهدف من خلق الإنسان ودور الشيطان وحزبه في حرفه عن تلك الغاية ..

(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))الذاريات 56

((يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون )) الاعراف

(( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 38 ) البقرة


وقال صلى الله عليه وسلم :إن الدنيا حلوة خضرة. وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون.. الحديث..

وقال عليه السلام : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..

خلق الله الإنسان لعبادته وجعل له الأرض مقر قيامه بتلك العبودية دار الابتلاء والامتحان .. وانزل عليه الكتب وأرسل له الرسل من أجل هدايته

إلى طريق الرشاد .. وفي المقابل .. قام الشيطان وحزبه باجتيال البشر وحرفهم عن تلك الغاية إلى غايات أخرى بكلمات براقة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها السم الزعاف ..

((فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( 120 ) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ))

لم يقل إبليس لأدم هل أدلك على الشجرة المحرمة .. بل سماها شجرة الخلد

وهذا هو ديدن الشيطان وحزبه .. تسمية الأشياء بغير اسمها حتى تنطلى الشعارات الخداعة على بني البشر .. فلن يسمى لك الخمر باسمه ولا الزنى باسمه .. ولا حتى الكفر باسمه .. بل سيسمى لك الخمر شراباً روحياً ..

والزنى .. صداقة وحرية شخصية .. وسيسمى لك الشرك إبداع فكري ..

وهذا نسف للمعاني الشرعية التي علمها رب العزة لأدم عليه السلام وانزلها في الكتب السماوية على قلوب أنبيائه ورسله المقربين ..

مهمتك هى التوحيد .. وضدها الشرك .. ومن لم يعرف الشرك وقع فيه ..

مهمتك في الأرض ان تكون عبداً لله .. حق عبادته .. وخلق لك ما في الأرض من أجل تيسير مهمتك.. فهى وسائل وليست غايات (*)..

مهمتك أن تقوم بتسخير تلك الوسائل لتحقيق معاني العبودية ..

أنت لا تعمر الأرض غاية .. بل تعمرها طاعة لله .. فالأرض لله وليست لك وأنت مجرد مستخلف فيها ..سائراً فيها على شريعة الله (المنهج والمحجة .. أفعل ولا تفعل ) تتزوج طاعة لله وتنجب

وتربي ولدك ليكون في طاعة الله ويحمل من بعدك لواء التوحيد ..

الموظف مستخلف في وظيفته يطيع ربه في وظيفته .. والزوج مستخلف على زوجته وبيته .. والحاكم مستخلف على رعيته ومسئول عنها أمام الله فلابد أن يطيع الله فيهم ويقوم بحقوقهم عليه .. والرعية تقوم بحقوقها تجاه راعيها

طاعة لله .. وحده لاشريك له ..

والشيطان يقول لك .. الله في المعابد وفقط (عياذاً بالله ).. والأرض تسوسها

بحسب ما تراه أنت مصلحة فهى غايتك (الوصول للسعادة البشرية)

أن تلبس جيداً وتأكل جيداً وتحيا في رخاء.. ثم .... ماذا بعد ..

تكون حطباً لجهنم !....

تنتحر لأنك لم تهتم بغذاء الروح كاهتمامك بغذاء البدن .. لأنك لم تعرف غاية وجودك .. وأن عزل الدين عن الحياة هو نسف للغاية التي من أجلها رزقك الله الحياة .. فحياتك هبة من الله لغاية وهدف .. فكيف تنسف الغاية والهدف

وتتمسك بحياة زائلة بلا طعم او رائحة .. بلا هدف حقيقي ..

تصور رجل استعمل خادماً على أرضه وشرع له طريقة العمل في تلك الأرض

قال له :افمل فيها كذا وكذا..ولا تفعل فيها كذا وكذا.. فلما تمكن من الأرض .. صار يعمل فيها كما يحلوا له كأنها أرضه .. ولم تنتهى بجاحته عند ذلك الحد ..قال لصاحب الأرض : الأرض ملكي ولا علاقة لك بها .. أسوسها كما أشاء.. ترى كيف سيكون رد فعل صاحب الأرض.. المالك الحقيقي ..

(( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين))

الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن ..

((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))..

(( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) والغاية عند من تأثر بفكر الجماعات المنبثقة من رحم الجماعة الأم (الإخوان المسلمون) ليست مجرد الشعائر التعبدية بل الخلافة بمعنى القيادة والحكم.. حكم العالم .. فاحذره.