عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2014, 07:04 PM
المشاركة 8
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صحيح أن المسار بحاجة إلى تصحيح ، وهذه الرؤية بحاجة إلى التعميم ، فبالإمكان نقلها من "المثقف" أو المدجن حسب تعبيركم لتشمل السياسي والحقوقي و رجل الدين و غيرهم من الفاعلين المهتمين بالشأن العام ، من هذا المنطلق فنحن بحاجة إلى ميثاق مجتمعي جديد ، يوفر البيئة السليمة لهؤلاء للتنافس في خدمة المجتمع ، بدل أن يحرض بعضهم على بعض ، أو يمارس الواحد منهم الوصاية على الآخر ، فمتى انتفى الصراع السلبي بين هذه الأطراف حولوا مجهوداتهم إلى الإبداع في منافسة حقيقية قصد خدمة المجتمع .

لكن متى سعى الواحد منهم لممارسة وصايته على الآخر كانوا مصدرا للفتن و التنازع ، وحوّلوا مجهوداتهم نحو العصبية و الانغلاق الفئوي ، الذي يتنج صدامات لا تكون في صالح المجتمع ، فالمجتمع لابد أن يستفيد من كل طاقاته إن أراد السير قدما في تحقيق وجود حقيقي ، لا وجودا طوبويا فقط .

العودة إلى الأصول وصفة لا بأس بها إن كانت العودة ترمي إلى قراءة التاريخ ، و امتلاك الجرأة لقول هذا خاطئ وهذا متجاوز وهذا قابل للحياة وهذا هو روح وجوهر القوة ، لكن إن كانت العودة للسكن في الماضي ، و تكبيل المجتمع باجتهادات الأقدمين الصالحة لبيئتهم يومها فهذا لن ينفع في شيء ، بل هو نكوص وانهزام أمام الحاضر والمستقبل . نعم الأربيون قاموا بقراءة تاريخهم و أخذوا زبدة ما يوجد فيه من أقوال الحكماء وطوروها ، لكنهم لم يستنسخوا البيئة اليونانية . و لم يقوموا بإعادة إنتاج الماضي ، بل صنعوا حضارة جديدة .

ليس كل ما نطق به أفلاطون و أرسطو وغيرهم من الحكماء ضربا من ضروب الوسوسة ، وغلة من غلال إبليس ، فنحن على يقين تام أن كيد الشيطان ضعيف حتى أمام الإنسان ، وعندما تنسب إليه كل تلك المعارف و كل ذلك المنطق و كل تلك العلوم فهذا تعظيم لشأنه خارج عن نطاق المنطق .

ما الحل إذن : " نعم للتلاقح الحضاري ، نعم لقراءة التاريخ ، نعم للتعايش والتنافس الشريف ، لا للانغلاق ، لا للوصاية ، لا لاحتكار الحقيقة .

وشكرا