عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2014, 11:43 AM
المشاركة 7
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تصحيح المسار


سبق وأن قسمنا المدجنين إلى ثلاثة أقسام .. وبينت كيف يتم التعامل
مع ثلاثتهم المعاملة الشرعية التي تناسب كل منهم بحسب حاله ونسبة
التدجين التي وصل إليها ..
والأن سنقوم بتجربة عملية مع أحد الأنواع الثلاثة .. وهو النوع الذي
لايدري ولا يدري أنه لا يدري ..
كيف نقوم بتصحيح مساره ؟
نعم فهذا النموذج بحاجة إلى تصحيح مسار وقبل تصحيح المسار هو بحاجة إلى تصحيح أوضاع .. فالذي يمشي على رأسه ويفكر بقدميه لا شك أنه بحاجة
إلى تصحيح وضعه أولاً .. لأنك لو ذهبت تكلمه فلن يسمعك برجليه! .. لكن لو صححت له وضعه
وصارت أذنه مما يليك .. ساعتها .. يمكن أن يسمعك ويقبل منك .. فتبدأ في توجيهه في المسار الصحيح
والذي تم تدمير ونسف خريطته في كثير من الأذهان عبر العصور
منذ أن بدأ إبليس يعبث بالعقل البشري ويحرفه عن المهمة الأساسية
التي من أجلها خلق .. نعم .. فبداية التدجين أبعد مما تتصور ..
فالشيطان هو أول من اخترع التدجين .. واتخذ ممن دجنهم حزباً وجنداً .. الأمر قديم يا صاحبي .. فكن طويل النفس وتعال معي نصحح المسار .. ولا أدعي علماً خفياً ولا فلسفة شقية ..
إنما الميزان الذي سنزن به الأفكار والتوجهات هو ميزان متوفر
لدى كل مسلم .. إنه الوحي المعصوم .. فلم يتركنا ربنا عالة على
مائدة إبليس ولم يهبط الإنسان على الأرض إلا وقد تعلم الأسماء
كلها .. علم الرب جل وعلا أدم أسماء كل شيء .. التوحيد والشرك الحلال والحرام .. الحق والباطل .. المعروف والمنكر ..
هبط الإنسان
وهو يعرف ربه .. ويعرف حقيقة ما حوله وطبيعة مهمته ومن عدوه
ومن وليه .. ومن أين يستقي معارفه .. وهبط معه عدوه الأبدي..
الذي يعرف مهمته أيضاً .. وهى نسف المهمة الإلهية التي هبط بها
الإنسان على الأرض ببث مفاهيم مغايرة ومعارف مضادة لما تلقاه الإنسان من ربه .. فيصير الإنسان تائهاًُ لايدري من أين بدأ وكيف يسير وإلى أين ينتهي (*)..
كثير من هؤلاء لا يدري حقيقة وجوده في هذا الكون ..
لماذا هو هنا على هذه الأرض .. ولو أجاب فسيجيب من مائدة إبليس
ولن يجيبك من كتاب ربه الذي أنزله الله لهداية البشر .. وإرشادهم إلى المسار الصحيح .. بل ستجده يستنكف أن يذكر لك أية أو حديث
وسيأتي لك بكلام أفلاطون وسقراط وهو يشعر من داخله بالفخر والخيلاء وهو ينقل عن هؤلاء .. وهؤلاء نقلوا علومهم من من ..
من الوحي الإلهي المعصوم .. أم من وحي الشيطان الرجيم ..
بعضهم لو قلت له قال ابن عباس اشمأزت نفسه .. ولسان حاله ومقاله
يقول : ستعيدنا للقرن الأول الهجري .. ثم تجده يستدل بقول فيلسوف
عاش قبل ميلاد المسيح عليه السلام! ..
عاد بك إلى نخالة زبالة أفكار الوثنيين قبل ألفي عام .. وهو فخور!
من ابن عباس ومن أرسطو ؟..
الأول هو صاحب رسول الله ..صلى الله عليه وسلم ..
والثاني صاحب ماذا؟ .. من أين استقى علومه ومعارفه ..
فهمت الفرق الأن ...
ومازلنا في محاولة تصحيح الوضع والمسار..


ــــــــــــــــــــــــــ


(*) مراجع :أوائل حلقات في عالم السر والخفاء للدكتور بهاء الأمير مع الحذر مما فيها من
بذور إخوانية قمت بتلافيها أثناء صياغتي للكلام .. لكنها مفيدة في بابها ..